لا فانوس لدينا في هذا الملح
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
(1)
أمواجه عاتية، وخضراء، وموجعة، هذا الجبل الأجرد.
(2)
مدينتنا لا تزال تبحث عن اللُّقطاء والسَّبايا.
(3)
كلُّ شاردة واردة. كلُّ قولٍ مذبحة. كلُّ مذبحة عقيدة. كلُّ عقيدة نحنُ. كلُّ «نحنُ» سراب ومقابر جماعيَّة خارج الذَّاكرة. كلُّ ذاكرة سراب. كلُّ سراب حبل. كلُّ دَلْوٍ رصاصة. كلُّ قصَّة لا نعرف فيها أحدًا غير البطل.
(4)
تضيق به لواعج البركان، ولا تتكهَّن الرئة بالشِّريان، ولا بالملائكة.
(5)
سيعالجها في هذه الليلة أيضًا بآخر لوعة في الشَّفق الرَّمادي الذي لا يزال يخفرُ الجثمان. يريد التَّمكن من تلك البوَّابة في هذه الليلة بالضبط وبالذات (كل بوَّابة تفضي إلى سماء ناقصة).
(6)
كلُّهم في الوداع (وأنتِ وحدكِ في الفراق).
(7)
التَّبَطُّل أفضل مواهب الكابوس في الفعل (حين في الليالي الفائتات والقادمات، في الرُّكبة المطحونة والضِّلع المُهَشَّم، في الزَّند المأسور، في قُبلَةٍ تَهِمُّ من خارج المشهد، وحين تغرق الأمهات في الفناجين).
(8)
لا أحد
لا سماء تحت المخدَّة
لا نبيذ في الفواتير
لا شيء سوى مصنع كبير للذُّباب، وأقراص النوم، والسَّاعات المُنَبِّهة، وجِرار كبيرة وكثيرة فيها خلٌّ حاذقٌ وأرانب ميتة
لا أحد
لدى قدميكِ يتردَّد الاستغفار مثل ملاك أو خطيئة في طور الزَّغب
يَحِلُّ اليقين البوذيُّ على شبه الجزيرة
يطير الحمام نازفًا على أحلام سكَّان الإسكيمو
تذهب الحارات إلى الخَبَّاز
وتصبح آسيا أكثر القارَّات حزنًا
لا أحد.
(9)
يضيِّع عليَّ الاكتئابُ الحزن. أكابدُ الدِّبَبَة، والغربان، ومريم، والأفاعي، وكل ما كان، وكل ما سيتبقى.
(10)
تخلَّى عنه الأهل والأرحام (لا تتخلَّ عن خصومك والذين ليست الرَّحمة من سجاياهم).
(11)
في كل تمسيدة تَجُسُّك اللحود وينتابك الأديم، ولا تدري مقبرة الورود شيئًا عن الطُّعم والرَّائحة.
(12)
لا أحد يتذكر تلك السَّهرة المُتْخَمَة، وخمورها الوافرة، وعطورها الغزيرة، وسحرها الوافر المسموم (إلا أنتِ وأنا).
(13)
الكلام صنيعةٌ يوميَّة مُقَلَّدة (ينبغي وصفها بطريقة أفضل من هذه).
(14)
في مخزن المسدَّس المُزَوَّد بكاتمٍ للصوت رصاصة واحدة فقط (لكن ليس هذا زمن الاستعارات والكنايات).
(15)
ضيوفي في هذه الليلة ينتزعون الأحشاء، والبنفسج، والإسفنج.
(16)
سينام الإثم، ويحدث أقصى اليقظة في الآثام.
(17)
لا ينتظرون كي نلقي اللوم على الانتظار.
(18)
يحتربون في السَّرَّاء (وترقبهم الكواسر).
(19)
القبر ليس معنيّا بالموت، والموت مجرَّد قبرٍ آخر (لكن هذا لا يحدث إلا بعد إشعارات، وإشارات).
(20)
أيُّها الطِّفل البَكَّاء الخَشِن في ليلة العيد: هل تتذكرني؟ من سيقول الرواية؟
(21)
المجنون يَعرف ولا يَعرف (ولكنه يَضحك في كل الأحوال).
(22)
أيها العار: أنت على كتفيه بالإيجار.
(23)
الموجة لا تستقيم، والبحر ينتظر تَعُّوب الكحَّالي.
(24)
الغروب، حيث لا ينجو أحد من احتمالاتٍ كبيرة أو الكثير من المشقَّة.
(25)
كارثة جديدة: لم تعد التفاهة حكرًا على التافهين.
كارثة أكبر: صار لزامًا علينا أن نعبأ بالتَّافهين والذين لم يعودوا يعبؤون بالحكر.
(26)
قالت له الأم: انتظرني في السّرادق. هناك سترى ثلاث جثث.
يجيبُ الأم: وماذا أفعل بعد ذلك؟
(27)
ريشةٌ، نظرةٌ، لوعةٌ، حلقومٌ، والاكتئاب لا يهدهد الشَّمس.
(28)
البطش عاهة، ولم يعد الأب ولا الأرانب في وارد الجُحر أو الجزَر.
(29)
لا كُحْل للموت، لا صبر للصَّخرة.
(30)
لا أنفعُ، لا أُرْتَجَى، لا أنسدل، ابتسامتي متواضعة الانفراج على الفصول، ومغلقة مثل قلبكِ وقلبي، وكئيبة كما شِفاهنا.
(31)
لا تَجْثُ في المعبد أكثر مما تفعل ترتيلة نسيتها الصَّلاة القائمة.
(32)
لا أزال أحبكِ (لكن بخجل أكثر في هذه المرة، لدرجة الشَّك في المرَّة الأولى).
(33)
الكتابة: «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون» (سورة يس). «تتعهَّد الكارثة كل شيء» (موريس بلانشو، «كتابة الكارثة»).
(34)
ينتابُ الشَّقيقُ الأبَ، وتصير الأمُّ أختًا أخرى (وهكذا دواليك).
(35)
أغفو في الضُّحى وأنتِ الصَّيف.
(36)
اطمئن أيها النهر: لا يوسف، ولا إخوته، ولا روزا لكسمبورغ، ولا المجدليَّة هنا.
(37)
ليتني تصورتكِ قبل أن أراك في مغادرة الصُّور (ليت حلم البارحة ما كان، وليتني ما غادرت المغارة).
(38)
يتوشحون بالخفافيش في الطَّريق، وفي الطَّريقة.
(39)
العالم يتكرر، لكن هناك ما هو أسوأ من ذلك بكثير: الأرض لا تزال تدور.
(40)
سأخشى عليهم مما كان قبل يوم أمس.
(41)
حيوانٌ مَنَوِيٌّ سخيف، واحدٌ فقط، يكمن خلف كل هذه الوحوش في الغابة، وفي أبراج المدينة.
(42)
أخذته الدُّودة، لم تُعِدْهُ الفَراشة، قتلته الفِراسة.
(43)
أسير نحوكِ إلى الفَلاة. أجِدُ خلفكِ فلاة وقصيدة بدويَّة أخرى، ولا أجدكِ.
(44)
أراكِ في الغيبوبة، وأسهو حين أفيق، ولا أنسى الصُّور.
(45)
يشيخُ، وفؤاده يُشَرِّبُ رأسه بالحليب، والحنين، والقبور البيضاء (عليه أيضًا ملاحظة أنه كلما استخدم مفردة «قبور» في النُّصوص ازداد امتعاض الأموات).
(46)
لا فانوس لدينا في هذا الملح، ولا ملح عندنا لهذا الجرح. لا طريق لهذا التَّذكُّر سوى المقبرة، ولا بد أن تمر الجنازة ببيتنا.
تصير الصَّلاة، وينبغي البحث عن قبر ضائع منذ حوالي خمسين عامًا من صراخ الليمون.
ما من قصص لدينا، ولا مكوس، أو كركم، ولا كؤوس خَلّ، ولا ورود معصورة من الجبل الأخضر تحت حطام الطَّائرة.
لا بأس في أن الحب قد خذلنا، ولا بأس في أننا لا نبحث عن يأس، أو سرير، أو تبرير.
لدينا عشبة ضريرة تنازع على جانب كل طريق «وحَسُنَ أولئك رفيقا»، سورة النِّساء.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ڤوكس سينما تتعاون مع المؤلف الملحّن الشهير هانز زيمر لإبداع لحنها الخاص
مسقط - الرؤية
كشفت ڤوكس سينما، الذراع السينمائية التابعة لمجموعة ماجد الفطيم، عن تعاون مميز مع الملحّن هانز زيمر الحاصل على جائزتَي أوسكار. وسيُبدع هانز زيمر لحناً حصرياً لڤوكس سينما، بهدف تطوير هوية صوتية تعكس روح العلامة وتعزز الترابط مع الجماهير في مختلف أسواق ڤوكس. وسيُسمع اللحن في محطات متعددة مُصممة لتعزيز تجربة العملاء والارتقاء بها، بما فيها الحملة القادمة للعلامة، والتجارب السينمائية في وجهات ڤوكس، وخلال التفاعل مع خدمة العملاء. ويشكل التعاون إنجازاً آخر يضاف إلى إرث الابتكار والتميز الذي تتفرد به العلامة في قطاع الترفيه العالمي. وسيعمل هانز على إبداع مقطوعة فريدة تحتفل برحلة ڤوكس في جمع الجماهير من خلال قوة فن السينما.
وألّف هانز زيمر خلال مسيرته بعض أشهر مقطوعات الموسيقى التصويرية وأكثرها تأثيراً في عصرنا الحالي، ويمتلك في سجله أكثر من 500 مشروع في مختلف أنواع الوسائط، محققاً إيرادات تجاوزت 28 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. وحصل هانز على جائزتَي أوسكار، وثلاث جوائز غولدن غلوب، وخمس جوائز غرامي، وجائزة الموسيقى الأمريكية، وجائزة توني، بالإضافة إلى ستة ترشيحات لجائزة إيمي.
وبهذا الصدد، قال إجناس لحود، الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم للترفيه: تفتخر ڤوكس سينما بالتعاون مع الملحّن الشهير هانز زيمر، لتأليف لحن يكون بمثابة توقيع سمعي مميز للعلامة. ويشكل هذا التعاون فصلاً جديداً في رحلتنا المستمرة لتحسين تجربة السينما بما ينسجم مع مختلف الأسواق التي نعمل فيها".
وأضاف: "على مدار 25 عاماً، تصدّرت ڤوكس سينما مشهد الابتكار في قطاع الترفيه العالمي، لترسم ملامح ذكريات لا تُنسى على مر الأجيال، من الطفولة إلى مرحلة الشباب. ومن خلال سحر السينما، تواصل ڤوكس كونها جزءاً أساسياً من أجمل تجارب الجمهور. وسنبقى ملتزمين بالارتقاء إلى آفاق جديدة وتوفير إمكانيات جديدة في طريقة تجربة الناس للسينما، لضمان أن تكون كل زيارة إلى ڤوكس استثنائية بكل معنى الكلمة".
وألّف هانز زيمر خلال مسيرته بعض أشهر مقطوعات الموسيقى التصويرية وأكثرها تأثيراً في عصرنا الحالي، ويمتلك في سجله أكثر من 500 مشروع في مختلف أنواع الوسائط، محققاً إيرادات تجاوزت 28 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. وحصل هانز على جائزتَي أوسكار، وثلاث جوائز غولدن غلوب، وخمس جوائز غرامي، وجائزة الموسيقى الأمريكية، وجائزة توني، بالإضافة إلى ستة ترشيحات لجائزة إيمي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال هانز زيمر: "يحظى الشرق الأوسط بمكانة خاصة في قلبي كما السينما، فهي ما يحرك مشاعري ويلهمني للإبداع. وأتطلّع للتعاون مع ڤوكس سينما، مشغّل السينما الأكبر والأشهر في المنطقة. وانطلاقاً من التزام ڤوكس سينما بصناعة لحظات استثنائية لضيوفها، سعت إلى ابتكار هوية صوتية مميزة، لتعطي بذلك مثالاً رائعاً عن دَور السينما في جمعنا وتوحيد مشاعرنا. فهي تشكل أساس العديد من اللحظات التي لا تُنسى، والتي تنتقل عبر الأجيال تماماً كما فعلت ڤوكس على مرّ السنين".
وتلعب الموسيقى دوراً حاسماً في التجربة السينمائية، إذ تعمل على بناء روابط دائمة بين الجماهير واستحضار المشاعر التي تولّدها السينما بأسلوب مميز عبر الثقافات والأجيال. وعندما حان وقت اختيار الملحّن المناسب لهذا المشروع، لم يبرز سوى اسم هانز زيمر، فهو يشكل الخيار الأمثل بفضل قدرته على استحضار مشاعر عميقة ومشتركة عالمياً من خلال مقطوعاته.
من خلال دمج الألحان الأوركسترالية مع التأثيرات الموسيقية للمنطقة، ستلقى مقطوعة هانز صدىً واسعاً عند جمهور ڤوكس سينما المتنوع ومتعدد الثقافات. وستُطلق هذه الشراكة مع إصدار المقطوعة في الحملة القادمة للعلامة، والتي ستنطلق في المنطقة في منتصف أبريل 2025.