"حارة العقر".. تاريخ وأصالة ومعاصرة
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
ناصر بن حمد العبري
تعد حارة العقر في مدينة نزوى العُمانية واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس عمق التراث والثقافة العُمانية، وتقع هذه الحارة في قلب المدينة القديمة؛ حيث تتناغم الأزقة الضيقة والمنازل التقليدية مع عبق التاريخ الذي يروي قصص الأجداد.
تعود أصول حارة العقر إلى قرون مضت، حيث كانت مركزًا حيويًا للتجارة والحرف اليدوية.
تتميز الحارة بمنازلها المبنية من الحجر والطين، والتي تعكس فن العمارة التقليدية العُمانية. تتزين الجدران بنقوش وزخارف تعبر عن الهوية الثقافية للمنطقة، بينما تظل الأبواب الخشبية القديمة شاهدة على حكايات الأجيال الماضية. كما أن الحارة تحتضن العديد من المساجد والأسواق التقليدية التي كانت وما زالت مركزًا للتفاعل الاجتماعي والتجاري.
وعلى مر السنين، شهدت حارة العقر العديد من التغيرات، لكنها حافظت على روحها الأصيلة. اليوم، تُعتبر الحارة وجهة سياحية مميزة؛ حيث يزورها السياح من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخها الغني وتجربة الحياة التقليدية العُمانية. كما تُنظم فيها فعاليات ثقافية وفنية تعزز من الوعي بالتراث العُماني، مما يساهم في إحياء الفنون والحرف التقليدية.
إن حارة العقر ليست مجرد مكان للزيارة؛ بل هي رمز للهوية العُمانية التي تتجذر في التاريخ. وتعكس الحارة القيم الأصيلة للشعب العُماني، من كرم الضيافة إلى الفخر بالتراث. ومن خلال الحفاظ على هذه المعالم التاريخية، تساهم عُمان في تعزيز الوعي الثقافي وتقديم نموذج يحتذى به في الحفاظ على التراث.
وهنا أوجِّه تحية إلى أهالي وشباب ولاية نزوى، على جهودهم والاستثمار في هذه الحارة من خلال إنشاء المحال والمطاعم والنُزل التراثية ومنافذ بيع منتجات الحرف العُمانية الأصيلة.
في الختام.. ستظل حارة العقر في نزوى شاهدة على تاريخ عريق وثقافة غنية، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية في وطننا الغالي، ولا شك أن زيارة هذه الحارة تعني الانغماس في تجربة تاريخية فريدة، تتيح للزوار فهماً أعمق لجذور الأصالة العُمانية، وتجعلهم يشعرون بأنَّهم جزء من هذا الإرث الثقافي العظيم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالفيديو | حمدان بن محمد يطلق مبادرة«إرث دبي» لتوثيق تاريخ الإمارة
قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، عبر منصة إكس: «أطلقنا اليوم «إرث دبي»، مبادرة نوعية تهدف إلى توثيق تاريخ الإمارة بمشاركة مجتمعية من خلال جمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تجسد ملامح تطور دبي وحياة أهلها عبر الزمن».
وأضاف سموه: «في دبي، لكل فرد قصة تحمل بصمته الفريدة... ومنها تتناقل الأجيال إرثاً حافلاً بالإنجازات... و»إرث دبي«اليوم ستجمع تاريخنا في أرشيف رقمي يحفظ ذاكرتنا ويصون هويتنا..».
وتابع سموه: «ندعو الجميع إلى المشاركة في هذا الحراك المجتمعي والمساهمة في كتابة تاريخ دبي وحمل ماضيها إلى مستقبلها... ليبقى إرثها راسخاً في ذاكرة الأجيال، شاهداً على مدينة لم تتوقف يوماً عن الإلهام».