مليونية صنعاء هي الأضخم عالميا إحياء لذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
وفي خروج غير مسبوق، اكتظ ميدان السبعين والشوارع والطرقات المحيطة به بملايين البشر الذين تقاطروا إليه من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ووفدا من مختلف المحافظات والدول العربية والإسلامية.
واكتست الساحة باللون الأخضر، وتوسطها لوحة خضراء كتب عليها باللون الأبيض اسم خاتم الأنبياء والمرسلين "محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع صورة للمسجد الأقصى المبارك" وفي جوانبها عبارات "لبيك يا رسول الله" و"لبيك يا أقصى".
وتزامن الحضور اليماني هذا العام مع مواصلة العدوان وحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وكان الزخم الجماهيري هذا العام غير مسبوقا، استجابة لنداء السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خلال كلمة له، أمس السبت، الذي دعا فيه أحرار الشعب اليمني إلى الخروج الكبير والمليوني وغير المسبوق على الإطلاق، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.
وتوجه السيد القائد بقوله "إلى شعبنا اليمني العزيز، إلى يمن الإيمان والحكمة بالخروج، والحضور الكبير وغير المسبوق في فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف"، مضيفا أن "الخروج الكبير نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وتأكيدا على ثبات شعبنا على موقفه الجهادي الذي هو استجابة لله ووفاء لرسوله الكريم".
ورددت الجماهير المحتشدة شعارات البراءة من أعداء الله، وصدحت بالتهليل وبالصلاة والسلام على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والأناشيد والمدائح والهتافات المعبرة عن الفرحة والبهجة بالمبعوث رحمة للعالمين، رافعين اللافتات والشعارات الخضراء والبيضاء المؤكدة على عظمة المناسبة ومكانة صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
واقتداءً بأجدادهم في المدينة المنور حين استقبلوا الرسول الخاتم، ردد أحفاد الأنصار بصوت واحد نشيد "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.. جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع".
ومن الهتافات التي تم ترديدها (الكونُ يُسبحُ لله.. لله المِنَّةُ لله)، (ما أعظمَهُ جلَّ عُلاه.. لله المِنَّةُ لله)، (أكرمنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (شرَّفنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (أنقذنا برسول الله.. لله المِنَّةُ لله)، (زكَّى أنفُسَنا بهُداه.. لله المِنَّةُ لله)، (حتى نتأسَّى بخُطاه.. لله المِنَّةُ لله)، (ونجاهدُ كفراً وطُغاه.. لله المِنَّةُ لله)، (ونسيرُ على نهج الله.. لله المِنَّةُ لله)، (أهلاً فيك رسول الله.. لله المِنَّةُ لله).
كما رددوا (تعظيماً لله وشُكرا..أظهرنا فرحتنا الكبرى.. بقدوم الرحمة والبشرى)، (أحيينا ذكرك أحيانا..وبنهجك سرنا فهدانا.. وبحبك زدنا إيمانا)، (نحنُ جنود رسول الله.. نتأسَّى نمضي بخُطاه.. لا نخشى أحداً في الله)، (حباً ووفاءً وجهاد.. لبَّيناك على استعداد.. إما نصر أو استشهاد)، (حبَّاً ووفاءً جئناك.. وعلى النُصرة بايعناك.. لبيناك لبيناك)، (يتحصَّنُ يمنُ الإيمان.. برسول الله والقرآن.. والعترةُ صمامُ أمان)، (عهداً للهادي الأمين.. أن ننصر شعب فلسطين.. لن نخضع لن نستكين)، (حبّاً ووفاءً جئناك.. عهداً لن نخذلَ مسراك.. وسنمضي دوماً بخُطاك)، (من يتأسى بالمختار..لا يستسلم للكفار.. ولكم عِبرهْ في الأنصار.. وبغزَّة أرض الأحرار)، (في غزة قومٌ أحرار.. ساروا في نهج المختار.. قاموا بجهاد الكفار)، (ميلاد الهادي الأمين.. يسألكم يا مسلمين..ما قدّمتم لفلسطين).
وغطت ساحة الاحتفال الأعلام الخضراء، ورُفعت الأعلام اليمنية والفلسطينية، واللافتات التي حملت شعار "لبيك يا رسول الله"، كما حملت الحشود اللافتات والشعارات التي كتبت عليها عبارات التلبية والتعظيم للرسول الأعظم، وكذا العبارات المعبرة عن الولاء والاتباع للنهج المحمدي وما حمله للأمة من قيم ومبادئ إيمانية لإصلاح شأنها واستعادة مكانتها وعزتها وكرامتها.
وباركت الحشود المحمدية عملية القوات المسلحة اليمنية النوعية التي ضربت هدفا عسكريا صهيونيا في يافا بفلسطين المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي استغرق وصوله إلى كيان العدو 11 دقيقة و30 ثانية، داعية القوات المسلحة إلى المزيد من العمليات نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة منذ قرابة عام.
وبدأ الاحتفال المحمدي بآيات من الذكر الحكيم، وتضمن فقرات إنشادية تراثية معبرة عن الحب اليماني والتعظيم والتوقير والتعزير لصاحب المناسبة عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
السيد القائد: يؤكد ثبات اليمن في موقف نصرة فلسطين
وفي ختام فعاليات الاحتفال المحمدي الأضخم على مستوى الأمة الإسلامية أطل السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة متلفزة، أشار فيها إلى أن حضور شعبنا اليوم لا مثيل له على الأرض حبا لرسول الله في يوم مولده المبارك
وخاطب السيد القائد جموع الشعب اليمني المليونية، بقوله: لقد أقمتم أكبر احتفال في الأرض لأعظم وأرقى إنسان، وفرحا وابتهاجا بنعمة الله وفضله ورحمته، لافتا إلى أن الإحياء العظيم لهذه المناسبة هو من مظاهر التقدير بنعمة الله والاعتراف برحمته.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السید القائد برسول الله رسول الله لله الم ن
إقرأ أيضاً:
يوم فقط لانتهاء المهلة.. كيف يتعامل العدو مع تهديدات السيد القائد؟
ويعتبر إقدام العدو على منع دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة انتهاك صارخ لاتفاق وقف أطلاق النار الأمر الذي يثبت النوايا الحقيقية للعدو الصهيوني ورغبته في الانقلاب على الاتفاق في مرحلته الأولى.
ومع أن الخداع ونقض العهود والمواثيق صفة ملازمة لليهود ذكرها الله في العديد من السور القرآنية وأكدتها الأحداث التاريخية التسلسلية منذ ما قبل الإسلام وحتى اللحظة، غير أن التواطؤ الدولي والصمت العالمي المريب يسهم بشكل فاعل في تمادي العدو الصهيوني والأمريكي في انقلابه على الاتفاق وفعل ما يحلو له، غير آبه بالقوانين الدولية والأنظمة العربية والإسلامية.
وبدلاً من الصحوة العربية والإسلامية واستعادها الدور الحقيقي المناط بها المتمثل في ردع الكيان الصهيوني واجباره على احترام المواثيق والعهود، خرجت القمة العربية المنعقدة في مصر في الرابع من مارس الجاري بموقف هزلي وضعيف لم يتعدَ كلمات التنديد والشجب والمطالبة للكيان الصهيوني دون مواقف عملية تترجم الكلمات وتضع حدا للكيان الصهيوني المجرم.
وفي المقابل ظهر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في كلمة متلفزة معلناً موقفا حازما وجريئا ضد الكيان الصهيوني، تمثل في إمهال الكيان مدة أربعة أيام لفتح المعابر والسماح للمساعدات الغذائية بالدخول مالم فأن العمليات العسكرية ستعاود نشاطها في منع الملاحة "الإسرائيلية" من المرور عبر البحر الأحمر وغيره من البحار المحددة بمسرح العمليات العسكرية الواسع الذي أعلنته اليمن سابقاً في أربع مراحل.
وفي كلمة له اليوم اعلن قائد الثورة عن قرب انتهاء المهلة ومجددا التاكيد على ان الإجراءات العسكرية ستبدأ لتكون حيز التنفيذ منذ لحظة انتهاء المهلة المحددة إن لم تدخل المساعدات إلى قطاع غزة.
الموقف الشجاع للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله مثل حافزا كبيرا لأهالي غزة ومسانديهم من أحرار العالم العربي والإسلامي؛ ليتصدر الموقف حديث وسائل الإعلام المحلية والدولية والعالمية.
قرار فاعل في مرحلة مفصلية
وفي هذا السياق يؤكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور سائد عساف أن الموقف اليمني الشجاع أتى في مرحلة حساسة ومفصلية ليؤكد للعدو الأمريكي والصهيوني أنه لا يمكن لهم التفرد بغزة وأن اليمن كما كان سندا وعونا لهم منذ بدء الطوفان سيضل معهم وإلى جانبهم ولن يتخلى عنهم مهما حدث.
ويوضح في حديث خاص للمسيرة أن الموقف اليمني الشجاع هو الموقف الصحيح والذي ينبغي على دول المنطقة اتخاذه لمواجهة العدو الصهيوني وحلفائه.
ويبين أن السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله يستشعر المسؤولية الدينية والأخلاقية التي تقع على عاتقه تجاه اخوانه الفلسطينيين الذين يتعرضون لمظلومية تاريخية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
ويشير إلى أن مواقف السيد القائد واليمن على وجه العموم أعادت للأمة الإسلامية دورها الحقيقي بعد أن جمدت لسنوات طويلة نتيجة لسياسية الأنظمة الحاكمة المتواطئة مع الكيان الصهيوني.
ويؤكد أن الموقف اليمني الشجاع يأتي امتداد لمواقفه السابقة المساندة لغزة، موضحا أن العمليات العسكرية ضد العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي في البحار وداخل عمق الكيان الصهيوني أثبتت قوة وعظمة وصلابة الموقف اليمني وجسدت الدور الحقيقي للموقف الإسلامي.
وينوّه إلى أن الإدارة الحكيمة للمعركة في البحر الأحمر أفشلت الدعاية الأمريكية التي يروج لها الغرب في أن العمليات العسكرية اليمنية تشكل خطورة على الملاحة البحرية، مؤكداً أن المرور الآمن للملاحة الدولية باستثناء الملاحة طالإسرائيلية" والدول المتعاملة مع الكيان الصهيوني أثبت أن اليمنين هم من يحمون الملاحة.
وتطرق إلى أن وقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر فور إعلان وقف أطلاق النار في قطاع غزة أثبت للعالم وأكد لهم مصداقية الموقف اليمني حينما ربط الملاحة الإسرائيلية بوقف اطلاق النار في قطاع غزة ورفع الحصار عنها.
ويذكر عساف أن اليمن نجح في إ حكام الخناق على الكيان الصهيوني وتكبيده خسائر اقتصادية جسيمة، مؤكدا أن العودة إلى استهداف الملاحة سيكلف الكيان الصهيوني المزيد من الخسائر الاقتصادية الكبرى التي تضاف إلى الخسائر السابقة التي تكبدها خلال الحرب على غزة والتي على أثرها أوقفت بشكل كامل الحركة التجارية لميناء أم الرشراش.
ويختتم عساف حديثه للصحيفة بالقول "إن الغزاويين بمختلف مكوناتهم العسكرية والسياسية يدركون جيدا أن لا سند لهم ولاعون بعد الله تعالى سوى اليمن فقط الذي وقف منذ الوهلة الأولى لوقوع الحرب وحتى اللحظة".
التحدي الأكبر للكيان الصهيوني
الأربعة الأيام المحددة التي أعلن عنها السيد القائد هو بمثابة سماح للوسطاء للتفاوض مع الكيان الصهيوني لفتح المعابر وعدم عرقلة بنود اتفاق وقف أطلاق النار، وقد مرّت منها ثلاثة أيام، ويتبقى يوم واحد فقط.
ويعتبر الثبات على الموقف المناصر لغزة ورقة ضغط فاعلة على الكيان الصهيوني لإلزامه على المضي في تنفيذ بنود اتفاق وقف أطلاق النار في مختلف مراحله المتفق عليها كما أنه يعزز الموقف التفاوضي الفلسطيني.
وحول هذه الجزئية يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت الدكتور سعد نمر "إن الموقف اليمني الشجاع يمثل ورقة ضغط على الكيان الصهيوني للعدول عن قراره الإجرامي الهادف لتجويع سكان القطاع".
ويضيف في حديث للمسيرة، أن "العدو الصهيوني يستخدم سياسية التجويع في محاولات صهيونية أمريكية للالتواء على بنود اتفاق وقف اطلاق النار بهدف تحقيق مكاسب سياسية لصالح الكيان الصهيوني".
ويرى أن منع دخول المساعدات الغذائية لا يوحي بنوايا الكيان الصهيوني في العودة إلى الحرب مجددا وذلك كونه منهك تماماً من الحرب التي طالت رحاها لعام كامل ونيف، مؤكدا أن تصريحات الصهاينة تثبت ألا نوايا لجيش العدو في العودة مجددا للحرب في قطاع غزة وذلك لتكبده خسائر بشرية ومادية جسيمة، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة.
ويلفت إلى أن الكيان الصهيوني يسعى من خلال المماطلة في تنفيذ بعض بنود المرحلة الأولى من الاتفاق وذلك بهدف الحصول على مكاسب سياسية كبرى في المرحلة الأولى أبرزها الافراج عن أسراه وربط ذلك بدخول المساعدات.
وينوه إلى أن الموقف اليمني الشجاع وعملياته العسكرية البطولية تمثل هاجسا كبير للأوساط الصهيونية الذين كانت ترعبهم الصواريخ والطائرات المسيرة وكانت تجبرهم في الذهاب الدائم والمتكرر للملاجئ، ناهيك عن الدور الفاعل للعمليات البحرية التي أسهمت في خنق الكيان الصهيوني اقتصاديا.
ومع ثلاثة أيام من الوقت المحدد لانتهاء المهلة التي لم يتبقى منها سوى يوم واحد فقط تورد أنباء عن حراك سياسي فاعل داخل أوساط العدو الصهيوني الذي أرسل مساء السبت وفداً إلى الدوحة لتحريك المشاورات، وما تبع ذلك من تصريحات توحي بأن الكيان الصهيوني يخشى انتهاء المهلة قبل أن يخرج من المأزق الذي أوصل نفسه إليه، بالإضافة إلى التحركات الدبلوماسية الكبيرة للـ"الوسطاء"، وهو ما يعكس فاعلية الموقف اليمني المساند لغزة واثره الكبير في تعزيز الموقف التفاوضي لحركة حماس.
ومع التحركات الحاصلة، يبقى الموقف اليمني المناصر لغزة هاجس يؤرق الصهاينة وحلفاءهم ويجعله التحدي الأكبر للكيان والأمريكان.