بوابة الوفد:
2024-09-18@18:38:06 GMT

كيف نحتفل بالرسول؟

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

تحلُ علينا ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ودائما أتساءل كيف نقدّم الرسول للآخرين؟ نحن المسلمين نعرف قيمته وفضله؛ مازلت أتذكر كيف أقدم أحد أساتذة علم النبات فى جامعة بون بألمانيا حيث كنتُ أدرِّس فى هذه الجامعة التى حصل عدد كبير من علمائها على جائزة نوبل قدّم هذا البروفيسور محاضرة عامة عن حديث النبى صلى الله عليه وسلم فيما معناه:»إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها،  بنى محاضرة كاملة على هذا الحديث متسائلا: كيف لرجل فى الصحراء العربية يعلم البشر والإنسانية والعالم كله إذا قامت القيامة ولكن مازالت شتلة (نبتة صغيرة )فى يد أحدنا فلا ترمها فوق الأرض لأنها ستموت وإنما حاول أن تغرسها فى الأرض دون معرفة مصيرها المحتوم ولكن الدرس كبير جدا فى تعليم حب البيئة وحب الحياة وحب النبات، كانت المحاضرة رائعة وكنت مندهشا كيف التقط هذا البروفيسور هذا الحديث وهو يحكى بحب عن هذه الرحمة وعن هذه الإنسانية التى تجلت فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا ذكّرنى أيضاً بما كتبه أحد العلماء حول دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الناس إلى عدم الإسراف فى الماء حتى لو كان على نهر جارٍ؛ كيف نقدمه صلى الله عليه وسلم عندما يتحدث عن تلك المرأة التى دخلت النار لأنها حبست قطة؛ كيف نقدمه للآخر عن تلك الحادثة التى تروى أن رجلا قاتلا بينما كان يسير فى الصحراء وأبصر كلبا عطِشا فنزل البئر وسقى الكلب بخفّه فدخل الرجل الجنة؛ هذا التسامح مع الإنسان ومع النبات ومع الحيوان ومع الكائنات كلها؛ هذا ما ينبغى أن نصدّره للعالم عنه صلى الله عليه وسلم؛ فهذا الوجه الجميل فى قمة التسامح وهو يقف فى وسط الكعبة وكفار مكة يرتجفون خوفا من انتقامه لما فعلته أيديهم وأفواههم به وبصحابته وهو يسألهم هذا التساؤل ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ ينتابهم الخوف من ثأره والرجاء فى عفوه؛ يقولون: أخٌ كريم وابن أخ كريم،  كان بإمكانه أن يشير لمئة ألف مقاتل ينتظرون إشارته انتقاما ممنهم لما فعلوه فيه صلى الله عليه وسلم وفى صحابته لكنه يقول لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

« مختتم الكلام

خُلُقٌ عظيمٌ قال فى قرآنهِ

سبحانه وهو الذى سوّاهُ

ماذا ستكتبُ أنتَ فى أوصافهِ

والله يشهدُ - سيدي- وكفاهُ

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم جائزة نوبل فوق الأرض صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

لماذا نحتفلُ بالمولد النبوي الشريف؟

يمانيون/ كتابات/ د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي

مقالات مشابهة

  • أشعر بالخجل يوم ميلاد النبي
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • الأسوة الحسنة
  • لماذا نحتفلُ بالمولد النبوي الشريف؟
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • صعدة .. حشد جماهيري غير مسبوق إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • مئات الآلاف من أبناء محافظة صعدة يحيون ذكرى المولد النبوي الشريف