اقرأ في هذا المقال

تتنامى توجهات العديد من حكومات العالم إلى تسريع التحول الأخضر يخشى بعض الدول التخلص من الوقود الأحفوري بحجة أنه غير واقعي توقعات بأن يحتل الوقود الأحفوري مساحةً كبيرةً في مناقشات كوب 29 خُطط إنتاج النفط والغاز في أكبر 20 دولة منتجة تمضي في الاتجاه المعاكس خطت السعودية خطوات واسعة في مشروعات الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة

تواجه العديد من البلدان الغنية بالنفط اتهامات بعرقلة المساعي المبذولة لإزالة الوقود الأحفوري من مزيج الطاقة العالمي، فيما يُعرف اصطلاحيًا بـ”التحول الأخضر”.

وبينما تتنامى التوجهات لدى كثير من حكومات العالم، لا سيما في منطقة الاتحاد الأوروبي، لاستبدال مصادر الطاقة المتجددة بنظيراتها التقليدية الحساسة للبيئة، تواجه دول أخرى أمثال السعودية وروسيا اتهامات برفض هذا المسار على أساس كونه غير واقعي، بل ويهدد أمن الطاقة العالمي.

ومن المرجح أن يحتل مستقبل الوقود الأحفوري مساحة كبيرة على طاولات المناقشات خلال قمة المناخ كوب 29 المقبلة، المقرر انعقادها في أذربيجان، التي ستسعى خلالها دول التكتل إلى اتخاذ كل ما يلزم لتسريع تحول الطاقة.

غير أن تقريرًا أمميًا سبق أن حذّر من أن خُطط إنتاج النفط والغاز في أكبر 20 دولة منتجة تمضي في الاتجاه المعاكس، موضحًا أن الحكومات تخطّط لإنتاج نحو 110% من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030؛ ما يهدد الأهداف المناخية، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

اتهامات مُرسَلة

تبذل الدول الغنية بالنفط جهودًا منسقةً لإبطاء وتيرة التقدم المُحرَز بشأن اتفاقية مناخية تاريخية ترعاها الأمم المتحدة، تستهدف التخلص من استعمال الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، وفق ما أوردته صحيفة فايننشال تايمز، نقلاً عن بلدان غربية مشاركة في مباحثات التغيرات المناخية العالمية.

وقال مفاوضون من 5 بلدانٍ غربيةٍ إنهم يمارسون ضغوطًا مكثفة على أذربيجان بوصفها البلد المستضيف لقمة التغيرات المناخية كوب 29، لمنح أولوية للمناقشات الخاصة بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، في مسعى لمواجهة “مقاومة” الدول النفطية وحلفائها لتلك الجهود.

وفي قمة المناخ كوب 28 التي استضافتها مدينة دبي الإماراتية في ديسمبر/كانون الأول (2023)، وافق ما يقرب من 200 دولة على التحول من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، ومضاعفة سعة الطاقة المتجددة 3 مرات، وزيادة كفاءة الطاقة بواقع الضعف بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وزعم المفاوضون أن هناك مجموعة من الدول، مثل السعودية وروسيا وبوليفيا، التي ما تزال تعتمد بقوة على مصادر الوقود التقليدي في توليد الطاقة، تسعى لعرقلة التقدم المُحرَز في ذلك المسار، وفق فايننشال تايمز.

لكن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان سبق أن أوضح موقف بلاده من تلك المسألة، مؤكدًا ضرورة أن “تمضي قضيتا أمن الطاقة ومواجهة معضلة تغير المناخ جنبًا إلى جنب إذا كنا نرغب في إنجاز الأمرين معًا ومعالجتهما”.

وقال: “أكرر دائمًا أننا لا يمكننا المساومة بأي منهما، وفي تقديري أننا نستطيع حل الأمرين معًا من دون أن يؤثر أحدهما في الآخر”.

شعار كوب 29 الذي سيُعقد في أذربيجان – الصورة من cop29 ضغوط على أذربيجان

يُنظر إلى أذربيجان التي تعتمد بشدةٍ على صادرات النفط والغاز لدعم اقتصادها الوطني، على أنها تعارض دعم مزيدٍ من التحول عن النفط والغاز.

ويمثّل قطاع النفط والغاز قرابة 90% من إيرادات الصادرات الأذربيجانية، كما يمول نحو 60% من موازنتها العامة، بحسب أرقام الوكالة الدولية للطاقة.

وقال مفاوض من بلد غربي كبير إن “هناك معارضة واضحة من قبل بعض الدول النفطية في المناقشات الرامية إلى التوصل لاتفاقية بشأن الوقود الأحفوري”، وفق ما أوردته فايننشال تايمز.

وأضاف: “يتعيّن علينا أن نكون واضحين جدًا مع أذربيجان، بشأن حقيقةٍ مفادها بأن النسخة المقبلة من قمة المناخ لن يُكتَب لها النجاح إذا لم نتحدث -كذلك- عن تقليل الانبعاثات أو الحد منها، بما في ذلك قرار مؤتمر كوب 28″، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري – الصورة من devdiscourse الطاقة المتجددة في السعودية

بينما تواجه اتهامات تضعها في خانة الدول الرافضة لجهود تحول الطاقة، خطت السعودية خطوات واسعة في مشروعات الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة؛ ما يضع المملكة على المسار الصحيح لتنفيذ إستراتيجيتها لتحول الطاقة بحلول عام 2030.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة، تعتزم السعودية التخلص من استعمال الوقود السائل في مزيج توليد الكهرباء بحلول عام 2030، لينقسم ما بين 50% للغاز و50% للطاقة المتجددة.

وفي إطار ترجمة رؤاها الطموحة في قطاع الطاقة النظيفة إلى واقع ملموس، أطلقت المملكة أول مسح جغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة في السعودية في 24 يونيو/حزيران (2024) بحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ورعايته.

ويغطي المشروع جميع مناطق المملكة من خلال مسح أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع، عدا المناطق المأهولة بالسكان، ويُسهم في تحديد أفضل المواقع لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد، من حيث حجم موارد الطاقة، وأولوية تطوير مشروعاتها.

وأُسندت عقود تنفيذ المشروع إلى شركات سعودية لتركيب 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع مناطق المملكة.

وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المشروع يُعدّ الأول من نوعه عالميًا من حيث التغطية الجغرافية؛ إذ إنه يغطّي مساحة تعادل مساحات دولٍ بأكملها، فمساحته -على سبيل المثال- تعادل تقريبًا مساحة بريطانيا وفرنسا معًا، أو ألمانيا وإسبانيا معًا، في تصريحات سابقة أطلقها على هامش توقيع عقد مشروع أول مسح للطاقة المتجددة في السعودية،

وأوضح أن المشروع يؤكد التزام المملكة بتحقيق مستهدفاتها الطموحة في إنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها، إذ سيعزّز الاستفادة المثلى من موارد الطاقة المتجددة في السعودية.

من مراسم توقيع عقد أول مسح لمشروعات الطاقة المتجددة في السعودية – الصورة من وزارة الطاقة السعودية تصدير الكهرباء النظيفة

تعوّل المملكة على المشروع المذكور في دعم موقعها الإستراتيجي لتصدير الكهرباء المُنتجة من الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعمه توجّهها نحو إنتاج الهيدروجين النظيف.

كما سيُسهم المشروع في تحقيق مستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لتوليد الكهرباء، إذ تشكّل مصادر الطاقة النظيفة نحو 50% من مزيج الطاقة بحلول 2030، وتحقيق مستهدفات برنامج إزاحة الوقود السائل وتقليص الاعتماد عليه في قطاع إنتاج الكهرباء.

وسجلت سعة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في السعودية قفزة كبيرة خلال السنوات الـ3 الماضية، لتصل إلى 2.689 غيغاواط بنهاية عام 2023.

وتخطّط المملكة لطرح مشروعات لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، بطاقة تبلغ 20 غيغاواط سنويًا، ابتداءً من هذا العام (2024)، للوصول إلى ما بين 100 و130 غيغاواط بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة فی السعودیة مشروعات الطاقة المتجددة من الوقود الأحفوری تولید الکهرباء النفط والغاز بحلول عام 2030 من الطاقة

إقرأ أيضاً:

«اقتصادية قناة السويس»: قادرون على استيعاب الطموح العالمي لإنتاج الوقود الأخضر

التقى وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ببعض ممثلي الشركات البريطانية العاملة في مجال الطاقة، كما التقى ممثلي عدد من مؤسسات التمويل البريطانية والأوروبية، على هامش مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار بين مصر وبريطانيا، والذي يُعقد في لندن، لبحث سبل التعاون الاقتصادي بين مصر ومجتمع الأعمال البريطاني.

لقاءات اقتصادية قناة السويس

تضمنت لقاءات رئيس اقتصادية قناة السويس، عقد اجتماعات مع كبريات الشركات البريطانية العاملة بمجال الطاقة، في مقر مكتب التمثيل التجاري المصري بلندن، بدأت بلقاء مع ممثلي شركة «جلوبال إك» المتخصصة في إنتاج الطاقة، ولديها حصة كبيرة في عدد من المرافق المتعلقة بإنتاج الطاقة على مستوى العالم، وتحديدًا في قارة إفريقيا، كما أنها وقعت اتفاقية إطارية مع اقتصادية قناة السويس، لإقامة مشروع يستهدف إنتاج الوقود الأخضر بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة، وتم أيضًا عقد اجتماع مع شركة «باش جلوبال» لمناقشة سبل التعاون في الصناعات المغذية والمكملة لصناعة الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية.

قدرات المنطقة الاقتصادية في استيعاب الطموح العالمي

خلال هذه اللقاءات، أكد وليد جمال الدين، قدرات المنطقة الاقتصادية في استيعاب الطموح العالمي، لا سيما الأوروبي، في إنتاج الوقود الأخضر واستخدامه في الأنشطة الصناعية والبحرية، حيث تحولت هذه القدرات إلى خطوات رائدة تحققت على أرض الواقع، من خلال تصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم في نوفمبر 2023، من خلال الإنتاج التجريبي لمصنع مصر للهيدروجين الأخضر.

واجتمع جمال الدين، مع عدد من ممثلي فريق عمل محطات تحلية المياه، والهيدروجين الأخضر بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، وتناول اللقاء آخر المستجدات الخاصة بإمكانية التعاون الفني بين الجانبين في تسريع وتيرة العمل بمشروعات الهيدروجين الأخضر مع شركاء المنطقة الاقتصادية من الشركات العاملة في هذا المجال، وأكد ضرورة دعم مؤسسات التمويل الدولية لهذه المشروعات ماليًا وفنيًا، للوصول إلى النتائج المرجوة وتلبية احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة الخضراء، وفقًا للجداول الزمنية المخطط لها، كما تناول اللقاء مناقشة إنشاء محطة لتحلية مياه البحر، وكذلك خدمتها من خلال إنشاء محطة كهرباء بقدرة 50 ميجاوات.

مقالات مشابهة

  • تقرير الاستدامة للعام 2023 من «مبادلة للطاقة» يظهر التقدم في جهود الحد من الانبعاثات
  • تقرير يتهم السعودية بـتلويث الرياضة عبر أموال قذرة
  • حافظ سلماوي: مصر تسعى لزيادة نسبة الطاقة المتجددة لـ42% بحلول 2030 (فيديو)
  • خبير: الدولة تستهدف الوصول إلى 65% من الطاقة المتجددة بحلول 2040
  • «اقتصادية قناة السويس»: قادرون على استيعاب الطموح العالمي لإنتاج الوقود الأخضر
  • رئيس الوزراء يتابع الخطة الاستثمارية لمشروعات الطاقة المتجددة
  • الطاقة المتجددة في الهند تؤمّن تمويلًا بـ386 مليار دولار
  • شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة
  • استشاري: مصر تصدر الكهرباء لعدة دول.. ونعمل على مشروع عملاق مع السعودية
  • وزير الكهرباء يراجع خطة تشغيل المحطة الشمسية الحرارية بالكريمات ومتطلبات التطوير وتحقيق الاستفادة القصوى منها