الفعل الثوري في وجه نظام الأئمة حتى فجر ثورة 26 سبتمبر
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
لم تكن ثورة 26 سبتمبر 1962م وليدةَ فعل انفعالي بل نتاج انتفاضات كثيرة للقبائل اليمنية ونضالات طويلة من حركات التحرر الوطنية على حكم الإماميين الذي جثم على صدور اليمنيين لأكثر من ألف عام.
طيلة عشرة قرون كان نظام الحكم ثيوقراطياً مستمداً من ادعاءات دينية مكنت سلالة بعينها من الاستفراد بالسلطة والثروة وإدارة شؤون الرعية دون إشراك القبائل في صنع القرار، وتسخير أبنائها في الزراعة أو جند وعكفة الإمام.
في وقت تفشى فيه الظلم والجهل والتخلف وسفك الدماء في داخل اليمن، كان كل من يخرج من اليمن سواءً من التجار أو الضباط والمثقفين الذين سافروا خارج اليمن، أدركوا حجم الكارثة التي حلت باليمنيين المغيبين عن العالم بفعل العزلة التي فرضتها الإمامة المتوكلية.
عاد هؤلاء الضباط والمثقفون إلى الوطن وكلهم رجاء بأن يتم الأخذ بنصائحهم لما فيه خير اليمن أرضاً وإنساناً، غير أنهم انصدموا بغلظة أمراء بيت حميد الدين الذين استكثر الإماميون على الشعب العيش بحرية وكرامة وإنصاف، الأمر الذي ولّد كل عناصر ومقومات الثورة التي تقتلع النظام المتخلف الظالم، وتعيد الحكم للشعب.
وصل الأحرار والضباط إلى قناعة مفادها أن إسقاط الإمامة بثورة يكون الحكم فيها للشعب هو الحلُ الأمثل وبدأت بشارات ذلك الحمل بمحاولة اغتيال الطاغية أحمد حميد الدين في الحديدة في مارس من العام 1961 وظل الطاغية متأثراً بها إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في التاسع عشر من سبتمبر من العام 1962.
أُسبوع فقط على ذلك وإذ بالمارد السبتمبري يخرج من قمقمه بفضل تضحيات تنظيم الضباط الأحرار وحركة التحرر الوطنية ومن خلفهم ثورة شعب مجيد أهال التراب على الإمامة بكل مساوئها، ولسان حال الثوار يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
غزة: مَن وقف ومَن خذل؟ التاريخُ لا يرحم
محمد الموشكي
سَجِّلْ، أيها التاريخ، في مجلدات الزمن، سجل عن الحقيقة وعن ماذا حصل.
سَجِّلْ وتحدث عَمَّنْ وقف مع غزة حتى الرمق الأخير، بدون كلل أَو ملل.
سَجِّلْ وتحدث عَمَّنْ دعم غزة بالروح والدم، وبالغالي والنفيس، وبالمال والمدد، وبالإعلام والكلمة الحرة.
سَجِّلْ واكتُبْ لكي تعلم الأجيال فيما بعد من وقف ومن خذل، لكي يحذروا من الذين يركبون الموجات كما يفعلون دائمًا، من أُولئك الذين لم ينصروا غزة حتى بكلمة.
تحدث عنهم وعرهم وافضحهم، وأرِّخْ فضيحتهم، فهم الذي خذلوا وباعوا غزة، بل ووقفوا ضد من يدعمها.
أيها التاريخ سجل وتحدث عن قبحهم وخيانتهم وعمالتهم وسفالتهم مع الكيان المحتلّ المجرم الذي ارتكب أبشع وأفظع الجرائم أمام أعين هؤلاء الخونة.
نعم، أيها التاريخ، أنت لا ترحم، وهذا هو الشيء الجميل الذي تحمله؛ فسطر واكتب بماء من ذهب عن الأحرار عن لبنان، عن حزب الله، عن أمينه الأعظم الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله، الذي ضحى بنفسه نصرة ودفاعًا عن أطفال ونساء غزة.
تحدث وسَطِّرْ واكتب عن موقف المقاومة العراقية البطولي، الداعم بالأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة لغزة.
تحدث واكتب عن موقف إيران الثابت والمشرق مع غزة، الذي ليس وليد يومه بل منذ أكثر من أربعة عقود، وكذا تحدث واذكر واكتب وسطر أعظم وأروع المواقف التي قدمها الشعب اليمني العظيم، الذي لم يتخلف أَو يتوقف عن نصرة غزة منذ السابع من أُكتوبر حتى تم إعلان النصر في غزة التي صمدت، ولم يحقّق فيها نتنياهو أهدافه المعلنة من تحرير الأسرى الصهاينة وإبعاد المقاومة، بل وترحيل أهالي غزة إلى صحراء سيناء.
نعم، تحدث يا تاريخ عن الشعب اليمني الذي ناصر غزة بكل ما يملك، رغم الضغوط المعلنة والعروض المغرية، ورغم العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني، تحدث عنه وعن صواريخه المتطورة التي اخترقت أعظم المنظومات الدفاعية في العالم، والتي وصلت بفضل الله إلى عاصمة الكيان المحتلّ، تحدث عنها وعن رجال هذه القوة؛ إذ لم يهدأ لهم بال طيلة أَيَّـام العدوان على غزة، فكانت الهاجس الأكثر رعبًا وقلقًا للكيان.
تحدث عن المسيرات والحشود والخروج المليوني في كُـلّ المدن والمحافظات اليمنية، الذي لم يتوقف أسبوعًا واحدًا، حَيثُ وصل عددها إلى 900,000 وقفة وخروج مليوني حاشد مع غزة، تحدث ولا تكل ولا تمل عن معركة اليمن واليمنيين الفارقة في البحر الأحمر، والتي أذلت وأغرقت ودمّـرت سمعة أعظم قوة بحرية في العالم.
تحدث بشموخ، أيها التاريخ، عن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي كفى ووفى، ووقف مع شعبه الصادق الواعي مع غزة حتى الرمق الأخير واللحظة الأخيرة.
في المقابل أيتها الشعوب المقاومة العظيمة، وأيها الأحرار المقاومون في كُـلّ أصقاع الأرض ومن كُـلّ المذاهب والجماعات السياسية والمجتمعات الشرقية والغربية، يا من وقفتم في كُـلّ مكان بدون خوف مع غزة، مع الإنسانية، بكل ما تملكون، نقول لكم بالنيابة عن أطفال ونساء ورجال غزة، الذين هم الأحرار، وهم الأوفياء، وهم الذين دمّـروا مشروع الكيان وكانوا السد المنيع، جزاكم الله خير الجزاء.
وفي المقابل كذلك، عهدنا سنقوله ونكرّره للتاريخ ولغزة ولكل الأحرار: إذَا عاد العدوان الصهيوني الأمريكي سنعود ونقف من جديد ضد هذا الكيان وكما عهدتمونا أوفياء، سنبقى إن شاء الله أوفياءَ معكم ومع تضحياتكم حتى النصر، واللهُ حسبُنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.