جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@17:33:59 GMT

في غزّة.. أنثى منكوبة!

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

في غزّة.. أنثى منكوبة!

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

 

الجمال لا يعني دائمًا جمال الشكل، كذلك القبح لا يكمن في الشكل دون الجوهر، ومن الطبيعي جدًا أن تميل الأنثى وتُقدِم على شراء مستخضرات التجميل وفق ذوقها الخاص وبحكم طبيعتها التي تحبّ الجمال، لكن الجميل أن تتذكر الأنثى العربية عند إقدامها على شراء مستحضرات التجميل وتتهافت دون بصيرة على العلامات العالمية، أن لها أختًا منكوبة في غزّة سُلبت أنوثتها وأصبحت مستحضرات التجميل لا تعني لها شيئًا، استبدلت جمال الشكل بجمال الجوهر، واستبدلت الرقة بقوة الصمود لتكسب استحقاق البقاء؛ فهل يُعقل ألاّ تقاطع العلامات الغربية إزاء ما يحدثُ في عزة وفي فلسطين عامة!

يعتقد الكثير من الناس خاصة النساء أن العلامات التجارية جميعها تعني الجودة العالية والابتكار والتميز والهوية الفريدة للمنتج، وهذا غير صحيح، فقد قرأت سابقًا عن فكرة العلامات العالمية وتفاجأت أنها لعبة اختُرعت من أجل الحصول من خلالها على أموال الأثرياء، هذا يعني أنها وُجدت للأثرياء وليس للشخص العادي، ولكن ما يحدث أنّ الجميع يتهافت عليها وكأنها الهرمون التجاري للسعادة.

وصلنا إلى أحرج الأوقات التي مرّت بها الحرب ووصلنا ليوم نرى فيه اقبال النساء على متجر جديد افتتح فرعه الأول في سلطنة عُمان، وهو أحد أشهر علامات التجميل في العالم، وتُثار حوله اتهامات تتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي.

فهل انتهى الاحتلال حتى نتصالح مع العلامات العالمية ونلوِّن بها وجوهنا ونقع تحت تأثير روائحها ونجرّب منها أحدث صيحات الموضة؟

هل ما زلتِ عزيزتي الأنثى العربية مهووسة بالعلامات الفرنسية بالرغم من موقف فرنسا المتأرجح مع غزّة والجاد والمتحيز في الوقت ذاته مع إسرائيل، هل توقفنا في عُمان عن المقاطعة حتى يُفتتح في مسقط متجر كهذا؟!

لكِ أخت في غزّة باتت لا تعرف معنى التجميل، ولا تعنيها روائح العطور، تدفن زوجها وأبنائها، وتصطف في صفوف المقاتلين وأنتِ من متجر لآخر تدعمين حربًا نكراء بكلّ سذاجة ضدها وعليها خصومها تناصرين! بأيّ منطق تفكرين؟!

ندرك من خلال ثقافتنا الدينية أن الجهاد إمّا بالنفس أو المال؛ فاتخذنا في ظلّ الوضع الراهن جهادنا بالمال من نهج المقاطعة، ومن خلال متابعتنا للأثر الذي ألحقته المقاطعة للشركات الموالية لإسرائيل، اتضح أنّ لها أثرًا كبيرًا لا يُستهان به، ممّا يدلل على أن المستهلك بإمكانه أن يختار لنفسه أن يكون الحلقة الأقوى أو الأضعف بحسب فكره وجديته وإرادته ونظرته للأمور. لم تعد هناك قيمة للأشياء في حال وجود البدائل؛ ففي البدائل متسع ومخرج للكثير من الأمور في الحياة خاصة الكماليات، فلماذا نتهافت ونتسابق مع الخواء إلى الخواء ونعود منه لا شيء معنا سوى الخواء؟

عزيزتي الأنثى العربية والعُمانية "قد يقتل الخطأ الطبي عدّة أشخاص، أمّا الخطأ الثقافي فيُبيد أجيالًا كاملة"، فكّري معي في هذه العبارة التي قالها الروائي الجزائري مولود معمري لندرك معًا أن ثقافتنا في التعامل مع الأمور بشكل أو بآخر له تأثيره، ماذا لو اتخذنا جميعا كنساء عربيات موقفًا حازمًا للوقوف مع أختنا المنكوبة في غزة واتجهنا للبدائل في شراء الكماليات وحتى الضروريات وزرعنا ثقافة المقاطعة في نفوس بناتنا، تأكدي أنكِ مؤثرة وفاعلة وتأثيرك سيصل كيفما كان نوعه، فلنحرص على ألاّ نتخلى عن إنسانيتنا كي لا نفقد أنوثتنا التي لن تعوضها أشهر علامات التجميل والأناقة، فلنكسب انسانيتنا وفكرنا وثقافتنا أولا، ونعمل على هذا المبدأ ونكون عونا لأختنا في الحرب لا عليها.

مخطئة عزيزتي حين تتوهمين أنك لا يستطيعين مناصرة أختك في غزّة وترين أن الحدود السياسية والجغرافية استطاعت فصلك عنها؛ لأن السمات المشتركة والهوية الدينية والثقافية ووحدة المبادئ والقيم ما زالت قائمة، فمن هذا المبدأ تستطيعين أن تؤثري بالإيجاب أو السلب، أن تكوني أختًا لها لا عدوة، داعمة لها لا عليها، فاختاري عزيزتي ما يليق بك كامرأة عربية لها ثقافتها وقناعاتها ومبادئ ثابتة لا تأبى للمتغيرات.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإحصاء: 42.8% زيادة في أعداد العلامات التجارية في مصر خلال 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم  السبت، بياناً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية حيث يحتفل به العالم يوم 26 أبريل من كل عام والذي أقرته الـدول الأعضـاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبــو) عام 2000 لتعزيز الوعي العام بدور الملكـيـة الفكريـة والاحتفـاء بمسـاهمـات المبتكريـن والمبــدعيـن لتنـميـة المجتمعــات، ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار " الملكية الفكرية والموسيقى: استشعار إيقاع الملكية الفكرية" .                                                                   

أهم المؤشرات
 
 

وأشار الجهاز إلى أنه من أهم المؤشرات المحلية أنه بلغ عدد الطلبات المقدمة للحصول على العلامات التجارية (42538) طلباً عام 2024.
وبلغ عدد الطلبات المقدمة من المصريين إلى مكتب العلامات التجارية المصري للحصول على علامات تجارية (33703) طلباً عام 2024.

كما بلغ عدد العلامات التجارية الممنوحة (23790) علامة تجـــارية في عــام 2024 ، وكانت مصر (19099) علامة تجارية ، باقي الجنسيات (4691) علامة تجارية ، مقابل (16659) علامة تجارية عام 2023 بنسبة زيادة بلغت 42.8 ٪.
 

وتصدر المصريين قائمة العلامات التجارية الممنوحة لعام 2024 بإجمالي (19099) علامة تجارية بنسـبة 80.3٪ ثم المتقدمين من الولايات المتحـدة الأمريكية بعـدد (1496) علامـة تجارية بنسـبة 6.3٪ ثم المتقدمين من دولة الإمارات العربية المتحدة بعـدد (512) علامـة تجـارية بنسـبة 2.2٪ من إجمالي العلامات التجارية الممنوحة عام 2024.

براءات الاختراع


وأضاف الجهاز أنه بلغ عدد الطلبات المقدمة إلى مكتب براءات الاختراع المصري (1860) طلباً عـــام 2024 للحـصول على بـراءة الاخــتراع، منهــم (586) طلباً للمصريـين بنسـبة 31.5٪، (1274) طلباً للأجـانب بنسبة 68.5٪.


 البراءات الممنوحة


وبلغ عدد براءات الاختراع التي منحها مكتب البراءات المصري (266) براءة اختراع عام 2024 منها (65) براءة اختراع للمصريين بنسـبة 24.4٪، (201) براءة اختراع للأجـــانب بنسبــة 75.6 ٪ من الإجمالي.


البراءات الممنوحة وفقا للتصنيف الدولي: 


وهناك (266) بـراءة اختــراع تـم منحهـا وفقــاً للتصـنيف الدولـي منها 68 براءة اختراع فـي مجال الاحتياجات الانسانية بنسـبة 25.6٪ من إجمالـي البـراءات المـمنوحة عام 2024 (25.0٪للمـصريين، 75.0٪ للأجانب) يلي ذلك البراءات الممنوحة في مجال الكيمياء والفلزات بعـدد (60) بـراءة اختــراع بنسبــة 22.6٪ (45.0٪ للمصـريين، 55.0٪ للأجـانب) ثم البراءات الممنوحة في عمليات التشكيل والنقل بعـدد (41) بـراءة اختـراع بنســـبة 15.4٪ (22.0٪ للمصـريين، 78.0٪ للأجـانب).

 

 البراءات الممنوحة للــدول


و تصدر المتقدميـن من المصريين المرتبــة الأولى حيث بلغت عدد البراءات الممنوحة لهم من مكتب البراءات المصري (65) بــراءة اخــتراع بنسـبة 24.4٪ وجــاء المتقدمين من الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بإجمالي عدد (41) براءة اختراع بنسبة 15.4٪، وجاء المتقدمين من اليابان في المرتبة الثالثة بإجمالي عدد (22) براءة اختراع بنسبة 8.3٪ من إجمالي البراءات الممنوحة عام 2024.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يتابع حملات التجميل وزراعة الأشجار بحي ثان المحلة
  • الماركات العالمية.. اللغة الصامتة
  • لمواجهة التهديدات الأمريكية.. تيك توك تستعد لاختراق مجال التسوق الإلكتروني باليابان
  • ثورة روبوتات الدردشة: هل ينتهي عصر بحث غوغل مع تحوّل العلامات التجارية؟
  • مستشفى الشيخ زايد التخصصي يستضيف مؤتمر أقسام جراحات التجميل بالصعيد
  • مستشفى الشيخ زايد التخصصي تستضيف المؤتمر الـ14 لأقسام جراحات التجميل بالصعيد
  • بعد تصاعد حملة المقاطعة.. الرعيض: تصريحاتي هدفها الحرص على مستقبل الاقتصاد الوطني
  • 42.8 % زيادة في أعداد العلامات التجارية من المكتب المصري
  • العبيدي: تجار المحاباة أغناهم الشعب بالاعتمادات واليوم يردون عليه بالتعالي
  • الإحصاء: 42.8% زيادة في أعداد العلامات التجارية في مصر خلال 2024