التنافس التركي الإيراني: صراع طويل الأمد على النفوذ في العراق
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
15 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: يعتبر العراق ساحة صراع مستمرة بين تركيا وإيران، اللتين تنافستا لعدة قرون على النفوذ السياسي والاقتصادي والأمني فيه.
ويتمحور التنافس بين هاتين الدولتين حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية مثل مكافحة الإرهاب، حقوق المياه، والسيطرة على المناطق الكردية الغنية بالنفط.
و تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في العراق عبر عدة وسائل، أبرزها التعاون العسكري والأمني.
تركيا تعتبر هذا الحزب تهديدًا لأمنها القومي نظرًا لوجود أقلية كردية كبيرة لديها تسعى إلى تحقيق استقلال ذاتي، وتقوم بعمليات عسكرية في شمال العراق منذ الثمانينيات لملاحقة مقاتلي الحزب.
كما أن الاتفاقية الأمنية تترافق مع مشاريع اقتصادية كبيرة، مثل صفقة إنشاء ممر تجاري رئيسي بين آسيا وأوروبا عبر العراق وتركيا، يعرف بـ “طريق التنمية”.
ويعزز هذا المشروع النفوذ التركي في الاقتصاد العراقي، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة، ويهدف إلى تقويض الاستقلال الذاتي للأكراد في شمال العراق، وهو ما يثير تحفظات الفصائل المتحالفة لإيران.
و منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، تمكنت إيران من ترسيخ نفوذها .
إيران تعتمد في نفوذها على العلاقات الوثيقة مع الحكومة العراقية والفصائل الشيعية التي تُعتبر حليفًا استراتيجيًا لها. وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد من توتر العلاقات بين العراق وتركيا في بعض الأوقات، مثل النزاعات حول صادرات النفط من إقليم كردستان التي لطالما عارضتها بغداد.
و من أهم القضايا التي تؤجج التوتر بين العراق وتركيا هي قضية المياه، فالعراق يعتمد بشكل كبير على مياه نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا.
وتشير بغداد إلى أن السدود التركية تُخفض مستويات المياه الداخلة إلى أراضيها، مما يؤثر سلبًا على الزراعة والتنمية. وفي المقابل، تدعو تركيا العراق إلى تحسين إدارة موارده المائية.
أما على صعيد النفط، فقد أدى تصدير النفط بشكل مستقل من إقليم كردستان إلى تركيا إلى نزاع قانوني بين بغداد وأنقرة، إذ تعتبر الحكومة العراقية هذا التصدير غير قانوني.
و على الرغم من التعاون الاقتصادي بين العراق وتركيا، تبقى إيران المنافس الرئيسي لتركيا في العراق، خاصة في مجالات السياسة الداخلية والتأثير الأمني.
وإيران تعتمد بشكل كبير على التحالفات الامنية مع الفصائل لتعزيز مصالحها في العراق، بينما تحاول تركيا استغلال الاقتصاد والعلاقات التجارية لإضعاف هذا النفوذ.
ويعتبر الصراع التركي الإيراني في العراق هو جزء من لعبة نفوذ أوسع في الشرق الأوسط، حيث تسعى كل دولة إلى بسط نفوذها عبر أدوات مختلفة من التعاون الأمني والمشاريع الاقتصادية إلى الدعم العسكري.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: بین العراق وترکیا فی العراق
إقرأ أيضاً:
"فورين بوليسي" تحذر من تحوّل الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن إلى حرب استنزاف طويلة الأمد على غرار العراق وأفغانستان (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الحملة العسكرية للولايات المتحدة في البحر الأحمر قد تؤدي إلى استنزاف كبير لموارد البحرية الأمريكية.
وذكرت المجلة في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن عمليات القصف الجوي وإطلاق صواريخ "توماهوك" تهدد مخزونات الذخائر الأمريكية وتضعف قدرة واشنطن على الاستجابة لصراعات أخرى.
وأكدت أن استمرار العمليات العسكرية بهذه الوتيرة قد يضعف البحرية الأمريكية في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى الحفاظ على قدراتها لمواجهة تحديات أخرى، خاصة في المحيط الهادئ.
وأشارت إلى أن تصاعد التساؤلات في واشنطن حول جدوى التدخل العسكري الأمريكي في البحر الأحمر وسط مخاوف من حرب استنزاف طويلة.
وحذر خبراء ومحللون من أن الحملة العسكرية قد تتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، على غرار التجارب الأمريكية في العراق وأفغانستان.
ونقلت المجلة عن جيمس هولمز - أستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية قوله إن "الاعتماد على القوة الجوية والبحرية فقط قد لا يكون كافيًا للقضاء على تهديد الحوثيين".
وشكك هولمز من جدوى القوة الجوية البحرية في ترويع الجهات البرية غير الحكومية وقال "أنا مُتشكك". وتساءل عما إذا كان استنزاف مخزونات الذخائر الثمينة اللازمة لحرب مُستقبلية مُحتملة في المحيط الهادئ هو أفضل استخدام للموارد الأمريكية المحدودة.
وأكد أن القضاء التام على الحوثيين يتطلب أكثر من مجرد بضعة صواريخ توماهوك وغارات جوية، والتزامًا أكبر بكثير مما أظهره ترامب، أو الشعب الأمريكي، حتى الآن.
قال هولمز: "يجب أن تكون هناك - في ساحة المعركة، تُصارع العدو - لتحقيق النصر".
كما نقلت المجلة عن خبير بحري أوروبي قوله إن "الحملة الأمريكية في البحر الأحمر "جنون" وقد تؤدي إلى إنهاك القدرات العسكرية الأمريكية وسط التوتر مع الصين".
"المشكلة الأساسية هي أن الحوثيين، وهم جماعة مسلحة عابرة للحدود تدعمها إيران... بدأوا حربًا أهلية، واستولوا على العاصمة، ويرفضون الحوار، ويشعرون بأنهم مخولون بحكم البلاد بوعد إلهي"، هذا ما قالته ندوة الدوسري، الخبيرة في شؤون اليمن والحرب غير النظامية في معهد الشرق الأوسط.
وقالت الدوسري للمجلة إن قبضة الحوثيين على البلاد ازدادت قوةً بعد مبادرة دبلوماسية عُرفت باتفاقية ستوكهولم، المُتفق عليها عام 2018، والتي منحت المسلحين سيطرةً فعليةً على أحد أكبر موانئ البلاد - الحديدة - الذي حوّلوه إلى مستودعٍ للأموال والأسلحة.
ولفتت إلى أن اتفاقية ستوكهولم شكلت نقطة تحول في الصراع اليمني. لقد عززتهم [الحوثيين] عسكريًا ومكّنتهم من الحصول على الموارد".