جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@07:25:51 GMT

"حارة العقر".. تاريخ وأصالة ومعاصرة

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

'حارة العقر'.. تاريخ وأصالة ومعاصرة

 

 

ناصر بن حمد العبري

 

تعد حارة العقر في مدينة نزوى العُمانية واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس عمق التراث والثقافة العُمانية، وتقع هذه الحارة في قلب المدينة القديمة؛ حيث تتناغم الأزقة الضيقة والمنازل التقليدية مع عبق التاريخ الذي يروي قصص الأجداد.

تعود أصول حارة العقر إلى قرون مضت، حيث كانت مركزًا حيويًا للتجارة والحرف اليدوية.

ويُعتقد أن اسم "العقر" يعود إلى طبيعة المنطقة الجغرافية التي تتميز بالخصوبة والموارد الطبيعية، مما جعلها نقطة التقاء للعديد من التجار والحرفيين.

تتميز الحارة بمنازلها المبنية من الحجر والطين، والتي تعكس فن العمارة التقليدية العُمانية. تتزين الجدران بنقوش وزخارف تعبر عن الهوية الثقافية للمنطقة، بينما تظل الأبواب الخشبية القديمة شاهدة على حكايات الأجيال الماضية. كما أن الحارة تحتضن العديد من المساجد والأسواق التقليدية التي كانت وما زالت مركزًا للتفاعل الاجتماعي والتجاري.

وعلى مر السنين، شهدت حارة العقر العديد من التغيرات، لكنها حافظت على روحها الأصيلة. اليوم، تُعتبر الحارة وجهة سياحية مميزة؛ حيث يزورها السياح من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخها الغني وتجربة الحياة التقليدية العُمانية. كما تُنظم فيها فعاليات ثقافية وفنية تعزز من الوعي بالتراث العُماني، مما يساهم في إحياء الفنون والحرف التقليدية.

إن حارة العقر ليست مجرد مكان للزيارة؛ بل هي رمز للهوية العُمانية التي تتجذر في التاريخ. وتعكس الحارة القيم الأصيلة للشعب العُماني، من كرم الضيافة إلى الفخر بالتراث. ومن خلال الحفاظ على هذه المعالم التاريخية، تساهم عُمان في تعزيز الوعي الثقافي وتقديم نموذج يحتذى به في الحفاظ على التراث.

وهنا أوجِّه تحية إلى أهالي وشباب ولاية نزوى، على جهودهم والاستثمار في هذه الحارة من خلال إنشاء المحال والمطاعم والنُزل التراثية ومنافذ بيع منتجات الحرف العُمانية الأصيلة.

في الختام.. ستظل حارة العقر في نزوى شاهدة على تاريخ عريق وثقافة غنية، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية في وطننا الغالي، ولا شك أن زيارة هذه الحارة تعني الانغماس في تجربة تاريخية فريدة، تتيح للزوار فهماً أعمق لجذور الأصالة العُمانية، وتجعلهم يشعرون بأنَّهم جزء من هذا الإرث الثقافي العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السعدي يدشن سلسلة زيارات ميدانية لتفقد مشاريع الصناعة التقليدية بجهات المملكة

زنقة 20 ا متابعة

يقوم لحسن السعدي كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمجموعة من الزيارات الميدانية الى جهات المملكة لتفقد المؤسسات والمشاريع المرتبطة بقطاع الصناعة التقليدية.

هذا الاسبوع قام السعدي بزيارات ميدانية الى جهتي الرباط سلا القنيطرة ، و جهة الدار البيضاء سطات.

وهمت زيارات السعدي المديريات الجهوية للصناعة التقليدية وغرف الصناعة التقليدية، وكذا مجمعات الصناعة التقليدية، مع تقديم عروض حول المشاريع الرئيسية التي يتم الاشتغال عليها في الجهتين.

بالدارالبيضاء زار السعدي أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، وعددا من الفنادق المدرجة ضمن البرنامج الثاني لتهيئة وإعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، علاوة على المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية مولاي رشيد، ومركز المهارات بمديونة.

وأكد كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني خلال هذه الزيارات على المكانة الكبيرة التي تحظى بها الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، باعتبارها أكبر جهة من ناحية عدد الصناع التقليديين والمسجلين في سجل الوطني للصناعة التقليدية على المستوى الوطني، مشددا على وجود إرادة مشتركة للاشتغال داخلها لتمكين الصناع التقليديين من المكانة التي تليق بهم، وبالعمل الجبار الذي يقومون به في الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني الذي يعكس أصالة بلادنا وعراقة الثقافة المغربية.

ولفت السعدي إلى أهمية الدور الاقتصادي الذي يلعبه قطاع الصناعة التقليدية داخل جهة الدار البيضاء سطات وعلى المستوى الوطني بشكل عام.

وفي ما يتعلق بالمشاريع التي تم استعراضها خلال الزيارة، أبرز كاتب الدولة أنها ستكون موضوع عقد برنامج بين كتابة الدولة وبين غرفة الصناعة بالجهة، مؤكدا أن تفعيل هذا البرنامج سيكون له وقع إيجابي على قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الدار البيضاء سطات.

من جهتها ثمنت جليلة مرسلي، رئيسة غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، زيارة كاتب الدولة للجهة، مؤكدة على أن عقد البرنامج المرتقب من شأنه أن يضمن مردودية ونجاعة أكبر في تنزيل مختلف البرامج.

كما أشارت مرسلي لأهمية القيمة الاقتصادية للصناعة التقليدية داخل جهة الدار البيضاء وأيضا على المستوى الوطني، كقاطرة للقطاع في باقي جهات المملكة، ما يستلزم توفرها على برامج للمواكبة والتمكين بالنسبة للصناع التقليديين في سبيل النهوض بالقطاع.

مقالات مشابهة

  • بدر بن حمد: العلاقات العُمانية العراقية تاريخية ومتجذرة على أوتاد راسخة
  • رومانيا: مهرجان لحم الخنزير.. احتفال بالمأكولات التقليدية خلال موسم عيد الميلاد
  • بابتسامة عريضة ومصافحة حارة.. الشرع يستقبل فيدان في دمشق (صور)
  • القفة التقليدية..تراث يختفي في الأسواق
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تعزز ثقافة التطوع عبر حملات التبرع بالدم
  • الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام
  • بعد العثور على المفقودين السبعة.. انتهاء عمليات البحث في حارة حريك
  • فعاليات متنوعة بمهرجان الخيل التقليدية بولاية صحم
  • بالصور... إنتشال جثامين 3 شهداء في حارة حريك
  • السعدي يدشن سلسلة زيارات ميدانية لتفقد مشاريع الصناعة التقليدية بجهات المملكة