فايننشال تايمز: الاقتصاد الأميركي يتجه نحو هبوط ناعم
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
يتجه الاقتصاد الأميركي إلى هبوط ناعم، مع حالة من التوسع بينما يتراجع التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الاتحادي البالغ 2%، وفق توقعات خبراء اقتصاديين استطلعت آراءهم صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ويعني الهبوط الناعم تراجع وتيرة النمو الاقتصادي بصورة مطردة مع اقترابه من الركود لكنه يتجنبه غالبا، وعادة ما يرافق هذا التراجع محاولات خفض مستويات الأسعار (التضخم) عبر رفع الفائدة الذي يتسبب في الحد من قدرة الكيانات والأفراد على الاقتراض وبالتالي الإنفاق وتوسيع النشاط وربما تجنب التعثر.
وعلى الأرجح سينمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي 2.3% عام 2024 و2% عام 2025، وفق الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة بالتعاون مع جامعة شيكاغو بوث الأميركية.
وتوقع الخبراء أن تزيد البطالة إلى 4.5% بنهاية العام، وهو أعلى قليلا من المعدل الحالي البالغ 4.2%، لكنه لا يزال منخفضا تاريخيا، في حين سينخفض مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي (مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الاتحادي) إلى 2.2% من 2.6% في يوليو/تموز الماضي.
وتشير نتائج الاستطلاع -التي تأتي قبل أيام من اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفدرالي المتوقع على نطاق واسع أن تشهد خفضا في الفائدة– إلى أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو النتيجة المثلى التي حددها البنك المركزي بعد فترة من ارتفاع تكاليف الاقتراض والمتمثلة في نمو قوي، وانخفاض في التضخم، وتحسن التوظيف.
وقال دين كروشور، الذي عمل خبيرا اقتصاديا في بنك الاحتياطي الاتحادي في فيلادلفيا مدة 14 عاما وشارك في الاستطلاع: "إنه هبوط ناعم بشكل صادم. ومن الناحية الأساسية، لا تزال المؤشرات قوية على اختلافها".
ووجدت التوقعات الأكثر اعتدالا في الاستطلاع -الذي شمل 37 خبيرا اقتصاديا بين 11 و13 سبتمبر/أيلول الجاري- أن غالبية المستجوبين لا يتوقعون انكماشا في السنوات القليلة المقبلة.
وتتماشى وجهة النظر المتفائلة بشكل وثيق مع وجهة نظر بنك الاحتياطي الفدرالي، الذي زعم مسؤولوه بثبات أنه يمكن تجنب الركود مع عودة التضخم إلى المستوى المستهدف، تقول الصحيفة.
كما تشير التوقعات إلى أن مؤشر الركود الذي يتم مراقبته عن كثب قد يكون خارج الهدف في هذه الدورة الاقتصادية؛ إذ إن ما يسمى "قاعدة ساهم" تشير إلى بداية الركود عندما يرتفع متوسط معدل البطالة في الولايات المتحدة لمدة 3 أشهر بنصف نقطة مئوية على الأقل فوق أدنى مستوياته على مدى الأشهر 12 الماضية، لكن حتى الخبيرة الاقتصادية التي صاغت القاعدة قالت إن تفعيلها قد لا يعني ما كان عليه في الماضي (أي ركودا اقتصاديا).
وقال غوناثان رايت، الخبير الاقتصادي السابق في بنك الاحتياطي الفدرالي والذي ساعد في تصميم الاستطلاع: "قد تكون هذه الحالة الوحيدة التي تكسر قاعدة ساهم".
وأوضح بنك الاحتياطي الفدرالي أنه لا يريد أن يرى سوق العمل تتدهور إلى ما هو أبعد من المستويات الحالية، وقال رئيس البنك جيروم باول إن المسؤولين "سيفعلون كل ما في وسعهم لدعم سوق العمل القوية بينما نحقق المزيد من التقدم نحو استقرار الأسعار".
قرار الفائدةومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفدرالي الفائدة خلال الأيام المقبلة من نطاق 5.25%- 5.5% -الأعلى في 23 عاما- الذي أبقى عليه منذ يوليو/تموز الماضي.
ويعتقد أكثر من 90% من خبراء الاقتصاد الذين شملهم الاستطلاع أن بنك المركزي الأميركي سيختار خفض الفائدة ربع نقطة، مع توقع 40% أن تنخفض 0.75% أو أكثر هذا العام، وبحلول نهاية عام 2025، يعتقد أكثر من 80% أنه سيبقي الفائدة عند 3% أو أكثر.
ويقدّر المتداولون في أسواق المبادلات حاليا احتمالية بنسبة 50% تقريبا أن يذهب بنك الاحتياطي الفدرالي إلى خفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية الأسبوع المقبل والخفض 1% هذا العام.
وقال كروشور إنه لن يفاجأ إذا اختار بنك الاحتياطي الفدرالي الخفض الأكبر الأسبوع المقبل، خاصة إذا اعتقد المسؤولون أنهم كانوا بطيئين للغاية في تخفيف السياسة النقدية في الصيف، لكن "الفارق الذي يبلغ ربع نقطة لن يكون بهذه الأهمية"، على حد قوله.
ويأتي اجتماع الثلاثاء والأربعاء المقبلين قبل 7 أسابيع فقط من مواجهة دونالد ترامب وكامالا هاريس في استطلاعات الرأي.
ولدى كلا المرشحين برامج عمل اقتصادية مختلفة تماما، إذ أشاد الرئيس السابق ترامب بالتعريفات الجمركية والإعفاءات الضريبية للشركات وإلغاء القيود التنظيمية، بينما ركزت نائبة الرئيس هاريس على معالجة ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى لدفع المزيد من الضرائب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بنک الاحتیاطی الفدرالی
إقرأ أيضاً:
الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة
سرايا - قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، برئاسة جيروم باول، مساء اليوم الأربعاء تثبيت أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية، عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%.
يأتي هذا، في ظل حالة التخبط في الأسواق العالمية وخاصة السوق الأمريكي بعد قرارات ترامب بشأن رفع سعر التعريفة الجمركية على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة
وكانت التوقعات تشير إلى أن صناع السياسة النقدية في البنك الفيدرالي الأمريكي سيتخذون قرارا بتثبيت سعر الفائدة، والعزوف عن قرار الخفض بعد تصريحات جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي، باحتمالية اللجوء إلى رفع سعر الفائدة في حالة تطبيق السياسات الاقتصادية التي أقرها ترامب بعد ولايته الجديدة ومنها رفع سعر التعريفة الجمركية والتي ستساهم في رفع معدلات التضخم مرة أخرى بعد عامين من سياسة التشديد النقدية لكبح عجلات التضخم.
ويعد اجتماع البنك الفيدرالي اليوم، هو الثاني خلال العام الجديد 2025 ضمن 8 اجتماعات دورية يجريها صناع السياسة النقدية سنويا للتباحث بشأن سعر الفائدة المقرر على أموال الإيداع والاقتراض.
التضخم في أمريكا
وكان مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، قد أعلن عن تراجع مؤشر أسعار المستهلك ليسجل 0.2% الشهر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% في يناير، وجاءت بيانات التضخم أضعف من المتوقع، حيث توقع الاقتصاديون زيادة بنسبة 0.3%.
وأشار التقرير إلى أن التضخم العام تراجع ليسجل نسبة 2.8% خلال الـ12 شهرًا الماضية حتى أكتوبر، منخفضًا عن قراءة الشهر الماضي البالغة 3.0%، كما كان التضخم السنوي أضعف من المتوقع، حيث أشارت التوقعات إلى زيادة بنسبة 2.9%.
قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
وتكون نتائج اجتماعات الفيدرالي الأمريكي محل اهتمام العديد من البنوك المركزية، وخاصة البنوك المركزية الخليجية، إذ تتبع عدد من البنوك المركزية الخليجية نتائج اجتماع الفيدرالي، مثل البنك المركزي القطري والكويتي والسعودي.
وتتفاعل أسواق المال والبنوك المركزية مع قرارات الفيدرالي الأمريكي بشكل مباشر، نظرًا لتأثر الأسواق بأكبر اقتصاد في العالم - الاقتصاد الأمريكي - ويتبع قرارات الفيدرالي البنوك المركزية في دول الخليج التي تربط عملتها بالدولار، كما سيتبعه عدة بنوك في أمريكا الجنوبية وإفريقيا.
وكالات
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 391
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-03-2025 10:08 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...