الهجوم على “قحت”.. حصان طروادة الإسلاميين
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
صديق الزيلعي
يستخدم الإسلامويون كل الحيل، والخدع، والأحابيل، للرجوع إلى السلطة، مرة أخرى، فالفطام قاس، لكنه التعود على المال السايب. فانقلاب ١١ أبريل كان لإيقاف المد الجماهيري العاتي للثورة، وتجاسر العسكر وقرروا الانفراد بالسلطة. فأرغمتهم جماهير ٣٠ يونيو على الارتداد والقبول بالتفاوض، وتمت حبكة الشراكة المضروبة، ليتم تعطيل الثورة من الداخل.
وجاء انقلاب ٢٥ أكتوبر لانتزاع السلطة كاملة لهم، رفضت الحركة الجماهيرية الانقلاب بقوة، وعزلته تماما. أدى فشل الانقلاب، والتغيرات الداخلية والخارجية، للوصول لمقترحات حل سياسي للأزمة. جن جنون الإسلامويين، وملأوا المنابر وعيدا وتهديدات، وزادوا وتيرة الخلافات، ليفجروا الحرب.
بعد اندلاع الحرب، تحول التكتيك، نحو شيطنة قحت، وتحميلها كل الجرائم والأخطاء وحتى اندلاع الحرب. والهدف واضح هو إضعاف الجبهة المدنية وتكريس الانقسامات وسطها، لتخلو لهم الساحة السياسية، مما يسهل قفزهم على السلطة.
تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لمدينة طروادة دام عشر سنين كاملة، فشلوا في اقتحام المدينة الحصينة. ابتدع قادة الجيش الإغريقي حيلة جديدة. صنعوا حصانا خشبيا ضخما، أجوفا من الداخل، تحت إشراف البؤس. ملى الحصان بالمحاربين، بقيادة أوديسيوس.
أظهر الجيش الإغريقي أنهم قنعوا من الحرب، ومثلوا أنهم رحلوا، واختفوا في الغابات. فرح الطرواديون بانسحاب الجيش الإغريقي. وصدقوا أن الحصان الضخم هو هدية لهم، كتعبير عن الصداقة. في جنح الليل خرج جنود الجيش الإغريقي، وفتحوا أبواب المدينة الحصينة، فخرج بقية الجيش من الغابات وهاجم المدينة، وسيطر عليها تماما.
الإسلامويين، بعد تسلط استمر ثلاثة عقود من الزمن، أذاقوا خلالها شعبنا، التعذيب والتشريد والحرمان من لقمة العيش، وعرضوا بلادنا للخراب والتدمير والحروب الأهلية والعزلة الدولية. عندما ثار الشعب من أجل الديمقراطية، فعلوا كل ما يخطر على البال من الأحابيل، لإفشال الفترة الانتقالية، ثم انقلبوا عليها، وفجروا الحرب اللعينة.
الآن، وبعد كل ذلك، كأن شعبنا يملك ذاكرة سمكية، يملؤون الآفاق بالشعارات الكاذبة والأمنيات القاصرة. وتحولت كل جهودهم لشيطنة قحت. وأن قحت هي سبب كل بلاوي بلادنا. وحشدوا مواقع السوشيال ميديا بشعار خبيث (قحت لا تمثلني).
الغريب، أن بعض الوطنيين والديمقراطيين، خدعوا بالشعار وصاروا ينشرونه، نكاية في قحت وما وقعت فيه من أخطاء شنيعة، خلال الفترة ما بعد الثورة. القصد من الحملة ليس قحت، وإنما هي حصان طروادة الإسلامويين، لضرب كل قوى الثورة، وفركشتها، وتعميق الخلافات بينها، وزيادة الشروخ الحالية، وسط القوى المدنية.
أقول، وحتى لا يتعجل البعض باتهامي بالانتماء لقحت، أو الدفاع عنها. أقول، إنما أدافع عن كل قوى الثورة، بمختلف مكوناتها، رغم التباينات بينها. وأود أن أؤكد أن قحت جزءاً من قوى الثورة، مهما اختلفنا حول تكتيكاتها وخطها السياسي. وقد قمت شخصيا بانتقاد قحت، عندما كانت في السلطة، وتملك نفوذا جماهيريا، في عدة مقالات، منها” المكون المدني يتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث” و “يا قائدا بلا معركة آن أوان المعركة “وغيرهما. ولكن لن أنخدع بمخطط الإسلامويين، مهما غيروا من جلودهم، ولن انزلق إلى مستنقعهم، وأشارك في الحملة.
الواجب أمام كل فصائل الثورة، ومكوناتها السياسية والنقابية والمدنية، أن تدخل في حوار عقلاني شفاف، يقيم الفترة السابقة، ويحدد أين أصبنا وأين أخطأنا، حتى نتعلم من هذه الدروس الهامة. ونستصحب معها أيضا تجارب الانتقال السابقة، في بلادنا.
نهدف من ذلك لتصحيح مسار ثورتنا، وإعادة الزخم لها. وأن نحدد خطواتنا القادمة، بشكل جماعي، وأن نرفض كل دعوة إلى الرجوع إلى أوضاع ما قبل الحرب، وأن نبعد العسكر نهائيا عن السياسية، ونحاسب من تسببوا في الحرب، وأن نخطو خطوات جادة نحو التأسيس لنظام ديمقراطي تعددي دائم ومستقر.
siddigelzailaee@gmail.com
الوسومصديق الزيلعيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صديق الزيلعي
إقرأ أيضاً:
مأرب تشهد 12 مسيرة حاشدة تحت شعار “ثابتون مع غزة.. و نواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”
الثورة نت /.
شهدت محافظة مأرب اليوم 12 مسيرة حاشدة تحت شعار “ثابتون مع غزة.. و نواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد” تلبية لدعوة السيد القائد وإحياء لذكرى غزوة بدر الكبرى.
حيث شهدت ساحة الجوبة مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي رفع المشاركون فيها العبارات ورددوا الهتافات المنددة بالعدوان الأمريكي على الشعب اليمني.. مؤكدين الجاهزية العالية لردع العدوان والاستمرار في الموقف الثابت نصرة للشعب الفلسطيني.
وخرج أبناء مديرية صرواح في مسيرات بساحات سوق صرواح وحباب والمحجزة،.. مؤكدين التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام عالية خلف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في مواجهة أئمة الكفر امريكا واسرائيل.
ونظم أبناء المربع الشمالي مسيرة حاشدة في ساحة مجزر.. استنكر المشاركون فيها استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.. مؤكدين الجهوزية القتالية لتنفيذ الخيارات التي تتخذها قيادة الثورة.
وشهدت مديرية حريب القراميش مسيرات بساحات باب حرة وشجاع والحزم، اعلنوا خلالها التحرك الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري والتعبئة العامة والإنفاق في سبيل الله والمقاطعة الاقتصادية.
وخرج أبناء مديرية بدبدة في مسيرة حاشدة، جدد المشاركون فيها الاستعداد لرفد الجبهات بالمال والرجال والتصدي لمخططات الأعداء في استهداف الشعب اليمني والنيل من سيادته وأمنه واستقراره.
وشهدت ساحات العبدية وقانية والعمود وجبل مراد ورحبة مسيرات حاشدة، أكدوا خلالها تأييدهم ومباركتهم لعمليات القوات المسلحة اليمنية في فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني واستهداف حاملة الطائرات الأمريكية والسفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر ردا على العدوان الأمريكي.
وأكد بيان صادر عن المسيرات، أن الشعب اليمني لن يقبل أن يكتب ضمن أمة كغثاء السيل، تخلّت عن إخوتها الذين يموتون جوعًا وعطشًا على يد العدو، مشددًا على أن التحرك نصرة لغزة واجب ديني وأخلاقي لا يمكن التراجع عنه.
وعبر عن الاعتزاز والفخر بقرار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني، معتبرا ذلك خطوة حاسمة في سياق المواقف الثابتة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.
كما أكد البيان أن الأحرار والمجاهدين من كافة أطياف الشعب اليمني، مستعدون لمواجهة كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف، وأنهم على أتم الاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل ذلك، مشددًا على أن المواجهة مع قوى العدوان خيار لا رجعة فيه حتى تحقيق الأهداف المشروعة.
وأعلن البيان عن تحرك شامل لمواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير من خلال التصعيد العسكري والتعبئة والمقاطعة الاقتصادية للأعداء، مؤكدًا أن هذه المواقف تأتي في سياق الرد الطبيعي على كل جرائم العدو الصهيوني وحلفائه.
وأوضح البيان أن التحرك لن يقتصر على جانب واحد، بل سيشمل تعزيز الجبهات الميدانية، والاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية، وتوسيع حملات المقاطعة الاقتصادية، والتصعيد في مختلف المجالات، لضمان تحقيق النصر والانتصاف للمظلومين في فلسطين والمنطقة.
ودعا البيان الأمة الإسلامية إلى الوقوف صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني، معتبرا دعم المقاومة واجبًا شرعيًا وأخلاقيً، وأن الموقف تجاه فلسطين هو موقف مبدئي لا يقبل التغيير أو المساومة تحت أي ظرف.