خالد بن سعد الشنفري

 

بدأت آليات ومُعدات الطرق تزمجر على جوانب شوارع السلطان قابوس والسلطان تيمور والفاروق، لتُذكِّرُنا بزخم فترات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في مسيرة نهضتنا الحديثة، ورغم أنَّ هذه المشاريع قد تتسبب في بطء حركة السير في هذه المناطق، بعد أن بدأنا نشعر بأنَّ شوارعنا أصبحت لنا ولم يعد يشغلها غيرنا من زائرينا الكرام ونعتصم نحن ببيوتنا قدر الإمكان، إلّا أننا نتقبل ذلك بسعادة وبهجة، لأنَّ الانتهاء من ازدواجية هذه الشوارع الثلاثة مع حلول موسم الخريف المقبل سيُخفِّف ازدحامًا قد لا نتوقع  كَنهَهُ اليوم مع هذه الزيادة السنوية المضطردة لزوار خريفنا في كل عام.

شارع السلطان قابوس أقدم وأطول الشوارع التي تم رصفها في المحافظة يضج في موسم الخريف بأعداد هائلة من السيارات التي تزور أكشاك النارجيل المنتشرة على جوانبه من الحافة غربًا إلى الدهاريز شرقًا؛ وتلك التي تزور أيضًا سوق شاطئ الحافة للبخور  والعطور وسوق اللبان وقصر الحصن العامر وشاطئ الدهاريز وواجهته الحديثة.

أما عن شارعي السلطان تيمور والفاروق، فحدِّث ولا حرج؛ فشارع السلطان تيمور نصف دائري حول منطقة السعادة وقد أصبحت اليوم بحق مركزًا تجاريًا وثقافيًا رئيسًا في المحافظة، وشارع الفاروق الذي يتوسط منطقة صحلنوت النامية باضطراد سريع، وبعد أن حصد هذا الشارع العديد من الأرواح طوال السنوات القليلة الماضية، آن الأوان أن يصبح مزدوجًا.

مع جزيل شكرنا وامتناننا لكل من ساهم في هذا الإنجاز ولو جاء متأخرًا جدًا، إلّا أننا نقول لا يصلح العطار ما أفسده الدهر، ولن تجب هذه الشوارع الهوة الزمنية الطويلة التي توقف فيها الاهتمام بالطرق عمومًا في المحافظة، رغم تزايد وتيرة نمو السكان من مواطنين ووافدين، وبالطبع زُوّار الخريف الذين تجاوزت أعدادهم حاجز المليون زائر هذا الموسم، حسب آخر تصريح لسعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار. ونتأمل وبنفس هذه الوتيرة أن نسمع عن إرساء مناقصات جديدة لازدواجية العديد من الطرق وبالذات وصلات الشوارع، لربطها بالشوارع المزدوجة في كل نواحي صلالة؛ لأنها أصبحت أكبر عائق لحركة السيرـ مع أن معظمها لا يتجاوز طوله الكيلومتر الواحد أي قليلة التكلفة.

سمعنا عن الشروع في تنفيذ ازدواجية شارع المغسيل قريبًا، والذي أصبح السير فيه عسيرًا جدًا خلال موسم الخريف حتى في الفترة النهارية؛ حيث لا يوجد زائر لخريف ظفار إلّا ويُيِّم وجهه لزيارة المغسيل ونافوراته الجميلة وكهف المارنيف ومنطقة أفتيلقوت الساحرة، وكل ما نرجوه أن نرى ازدواجيته سالكة قبل موسم الخريف المقبل.

أما عن إقامة جسور أو أنفاق على الدوارات الرئيسية وبعض تقاطعات الإشارات الضوئية التي تجاوز ضررها نفعها، أصبح ذلك أمرًا لا يحتمل التأجيل، علمًا بأنَّ هذا كله يعد من أضعف الإيمان لما يجب أن تكون عليه البنية الأساسية ليس لموسم الخريف وحسب؛ بل لكل المواسم في ظفار الواعدة في معظم جوانبها.

وفقنا الله جميعًا لخدمة ورفعة هذا البلد الطيب وأهله الكرام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن

اختتم المؤتمر الدولي الثالث لقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي الذي نظمته جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بعنوان"سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة" بعد أن استمر على مدار يومين، بمشاركة أكاديميين، وباحثين، وخبراء من داخل سلطنة عمان وخارجها.

وفي ختام المؤتمر، أصدر المشاركون مجموعة من التوصيات المهمة لتعزيز سياسات الرعاية الاجتماعية والارتقاء بها بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، حيث أبرزت التوصيات ضرورة تطوير وتعزيز شمولية منظومة الحماية الاجتماعية؛ لتشمل الفئات المهمشة مثل النساء، والأطفال، وكبار السن، والعمال غير الرسميين، مع التأكيد على ضرورة إصلاح التشريعات لضمان استدامة تكامل الحماية الاجتماعية. كما أوصى المشاركون بضرورة تطوير آليات تمويل مبتكرة، تعتمد على مصادر حكومية، وخاصة، ودولية لدعم هذه المنظومة.

كما شدد المؤتمر على أهمية تصميم دليل أخلاقي يتماشى مع التحول الرقمي في مؤسسات الرعاية الاجتماعية؛ لتحديد القواعد والإجراءات المتعلقة بالممارسات المهنية الرقمية، بما يضمن حماية حقوق المستفيدين وتعزيز الشفافية والمساءلة في هذا المجال.

من بين التوصيات البارزة أيضًا، كان هناك دعوة لتحسين سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية لكبار السن، مع ضرورة وضع سياسات وطنية تراعي احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتوفير برامج متخصصة لدعم مشاركتهم المجتمعية وتقديم رعاية صحية ونفسية واجتماعية شاملة. كما تم التأكيد على تحسين جودة الرعاية الاجتماعية للأطفال، من خلال تطوير خدمات وبرامج تركز على النمو السليم للأطفال في بيئة صحية وآمنة، وحمايتهم من الإهمال والإساءة، بالإضافة إلى اعتماد أنظمة وتقنيات تساعد الطلبة ذوي الإعاقة على التفاعل مع بيئتهم المحيطة باستقلالية.

كما أوصى المؤتمر بضرورة دمج التعليم بالتنمية المستدامة من خلال تضمين أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية واستحداث مواد تعليمية تركز على المهارات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار. كما تم التأكيد على أهمية توفير بيئة داعمة للمرأة القيادية في المؤسسات العمانية وتعزيز دورها في صنع القرار، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق التنمية المستدامة.

كما شدد المشاركون على ضرورة إنشاء مرصد عربي للخدمة الاجتماعية يدرس قضايا الفئات الأولى بالرعاية مثل فاقدي الرعاية الوالدية، وتقديم الدعم لسياسات الرعاية الاجتماعية من خلال بناء قدرات المؤسسات الإيوائية، وتنفيذ مسوحات دورية لتحديد الاحتياجات وتطوير حلول مبتكرة.

وفي مجال القطاع الخاص، أوصى المؤتمر بضرورة تبني سياسات تشجع على تقديم الدعم الاجتماعي المستدام، عبر تطبيق معايير العمل العادلة، وتأمين بيئات عمل صحية وآمنة، بالإضافة إلى دعم برامج تدريبية وتوظيفية للعمال من الفئات الأقل حظًا، مما يعزز من قدرتهم على المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

على صعيد إدارة الأزمات والكوارث، تمت دعوة المؤسسات التعليمية إلى إدراج إدارة الأزمات في المناهج التعليمية، مع تدريب فرق العمل على السيناريوهات المتوقعة، وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية لمواجهة الكوارث.

وفي ختام المؤتمر، شدد المشاركون على أهمية استمرار تنظيم المؤتمرات التي تركز على سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية، بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتحقيق تقدم مستدام في هذا المجال، كما اقترحوا طرح قضايا جديدة تتعلق بتطوير هذه السياسات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

محاور المؤتمر

ناقش المؤتمر العديد من المحاور الرئيسية مثل سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة طبقا لـ"رؤية عمان 2024"، بالإضافة إلى التجارب العربية والدولية في هذا المجال. كما تم التركيز على دراسات العدالة الاجتماعية، وقضايا البيئة، واستشراف مستقبل سياسات الرعاية الاجتماعية في ضوء التغيرات العالمية.

كما تضمن برنامج المؤتمر 17 جلسة علمية تناولت الأوراق المقدمة في هذه المحاور، بالإضافة إلى 9 حلقات عمل شارك فيها 115 بحثًا علميًا وورقة عمل من 189 باحثًا من 21 دولة.

الطفولة المبكرة

على هامش المؤتمر، قالت الدكتورة وطفة بنت سعيد المعمرية، استشاري أول طب الأطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس: إن حلقة العمل التي قدمتها تطرقت إلى أهمية السنوات الأولى في بناء القدرات المعرفية والاجتماعية والعاطفية للأطفال، مع استعراض الأساليب الحديثة في تعزيز النمو الصحي والتعلم المبكر. كما تم مناقشة التحديات والحلول في هذا المجال مع عرض تجارب ناجحة من سلطنة عمان وخارجها.

التنمية الشاملة

وفي الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور فتحي شراي من جامعة قرطاج التونسية، في ورقته العلمية، على دور الخدمة الاجتماعية في تحقيق التنمية الشاملة، موضحًا أن الخدمة الاجتماعية قد تطورت لتصبح جزءًا من المؤسسات الاجتماعية الرئيسية التي تساهم في عملية التنمية المستدامة، مما يعكس أهمية التوعية الاجتماعية بالتحولات البيئية والتنموية.

وأكد المؤتمر في ختام أعماله على ضرورة تبني منهج تنموي شامل يشمل جميع جوانب التنمية، بما فيها الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والمؤسسات لتحقيق مجتمع أكثر تضامنًا.

مقالات مشابهة

  • بتكليف سامٍ.. محافظ مسقط يرعى تسليم "جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون"
  • لعنة الحرب على غزة أسفرت عن زيادة أعداد المشردين في شوارع الاحتلال
  • محافظ مسقط يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. الأربعاء
  • مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن
  • إطلاق برنامج للتبادل الطلابي بين "ميناء صحار" وجامعة السلطان قابوس"
  • المراسم السلطانية يتوج بالبطولة السابعة لوحدات ديوان البلاط
  • وزير الديوان يستعرض جهود الارتقاء بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • رئيس بيلاروس يتعرف على محتويات المتحف الوطني ويزور "ركن السلطان قابوس"
  • جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • جامعة السلطان قابوس تحتفل بتخريج الفوج الأول من الدفعة الـ 35