فنيش: المقاومة بالمرصاد لأي تصعيد
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أحيا "حزب الله" الاحتفال التكريمي لـ "الشهيد السعيد على طريق القدس" علي حسن عبد علي (مالك) في النادي الحسيني لبلدة عيتيت الجنوبية، بحضور الوزير السابق الحاج محمد فنيش، وجمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
افتتح الاحتفال بقراءة آيات من الذكر الحكيم تخللته تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى فنيش كلمة شدد فيها على أن "أي تصعيد أو تجاوز لقواعد الاشتباك من قبل العدو الصهيوني ستكون المقاومة له بالمرصاد، بما تملك من وسائل وقدرات ستحول دون أن يخرج عن هذه القواعد، فإن تجاوز واستهدف المدنيين سيأتي الرد، وإن تجاوز واستهدف مرافق حياتية سيأتي الرد بما يردعه، وهذا التزام المقاومة وبعض من قدراتها".
أضاف: "أن نبادر إلى استباق العدو من خلال تقديرنا لحسابات المصالح وقراءتنا لطبيعة النزاع، هذا حق مشروع لنا، وأي تغافل عن هذا الأمر هو تهاون سندفع ثمنه باهظا ما لم نكن حاضرين في الوقت المناسب والملائم بالتصدي للخطر، ولقد أسهمنا منذ مرور ما يقارب السنة باعتراف قادة العدو، بإنهاك وإضعاف وإشغال جيشه واستنزاف قدراته واستهداف مواقعه ووسائل دفاعه، ونجحنا في مساندة المقاومة في غزة، وحتى الآن ورغم مرور كل هذا الوقت لم يفلح العدو في تحقيق أي هدف من أهدافه، وهذا عائد إلى بسالة المقاومة في غزة، وإلى نصرة مقاومتنا ومحور المقاومة لأهلنا في فلسطين".
واعتبر أن "الدليل على تأثير المقاومة في لبنان وإسهامها وفعاليتها في نصرة المقاومة في غزة، هو أن العدو يلجأ إلى التصعيد على هذه الجبهة"، لافتا إلى أن "رد المقاومة يأتي في التوقيت الملائم وبالوسائل الملائمة، وعندما يتجاوز العدو المساحة الجغرافية التي يجري فيها الاشتباك، فالمقاومة توسع دائرة استهدافاتها وتستهدف قواعد عسكرية محصنة في العمق".
وأشار إلى "التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام وتناولت حجم خسائر العدو الصهيوني ودقة إصابة المقاومة لقاعدة "غليلوت" التي تبعد كيلومترا واحدا عن "تل أبيب"، ركز على أن "رد المقاومة على استهداف مبنى في الضاحية الجنوبية واغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر كان فاعلا ومؤثرا بالرغم من تكتم العدو ومحاولته إخفاء خسائره، وأن ادعاء العدو بأنه قام بعملية استباقية كذب، فهو لم يعرف توقيت المقاومة ولا وسائلها ولا هدفها".
ولفت إلى أن "بعض وسائل الإعلام تحاول إظهار العدو وكأنه مقبل على حرب مفتوحة أو يسعى للدخول إلى لبنان، وبمعزل عن التحليل والمؤشرات والقراءات السياسية فكل ما يتم تداوله لا يدل على إمكانية وقدرة العدو على الدخول في مثل هذه الحرب، لأسباب متعلقة بموازين القوى، وبضعف الجيش الإسرائيلي وانشغاله وتشتته، وبقدرات المقاومة واتساع المواجهة، وبالحسابات الأميركية سواء كانت إقليمية أو دولية، وأنه بمعزل عن كل ذلك فالمقاومة تتعامل مع الاحتمال الأسوأ".
وأردف: "مع الأسف بعض وسائل الإعلام المحلية تروج وتلفق الأكاذيب والافتراءات، فيفترض في حالة المواجهة والحرب وعلى الرغم من الخلاف السياسي أو التباين أن يلتفت هؤلاء إلى حسابات المصلحة الوطنية، لكن مع الأسف يريد البعض أن يحقق غاية العدو، ولا يريد أن ينظر إلى ما تحققه المقاومة من ردع للعدو بحسابات المصلحة الوطنية، بل بحسابات المصلحة الخاصة التي لم تجر إلى البلد إلا الخسارة والخيبة".
وتابع: "أي تفكير لقادة العدو بالدخول إلى لبنان وتوسيع رقعة الاشتباك وتطوير المواجهة، ستكون كلفته باهظة جدا على العدو، وسيدخل في مأزق أكبر بكثير من المأزق الذي يمر فيه الآن، وستهدد هذه المواجهة أمن الكيان الصهيوني ومصيره. المقاومة تملك من القدرة والإرادة والخبرة ما يجعلها تشعر هذا العدو بعقم هذا التفكير وفداحة الخسائر التي ستصيبه، ولذلك لا ينبغي الالتفات إلى تهويل بعض وسائل الإعلام".
وختم: "في محضر شهيدنا العزيز، وعندما تقوم المقاومة في لبنان بنصرة المقاومة في فلسطين، إنما تؤدي واجبا رساليا، من منطلقها الإيماني والرسالي ونهجها الحسيني، بالإضافة إلى واجبها الأخلاقي والإنساني، وتؤدي أيضا واجبا وطنيا رغم إنكار البعض في لبنان، ورغم شعور البعض أن هذا الدور للمقاومة لا ينسجم مع مشروعهم وحساباتهم وعلاقاتهم ومصالحهم وتاريخهم".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وسائل الإعلام المقاومة فی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
رافعين رايات المقاومة وصور الشهداء.. أبناء جنوب لبنان يتحدون قوات العدو ويدخلون إلى بلداتهم
الثورة نت/..
تكرر اليوم الأحد، مشهد تحرير عام 2000 في البلدات الجنوبية، حيث عاد الأهالي إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء مهلة ال60 يومًا التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في 27 من نوفمبر الماضي.
وبحسب موقع المنار، أثمرت تضحيات الشهداء في قرى جنوب لبنان الحدودية مع فلسطين المحتلة، حيث تحقق اليوم نصرهم على العدو الصهيوني الذي شن عدوانًا لمدة (66) يومًا.
وأكد أهالي الجنوب اللبناني أنهم لم ولن يتخلوا عن خيار المقاومة، وهم اليوم يؤكدون على خياراتهم التي سلكواها وسيسلكونها مهما كانت التضحية.
وخلال دخول الأهالي إلى بلداتهم، رددوا شعارات مؤيدة للمقاومة، متحدّين تحذيرات جيش الاحتلال. وانتهت فجر اليوم الأحد مهلة الستين يومًا المحددة لانسحاب قوات العدو الصهيوني من المناطق الجنوبية المحتلة، بموجب اتفاق وقف النار الذي تم توقيعه بين لبنان والعدو الصهيوني برعاية أمريكية وفرنسية، بناءً على القرار الدولي 1701.
وأصرّ أهالي البلدات الجنوبية على الوصول إلى مناطقهم، حيث اجتازوا حواجز الجيش اللبناني ودخلوا إما عبر السيارات أو سيرًا على الأقدام، حيث واجهتهم قوات الاحتلال بإطلاق نار أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بينهم عسكري في الجيش اللبناني.
ولم تمنع العوائق أهالي بلدات طلوسا، مركبا، وبني حيان من الاحتشاد في وادي السلوقي منذ الفجر، والانطلاق من هناك إلى بلداتهم التي أمعن الاحتلال في العدوان عليها خلال فترة الهدنة.
وأفاد موقع المنار بأنه بعد اتصالات مكثفة، ومواكبة لإرادة الأهالي وإصرارهم على دخول جميع القرى الحدودية برغم التضحيات، صدر قرار بالتنسيق بين رؤساء البلديات والجيش اللبناني وفعاليات بالدخول إلى “عيترون” و”يارون” و”بليدا” صباح غد الاثنين مع بقاء الأهالي عند تخوم هذه البلدات.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد (15) مواطناً وإصابة (83) آخرين، جراء اعتداءات العدو الصهيوني في هذا اليوم.
بدورها، أفادت قيادة الجيش اللبناني باستشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة – صور وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل – مرجعيون نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي، في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية.
ودخل الأهالي إلى الجهة الغربية لبلدة الناقورة، بالإضافة إلى علما الشعب.. كما دخلوا إلى بلدات البياضة، شمع جبان، طرحرفا، شيحين، وهذه المناطق كانت محررة، والجيش يدخل إليها مع الأهالي.
بالإضافة إلى هذه المناطق، دخل الجنوبيون اليوم إلى بلدات الظهيرة، يارين، والبستان.. وفي بلدة مروحين، أطلق العدو الصهيوني النار على الأهالي، لاسيما خلال دخولهم إلى منطقة “أم التوت”.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار على المتوجهين إلى الظهيرة، في حين ألقت طائرة صهيونية أيضًا قنابل على محيط الأهالي الذين دخلوا إليها، من دون وقوع إصابات.
ومنذ الصباح الباكر، دخل أهالي ميس الجبل وحولا، جنوب لبنان إلى بلدتيهما، بعدما وصلوها سيرًا على الأقدام، متجاوزين حواجز الجيش اللبناني والجرافات الصهيونية التي قطعت الطرقات يوم أمس.
وأفاد مراسل المنار بأن قوات الاحتلال أطلقت رشقات رشاشة وعددًا من القذائف على محيط تحرك المدنيين. ورغم إطلاق الرصاص والقنابل التي ألقتها الطائرات الصهيونية، استمر المواطنون اللبنانيون في التوافد إلى بلداتهم الحدودية، مثل ميس الجبل وحولا ومركبا، وصولًا إلى الأحياء الغربية، وفقًا لمصادر محلية.
من جهة أخرى، قام الجيش اللبناني بفتح طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب بعد مفاوضات استمرت حوالي نصف ساعة، استجابة لإصرار الأهالي على العودة.
وفي بلدات برج الملوك، كفركلا، وحولا، استشهد وأصيب عدد من المواطنين. وفي بلدة العديسة، تعرض عدد من المواطنين لإصابات بسبب إطلاق قوات الاحتلال النار. كما شهدت بلدة عيترون إصابات عدة إثر مواجهات مع الاحتلال، الذي تراجع إلى الأطراف الشرقية للبلدة بعد تقدم الأهالي.
وفي بلدة مارون الراس الحدودية، وقف أهالي الجنوب مقابل دبابات وآليات العدو الصهيوني في رسالة تحدٍ، كما أقاموا صلاة الظهر بالقرب من الساتر الترابي، وعلى مرأى من جنود العدو الصهيوني.
وبين جموع المواطنين، كان عناصر وضباط الجيش اللبناني في مشهد يعكس المعادلة الذهبية التي حمت وتحمي لبنان (جيش، شعب، مقاومة)، بالإضافة إلى معاني العز والصمود لدى أبناء المنطقة الحدودية.
وأفادت قناة المنار بوجود تعاون كبير بين الأهالي والجيش اللبناني، ومع ذلك، فإن الزحام الذي سببه العائدون إلى البلدة فرض واقعًا جديدًا على المكان، سواء على الجيش اللبناني أو على جميع الموجودين، لتسهيل عملية الدخول.
ودخلت عشرات السيارات إلى بلدة عيتا الشعب، حيث عبّر المواطنون عن فرحتهم بهذه العودة بكلمات تمزج بين الحنين والفخر.. كما تحدثت بعض عوائل الشهداء بعبارات تعكس مكانة التضحيات التي قُدمت.
وهذا المشهد في عيتا الشعب يتكرر في العديد من القرى الحدودية الأخرى، مثل مارون، عيترون، وعيتا الشعب نفسها، حيث تجمع الأهالي منذ ساعات الصباح الأولى.
وعلى امتداد الجبهة الحدودية، تستمر مشاهد العودة، رغم الأوضاع الميدانية صعبة. فالطرق المؤدية إلى البلدات الجنوبية شديدة الانحدار، مما يزيد معاناة النساء والأطفال الذين يقطعون مسافات طويلة. ومع ذلك، يواصل الأهالي توافدهم إلى بلداتهم، مثل طلوسة وبني حيان، بعزم وتصميم كبير.
بالأمس، قامت الجرافات الصهيونية بقطع الطرقات الرئيسية المؤدية إلى القرى الجنوبية في محاولة لمنع الأهالي من العودة، لكن ذلك لم يمنعهم من تجاوز العوائق.
وفي الساحة التي كسرت جبروت الاحتلال.. أهالي الخيام يعودون الى بلدتهم حاملين رايات المقاومة
هذا، ودخلت عشرات السيارات وحشود الأهالي إلى بلدة الخيام الجنوبية، اليوم الأحد، بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
فعلى مدار شهرين ونيف من الحرب، أردت بلدة “الخيام” اللبنانية في الجنوب، نخبة الجيش الصهيوني رغم عتاده المتطور. ليالي طويلة من المعارك في الخيام، فشل خلالها جيش الاحتلال في السيطرة على البلدة التي دارت في أحيائها وساحتها أعتى المعارك مع مجاهدي المقاومة الإسلامية.
ومنذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023، تعرض لبنان لمئات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق سكنية في مختلف المناطق اللبنانية، قبل أن تتوسع إلى عدوان شامل ابتداءً من 23 سبتمبر 2024 ولمدة 66 يومًا.
وفي إطار اعتداءاتها، أطلقت القوات الصهيونية اليوم الرصاص على فريق قناة “روسيا اليوم” في بلدة مارون الراس جنوب لبنان، ما أدى إلى إصابة مهندس الإرسال حسين خليل فيما نجا المراسل حسين عياد.
وتمنت أسرة RT في موسكو “السلامة للزميلين عياد وخليل في تأدية مهامهما الصحفية جنوب لبنان”.
وتواكب وحدات من الجيش اللبناني دخول المواطنين إلى بلدات عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، بحسب ما افاد بيان للجيش اللبناني.
وأوضح الجيش أن هذا الدخول يأتي وسط إمعان العدو الصهيوني في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة.
وتواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الصهيوني في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق.
وجددت قيادة الجيش اللبناني دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم.