اتهم المخرج الهندي سوهام شاه شبكة "نتفليكس" بسرقة قصة فيلمه "الحظ" (Luck) الصادر عام 2009، مدعيا أن المسلسل الكوري الشهير "لعبة الحبار" (Squid Game) يُعد تقليدا واضحا لفيلمه.

ورفع شاه دعوى قضائية ضد الشبكة الأميركية بمحكمة فدرالية بنيويورك، مطالبا بتعويض مالي وحظر المسلسل من انتهاك حقوق الطبع والنشر الخاصة بفيلمه.

وتدور أحداث فيلم "الحظ" حول مجموعة من اليائسين الذين يتم إغراؤهم بالمشاركة في ألعاب خطيرة للفوز بمبالغ مالية ضخمة، حيث يدركون أن الخسارة تعني الموت، وأن موت زميل لهم يزيد من قيمة الجائزة للآخرين.

أما أحداث "لعبة الجبار"، فتدور حول 456 لاعبا، جميعهم غارقون في ديون مالية تم إحضارهم إلى مسرحية سرية لتقديم لعبة مميتة للأطفال، للحصول على فرصة للفوز بجائزة قدرها 45.6 مليار وون.

وفي الدعوى، يوضح شاه أن الفكرة الأساسية نفسها تظهر في "لعبة الحبار"، مما يجعل التشابه بين العملين غير قابل للتجاهل.

وأضاف شاه أن فيلمه صدر عالميا في 2009، قبل أن يظهر مسلسل "لعبة الحبار" الذي يقول كاتبه هوانغ دونغ هيوك إنه بدأ العمل عليه في العام نفسه، بحسب المخرج الهندي.

من جانبها، نفت "نتفليكس" هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، معتبرة أن الدعوى لا أساس لها من الصحة.

وأكدت الشبكة الأميركية أن "لعبة الحبار" هو عمل أصلي من تأليف هوانغ دونغ هيوك، مشيرة إلى أنها تعتزم الدفاع عن المسلسل بقوة في المحكمة.

وحقق مسلسل "لعبة الحبار" نجاحا عالميا ساحقا، حيث تجاوزت مشاهداته 1.65 مليار ساعة خلال 4 أسابيع فقط، ورفع من القيمة السوقية لـ"نتفليكس" بأكثر من 900 مليون دولار.

وحصل المسلسل الكوري الجنوبي على العديد من الجوائز المرموقة، من أبرزها جائزة غولدن غلوب عام 2022، حيث حصل الممثل الكوري الجنوبي أوه يونغ سو على جائزة أفضل ممثل مساعد، مما جعله أول كوري يفوز بهذه الجائزة.

كما حصل المسلسل على 6 ترشيحات لجوائز الإيمي في العام نفسه، وفاز بـ3 منها، بينها جائزة أفضل إخراج لمسلسل درامي، وهو أول مسلسل بلغة غير الإنجليزية يحصل على هذه الجائزة.

ومن المقرر أن يُعرض الموسم الثاني من "لعبة الحبار" في ديسمبر/كانون الأول 2024، في حين يُنتظر أن يصدر الموسم الثالث في 2025.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لعبة الحبار

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع

كنت أنوي الكتابة عن المسلسل من زاوية فنية خالصة؛ عن الأرقام القياسية التي حققها في نسب المشاهدة خلال وقت وجيز، عن براعة الكاميرا في تقنية الـ"وان شوت" التي خلقت تواصلًا بصريًا حيًا مع المشاهد، عن الأداء التمثيلي الذي تجاوز حدود النص، وعن الإخراج الذي التقط اللحظة قبل أن تنفلت.

لكن قلبي سبق قلمي،
فوجدت نفسي لا أكتب عن "نجاح عمل" فقط، وإنما عن قيمة أبعد من الأرقام. 

لا أتوقف عند "مشهد جميل"، وإنما أتتبع أثرًا تركه في الوجدان ولا يزال حاضرًا.

وجدتني أقرأ المسلسل من منظور تربوي، قبل أن أقرأه بعين ناقدة. 

رأيت في المراهقين الذين على الشاشة، وجوهًا حقيقية نراها كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا.

في زمن تتسابق فيه المسلسلات على اقتناص انتباه المشاهد، نجح هذا العمل في الرهان على الحصان الذي غالبًا ما يخشاه صناع الدراما: المراهقة.

ليست كل جريمة نهاية قصة، أحيانًا، تكون الجريمة بداية لأسئلة أكبر بكثير من القاتل والمقتول، هكذا يفتتح مسلسل Adolescence حكايته، بجريمة مروعة يرتكبها فتى في الثالثة عشرة من عمره، لكنها ليست سوى البوابة إلى عوالم داخلية معقدة.

فقد يبدو للوهلة الأولى أن المسلسل يقدم دراما ذات طابع بوليسي، لكن سرعان ما يتضح أن ما يُروى ليس عن الجريمة، وإنما عن السياقات التي سمحت لها أن تحدث.

الثيمة الأعمق هنا هي العزلة الرقمية، وكيف يمكن لطفل أن يضيع أمام أعين الجميع وهو متصل دائمًا، كيف أصبح الإنترنت وطنًا بديلًا للمراهقين حين غابت الأسرة والمدرسة عن احتضانهم.

يعالج المسلسل ببراعة مفهوم "الذكورة السامة"، ليس من خلال الخطاب المباشر أو التلقين، وإنما عبر تتبع التغير التدريجي في شخصية البطل "جيمي".

فتى يعاني من قلق داخلي، يبحث عن صورة لذاته في مرآة معطوبة، ويتلقى وابلًا من الرسائل الرقمية التي تشكل وعيه دون رقابة أو حوار.

جيمي ليس شريرًا، لكنه ضحية لفجوة بين الواقع والواقع الافتراضي؛ حيث تتحول مفاهيم القوة والقبول إلى معايير مشوهة تفرض عبر ضغط الأقران الرقمي.

المسلسل يدين فشل الأسرة والمدرسة في لعب دور الحامي والموجه، فرغم أن جيمي ينشأ في بيت محب، إلا أن الحوار الحقيقي غائب، واليقظة العاطفية مؤجلة. 

المدرسة، بدورها، تبدو مشغولة بالإدارة اليومية، غافلة عن مراهقين يتشكل وعيهم في أماكن أخرى لا يراها الكبار.

هذا الإخفاق المؤسسي لا يقدم بتجريم مباشر، وإنما كصورة متكررة لأب يحاول، لكن لا يرى، ومدرسة تحاول، لكن لا تسمع. 

وكأن الرسالة تقول إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي حين تكون أدوات التواصل مفقودة.

يتعمق المسلسل أكثر من خلال اعتماده على أسلوب السرد المتعدد؛ إذ تروى كل حلقة من منظور مختلف: الأسرة، الشرطة، الطبيب النفسي، والأصدقاء، هذا التنوع يقدم رؤية فسيفسائية دقيقة لأثر العزلة الرقمية، حيث تتكامل الأصوات لتشكل صورة شاملة لأزمة جيل بأكمله.

فنحن لا نرى جريمة، وإنما سلسلة من الفراغات، كل واحدة منها تساهم في صنع النتيجة النهائية.

من أبرز ما يميز مسلسل Adolescence هو تسليطه الضوء على التناقض العميق بين الارتباط الرقمي والانفصال الاجتماعي.  

فالمراهقون في هذا العمل لا يفتقرون إلى الاتصال؛ على العكس تمامًا، فهم يغرقون فيه، لكنهم يفتقرون إلى الحضور الحقيقي، إلى من يُصغي، لا من يراقب.

"Adolescence" مسلسل يخلخل يقيننا اليومي ويعيد توجيه البوصلة نحو جيل يعيش في عزلة مزدحمة بالضجيج الرقمي.

هو تذكير صارخ بأن الاتصال الدائم لا يعني الحضور، وأن المراقبة لا تعني الرعاية.

في كل مشهد نواجه حقيقة مريرة، هناك مراهقون يتشكل وعيهم في فراغ، تعيد صياغتهم خوارزميات بلا قلب، وتهملهم مؤسسات فقدت قدرتها على الإصغاء.

حتى أدوات الإخراج لم تكن عبثية؛ فـتقنية الـ"وان شوت" تجاوزت حدود الإبهار البصري، ونجحت في إيصال عزلة جيمي إلى المشاهد بصدق مباشر، دون فواصل أو فلاتر.
المسلسل لا يُنهي الحكاية، وإنما يفتح نقاشًا نحتاجه بشدة.

لأن السؤال الأصعب لم يعد: ماذا فعل الطفل؟
بل: أين كنا نحن حين كان يبحث عمن يسمعه؟

مقالات مشابهة

  • أحمد عزمي: ردود الأفعال حول مسلسل ظلم المصطبة أكبر مما كنت أحلم l خاص
  • صلاة القلق.. إبداع مصري يتوّج بـ«جائزة البوكر العربية 2025»
  • انطلاق عرض الموسم الأخير من مسلسل You كاملا
  • الجيل الصغير عارف كل حاجة| مخرج مسلسل منتهى الصلاحية يكشف كواليس الفكرة
  • أبطال وصناع مسلسل «برستيج» يحتفلون بانطلاق عرض المسلسل
  • الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران
  • البحث العلمي تفتح باب التقدم لمسابقة جائزة جون مادوكس.. تفاصيل
  • نتفليكس تطرح البرومو الرسمي للموسم الثاني من مسلسل “Wednesday”
  • تكريم 25 فائزًا بـ"جائزة الإجادة التربوية للمعلم العُماني"
  • منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع