دبي: «الخليج»
جمعت «خلوة السفراء» التي نظمتها مؤسسة «القمة العالمية للحكومات»، بالتعاون مع وزارة الخارجية، نحو 100 سفير ورئيس بعثة دبلوماسية في دولة الإمارات، لمشاركة رؤاهم وأفكارهم في أفضل الممارسات، لتعزيز التعاون الدولي الإيجابي الهادف لترسيخ حكومات المستقبل، ضمن مبادرات القمة، لتوفير منصة تتيح لرؤساء البعثات الدبلوماسية وقيادات القمة العالمية للحكومات، فرص تعزيز العلاقات والتواصل، وإطلاق حوار مفتوح يناقش أبرز المستجدات والتطورات العالمية في مجالات العمل الحكومي، ويستشرف التحديات المستقبلية ويستكشف الحلول المبتكرة الكفيلة بمواجهتها.


ونظمت «الخلوة» بحضور محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، وعهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، نائبة رئيس القمة، وعمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب رئيس القمة، ومشاركة واسعة لقيادات ومسؤولين في حكومة الإمارات، وحضور بارز لسفراء الدول وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة.
وأكد محمد القرقاوي، في كلمته خلال الخلوة، أن القمة تمثل المنصة الأكبر عالمياً التي تتجاوز تباينات السياسة وتضارب المصالح، لتجمع الحكومات ورواد الأعمال والخبراء والمتخصصين في حوار مفتوح محوره التعاون في تصميم وتشكيل مستقبل أفضل للمجتمعات، وضمان غدٍ أفضل للأجيال القادمة.
وقال: إن القمة تعمل على تجسيد رؤى وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لبناء جسور التواصل بين الدول، لتحقيق الأهداف المشتركة، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز التعاون والشراكات الدولية البنّاءة وتوسيع قنوات الحوار والتواصل بين حكومات العالم، في مجالات استشراف وتصميم وصناعة مستقبل العمل الحكومي لخير المجتمعات.
وأضاف أن حوار السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في دولة الإمارات، يرسخ بيئة مثالية للشراكة الدولية الإيجابية التي تسعى القمة لتمكينها وتعزيزها وتوسيع مجالاتها، مع الدول والحكومات والمنظمات والمؤسسات التي تتشارك معها الرؤى بأهمية العمل المشترك لتعزيز الركب العالمي إلى المستقبل، وتمكين المجتمعات من الحلول الكفيلة بمواجهة تحديات اليوم، واستباق تحديات الغد.
عمر سلطان العلماء
واستعرض عمر سلطان العلماء، أبرز محطات مسيرة نجاح القمة، منذ وضع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، عام 2012 رؤية لتأسيس منصة عالمية جامعة لاستشراف وتمكين حكومات المستقبل، حين أطلق دعوة للحكومات لتجتمع وتخطط وتفكر وترسم مسارات مستقبلية تمكّنها من إيجاد الحلول الاستباقية لأهم التحديات التي تواجه البشرية.
وأكد نجاح القمة في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً لتبادل المعرفة بين الحكومات، مع التركيز على تسخير الابتكار والتكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية التي تواجه البشرية، إذ استضافت منذ تأسيسها نحو 42 ألف مشارك من 140 دولة، بما في ذلك 70 رئيس دولة وحكومة، ونحو 2,400 متحدث. وقد أسهم المشاركون في نحو 1,800 جلسة تفاعلية وورشة، ما يعكس التأثير العالمي للقمة كونها ملتقى لقادة الحكومات والعالم.
وأشار إلى أن الدورة الماضية ركزت على تعميق الشراكات الاستراتيجية والتعاون بين الحكومات، والمنظمات الدولية، والمبتكرين في القطاع الخاص، بمشاركة نحو 790 متحدثاً في جلسات أضاءت على محاور عدة منها: مستقبل الذكاء الاصطناعي، والاقتصادات الناشئة، ومستقبل التمويل العالمي. كما نظم 15 منتدى و21 طاولة مستديرة عالية، و14 فعالية مصاحبة، كما أطلقت 39 تقريراً استراتيجياً، بالتعاون مع شركاء المعرفة من مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، بهدف دراسة التوجهات العالمية في مختلف القطاعات وتقديم استراتيجيات فعالة لخلق نماذج حكومية مبتكرة.
وتطرق سلطان العلماء، إلى المحاور الأساسية للدورة المقبلة التي ستعقد من 11 إلى 13 فبراير 2025، وتتضمن: الحكومة الفعّالة، والتمويل والاقتصاد، ومواجهة الأزمات، وتصميم مستقبل لخدمة الإنسان، والجاهزية للتحولات الصحية المقبلة، والآفاق الجديدة للمستقبل. مشيراً إلى أنها ستشهد تنظيم 110 جلسات، وإطلاق 30 تقريراً استراتيجياً، ومشاركة نحو 200 متحدث، و80 من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية، وستستضيف نحو 6 آلاف مشارك.
مشاركة دولية واسعة وحوارات تفاعلية
وشهدت «خلوة السفراء» عقد طاولة مستديرة تفاعلية، شارك عبرها السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الدولة، رؤاهم وأفكارهم لتعزيز مجالات التعاون الدولي الهادف لصناعة المستقبل، وتمكين الجيل الجديد من العمل الحكومي.
وهدفت الطاولة، التي ضمت ثلاث حلقات نقاشية مركزة، إلى تعزيز التعاون الدولي، واستكشاف الحلول المبتكرة للتحديات المستقبلية، وتبادل الأفكار الخاصة بالاستراتيجيات الدبلوماسية والحكومية المستقبلية.
وشملت عدداً من المحاور، أبرزها: دور التكنولوجيا في إعادة تصميم مدن المستقبل، والعوامل المشتركة في تشكيل المستقبل العالمي الناشئ، وتسريع أثر القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة.
واستعرض فريق مؤسسة القمة، أهم ملامح الدورة المقبلة، وتطرق إلى محاورها وتوجهاتها، وناقش مع المشاركين من السفراء والدبلوماسيين رؤاهم وأفكارهم لإثراء أجندة القمة، وتعزيز دورها في تطوير الحلول للتحديات العالمية، وتحديد المسارات والتوجهات المستقبلية للعمل الحكومي.
يذكر، أن خلوة السفراء، تمثل إحدى المبادرات السنوية الدورية التي تنظمها مؤسسة القمة، في إطار دورها ورسالتها العالمية القائمة على توفير منصة محفزة للشراكات الداعمة لصناعة المستقبل، وضمن مبادراتها التي تركز على التوجهات العالمية الكبرى، وإشراك المعنيين في مختلف القطاعات، في تشكيل المسارات المستقبلية للمجالات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان ومستقبل المجتمعات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات البعثات الدبلوماسیة سلطان العلماء

إقرأ أيضاً:

المنتدى الاستراتيجي العربي يناقش دور استشراف المستقبل في تعزيز صناعة القرار

في إطار رؤيته لترسيخ الفكر الاستراتيجي وتعزيز قدرات القيادات المستقبلية، نظم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة لمنتسبيه جلسة حول التوجهات العالمية في 2025 وقدمها المنتدى الاستراتيجي العربي لتعريف القيادات حول القضايا الاستراتيجية الراهنة، وذلك في مجلس أم سقيم، بحضور أكثر من 100 قائد وخريج من برامج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة.

وتركزت أعمال المجلس على جلستين حواريتين، تناولت الأولى التحولات الاستراتيجية العالمية وانعكاساتها على المشهدين السياسي والاقتصادي، فيما استعرضت الثانية مفاهيم القيادة في عالم متغير، مسلطةً الضوء على المهارات والاستراتيجيات المطلوبة لتمكين القادة من مواكبة التطورات المتسارعة وصياغة مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً. جلسة خاصة وفي سياق المنتدى الاستراتيجي العربي وأهدافه في استشراف المستقبل وتحليل التحولات الاقتصادية والجيوسياسية، جاءت الجلسة الخاصة الأولى لتسلط الضوء على التغيرات العالمية المتوقعة بحلول عام 2025 وتأثيرها على المشهدين السياسي والاقتصادي، وبهدف تزويد صناع القرار برؤى دقيقة حول الاتجاهات العالمية، قدم "إيريك بالوما"، مدير مركز هيس للآفاق الجديدة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تحليلاً معمقاً للتحولات العالمية والإقليمية المتوقعة خلال عام 2025، وركزت الجلسة على تأثير هذه التغيرات على المشهدين السياسي والاقتصادي، مسلطةً الضوء على السيناريوهات المحتملة وكيفية استعداد القادة لمواكبتها.
كما ناقش دور استشراف المستقبل في تعزيز صناعة القرار، وأهمية تبني استراتيجيات مرنة تستند إلى البيانات والتوقعات المدروسة، وأبرز المتغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية التي ستعيد تشكيل موازين القوى الدولية، مع التأكيد على ضرورة استعداد المؤسسات الحكومية والخاصة لهذه المتغيرات. التحولات الديموغرافية وفيما تتسارع التغيرات الديموغرافية في العالم مع تباطؤ معدلات النمو السكاني، ما يخلق ديناميكيات جديدة في الأسواق العالمية، أوضح أريك خلال جلسته أنه في الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض معدلات المواليد إلى تراجع القوى العاملة، تبرز العلاقة العكسية بين النمو السكاني وإجمالي الناتج المحلي، حيث تستفيد بعض الدول من انخفاض عدد السكان عبر تعزيز الإنتاجية والابتكار. ومع ذلك، فإن شيخوخة المجتمعات تشكل تحدياً اقتصادياً مستقبلياً، إذ تفرض ضغوطاً متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، مما يستدعي تبني سياسات استباقية لضمان استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إعادة تشكيل النظام العالمي

واختتم أريك جلسته التفاعلية بأن التحولات الجيوسياسية أصبحت تؤثر بشكل متزايد على مختلف جوانب الحياة اليومية، من التجارة العالمية إلى الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي. وتلعب النزاعات الإقليمية وقضايا النزوح القسري دوراً محورياً في إعادة توزيع مراكز القوة الاقتصادية، حيث تؤثر موجات الهجرة على التركيبة السكانية للدول المستقبِلة، ما يستدعي حلولاً تكاملية تعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها.
وفي ظل تزايد حالة عدم اليقين العالمي، تصبح الحاجة ملحة لتطوير استراتيجيات جديدة قادرة على التكيف مع التحولات الجيوسياسية، بما يضمن استقرار الأسواق وتماسك النظام العالمي في مواجهة التحديات المستقبلية.
وقد شهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور، حيث تم طرح مجموعة من الأسئلة حول أفضل الممارسات في تحليل الأوضاع العالمية، ودور التعاون الدولي في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الفرص التنموية، وأكد المتحدث أن المنطقة العربية تمتلك إمكانيات هائلة للريادة إذا ما تم تبني سياسات مرنة ومستدامة.

التحديات المستقبلية للقادة

أما الجلسة الثانية، التي أقيمت تحت عنوان "إعداد القادة في عالم متغير"، فقد عكست نهج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة في تمكين القيادات من تطوير مهاراتهم الاستراتيجية لمواكبة التحولات العالمية، واستناداً إلى فلسفة المركز في إعداد جيل من القادة القادرين على التكيف مع المتغيرات، قدّم "أليكس كوك"، المستشار التنفيذي لاستراتيجيات نمو الشركات العالمية، رؤى عملية حول آليات القيادة في عالم سريع التطور، وأهمية التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرارات القائمة على تحليل المعطيات لضمان استدامة النمو والنجاح المؤسسي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
كما ركزت الجلسة على مفاهيم القيادة التحويلية ودورها في تحقيق استدامة النمو، حيث أشار كوك إلى أن القادة الذين يمتلكون رؤية استباقية ويعتمدون على الابتكار في اتخاذ القرارات هم الأكثر قدرة على توجيه مؤسساتهم نحو النجاح، كما استعرض أمثلة عملية من تجارب شركات عالمية استطاعت تحقيق تحول جذري من خلال تبني نهج القيادة المرنة.
وتطرقت الجلسة إلى التحديات المستقبلية التي تواجه القادة، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية والتطورات التقنية المتسارعة، وأكد كوك أن بناء بيئة عمل ديناميكية تتسم بالشفافية وتمكين الكفاءات يعد من الركائز الأساسية للقيادة الفاعلة في العصر الحديث.
واختُتمت الجلسة بنقاشات تفاعلية تناولت استراتيجيات مواجهة التغيرات غير المتوقعة، وأهمية بناء قادة يتمتعون بالقدرة على التكيف والابتكار، بما يتماشى مع رؤية دبي في الريادة واستشراف المستقبل.


مقالات مشابهة

  • مسعود يناقش مع رؤساء ومسؤولي كبرى الشركات العالمية بأمريكا سبل تعزيز التعاون
  • عبدالله بن زايد ووزيرة خارجية فنلندا يبحثان تعزيز مسارات التعاون الثنائي
  • ‎رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث تعزيز التعاون الصحي مع وفد سيراليون
  • مكتوم بن محمد يستقبل الرئيس التنفيذي لـ«ماستركارد» العالمية
  • سفير مصر بالسنغال يبحث تعزيز التعاون بين البلدين في الأدوية واللقاحات
  • رئيس “الغذاء والدواء” يبحث تعزيز التعاون مع وكالة الأدوية والأجهزة الطبية اليابانية ووزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية
  • رئيس "الغذاء والدواء" يبحث تعزيز التعاون مع مسؤولين في اليابان
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • السيسي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء نيبال تعزيز التعاون بين البلدين
  • المنتدى الاستراتيجي العربي يناقش دور استشراف المستقبل في تعزيز صناعة القرار