جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@18:52:45 GMT

معهد ثقافي عربي في قلب ميلانو

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

معهد ثقافي عربي في قلب ميلانو

 

 

حمد الناصري

 

بما عُرف عنه من حُب للثقافة والعُلوم وتَشجيعه ودَعْمه السَخيّ لطالبي العِلْم والباحثين، فقد كان صاحب السُمو الشيخ الدكتور سُلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وما زال يأتي بمُبادرات مُتميزة ولامِعَة في تلك المجالات؛ وبما يُعزز المكانة الثقافية للإمارات العربية الشقيقة خصوصًا وللعرب عُمومًا.

وكانت آخر تلك المُبادرات الرائعة بافتتاح معهد ثقافي عربي، في قلب جامعة القلب المُقدّس الإيطالية بمدينة ميلانو، وذلك في يوم الجمعة الموافق 30 أغسطس 2024.

وقد شرَّف سُمّوه حفل الافتتاح وألقى كلمة بالمناسبة المُبهجة، مُعَبرًا عن اهتمامه الشخصي واهتمام دولة الإمارات العربية المُتحدة بالثقافة بشكل عام والثقافة العربية الأصيلة بشكل خاص وعن عُمق العلاقة التي تجمع الشارقة بميلانو، وكانَ من ثمار تلك العلاقة احْتضان جامعة القلب المُقدس في رحابها للمعهد العربي الثقافي، وبَعد سِنين مُثْمِرة من التعاون الثقافي والعِلمي، ومِمّا يُشكل تعزيزًا وتطويرًا للتعاون البَنّاء بين هيئة الشارقة للآثار وبين جامعة القلب المقدّس.

وأكّد سُموه على مَسَاعِيه الجادّة لبلورة جُهوده التَوّاقة لخدمة الثقافة واللغة العربيّتين، وقد عَبّر عن نفسه في الافتتاحية بأنه باحث ودارس للغة العربية التي تزخر بعجائب من كلمات ومُرادفات تشترك في مَعنى واحد، ظاهريًا وباطنيًا.

وذكر سُمّوه أنه ومن خلال بَحثه بين المعاجم والقواميس العربية عن أصُول هذه اللغة من حيث نشأتها ومرجعها، قد وجَد مَن ادّعُوا بأنّ هناك لغة تُسمى السامية، استنبطت من اسم سام ابن نوح عليه السلام، وأنّ له ابن يُسمى آرام وذلك ليس صحيحًا، وإنّما الآراميّة أتَت مِن إرَمْ على وزن هِرَم ووِرَم وتعني الأرض المُرتفعة التي نزلت بها قدم عاد بأطراف عُمَان "سلطنة عُمان الحالية"، وقد ذكرها الله في قوله "ألمْ تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد"؛ وهي إرَمْ التي تتميّز بكثرة الأعْمِدة وليس مَعناها آرام ابن نوح عليه السلام.

وقد كشف سُموه عن مَعْلومات أخرى في حفل الافتتاح، منها أنّ آدم عليه السلام وزوجه حوّاء، قد أتيا من شرق أفريقيا أو هُم قد تحَدّرا من القارة الأفريقية الشرقية، ومن هذه القارة انْطَلقا وانتشرت بشريتهم، وكان المكان الأنسب للانتشار هي جزيرة العرب، أي الجزيرة العربية الحالية. وقد أكّد سُموه أنّ الآثار الأولية لأبناء آدم عليه السلام اكتشفت في الشارقة، وقد اكتشفها بروفيسور هانز من جامعة تُيوبنغ، مُوضحًا أنّ الهِجْرات لا ترمز إلى عُبورهم من الجزيرة العربية ولكن بَعد الاكتشاف تم تصحيح الخرائط القديمة، ووُضِع خط أحمر يَخرج من شرق أفريقيا إلى الجزيرة العربية حتى يصل إلى الشارقة.

وأيضًا ما ذكره الشيخ سُلطان القاسمي، وهذا فخر للشارقة أنْ يكون بها الأوائل من أبناء آدم عليه السلام، وخِلال بحث سُموه، وجد أنّ اللغة العربية، هي نفسها اللغة التي خرجت إلى الجزيرة العربية، مُؤكدًا أنّ هناك كلمات عربية أصيلة قد لا تستعملها الشعوب العربية لِقِدْمها، ولكنها موجودة في القواميس، لافِتًا إلى مشروع للغة العربية، سيتم إنجازهُ وهو عبارة عن "معجم تاريخي للغة العربية" الذي سيكون من 125 مجلدًا، ويَحتوي كل جزء على 750 صفحة ويُفَسّر المعجم ما وُجد في قاموس اللغة اللاتينية، المُترجم إلى العربية.

وقد أضاف سُمو الشيخ سلطان القاسمي في كلمة الافتتاح قائلًا: "أنا الآن في بداية العمل على خمسة مجلدات للقاموس اللاتيني، آملا أنْ يَصدر ليُبيّن فيه القاموس العربي إلى اللاتيني.. وأنّه يَعْمُر الأرض ولا يُخرّبها، مُعَبرًا بأنه يَمُدّ يد التعاون في المجالات الإنسانية وليس في المجالات التخريبية، ونحمي الثقافة سواء أكانت عربية أم إيطالية أم لاتينية أو أي ثقافة أخرى، نُحافظ عليها من العبث". كما أشار سُموه إلى تشويه صُورة سيّدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في الأولمبياد الذي أقيم في باريس "فرنسا" إذْ كانت الصُورة فيها من العَبث الكثير.

كذلك ألقت الشيخة بدور بنت سُلطان القاسمية رئيسة مجلس هيئة الشارقة للكتاب خطابًا بالمناسبة، وعَبّرت عن سعادتها باللحظة التاريخية لافتتاح المعهد العربي الثقافي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو، مُؤكدة بأنها مُناسبة هامة وهي تجسيد عمليّ لتعزيز الحوار الثقافي والتعاون الأدبي بين الشارقة والعالم بأسره. وأضافت سُموها أنّ افتتاح المعهد الثقافي العربي بداية فصل جديد في مسيرة الشارقة الثقافية والأدبية، ومَسِيرة تَمضي لتتخطّى الحدود وتَعْبُر القارات براية الأدب التي طالما جمع القلوب ووحّد العُقول منذ الأزل.

خلاصة القول.. تأتي افتتاحية المعهد العربي في ميلانو في وقت تلاشى فيه التركيز على الثقافة العربية في حوارات ثقافية عربية؛ سواءً في أوروبا أو بقيّة قارات الأرض، ولكنها عادت لتنطلق من الشارقة إلى العالم مُعززة بدعم لا مَحدود من سُمو الشيخ سلطان القاسمي ولتفعيل دور المعرفة والإبداع في مدّ جسور التواصل المعرفي والحوار الثقافي العربي العالمي الإيجابي، وكان الاختيار على تأسيس المعهد ذا أبْعاد ثقافية ومعرفية وحضارية، وليكشف للعالم  الجوانب الفكرية التي بَقيت مَخْفِية لقرون في الحضارة العربية.

وآمل شخصيًا أنْ يُشرق المعهد العربي الثقافي عن الوجه الحقيقي للإبداع العربي الفكري في كل مناحي الحياة، وأنْ يكون مُلتقى للحضارات في واحة ثقافتنا العربية، وثقافة عادلة ومُنصفة، فالماضي رسالة وتُراث وإبداع حياتي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تونس- عربي 21- حليمة بن نصر

احتج عدد من المحامين بقصر العدالة بالعاصمة تونس، تنديدا بـ"التضييقات" والانتهاكات التي تطالهم، مؤكدين أن القضاء يعيش في حالة من "الخوف"، ومعتبرين أن "هذا أمر مرفوض لأن العدالة لا تتحقق إلا بقضاء حر ومستقل".

وحذر المحامون في احتجاجهم الذي مُنع الصحفيون من دخول المحكمة لتغطيته من "المحاكمات غير العادلة ومن الوضع الحساس والخطير".

وقال عميد المحامين التونسيين حاتم المزيو: "تحركنا اليوم احتجاجا على الانتهاكات والتضييقات الكثيرة والمتواصلة منذ سنوات على محامي الدفاع وكذلك القضاة".



وأكد العميد مزيو"لعربي21" أن "احتجاج اليوم رفضا للتضييقات الكبيرة المسلطة على المحامي وخاصة في الإطلاع على الملفات وزيارة منوبيه".

يشار إلى أن هناك عدد كبير من المحامين تحدثوا عديد المرات عن خروقات جسيمة تتعلق بملفات موكليهم، وخاصة في القضايا الكبرى من ذلك "ملف التآمر" ، ورفض المحاكم منحهم بطاقات زيارة لمنوبيهم بتعليمات واضحة وفق تأكيدهم.


في مقابل ذلك، نفت وزارة العدل ما اعتبرته "ادّعاءات مهما كان مأتاها بوجود انتهاكات جسيمة مسلّطة على المحامين، أو بالتعدّي عليهم أو تهديدهم بالملاحقات الجزائية أثناء أدائهم لوظائفهم".



وأكدت الوزارة أن حق الدّفاع يمارس في كنف الاحترام التام للقانون، ووفقا للضوابط المقرّرة به، مشيرة إلى أنها ستتصدى طبقا للقانون ضد أي اعتداء يتعرّض له السادة المحامين أو ينال من اعتبارهم.

وحذر العميد المزيو من "التعليمات التي تسلط على القضاة أيضا والعمل في مناخ "غير آمن وفي حالة خوف وهو ما يؤكده القضاة أنفسهم" على حد تعبيره.

وشدد المزيو أن "كل ما يحصل من تضييقات على المحامين والقضاة أمر لا يمكن القبول به"، مشيرا إلى "التأخير الكبير في الاستجابة لمطالب الإصلاح وخاصة في إرساء المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة الدستورية".


وكان الرئيس سعيد قد قام بحل المجلس الأعلى للقضاء إثر إعلان الإجراءات الاستثنائية في شباط/ فبراير 2022 واستبدله بالمجلس الأعلى المؤقت للقضاء.

وفيما يتعلق بالمحكمة الدستورية، فقد فشل البرلمان المنحل في أكثر من مرة في التوافق وتركيز هذه المحكمة.


ونبه العميد حاتم المزيو من أن " الوضع بالبلاد حساس وخطير " وأن هناك محاكمات اليوم " غير عادلة " من ذلك محاكمة المحامية المسجونة سنية الدهماني مؤخرا من خلال منع الدفاع من استكمال المرافعات .

وفي تعليقه على قرار منع الصحفيين من دخول المحكمة وتغطية الوقفة الاحتجاجية أكد العميد المزيو أنه " مخالف للقانون رغم التنسيق المسبق مع الجهات المختصة ووكيل الجمهورية الذي وافق على دخولهم " مشددا على أن " التضييقات التي تطال الصحفيين ومنعهم من تغطية احتجاج المحامين لن تمر ".


يشار إلى أن الصحفيين وفي عديد المرات في المدة الأخيرة قد تم منع دخولهم للمحكمة وتغطية تحركات احتجاجية للمحامين وهو ما استنكرته ونددت به نقابة الصحفيين بشدة .

يشار إلى أن هيئة المحامين قد أعلنت منذ بداية الأسبوع الجاري عن جملة من التحركات الاحتجاجية، منها حمل الشّارة الحمراء لمدّة أسبوع ، مع تنظيم وقفات احتجاجية بقصر العدالة بالعاصمة وبمقرّات المحاكم الابتدائية بمرجع نظر بقيّة الفروع بالجهات، مع مقاطعة "التساخير والإعانات العدلية" لمدّة أسبوع بداية من يوم الاثنين الماضي.

مقالات مشابهة

  • انطلاق ملتقى الشعر العربي في نيجيريا
  • تونس- عربي 21- حليمة بن نصر
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • بقصائد تلامس شغاف القلوب “ملتقى نيجيريا” ينبض بالشعر العربي
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة العربية السعودية لحصولها على المركز الأول إقليميًا والرابع عالميًا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، ويؤكد: ثمار مباشرة للرؤية الطموحة “2030”
  • طلاب جامعة حلوان يشاركون في صالون ثقافي بحضور وزير الشباب والرياضة 
  • طلاب جامعة حلوان يشاركون في صالون ثقافي بحضور وزير الشباب
  • بعد 4 سنوات من اتفاقيات أبراهام.. احتفاء إسرائيلي وزيادة التبادل التجاري العربي
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة