الأمطار الغزيرة في المغرب "نعمة" للواحات لكن الجفاف مستمر في بقية البلاد
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
تستفيد العديد من الواحات المغربية من الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي هطلت نهاية الأسبوع الماضي في الجنوب مع ارتفاع مستوى تعبئة السدود وتغذية المياه الجوفية، لكن الجفاف متواصل في باقي أنحاء البلاد، وفق خبراء.
وشهدت مناطق جنوب وجنوب شرق المغرب عواصف وفيضانات عنيفة غير مسبوقة خلفت 18 قتيلا على الأقل، بحسب أحدث حصيلة رسمية.
وهي مناطق صحراوية وشبه قاحلة تأثرت بظاهرة مناخية « استثنائية » مرتبطة بصعود للجبهة المدارية التي تتميز بكتلة هوائية حارة ممطرة للغاية وتلاقيها مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال.
يوضح الخبير في شؤون المناخ والموارد المائية محمد جليل أن « هذه الأحداث تذكرنا بمظهر تم تجاهله لتغير المناخ، إذ إنه لا يؤدي فقط إلى قلة الأمطار بل أيضا إلى ارتفاع كبير في معدلات هطول الأمطار ».
ويحذر المهندس الزراعي محمد الطاهر السرايري من أن « هذه الأمطار ستعطي متنفسا للواحات وزراعتها المعيشية، لكنها لم تهطل في أي مكان آخر. لا تزال البلاد تعاني من جفاف هيكلي شديد ».
يواجه المغرب أسوأ موجة جفاف خلال قرابة 40 عاما، وهي مستمرة منذ ست سنوات وتهدد القطاع الزراعي الهام (11 إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من ثلث السكان العاملين)، ما يؤدي إلى تفاقم إجهاده المائي.
ووفق خبراء، تحتاج المياه الجوفية إلى هطول أمطار مستدامة حتى تعود إلى مستوياتها الطبيعية بعد فترة جفاف طويلة.
ولكن على المستوى المحلي، مكنت هذه الأمطار النادرة من رفع منسوب بعض السدود، وستساهم على تجديد المياه الجوفية التي قاربت على النضوب وتبشر بمحصول زراعي أفضل.
يقول يوسف بن حمو مدير وكالة الحوض المائي لهذه المنطقة إن الخزانات الأربعة لحوض درعة واد نون التي تغطي عدة مناطق متضررة من سوء الأحوال الجوية، « شهدت ارتفاعا في مناسيبها، من 23 غشت إلى 9 سبتمبر، من 101 مليون متر مكعب إلى 191 مليون مكعب، أي بنسبة امتلاء 19 بالمئة ».
في هذه المنطقة، استحوذ سد ورزازات الكبير على بعد 500 كلم جنوب الرباط، وحده على 70% من التساقطات بمعدل 69 مليون متر مكعب، حسب ما أفاد بن حمو، موضحا أن سد فاصك الجديد الذي بدأ تشغيله منذ مارس 2024، حصل على 10 ملايين متر مكعب من المياه في غضون أربع وعشرين ساعة.
يؤكد يوسف بن حمو أن « هذه الأمطار تعتبر نعمة للمنطقة لأن هذه الاحتياطيات ستكون قادرة على ضمان أمن إمدادات مياه الشرب التي تظل أولوية ».
كما ستعيد تغذية منسوب المياه الجوفية في المناطق المتضررة من الفيضانات جزئيا على الأقل، الأمر الذي من شأنه أن ينعش النشاط الزراعي المحلي.
بدوره، يؤكد الخبير محمد جليل أن « هذه المناطق تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، وستعمل الأمطار الغزيرة على تجديد طبقات المياه الجوفية وتحسينها، ما سيعطي متنفسا للواحات، خاصة بالنسبة للزراعة ».
ورغم الظروف المناخية الصعبة، تنتشر الزراعة (أشجار النخيل، البستنة، الحبوب) على نطاق واسع في المنطقة.
يشير جليل إلى أن « التأثير النفسي مهم. فهذه الأمطار الأولى تعطي الأمل، ولكن الموسم قد بدأ للتو، ولن نتمكن من إجراء تقييم إلا بحلول مارس ».
من جانبه، أعلن وزير الفلاحة محمد صديقي الثلاثاء، خلال زيارة إلى ورزازات، أنه سيتم تعبئة ميزانية تزيد على 3,7 مليون يورو من أجل « إنعاش الأنشطة الفلاحية وفك العزلة عن الساكنة المتضررة » وإعادة تأهيل البنى التحتية المائية المتضررة بسبب الفيضانات.
وفي المستقبل القريب، لا تتوقع مصالح الأرصاد الجوية المغربية فترات ذروة جديدة من الأمطار الغزيرة في الجنوب. لكن أستاذ علم المناخ محمد سعيد كروك حث على « الاستعداد لظواهر جديدة لا يعرف تواترها وعنفها، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات التغير المناخي ».
عن (أ.ف.ب)
كلمات دلالية أمطار المغرب جفاف فيضانات مناخ واحاتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أمطار المغرب جفاف فيضانات مناخ واحات الأمطار الغزیرة المیاه الجوفیة هذه الأمطار
إقرأ أيضاً:
المغرب تعتزم رفع سعة مطاراتها إلى 80 مليون مسافر بحلول 2030
تعتزم المغرب رفع سعة مطاراتها إلى 80 مليون مسافر بحلول عام 2030، بحسب ما أعلن وزير النقل المغربي عبد الصمد قيوح، يأتي ذلك في إطار تعزيز السياحة وبالموازاة مع تنظيم المغرب المشترك لكأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال.
وقال الوزير المغربي، الذي كان يتحدث مساء الاثنين أمام مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) إن المغرب سيبني مطارا جديدا بمدينة الدار البيضاء خصص له 28 مليار درهم (نحو 2.8 مليار دولار) "سيساهم في ربط المغرب بباقي دول العالم خاصة البعيدة".
وأضاف أنه سيُشيَّد "على مساحة 800 هكتار (نحو 1977 فدانا) ويرتقب أن يستقبل لوحده 40 مليون مسافر".
كما قال إنه سيتم ربطه "بالقطار فائق السرعة مع مدينتي مراكش (جنوبا) وطنجة (شمالا)".
وأشار إلى أنه سيتم "رفع أسطول الطائرات المغربية إلى 100 طائرة".
ويتوقع المغرب استقبال 26 مليون سائح بحلول 2030 بالتزامن مع استضافته مباريات كأس العالم بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.