تيتانيك.. 112 عامًا تحت أعماق المحيط – تحليل علمي وتاريخي لانهيار حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
مرَّ أكثر من قرن على غرق سفينة "آر إم إس تيتانيك"، التي تُعتبر واحدة من أشهر الكوارث البحرية في التاريخ. ففي ليلة باردة مظلمة بلا قمر من شهر أبريل/نيسان عام 1912، اصطدمت السفينة بجبل جليدي ضخم، ما أدى إلى غرقها بسرعة. وقد فقد أكثر من 1500 شخص من الركاب والطاقم حياتهم في تلك الليلة المأساوية. اليوم، تظل بقايا السفينة مستقرة في قاع المحيط الأطلسي على عمق 12،500 قدم (3.
رغم مرور 112 عامًا على الغرق، لا يزال حطام تيتانيك يمثل لغزًا بيئيًا فريدًا. فقد كشفت الرحلات الاستكشافية الحديثة عن تدهور واضح في هيكل السفينة. في عام 2022، تم اكتشاف التواءات في الدرابزين الشهير للمقدمة، وفي أحدث بعثة عام 2024، وُجد أن جزءًا كبيرًا منه قد سقط. هذا التدهور البطيء يعود بشكل رئيسي إلى الظروف القاسية في أعماق المحيط، حيث تتسبب البكتيريا المتغذية على الحديد في تآكل الهياكل المعدنية للسفينة.
بكتيريا تحلل الحديدبيئة قاع البحر: ضغط هائل وتيارات جارفةتعرض حطام تيتانيك لضغط مائي يصل إلى 40 ميجا باسكال، أي ما يعادل 390 ضعف الضغط الموجود على سطح الأرض. وبسبب هذا الضغط الهائل، انقسمت السفينة إلى قسمين أثناء غرقها، مما أدى إلى تشكل شبكة معقدة من الفولاذ والحطام. تشير التقديرات إلى أن التيارات البحرية المتحركة في قاع المحيط تلعب دورًا مهمًا في تحلل السفينة، حيث تؤدي إلى تفكيك المزيد من الهياكل الضعيفة.
التفكك بفعل البكتيريا: سفينة تلتهمها الميكروباتالبكتيريا البحرية تلعب دورًا رئيسيًا في تسريع تدهور تيتانيك. فقد اكتشف الباحثون نوعًا جديدًا من البكتيريا يُسمى "هالوموناس تيتانيكا"، قادرًا على تكسير الحديد. إلى جانب هذه البكتيريا، توجد مستعمرات أخرى تنتج الأحماض التي تُذيب المعادن، مما يساهم في تفكك السفينة. ورغم هذا التآكل، فإن الحطام ما زال يشكل "واحة حديدية" تجذب العديد من الكائنات البحرية التي تعتمد على الحديد المتحلل كمصدر غذائي.
مستقبل الحطام: النهاية الحتمية لأسطورة تيتانيك
بينما يواصل العلماء دراسة حطام تيتانيك، يتوقعون أن الحطام سيختفي بشكل تدريجي على مدار العقود القادمة. بعض التقديرات تشير إلى أن مقدمة السفينة قد تتحلل بالكامل خلال 280 إلى 420 عامًا. ومع ذلك، قد تبقى القطع المدفونة في الرواسب لفترة أطول، حيث تكون محمية من التأثيرات البيئية القاسية.
حزن تحت الماءرغم أنها أصبحت مجرد بقايا صدئة على قاع المحيط، فإن سفينة تيتانيك ستظل دائمًا رمزًا للكوارث البشرية. وبفضل الاكتشافات العلمية الحديثة، نعرف الآن أن هذا الحطام يشكل بيئة فريدة وحيوية في أعماق البحر. ولكن مع مرور الوقت، ستتحلل السفينة، تاركة خلفها بعض البقايا القليلة مثل البلاط والبورسلين، كتذكار مؤلم لغطرسة الإنسان وأخطائه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أعماق المحيط الاطلسي المحيط الأطلسي حطام تيتانيك
إقرأ أيضاً:
“الأكثر رعبا في العالم”.. لماذا تستمر “صافرات الموت” في إثارة الرعب حتى اليوم؟
سويسرا – توصل علماء الأعصاب في سويسرا إلى أن صافرة الموت الأزتيكية التي وصفت بأنها “الصوت الأكثر رعبا في العالم” ما تزال تثير رعب الناس حتى اليوم بسبب استجابة الخوف البدائية.
ويقول العلماء إن الصافرات المصنوعة على شكل جماجم، التي استخدمها الأزتك والمعروفة باسم “صافرات الموت”، كانت مصممة لإصدار أصوات صاخبة تصم الآذان وتثير شعورا بالخوف، في الحروب أو طقوس التضحية.
واكتشف علماء الآثار عدة نسخ من هذه الصفارات من مقابر الأزتك التي يرجع تاريخها إلى نحو 1250 إلى 1521م.
وقد وجدوا أن العديد منها تعمل اليوم تماما كما كانت تعمل على الأرجح أثناء الطقوس القديمة، حيث تدفن بجوار الموتى بعد انتهاء الطقوس.
ووجدت الأبحاث السابقة أن الصفارات تنتج أصواتا “منفرة وشبيهة بالصراخ”. ويتم إنتاج الأصوات عندما يتم دفع الهواء عبر أجزاء مختلفة من الصفارة قبل قبل أن يلتقي في نقطة معينة، ما يخلق تأثيرا صوتيا فريدا وقويا.
ويشتبه العلماء في أن الصفارات كانت ذات معنى إما لممارسات التضحية أو الرمزية الأسطورية أو للترهيب في الحرب، لكن الأدلة على أي من هذه النظريات كانت مفقودة.
وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة Communications Psychology، سجل فريق من العلماء من جامعة زيورخ بسويسرا الاستجابات العصبية والنفسية للمتطوعين الذين استمعوا إلى الأصوات التي تنتجها الصفارات.
وصنف المتطوعون الأصوات بأنها “سلبية للغاية” ووصفوها بأنها “مخيفة ومنفرة”، مع شعور قوي بالغرابة. وكانت هذه الأصوات تبدو وكأنها تثير “استجابة عاجلة”، ما يعطل العمليات العقلية الجارية لدى المستمعين، ما يشير إلى أن هذه الأصوات قد تم تصميمها عمدا لإثارة استجابة عاطفية قوية.
ويشير العلماء في دراستهم إلى أن “الصافرات تبدو أدوات صوتية فريدة ذات تأثيرات نفسية وعاطفية محددة على المستمعين”. وتم تصنيفها على أنها مزيج هجين من كونها تشبه الأصوات البشرية والصراخ مع بعض الآليات التقنية، وهو ما يجعلها تبدو غريبة ومقلقة. فالأصوات التي تجمع بين خصائص بشرية وتقنية تؤدي إلى ما يسمى بـ “القلق الصوتي”، الذي يثير توترا في الدماغ.
ومن المحتمل أن هذا المزيج من الصفات قد زاد من قدرتها على إرباك وإخافة المستمعين، ما جعلها أدوات فعالة في الطقوس التي كانت تهدف إلى إثارة الخوف.
وأظهر تحليل نشاط الدماغ لدى المتطوعين، في وقت الاستماع إلى صافرات الموت، أن أدمغتهم كانت تعالج الأصوات بطريقة تبرز طابعها العاطفي.
وكان الدماغ يعالج هذه الأصوات كما لو أنها تهديد حقيقي، ما يثير مشاعر الخوف والقلق. حتى إذا كان المتطوعون يعلمون بأنها مجرد أصوات قديمة أو مصطنعة، فإن أدمغتهم اسمترت في التفاعل مع الأصوات المخيفة بطريقة فطرية، ما جعلها تبدو كأنها تهديد حقيقي.
وبناء على هذه الملاحظات، يقول العلماء إن صافرات الجمجمة ربما كانت تستخدم لتخويف الضحية البشرية أو الجمهور الاحتفالي.
ووفقا للعلماء، فإن هذه الفرضية تبدو أكثر احتمالا من الفرضية السابقة التي تقول بأن الصافرات كانت تستخدم في الحروب. ومع ذلك، يشير الفريق إلى أنه سيكون من الضروري الحصول على مزيد من الأدلة من النصوص القديمة لتأكيد هذه الاستنتاجات.
وتشير هذه الدراسة إلى أن الصافرات لم تكن مجرد أدوات زخرفية أو رمزية، بل كانت أدوات نفسية فعالة تم تصميمها لإثارة الخوف، ما يعزز نظرية استخدام الأزتك للصوت كوسيلة قوية للسيطرة على العواطف وتأثيرها في الطقوس الثقافية والدينية المهمة.
المصدر: إندبندنت