أردوغان يرفضها بشدة.. لماذا تسعى المعارضة بتركيا لانتخابات مبكرة؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أنقرة- كثّفت المعارضة التركية خلال الأسابيع الماضية دعواتها لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وسط تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية في البلاد.
ورجّح رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل أن تشهد تركيا انتخابات مبكرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وأكد أن الشعب لن ينتظر حتى عام 2028 لإجراء الانتخابات، مشددا على استعداد حزبه لتولي السلطة.
وأضاف "إذا كان الرئيس أردوغان يخطط للترشح مجددا، فعليه ألا يتجاوز موعد نوفمبر/تشرين الثاني 2025، إذ لن نقبل بأي محاولة للترشح بعد هذا التاريخ".
في المقابل، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رفضه القاطع لدعوات المعارضة المتزايدة بشأن إجراء انتخابات مبكرة، قائلا إن "هذه المطالبات لا تعنينا، فهي مجرد صراع داخلي بين أطراف المعارضة، ولا شأن لنا بها".
وأضاف "أمامنا 4 سنوات دون انتخابات، ولن نسمح بإدخال البلاد في أجواء انتخابية، في ظل الأزمات التي نواجهها حاليا".
وتأتي هذه التوترات في أعقاب فترة التطبيع السياسي التي دعا إليها أردوغان، واستجاب لها زعيم المعارضة أوزيل، مما جعل الأخير عرضة لانتقادات حادة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ يسعى أردوغان من خلالها إلى التنسيق من أجل كتابة دستور جديد للبلاد.
شروط الانتخابات المبكرة
ينص الدستور التركي على إمكانية ترشح الرئيس الذي فاز بولايتين رئاسيتين للانتخابات في حال تم إقامتها مبكرا خلال الفترة الثانية من ولايته، إذ من الممكن لأردوغان أن يترشح مرة أخرى في حال توجهت البلاد إلى انتخابات جديدة في أي وقت قبل الموعد المقرر في عام 2028.
وحسب الدستور التركي، فإن هناك طريقتين لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في تركيا. الأولى تتمثل في دعوة من رئيس الجمهورية لإجراء الانتخابات المبكرة، ولكن في هذه الحالة، لا يحق له الترشح للمنصب. أما الطريقة الثانية، فهي إصدار قرار من البرلمان، ويتطلب ذلك موافقة 3 أخماس أعضاء مجلس الأمة التركية الكبير، أي ما لا يقل عن 360 نائبا من أصل 600 مقعد.
إلا أن هذه الأغلبية غير متوفرة لدى أي من الأحزاب الرئيسية في البرلمان الحالي، ففي حين يمتلك حزب "العدالة والتنمية" الحاكم 266 مقعدا، يمتلك حزب "الشعب الجمهوري"، المعارض الرئيسي، 128 مقعدا.
ويضم البرلمان التركي 14 حزبا ممثلا عبر نواب في مقاعده، أبرزهم حزب "الحركة القومية" (50 مقعدا)، حزب "ديفا" (15 مقعدا)، حزب "الرفاه من جديد" (4 مقاعد)، و"المساواة وديمقراطية الشعوب" (57 مقعدا).
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزيل (الأناضول) موقف الأحزاب الأخرىأبدى رئيس حزب "الرفاه الجديد" فاتح أربكان ترحيبه بدعوة الانتخابات المبكرة، قائلا "لم تعد لدى الأمة القدرة على الصمود حتى عام 2028. يجب إجراء الانتخابات المبكرة في أقرب وقت ممكن، لتحقيق التغيير الذي عبّرت عنه الأمة بأصواتها في انتخابات 31 مارس/آذار".
من جانبه، أكد رئيس حزب "الجيد" المعارض مسعود درويش أوغلو استعداد حزبه لخوض الانتخابات المبكرة في أي وقت، لكنه أعرب عن اعتراضه على الطرح الذي يقدمه حزب الشعب الجمهوري.
وأوضح درويش أوغلو أن التصريحات التي تصدر عن قيادات الحزب الجمهوري، والتي تؤكد أنهم سيكونون "الفائزين والمتفوقين" في حال إجراء انتخابات مبكرة، لا تعكس بالضرورة الواقع السياسي، مشيرا إلى أن المنافسة ستبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات.
وفي تعليقها، قالت سيفدا كاراجا، نائبة حزب "العمل" اليساري، إن الحكومة لم تعد تسير وفق المسار الطبيعي، مؤكدة أن الانتخابات تبقى الوسيلة الأهم للمواطنين للتعبير عن مطالبهم، مشيرة إلى أن الحديث عن الانتخابات المبكرة أصبح جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي الحالي.
على ماذا تعول المعارضة؟
أوضح الباحث السياسي أحمد أوزغور أن المعارضة التركية تعتبر الوضع الاقتصادي الراهن فرصة ذهبية للدفع باتجاه انتخابات مبكرة. فمع غياب أي مؤشرات على إصلاحات اقتصادية وشيكة، تجد الحكومة نفسها تحت ضغط كبير يمكن للمعارضة استغلاله.
وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن المعارضة تستمد ثقتها من فوزها غير المتوقع في الانتخابات المحلية الأخيرة، وهو ما أعاد إليها الأمل في استعادة الناخبين الذين ابتعدوا عنها لفترة طويلة. هذا الانتصار المفاجئ زاد من إيمان المعارضة بقدرتها على استقطاب الشارع مجددا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
أما في ما يخص زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، فيرى الباحث أنه "تعرض لانتقادات واسعة بعد انخراطه في مسار التطبيع مع الحكومة، مما أثار اتهامات بأن حزبه بات يخدم أجندة السلطة الحاكمة. هذه الضغوط تدفعه الآن إلى تبني موقف معارض أكثر صلابة، إذ يسعى لاستعادة ثقة قاعدته الشعبية وتحدي الرئيس أردوغان".
لماذا يرفض أردوغان؟من ناحيته، يوضح الصحفي ومدير "مركز القارات الثلاث" أحمد حسن في حديثه للجزيرة نت أن رفض الرئيس التركي فكرة الانتخابات المبكرة ينبع من عاملين رئيسيين: الأول يتعلق بمصلحة الرئيس وحزب العدالة والتنمية، إذ إن الدعوة لانتخابات مبكرة في هذه المرحلة قد تكون غير مجدية لهما، فالحزب بعد خسارته في الانتخابات البلدية، وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، لن يحقق مكاسب من انتخابات مبكرة، بل قد تتسبب في تهديد مكتسباته الحالية.
أما العامل الثاني، فيعود إلى رؤية الفريق الاقتصادي للحكومة، الذي يركز على خطط لإنعاش الاقتصاد، وهي خطط تتطلب فترة من الاستقرار بعيدا عن أجواء الانتخابات، التي قد تعرقل هذه الجهود. وبالتالي، فإن أي دعوة للانتخابات المبكرة قد تتعارض مع هذه الأهداف.
ويرى حسن أن المعارضة التركية لن تنجح في تحريك الشارع للضغط باتجاه انتخابات مبكرة، إذ إنها أهدرت هذه الفرصة بعد نجاحها في الانتخابات البلدية وتراجع تأثير الضغوط الاقتصادية على الشارع. كما أن التضخم يتجه نحو التحسن، مما يقلل من دوافع المواطنين للتحرك ضد الحكومة.
بالإضافة إلى ذلك، فشلت المعارضة في استقطاب نواب من خارج صفوفها لدعم مطالبها بإجراء انتخابات مبكرة، مما يجعل هذا القرار مرتبطا فقط بموافقة نواب حزب العدالة والتنمية وحلفائه، وهو أمر غير وارد في الوقت الراهن.
ويشير حسن إلى أن احتمال إجراء انتخابات مبكرة قد يكون واردا فقط في نهاية الفترة الحالية، أي قبل عام أو عامين من موعد الانتخابات المقرر، وذلك بعد ظهور مؤشرات واضحة على تحسن اقتصادي. والهدف من ذلك سيكون منح أردوغان فرصة للترشح لفترة جديدة، وضمان أغلبية ساحقة في البرلمان تمكنه من تأسيس دستور جديد من دون الحاجة لدعم المعارضة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إجراء انتخابات مبکرة الانتخابات المبکرة حزب الشعب الجمهوری مبکرة فی رئیس حزب
إقرأ أيضاً:
استعدادات مبكرة بالصحة والهلال الأحمر بشمال سيناء تزامنا مع فتح معبر رفح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تزامن مع أفتتاح معبر رفح البري لاستقبال الجرحي والمصابين من الاشقاء الفلسطينيين من ضحايا أكبر مجزرة بشرية صنعتها أسرائيل في تاريخ البشرية استعدادات جرت علي قد وساق بقطاع الصحة بشمال سيناء لمواجهة تلك الفعاليات الانسانية الكبيرة.
واستعدت مبكرا مديرية الصحة بشمال سيناء لأستقبال جرحي ومصابي قطاع غزة طبقا للاتفاق المبرم وحال اعادة فتح معبر رفح البري بعدما تم تعزيز معبر رفح البري بأطقم طبية متخصصة في كافة التخصصات الطبية ودعم المعبر بسيارت الاسهاف المتخصصة نقل الحالات الحرجة وطاقم كبير من مسعفي شمال سيناء المدربين فضلا عن تجهيز ادارة الحجر الصحي بالمعبر لاستقبال الجرحي.
ووجه وكيل الوزارة الدكتور أحمد سمير بدر مدير مديرية الشئون الصحية بشمال سيناء أثناء تفقده مساء أمس الجمعه مستشفى العريش العام بزيادة أعداد الفرق الطبية بأقسام الرعاية العاجلة، والأجهزة الطبية في مستشفيات العريش وبئر العبد والشيخ زويد تنفيذا لتوجيهات معالي الوزير ، لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة للأخوة الفلسطينين .
وأشارت الدكتوره مني يوسف حرب مدير إدارة الطب العلاجي علي توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية، وفصائل الدم، في كل من مستشفيات الشيخ زويد المركزى والعريش العام مع الاستعدادات الخاصة بالأعمال الإغاثية لقطاع غزة.
وأكدت علي السعة الاستيعابية لمستشفيات المحافظة بكل من مستشفى الشيخ زويد المركزى ومستشفى العريش العام تنفيذا لتوجيهات الوزير ، بما يضمن جودة الخدمات المقدمة للأشقاء الفلسطينيين، وعدم تأثير ذلك على مستوى الخدمات اليومية المقدمة بالمستشفيات.
وأجرى أمس الدكتور أحمد سمير بدر مدير مديرية الشئون الصحية بشمال سيناء يرافقة الدكتور أسامة سالم وكيل مديرية الصحة والدكتورة مني يوسف حرب مدير إدارة الطب العلاجي وعدد من قيادات المديرية، جولة تفقدية على مستشفيات الشيخ زويد المركزى والعريش العام للتأكد من جاهزية المنظومة الصحية في محافظة شمال سيناء لاستقبال المرضى والمصابين من الأشقاء الفلسطينين ، يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان المصرية ومتابعة اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء بتقديم كافة أوجه الدعم الصحي للأشقاء الفلسطينين.
وأوضح الدكتور أسامة ان وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء بدء زيارته بمستشفى الشيخ زويد المركزي ووجه بتنفيذ تعليمات وزير الصحة بالتأكيد على تقديم كافة سبل الرعاية الطبية، وتقديم أفضل رعاية صحية لاستقبال الأشقاء الفلسطينيين.
وانطلقت بمدينة العريش حملة للتبرع بالدم لدعم الجرحي والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني في إطار الاستعدادات الطبية لاستقبال جرحي قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية بسيناء وخارج سيناء وذلك بتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير وزارة الصحة والسكان المصرية ومتابعة اللواء خالد مجاور محافظ محافظة شمال سيناء وبالتنسيق مع الدكتوره فاتن مسعد مدير عام خدمات نقل الدم.
وقالت مصادر طبية بمديرية الصحة بشمال سيناء أن جميع مستشفيات محافظة شمال سيناء رفعت حالة الاستعداد القصوي لاستقبال الجرحي والمرضي الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية.
وأوضحت المصادر أن مستشفي العريش العام تم تجهيز أقسام بها لأسقبال جرحي قطاع غزة ومستشفي بئر العبد المركزي ومستشفي رفح ومستشفي الشيخ زويد.
وجري دعم معبر رفح البري بأطقم طبية لأستقبال الجرحي الفلسطينيين وفرزهم لتوزيعهم علي المستشفيات كل حسب حالته. كما جري تجهيز مستشفي ميداني بالشيخ زويد ورفح كما أستعد الحجر الصحي بمعبر رفح البري لأستقبال الجرحي والمرضي الفلسطينيين كما يجري دعم معبر رفح البري بأكثر من 100 سيارة أسعاف تابعة لمرفق اسعاف شمال سيناء ومرافق اسعاف المحافظات المجاورة لسرعة نقل الجرحي الفلسطنيين كما يجري حاليا تجهيز أطقم طبيه تطوعيه من محافظات أخري للعمل علي سرعة علاج الجرحي الفلسطينيين من ضحايا المجازر الاسرائيلية
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الجانب المصري أستعد بالمعدات الثقيلة لتجهيز كافة الطرق والممرات بالجانب الفلسطيني المؤدية لمعبر رفح الفلسطيني وداخل معبر رفح الفلسطيني لتجهيزها لإدخال المساعدات الانسانية العاجلة المتفق عليها بواقع أكثر من 500 شاحنة مساعدات يوميا الي غزة بخلاف الوقود كما أستعد معبر رفح البري بكافة أداراته لأعادة تشغيل معبر رفح البري لاستقبال الجرحي والمرضي والحالات الحرجة.
وقال مسئول الهلال الاحمر المصري إن مئات الشاحات تتواجد حاليا بالمنطقة اللوجستية المجاورة لمعبر رفح البري تضم أكثر من ألف شاحنة تستعد للعبور الي قطاع غزة عبر معبر رفح البري وليس معبر كرم ابو سالم حال أعادة فتح معبر رفح البري وكانت اخر دفعة مساعدات عبرت أمس لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم إدخال ٥٢ شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر كرم أبو سالم جنوب مدينة رفح منها ٣٥ شاحنة دقيق و٧ شاحنات مهمات نظافة و٥ شاحنات خضراوات وفواكه و٥ شاحنات أغطية ومفروشات.
واستعدت جميع طواقم الهلال الاحمر المصري بشمال سيناء وتقسيمها الي مجموعات عمل منها فريق الدعم النفسي لأستقبال الجرحي الفلسطينيين وتسهيل نقلهم للمستفيات فور وصولهم لمعبر رفح البري وطوافم عمل أخري تعمل حاليا علي تنجهيز المساعدات الطبية والغذائية المتكدسة بمخازن الهلال الاحمر المصري بالعريش.
وكان وزير الصحة المصري قد أكد أهمية التأكد من السعة الاستيعابية لمستشفيات الإحالة، بما يضمن جودة الخدمات المقدمة للأشقاء الفلسطينيين، وعدم تأثير ذلك على مستوى الخدمات اليومية المقدمة بالمستشفيات.
ووجه أيضا وزير الصحة بزيادة أعداد الفرق الطبية بأقسام الرعاية العاجلة، والأجهزة الطبية في مستشفيات العريش وبئر العبد والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، مؤكدا على تكثيف العمل من قبل الطواقم الطبية بوزارة الصحة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن الوزير أطمان على توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية، وفصائل الدم، في المستشفيات بالتزامن مع الاستعدادات الخاصة بالأعمال الإغاثية لقطاع غزة، كما أكد على وجود انتشار كثيف لنقاط الإسعاف.
387056045_712106247609930_6567089795383570361_n 473529740_908530504814670_8457831747062762021_n