رشان اوشي: بذرة الكرامة .. حصاد الحرية-(5)
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
بذرة الكرامة .. حصاد الحرية-(5)..
المنقذ في لحظات الانهيار
رشان اوشي
رغم أن القوى الصناعية الكبرى في مأزق، تعيش مخاوف مظلمة، و الاقتصاد الأوروبي، يعاني من الركود منذ عام 2018، إنتاجيته لا تنمو، وتركيبته السكانية في انخفاض. هناك نقص فادح في الاستثمارات، وخوف من شلل كامل.
صحيح أن الرأسمالية في اوربا وامريكا خلقت ثروات هائلة، لكنها تسببت بفجوات مالية وإفراط في الاستدانة ، مما فتح الباب أمام ركود اقتصادي وكساد .
مع الانهيار الاقتصادي العالمي ، وبينما تعيش بلادنا حرب قضت على الأخضر واليابس ، دمرت البنى التحتية الصناعية ومعظم مقدرات الإنتاج ، ونهبت المليشيات احتياطي النقد الأجنبي من بنك السودان ، وعملات كانت مطبوعة وأخرى لم تكتمل طباعتها، خروج معظم مشروع الجزيرة ، وكل دارفور وكردفان ، إلا أن المعدن النفيس انقذ السودان من الانهيار في أشد الأوقات حلكة على الدولة .
بلغت إيرادات “الذهب” خلال الفترة من يناير حتى اغسطس /٢٠٢٤م حوالي (164.653.085.495) جنيه سوداني ، وبلغت حصائل الصادر (1.204.583.690) دولار ، ساهم إنتاج الذهب وحصائل الصادر في سد العجز الضخم في الاقتصاد السوداني والموازنة العامة ، وتحمل تكلفة الانفاق على الحرب .
نمو إنتاج الذهب وبالتالي حصائل الصادر جاء نتيجة لإجراءات حاسمة اتخذتها شركة الموارد المعدنية ، ووزارة المعادن ، تجاه مصدري الذهب والمعدنين (الشركات والاهلي) ، وتم تفعيل دور نيابة جرائم التعدين ، وبرز دور الأمن الاقتصادي خاصة بعد إجازة قانون المخابرات العامة مؤخراً.
ولا يمكن لـ”المنقذ” أن يأتي إلا من أولئك الذين يملكون معتقدات وطنية قوية ،اي بواسطة رجال لا يتعاملون مع القضايا الوطنية بطريقة ضبابية ، ،هذا ليس تهويلاً، بل توصيف لمجهودات عظيمة بذلتها الشركة السودانية للموارد المعدنية ومن ثم وزارة المعادن ،في سبيل مكافحة تهريب الذهب الذي تسبب في إهدار عائدته.
وصفة التعافي أتت من إجراءات حاسمة وقاسية اتبعتها شركة الموارد المعدنية ، طعمها مرّ، وتجرُّعها صعب على المتلاعبين بأموال الذهب ممن تسببوا في حرمان السودانيين رفاههم وحريتهم وبيئتهم.
محبتي واحتراميإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد
بمناسبة الحديث عن الثورة و كأن ثورة ديسمبر هي آخر الثورات المقدسة!! لا يا عزيزي.. ما يحدث الان هو ثورة وهي من أهم اسباب التغيير الذي طرأ على الميدان العسكري في السودان و زيادة رقعة الامن للمواطنين السودانيين. ثورة قدمت حتى الآن في تقديراتها الدنيا ما يفوق مائة الف شهيد منهم ١٥ الف في غرب دارفور لوحدها الذين قاوموا مجرمي الحرب والابادة في الجنينة بالسكاكين امام جحافل تاتشراتهم و الالاف من أبناء الجزيرة الذين قاوموا جحافل تتار العصر بالعصي و الطوب و الأحجار و الالاف في كادوقلي و الدلنج و ضواحي النهود الذين قاوموا باسلحتهم الشخصية البسيطة امام ثنائي ورباعي مضادات الطيران.
هذا التغيير الكبير لصالح الدولة السودانية هو نتيجة لتدافع السودانيين جميعهم في سوح القتال. تدافع المقاومة الشعبية و المستنفرين و الكتائب المتعددة في البراء و الفرقان و البرق الخاطف و الثورية و غاضبون و القوة المشتركة و درع السودان و الزبير بن العوام و القبائل من ابناء شرق السودان و قبائل الحمر في النهود و الكبابيش و دار حامد في شمال كردفان و ابناء النوبة في جنوب كردفان و استنفار ابناء السودان مع إخوانهم في بابنوسة و الأبيض و الاف المفصولين و المسرحين و المعاشيين من الأجهزة الامنية و الشرطة الموحدة
هذا التدافع غير المسبوق لجميع ابناء السودان هو ثورة شاملة لاستعادة كرامتهم وحقهم في السيادة على وطنهم و طرد مجرمي الحرب و مرتكبي الابادة الجماعية، ثورة شاملة ضد ظلم الميليشيا و بغيها و طغيانها. ثورة من اجل حقوقهم الاساسية المشروعة في الحياة و الامن و ان يعيشوا مكرمين في منازلهم ، ثورة من أجل حقهم في ان يذهبوا إلى اشغالهم و من أجل أن يتعلموا في مدارسهم و جامعاتهم التي حرقتها الميليشيا. حقهم في العلاج في مستشفياتهم التي دمرتها و احتلتها الميليشيا ، حقهم في ان يسافروا من طوكر الى الجنينة لا يخشون من قطاع الطرق و العصابات اذا لم تكن هذه ثورة فماذا يكون اسمها اذا !؟ كيف نعبر عن هذا الوعي الكبير بمفهوم السيادة الوطنية و رفض الوصاية الاجنبية الذي تشاهده و تسمعه في كل مكان و على شبكات التواصل بعد ان قام القحاتة بتدميره خلال فترة وجودهم على المشهد السياسي، أليس ذلك ثورة؟ هي ثورة من أسمى ثورات السودانيين من بعد الاستقلال لأنها بكل بساطة تطالب في ان تكون لنا دولة بها مستشفيات و مدارس و جامعات تعمل و بها بيوت يأمن المواطن ان يرجع إليها لينام و خالية من العصابات و قطاع الطرق ومجرمي الحرب
انها ليست معركة الكرامة بل هي ثورة الكرامة
الدكتور امين بانقا:
إنضم لقناة النيلين على واتساب