أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن حركة "فتح" عقدت، اليوم الأحد، 15 سبتمبر 2024، اجتماعا موسعا للجنة المركزية والمجلس الثوري، وأمانة سر المجلس الاستشاري.

يأتي ذلك استمرارا لمتابعة التحدي الوجودي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في عدوانه المستمر، وحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها عصابات الإجرام الحاكمة في دولة الاحتلال، وثبات شعبنا وصموده ومقاومته في المجالات كافة لإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلالنا الوطني.

وقررت الحركة البقاء في اجتماع مفتوح، مؤكدة أن شعبنا موحدّ ومصمم على كسر المحاولات البائسة للاحتلال لحسم الصراع عسكريا، وستبقى في الطليعة ميدانيا وسياسيا، تبني وتعمّر وتعزّز بناء المؤسسات، وتقف مع شعبها لتوفير متطلبات الصمود، كما تقف في وجه الاستعمار والمستعمرين.

وشددت على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا، والاستمرار في تطوير أدائها وتعزيز مؤسساتها، وكذلك الحراك السياسي في الإقليم والعالم لتعزيز مكانة دولة فلسطين، ولإخضاع مجرمي الحرب للمساءلة القانونية الدولية ومحاسبتهم على جرائمهم المستمرة في غزة والضفة بما فيها القدس ، من قتل وتدمير وحصار.

وأكدت الحركة في اجتماعها وحدة الوطن، سياسيا وجغرافيا، وحرصها على الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها ستمضي قدما لإنجاز هذه الوحدة باعتبارها شرطا أساسيا للانتصار على الاحتلال وجرائمه، وقررت الحركة اتخاذ إجراءات عملية لتعزيز بنيان الحركة ودعوة أبنائها كافة إلى رص الصفوف والعودة إلى فتح، إذ إن الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني حاضرا ومستقبلا.

وقررت حركة فتح في اجتماعها اليوم البدء بتنفيذ قرارات داخلية لوحدة العمل التنظيمي في الساحات كافة، وتطوير أداء مفوضيات الحركة، واستمرار الحوار البنّاء مع شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية، والتوافق مع من هم خارجها لما فيه مصلحة الوطن ومقاومة الاحتلال، ومنع أي تدخلات في الشـأن الوطني الفلسطيني، وترفض الحركة أية ترتيبات سياسية أو إدارية لقطاع غزة خارج إطار الشرعية الفلسطينية.

وجددت حركة فتح تأكيدها على مقاومتها العنيدة للتهجير والاستعمار والتدمير، ومحاولة الاحتلال شطب حق العودة وإلغاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، وستبقى القدس في مقدمة أولويات العمل الوطني، ووقف العدوان الهمجي المستمر على غزة ونصرة أهلنا فيها، وتعمير ما يدمره الاحتلال، والعمل على إدخال المواد الإغاثية الطبية والغذائية.

وقالت: "سنستمر في تحركنا السياسي مع الأشقاء والأصدقاء، خاصة مع انعقاد الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأهمية العمل الحثيث على وقف العدوان ومعاقبة الاحتلال ومسؤوليه، وتسريع تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، إضافة إلى وصول الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى غزة، والعمل على إنجاز العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، والحصول على مزيد من الاعتراف بدولة فلسطين".

وأشارت إلى أن التحرك السياسي يركزّ على فضح جرائم الاحتلال بحق أسيراتنا وأسرانا البواسل، حيث يجري التنكيل بهم وامتهان كرامتهم واغتيالهم وإخفاء بعضهم قسرا، مؤكدة دعم عمل السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكينها من أداء مهامها، وإجبار الاحتلال على وقف اجتياحاته وتدميره لمدننا وقرانا ومخيماتنا وقرصنة أموالنا.

وقررت حركة "فتح" التوجه لعقد الدورة الثانية عشرة لمجلسها الثوري خلال الشهر المقبل لترسيم ومتابعة تنفيذ القرارات الحركية الخاصة باستنهاض الحركة وتفعيل أطر منظمة التحرير الفلسطينية والاستمرار في مقاومة الاحتلال والاستعمار.

وهنأت الحركة شعبنا وأمتينا العربية والإسلامية بحلول عيد المولد النبوي الشريف.

المصدر : وكالة وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: التحریر الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الحرب الحالية.. هل ستكون آخر جولات المقاومة أم بداية التحرير؟


وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان الواقع يفضي إلى احتمال زوال تلك الحركات في ظل ما تعرضت له من ضربات قوية، وخذلان واسع من مختلف الأطراف، أم أن ارتباطها بوجود الاحتلال والظلم والطغيان متلازم؛ ما يجعل استمرارها حتميا وضروريا.

لكنه في المقابل، أشار إلى حديث البعض عن وجود شبه إجماع  دولي وربما إقليمي على التخلص من هذه الحركات، وفقدها حواضنها الشعبية في فلسطين ولبنان واليمن، في ظل اتهامات يوجهها البعض لها بالتسبب "بخراب البلاد وهلاك العباد"، وتساؤلهم عما حققته تلك الحركات للشعوب على مدى عقود.

الإعلامي رامي نعيم لم يخف أماله بأن تكون هذه الجولة الأخيرة لحركات المقاومة في المنطقة، معتبرا أن الشعوب العربية لم تعد قادرة على تحمل ما سماه "الدمار والانتحار الجماعي" الذي تسببت به تلك الحركات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل سيوقف ترامب الحرب على غزة ولبنان؟list 2 of 4الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟list 3 of 4إيران وإسرائيل.. هل ينتقل الصراع من الظل إلى دائرة الحرب الشاملة؟list 4 of 4هل تكون قوات الاحتياط سببا في انهيار المجتمع الإسرائيلي؟end of list

وذهب نعيم للتأكيد -من وجهة نظره- على أن المجتمعات العربية باتت تبحث عن شكل مختلف للمقاومة، مشددا على أن العلاقة مع إسرائيل اليوم تختلف جذريا عما كانت عليه قبل اتفاقيات التطبيع العربية معها، متهما حركات المقاومة بأنها "لم تقدم للشعوب سوى الموت والبؤس والجهل".

خيار آخر للمقاومة

ويرى أن الأجيال الصاعدة باتت تنظر إلى الدول الإسلامية المتطورة التي نجحت في بناء مجتمعات مزدهرة كخيار حقيقي للمقاومة، بدلا من الحركات التي استُنزفت شرعيتها بفعل ارتباطها بمشاريع سياسية وأيديولوجية، لا سيما المشروع الإيراني، على حد تعبيره.

وقال نعيم إن تلك الحركات فشلت في حماية شعوبها وأراضيها، وذهب للقول إلى أن المقاومة تحولت إلى أداة تخدم أجندات إقليمية بدلا من القضية الفلسطينية، محملا إياها مسؤولة قتل الأطفال وتدمير المجتمعات تحت ذريعة المقاومة.

كما ذهب لتحميل المقاومة مسؤولية تدمير غزة وتحويلها إلى "مدينة أشباح"، متسائلا كيف يمكن أن تبرر هذه الحركات أفعالها بينما تستمر إسرائيل في تحقيق مكاسب على الأرض.

وشدد على أن مشروع المقاومة الحالي بني على شعارات دينية وسياسية "ممجوجة"، داعيا إلى اعتماد إستراتيجية واقعية لتحرير فلسطين تقوم على بناء القوة الفعلية والابتعاد عن المشاريع الأيديولوجية.

النهاية عند التحرير

في المقابل، اعتبر الخبير في شؤون حركات المقاومة الدكتور حذيفة عبد الله عزام أن الجولة الأخيرة لحركات المقاومة ستكون فقط حين يتحقق التحرير الكامل للأرض الفلسطينية، مشيرا إلى أن المقاومة هي رد فعل طبيعي على الاحتلال.

وأوضح أن فلسطين تخضع للاحتلال منذ عام 1917، وأن نشوء حركات المقاومة كان نتيجة مباشرة وطبيعية لهذا الاحتلال، متسائلا عما قامت به الدول المتطورة التي يدعو البعض للاقتداء بها لتحرير فلسطين، رغم مرور" أكثر من 108 سنوات على الاحتلال".

وقال إنه إذا كانت هذه الدول قادرة على تحرير فلسطين، فإن المقاومة ستتوقف من تلقاء نفسها، لكن غياب الدور الفاعل للجيوش والدول العربية جعل المقاومة العفوية ضرورة لا مفر منها.

وأكد عزام أن مقاومة الاحتلال تمثل "جهاد دفع"، وهو مبدأ لا خلاف عليه في الأديان والأعراف والقوانين الدولية وحتى في القيم الإنسانية، مضيفا: "إذا دخل أحد بيتي فمن الطبيعي أن أقوم بدفعه، وهذا أمر يتفق عليه الجميع".

أين الجيوش العربية؟

وأوضح عزام أن حركات المقاومة في المنطقة هي نتاج طبيعي لحالة الظلم والاستعمار الذي تعرضت له الدول العربية، مشيرا إلى أن الاحتلال البريطاني كان مقدمة لإنشاء دولة الاحتلال والسيطرة على فلسطين وأراضٍ عربية أخرى.

وتساءل: "أين كانت الجيوش العربية طوال هذه العقود؟ الشعوب لم تجد أمامها سوى خيار المقاومة".

وأضاف أن الجولة الحالية من المواجهة تمثل بداية الملحمة الأخيرة التي قد تطول لكنها ستنتهي بتحرير الأراضي العربية، واستند في ذلك إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.

ولا يجد عزام مانعا في مشاركة ضيف الحلقة الآخر، في تمني أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة للمقاومة، لكن بشرط أن تنتهي بتحرير كامل أرض فلسطين، مؤكدا أن غزة حين تحررت سابقا، كان ذلك بفضل التضحيات والدماء وليس بشيء آخر.

19/11/2024-|آخر تحديث: 19/11/202410:04 م (بتوقيت مكة المكرمة)

مقالات مشابهة

  • حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة
  • «التحرير الفلسطينية»: أجواء إيجابية تسود مباحثات وقف إطلاق النار في لبنان
  • الحرب الحالية.. هل ستكون آخر جولات المقاومة أم بداية التحرير؟
  • قيادي بارز في حماس ينتقد الحركة علنًا ويثير عاصفة داخلية
  • الهباش: دون حل "القضية الفلسطينية" العالم سيظل يعاني من غياب الأمن والاستقرار
  • المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية.. الخارجية الفلسطينية: شعبنا ضحية لازدواجية المعايير الدولية
  • حماس تشيد بقرار أهالي سلوان وتدعو لصد جرائم المستوطنين بالضفة والقدس
  • داخلية إقليم كردستان: حركة الطيران مستمرة خلال يومي حظر التعداد السكاني ولا إغلاق للمنافذ الحدودية
  • المملكة تُدين استهداف قوات الاحتلال لمنشآت الأونروا وتدعو لحماية المدنيين
  • الاحتلال يسعى لضم الضفة ومصر تتصدى| تصورات جديدة لحل الأزمة الفلسطينية تحت إشراف ترامب ونتنياهو