بوابة الوفد:
2025-03-16@20:26:36 GMT

فاتورة غرور إثيوبيا

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

حسابات إثيوبيا الخاطئة واتخاذها خطوات أحادية فيما يخص سد النهضة، بالمخالفة لاتفاق المبادئ الثلاثى المبرم عام 2015 مع مصر والسودان، وتعمدها التأثير المباشر على دولتى المصب وضعها فى موقف صعب لا تحسد عليه خصوصا بعد التصرفات التآمرية لرئيس وزرائها آبى أحمد، واتخاذه خطوات إجرائية وتحالفات مشبوهة هدفها خنق مقدرات مصر.

لم يدرك رئيس الوزراء الإثيوبى خطورة الموقف، وأصر على المضى فى عناده، غير ملتفت لصلابة الموقف المصرى الذى يصر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتحاور وإعمال لغة العقل بدلا من «فرد العضلات» لتبدأ مصر تحركاتها المشروعة والمدروسة دفاعا عن أمنها القومى.

نتصور أن اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الصومال سوى نقطة الانطلاق إلى عمق القرن الإفريقى لتصل المعدات العسكرية المصرية إلى مقديشو.

وواصلت مصر تعمقها فى القرن الإفريقى، حيث زار السبت، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، يرافقه وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى، العاصمة الإرترية أسمرة، حيث عقدا لقاء مع الرئيس الإرترى إسياس أفوركى، توافق خلاله الطرفان على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، وتكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار فى السودان وضرورة الحفاظ على وحدته وسلامة كامل أراضية.

الزيارة الهامة جاءت فى الوقت الذى تتصاعد فيه التوترات بين مصر والصومال ضد إثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع الحكومة المتمردة فى أرض الصومال.

الزيارة تحمل بعداً أمنياً وسياسياً وتكتسب أهميتها من خلال التنسيق بين القاهرة وأسمرة فى عدة ملفات على رأسها توترات الملاحة فى البحر الأحمر وتداعياتها على قناة السويس، ومواجهه ما تشكله التحركات الإثيوبية الأخيرة من تهديد للقرن الإفريقى.

الموقف الإرترى كان واضحا حيث أعلنت على لسان خارجيتها عقب الزيارة أن الاتهامات التى توجهها جهات للقاهرة بزعزعة استقرار المنطقة، هو تبرير لأخطائهم الاستراتيجية.

إثيوبيا من جانبها تعمل جاهدة على إشعال فتيل الحرب فى القرن الإفريقى بأقصى سرعة، حيث أشعلت حدة التوترات مع الصومال بصورة غير مسبوقة على مستوى التصعيد العسكرى، وحركت فرقة عسكرية كاملة تجاه إقليم جيدو فى إشارة من جانبها لخوض حرب ضد الصومال.

منطقة جيدو تنشط فيها حركه الشباب الإرهابية، والمفروض أن هذه المنطقة يوجد بها مهمة عسكرية تابعة للاتحاد الإفريقى وتتكون قواتها من عدة دول من بينها إثيوبيا، وهذه القوات تنتهى مهمتها فى نهاية العام الجارى، وسوف تحل محلها بعثة جديدة لدعم الاستقرار فى الصومال وتشارك فيها قوات مصرية تقدر بخمسة آلاف جندى للمرة الأولى.

القوات الإثيوبية بدأت من الآن اتخاذ خطوات عسكرية خطيرة فى الإقليم، فعقدت تحالفًا مع جماعة الشباب الإرهابية، ولم تكتف بتحريك فرقة عسكرية، بل قطعت كل الطرق المؤدية للإقليم وأغلقتها كما بدأت تعزز من تواجدها فى إقليم جيدو، وأغلقت ثلاثة مطارات أساسية، مما يؤكد أن إثيوبيا لن تنسحب من الإقليم مع انتهاء مهمة الاتحاد الإفريقى، وأنها تستعد للبقاء والحرب.

الصومال من جانبها أعلنت أنه فى حال عدم انسحاب القوات الإثيوبية من إقليم جيدو فى نهاية العام الجارى، فإنها سوف تعلن الحرب رسميا على إثيوبيا.

باختصار.. مصر لا تسعى للحرب ولا تجعله خيارا وحيدا وبذلت على مدار أكثر من 13 عاما جهودا شاقة فى المفاوضات مع إثيوبيا، إلا أن عناد آبى أحمد وإصراره على العمل منفردا وتنفيذه لأجندات مشبوهة أغلق جميع الأبواب أمام المفاوض المصرى، ووصلت جميعها إلى طريق مسدود.

أخيراً نجحت مصر فى حصار إثيوبيا داخل القرن الإفريقى لتدفع فاتورة غرورها وعنادها وتهديدها لدول الجوار، وسوف تكشف الأيام المقبلة العديد من التطورات المتلاحقة.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار مصر والسودان القرن الإفریقى

إقرأ أيضاً:

أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي

وسط حديث عن ضم أراض أوروبية وعجز في أوساط الدول الديمقراطية وفي ظل مشاهد أداء التحية النازية، يهيمن تقارب دونالد ترامب الصادم مع روسيا على مشهد جيوسياسي يعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى كثيرين حقبة صعود الفاشية والرد الغربي الضعيف في ثلاثينيات القرن الماضي.

ورغم أن قرنًا يفصل بين الحقبتين، فإن مؤرخين على ضفتي الأطلسي يخوصون في أعماق تخلي ترامب عن عقود من المبادئ الأميركية والأوروبية في وقت يشهد فيه العالم حروبا ونزاعات.

وقال جون كونيلي المؤرخ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي "نعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي لأنها كانت فترة حاسمة عندما كانت الديمقراطيات أمام امتحان وفشلت في وضع حد للدكتاتوريين".

وأفاد "في هذه الأيام، يتم الإقرار بأنه كان باستطاعتها تشكيل جبهة موحدة ضد هتلر وتجنّب الحرب".

وفي مثال على ذلك، أعادت إهانة ترامب العلنية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، ونبرته التصالحية حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد 3 سنوات على الحرب، إلى الأذهان ضم ألمانيا عام 1938 إقليم السوديت.

وبينما كانت سيطرة أدولف هتلر على المنطقة الواقعة في تشيكوسلوفاكيا حينذاك موضع خلاف، قبلت بها القوى الأوروبية لاحقا من خلال اتفاقية ميونخ التي فشلت في الحد من طموحات الفوهرر العسكرية.

إعلان

عبّر زيلينسكي عن المخاوف ذاتها، وقال إن من شأن السماح لبوتين بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا أن يشجّعه على السيطرة على أراض أخرى، في مولدوفيا مثلا أو حتى في رومانيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ويطمع ترامب نفسه بالاستحواذ على غرينلاند "بطريقة أو أخرى"، رغم أن الجزيرة جزء من الدانمارك، وهي عضو مؤسس لحلف شمال الأطلسي إلى جانب الولايات المتحدة.

مقارنة لا مفر منها

 ويقول يوهان شابوتو -وهو فرنسي متخصص في ألمانيا النازية- إنه "لا مفر من المقارنة لأن معظم اللاعبين السياسيين -أي باختصار قادة العالم- يشيرون بأنفسهم إلى التطور الذي قاد إلى الحرب العالمية الثانية، وهو النازية".

وحتى قبل أن يؤدي مستشار ترامب الملياردير إيلون ماسك ما رأى فيها كثيرون تحية نازية، أثارت ولاية الرئيس الأولى جدلا واسعا بشأن الطبيعة الفاشية لحكمه.

وقال كبير موظفي ترامب في ولايته الأولى، جون كيلي، إن "التعريف العام للشخص الفاشي" ينطبق على ترامب. واتفق مساعدون آخرون له بينهم الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي مع هذه الرؤية.

وازداد الجدل مع تجاهل ترامب لأعراف الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض وتحرّكاته الرامية لإحداث انقلاب في الإدارات العامة والسياسة الخارجية.

 ولطالما قاوم الخبير السياسي والمؤرخ الأميركي روبرت باكستون استخدام مصطلح "الفاشية"، معتبرا أنها "كلمة تولد التوتر أكثر مما تقوم بدور التوضيح".

لكنه تراجع عن موقفه بالنسبة لترامب حتى قبل إعادة انتخابه بأصوات أكثر من نصف الناخبين الأميركيين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأشار باكستون إلى تشجيع ترامب أنصاره للهجوم على الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، فيما سعى لانتزاع السلطة رغم خسارته الانتخابات قبل أسابيع على ذلك.

إعلان

وقال باكستون لـ"نيويورك تايمز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الفاشية لدى ترامب " تتفجر من الأعماق بطرق مقلقة للغاية، وهو ما يشبه بشكل كبير الفاشية الأصلية".

الحق مع الأقوى

منذ عودته إلى السلطة، يستحضر تجاهل ترامب للقانون الدولي وحربه التجارية مع الحلفاء والخصوم على حد سواء واستهزاؤه بالسيادة الوطنية، عقلية "الحق مع الأقوى" التي سادت بين الحربين العالميتين.

يشير المؤرخ الفرنسي والخبير بالمحرقة تال بروتمان إلى وجود "العديد من أوجه التشابه في ما يتعلق بالجمود السياسي وضعف بعض الأفكار المقبولة والدوس على القانون الدولي والاستخدام غير المقيّد للقوة والفظاظة مع حلفائه".

ويضيف "هناك تعريفات عدة للفاشية، لكن لدى جميعها صفة رئيسية هي القوة الضارية".

 لكن أمورا كثيرة تغيرت أيضا على مدى القرن الماضي. تحقق كل من الولايات المتحدة وأوروبا ازدهارا اقتصاديا بشكل لم يكن من الممكن تخيله بعد الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، والتي وفرت أرضا خصبة لصعود أنظمة استبدادية في ألمانيا وإيطاليا.

 وأشار كونيلي إلى أن "الغريب هو أن الولايات المتحدة انتخبت رجلا معاديا للديمقراطية رغم النمو الذي يشهده اقتصادها".

وبعد الحرب العالمية الثانية، أنشأ المجتمع الدولي مؤسسات لضمان التعاون وتجنّب سفك الدماء على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي.

كما تم تعزيز المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للتشجيع على احترام سيادة القانون.

وقال شابوتو "بعد العام 1945، قررنا حرفيا أن نجعل العالم أكثر تحضّرا ونجعله مدينة نحترم فيها القانون بدلا من قتل بعضنا بعضا".

لكن يبدو أن هذه الضوابط تلقت الآن ضربة قوية.

 وقال كونيلي إن "هذه القوانين قائمة لكن المشكلة هي في أن إدارة ترامب لا تحترمها، وهو أمر مفاجئ بالنسبة للجميع".

إعلان

 وأضاف أن "الولايات المتحدة لم تستخلص العبر من التاريخ".

مقالات مشابهة

  • طرق دفع فاتورة الغاز المنزلي بالموبايل في خطوات سهلة
  • مهلة حتى عيد الفطر.. تحذير هام لأصحاب عداد الكهرباء القديم
  • أنطوان كرباج يفارق الحياة عن عمر يناهز 90 عامًا
  • الكويت تسلّم العراق اثنين من المتهمين بـ سرقة القرن
  • فاتورة تتخطى الـ 150 ألف جنيه.. سعر سحور مطعم الشيف بوراك
  • 45 مليون طن.. الزراعة: المخلفات الزراعية تقلل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج
  • باق أسبوعين.. تحذير هام لأصحاب عدادات الكهرباء القديمة قبل العيد
  • أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي
  • “دير نوفوديفيتشي” للراهبات.. أجمل وأقدم دير في روسيا (صور)
  • بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟