تستفيد العديد من الواحات المغربية من الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي هطلت نهاية الأسبوع الماضي في الجنوب مع ارتفاع مستوى تعبئة السدود وتغذية المياه الجوفية، لكن الجفاف متواصل في باقي أنحاء البلاد، وفق خبراء.

وشهدت مناطق جنوب وجنوب شرق المغرب عواصف وفيضانات عنيفة غير مسبوقة خلفت 18 قتيلا على الأقل، بحسب أحدث حصيلة رسمية.

وهي مناطق صحراوية وشبه قاحلة تأثرت بظاهرة مناخية « استثنائية » مرتبطة بصعود للجبهة المدارية التي تتميز بكتلة هوائية حارة ممطرة للغاية وتلاقيها مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال.

يوضح الخبير في شؤون المناخ والموارد المائية محمد جليل أن « هذه الأحداث تذكرنا بمظهر تم تجاهله لتغير المناخ، إذ إنه لا يؤدي فقط إلى قلة الأمطار بل أيضا إلى ارتفاع كبير في معدلات هطول الأمطار ».

ويحذر المهندس الزراعي محمد الطاهر السرايري من أن « هذه الأمطار ستعطي متنفسا للواحات وزراعتها المعيشية، لكنها لم تهطل في أي مكان آخر. لا تزال البلاد تعاني من جفاف هيكلي شديد ».

يواجه المغرب أسوأ موجة جفاف خلال قرابة 40 عاما، وهي مستمرة منذ ست سنوات وتهدد القطاع الزراعي الهام (11 إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من ثلث السكان العاملين)، ما يؤدي إلى تفاقم إجهاده المائي.

ووفق خبراء، تحتاج المياه الجوفية إلى هطول أمطار مستدامة حتى تعود إلى مستوياتها الطبيعية بعد فترة جفاف طويلة.

ولكن على المستوى المحلي، مكنت هذه الأمطار النادرة من رفع منسوب بعض السدود، وستساهم على تجديد المياه الجوفية التي قاربت على النضوب وتبشر بمحصول زراعي أفضل.

يقول يوسف بن حمو مدير وكالة الحوض المائي لهذه المنطقة إن الخزانات الأربعة لحوض درعة واد نون التي تغطي عدة مناطق متضررة من سوء الأحوال الجوية، « شهدت ارتفاعا في مناسيبها، من 23 غشت إلى 9 سبتمبر، من 101 مليون متر مكعب إلى 191 مليون مكعب، أي بنسبة امتلاء 19 بالمئة ».

في هذه المنطقة، استحوذ سد ورزازات الكبير على بعد 500 كلم جنوب الرباط، وحده على 70% من التساقطات بمعدل 69 مليون متر مكعب، حسب ما أفاد بن حمو، موضحا أن سد فاصك الجديد الذي بدأ تشغيله منذ مارس 2024، حصل على 10 ملايين متر مكعب من المياه في غضون أربع وعشرين ساعة.

يؤكد يوسف بن حمو أن « هذه الأمطار تعتبر نعمة للمنطقة لأن هذه الاحتياطيات ستكون قادرة على ضمان أمن إمدادات مياه الشرب التي تظل أولوية ».

كما ستعيد تغذية منسوب المياه الجوفية في المناطق المتضررة من الفيضانات جزئيا على الأقل، الأمر الذي من شأنه أن ينعش النشاط الزراعي المحلي.

بدوره، يؤكد الخبير محمد جليل أن « هذه المناطق تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، وستعمل الأمطار الغزيرة على تجديد طبقات المياه الجوفية وتحسينها، ما سيعطي متنفسا للواحات، خاصة بالنسبة للزراعة ».

ورغم الظروف المناخية الصعبة، تنتشر الزراعة (أشجار النخيل، البستنة، الحبوب) على نطاق واسع في المنطقة.

يشير جليل إلى أن « التأثير النفسي مهم. فهذه الأمطار الأولى تعطي الأمل، ولكن الموسم قد بدأ للتو، ولن نتمكن من إجراء تقييم إلا بحلول مارس ».

من جانبه، أعلن وزير الفلاحة محمد صديقي الثلاثاء، خلال زيارة إلى ورزازات، أنه سيتم تعبئة ميزانية تزيد على 3,7 مليون يورو من أجل « إنعاش الأنشطة الفلاحية وفك العزلة عن الساكنة المتضررة » وإعادة تأهيل البنى التحتية المائية المتضررة بسبب الفيضانات.

وفي المستقبل القريب، لا تتوقع مصالح الأرصاد الجوية المغربية فترات ذروة جديدة من الأمطار الغزيرة في الجنوب. لكن أستاذ علم المناخ محمد سعيد كروك حث على « الاستعداد لظواهر جديدة لا يعرف تواترها وعنفها، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات التغير المناخي ».

عن (أ.ف.ب)

كلمات دلالية أمطار المغرب جفاف فيضانات مناخ واحات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أمطار المغرب جفاف فيضانات مناخ واحات الأمطار الغزیرة المیاه الجوفیة هذه الأمطار

إقرأ أيضاً:

الأرصاد تكشف حقيقة انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار على البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال فترات الليل، حيث تصل درجات الحرارة الصغرى إلى 5 درجات مئوية أو أقل من ذلك، موضحة أن هذه الأجواء شديدة البرودة مستمرة، وقد تصل في بعض المناطق إلى حد الصقيع، خصوصًا في الأماكن الصحراوية.

وأوضحت عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، في مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الخير يا مصر" عبر فضائية مصر الأولى، اليوم الجمعة، أن هناك هدوء في سرعة الرياح، وهو ما يساعد على تكون الصقيع في مناطق مثل وسط سيناء وشمال الصعيد، وأجزاء من الصحراء الغربية، وذلك بسبب الطبيعة الصحراوية لهذه المناطق.

وتابعت عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أنه خلال فترة النهار تكون الأجواء معتدلة مع وجود أشعة الشمس، رغم أن درجات الحرارة قد تظل حول المعدل الطبيعي أو أقل من المعدل في بعض المناطق، موضحة أن السحب المنخفضة والمتوسطة ستعمل على حجب جزء من أشعة الشمس، ما يعزز شعورنا بالبرودة الخفيفة، وخاصة في المناطق الشمالية والقاهرة الكبرى، بينما درجات الحرارة ترتفع تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الجنوب، لتكون الأجواء دافئة في محافظات جنوب الصعيد ومناطق جنوب سيناء.

وفيما يتعلق بالأمطار، أكدت غانم أن الأمطار بدأت في السقوط بشكل كبير خلال فترة الليل على أغلب محافظات شمال البلاد، ولكنها متفاوتة من محافظة إلى أخرى، و السواحل الشمالية الأكثر تأثرًا مثل الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ، الدقهلية، دمياط، وبورسعيد.

وأضافت أن فرص الأمطار ستستمر اليوم، حيث من المتوقع أن تكون الأمطار أكثر تأثيرًا في المنطقة الشرقية من البلاد ومحافظات بورسعيد ورفح والعريش ستشهد أمطارًا تتراوح بين المتوسطة والغزيرة، مع فرصة لسقوط أمطار رعدية أحيانًا.

كما ستشهد بعض المحافظات الداخلية، مثل المنوفية، الغربية، الشرقية، ومدن القناة وخليج السويس أمطارًا خفيفة إلى متوسطة، بالإضافة إلى أمطار خفيفة في بعض المناطق المتفرقة من القاهرة الكبرى ومحافظة الفيوم.

مقالات مشابهة

  • التعليم: الأمطار الغزيرة والبرد القارس يحولان الدراسة إلى "أونلاين"
  • أرحومة يتفقد الأضرار التي لحقت بمبنى وزراة العمل جراء الأمطار في سرت
  • رغم الأمطار الغزيرة.. الإسكندرية تنجح في التعامل مع نوة الفيضة الصغرى
  • «الأرصاد» تعلن موعد انتهاء سقوط الأمطار الغزيرة وتحسن الطقس في 20 محافظة
  • مهنيون: الحرارة غير المعتادة التي شهدها المغرب بعد الأمطار الأخيرة، تثير شكوك حول مصير الموسم الفلاحي
  • الأرصاد تكشف حقيقة انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار على البلاد
  • موجة من الأمطار الغزيرة تضرب مدن وقري البحيرة
  • الدفع بفرق الطوارئ لرفع تجمعات المياه المتراكمة بطرق مطروح
  • شركة المياه والصرف الصحي: إجراءات طارئة للتعامل مع تجمعات الأمطار في طرابلس
  • مي عمر تدخل عالم الغناء بأسلوب جديد