لبنان ٢٤:
2025-04-07@19:27:53 GMT

ابراهيم: لبنان لا يتعافى إذا بقيت سوريا مريضة

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

ابراهيم: لبنان لا يتعافى إذا بقيت سوريا مريضة

أكد اللواء عباس إبراهيم أن "المشكلة في لبنان تكمن بين المتحاورين، وليس في الحوار كمبدأ، لأننا غالبًا ما نبيّت النوايا عندما نخوض في الحوار ولا نؤسس للحلول. ندّعي الحوار مع تبييت نوايا، فالمشكلة تكمن في المتحاورين".

وأضاف خلال لقاء حواري نظّمته مجموعة حل النزاعات في مركز "لقاء" في الربوة: "أن حوار الأديان يحل محل الحوار السياسي عندما يصل الأخير إلى طريق مسدود.

وأن السياسة في لبنان غالبًا ما تفشل في الحوار بسبب وجود نوايا سيئة".

في بداية اللقاء، رحبت الدكتورة ضحى المصري بالحضور، تلتها مقدمة ألقاها العميد بهاء حلال. أدار الحوار الدكتور قاسم قصير، فيما اختُتم النقاش بحوار مطول مع الحضور من النخب الأكاديمية، والعلمية، والدينية، والإعلامية، بحضور نقيب المحررين جوزف القصيفي. وألقى مدير مركز "لقاء"، كمال بكاسيني، الكلمة الختامية.

وكشف اللواء إبراهيم، لأول مرة، خلال اللقاء، عن تفاصيل غير معروفة للرأي العام اللبناني بشأن المفاوضات الشاقة التي قادها، والتي أسفرت عن تحرير مخطوفي أعزاز في 19 تشرين الأول 2013.

وعند سؤاله عن العقبة التي تعرقل الحوار الداخلي بين اللبنانيين، أوضح اللواء إبراهيم: "أنا مقتنع بأن هناك غيابًا للإرادة الحقيقية لإجراء انتخاب لرئيس الجمهورية، وأن الحجة المطروحة لرفض الحوار تؤدي إلى هذه النتيجة. نحن شعب يتحين الفرص لتغيير موازين القوى".

وردا على سؤال حول العلاقة اللبنانية السورية قال ابراهيم: "ما زلت أؤمن بالجغرافيا السياسية، وأؤمن بأن استقرار لبنان من دون سوريا غير ممكن. خلال الفترة التي توليت فيها تسهيل بعض الملفات بين البلدين، كان لهذا المردود الإيجابي على لبنان وعلى الأمن العالمي وتدرك الدول المعنية مدى هذا التأثير في حمايتها من تداعيات الارهاب على ارضها وشعبها. إن من قاطعوا سوريا يبحثون اليوم عن طرق للعودة إليها، أنا شخصيًا أقول: لن يتعافى لبنان إذا كانت سوريا مريضة، وهذا كلام استراتيجي".

في ما يتعلق بلغز اختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم في سوريا منذ 11 عاما كشف اللواء إبراهيم أنه "قام بزيارتين سريتين إلى موسكو من أجل هذه القضية ولكنه لم يحظ بالنتيجة المرجوّة"، مضيفا "حين كنت أفاوض في إحدى القضايا في سوريا، أرسل لي المطران إبراهيم بأنه يمكن أن يساعدني في هذا الموضوع، لأنه كما قال "يمون" على المسلحين في المنطقة حيث يتواجد المختطفون. وبعد أسبوع، اختطفه المسلحون، مضيفا "هؤلاء جماعة لا يمكن الوثوق بهم. وأنا ممن يعتقدون –وهذه ليست معلومة بل رأي- أن المطرانين قُتلا بعد اختطافهما بأيام قليلة. لأن التجربة تُشير إلى أن من يخطف لهدف معين يكشف عما يريده، لكن في هذه القضية لم يُصرّح أحد بما يريد".

ولفت: "برأيي إن هذا الملف قد طوي لأنه لم يعد هناك أي أثر للمطرانين أو مطالب بشأنهما".

عند سؤاله عن الصراع في فلسطين، قال إبراهيم: " إن الصراع في فلسطين هو صراع بين الآلهة. هناك طائفة يهودية نشأت على وعي ديني بأن هذه الأرض ملكها، وأن فلسطين موطنها ولا تعترف ببقية الطوائف. في المقابل، هناك طائفة إسلامية تعتقد بأن هذه الأرض هي للفلسطينيين وتقبل الآخرين بغض النظر عن دياناتهم. لكل طرف معتقد ديني ورب يدير هذا الفكر العقائدي. وعندما يصبح الصراع صراعًا للآلهة، يصبح من الصعب على البشر حله".

وأعرب اللواء إبراهيم عن مخاوفه من أن "استمرار العجز في الوصول إلى حلول سياسية مع إسرائيل، واستحالة القبول بحل الدولتين، قد يقود إلى حرب وجودية قد تقع خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة. ومن سيبقى، سيبقى، لأن البعد العقائدي والديني يجعل من هذه الحرب أمرًا لا يمكن التراجع عنه".

ولفت الى أن "قضية فلسطين كانت سياسية محض الى أن تحولت الى صراع بين الأديان"، مشيرا الى أن "المسيحيين تحديدا هم مع المسلمين عاطفيا وعقائديا، بالرغم من النظريات السياسية التي تشوّه الواقع إلا أنها الحقيقة. عمليا وعقائديا فإن المسيحيين هم في صف المسلمين في ما يخص القضية الفلسطينية"، مضيفا "في كتاب آلان بابيه وهو باحث اسرائيلي مطرود من اسرائيل، يتحدث عن التطهير العرقي في فلسطين وهو كان في أساس الكيان الاسرائيلي، وهو يدعو الى العودة الى فلسطين كما كانت قبل العام 1948، حيث كانت جميع الاديان تتعايش، وأنا ممن يدعون الى حل الدولة الواحدة، لأن غير ذلك هو هرطقة وعلى المسيحيين والمسلمين واليهود أن يعيشوا مع بعضهم البعض في وطن واحد كما نعيش في لبنان في وطن واحد".

أهمية الحوار في حلّ الازمات

وفي كلمته التي ألقاها خلال اللقاء بعنوان "أهمية الحوار في حل الأزمات - نماذج من تجربتي"، أكد اللواء إبراهيم أن "لبنان مجتمع يتسم بطبيعة تعددية، وأن ذلك يتطلب احترام القيم الديمقراطية التي تقوم على حق الاختلاف". 

 وأشار إلى أن "التعددية ليست دعوة للانغلاق، بل هي حافز للتنافس الخلاق من أجل تحقيق إنسانية أفضل"، مضيفا "أن الاعتراف بالآخر والابتعاد عن التسلط والإكراه، والسعي لتعزيز ما هو مشترك وتعاوني، إلى جانب تحكيم المنطق العلمي والالتزام بالحق دون استفزاز الآخر، كلها عوامل تساهم في نقل الحوار من الإطار النظري إلى التطبيق العملي".

وأكد أن "الحوار الذي لا ينطلق من الواقع، أو يعجز عن مواجهته، هو حوار مجازي يهدر الوقت والجهد ويخيب الآمال. نحتاج إلى حوار موضوعي، بعيد عن المثالية والطوباوية".

وقال: "أن لبنان هو ثمرة الحوار في كيانه ودستوره، فنحن ارتضينا الاحتكام في كل قضايانا إلى ما يُسمى بالديمقراطية التوافقية، والتي على أساسها تُتخذ القرارات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة"، مشيرا  إلى أن "ثقافة الحوار ونهج الاعتدال هما من أبرز ملامح الدولة الحديثة، وهما حق أساسي من حقوق الإنسان يساهمان في تعزيز المصلحة الوطنية وبناء السلام".

وأضاف: "يبقى الحوار الوطني الآلية الوحيدة التي تحمي سيادة لبنان وشعبه ومؤسساته. بالتكاتف والتضامن تُبنى الأوطان، ويجب أن يكون شعارنا الدائم أن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للوطن قضية".

وتابع: "للأسف، في لبنان، الحوار كثيرًا ما يقوم على مبدأ إلغاء الآخر وتهميشه. يركز الحوار على أطراف النزاع أكثر من الهدف المتمثل في فض النزاع. هذه الممارسة تعكس أسلوبًا استبداديًا، ولا تعبر عن ثقافة لبنان المتنوعة ولا عن الديمقراطية التي صانها الدستور اللبناني".

وفي ختام كلمته، قال اللواء إبراهيم: " إن لبنان يواجه واحدة من أشد أزماته، التي تفاقمت حتى أصبحنا نرى ونسمع على طاولات البعض مشاريع تضرب أسس الكيان اللبناني، بما في ذلك أسس وحدته وانصهار شعبه كشعب واحد"، مؤكدا "الحاجة الملحة إلى الحوار في ظل هذه الأزمة وتنوع الرؤى وكثرة المشاريع المطروحة".

فصول من المفاوضات حول مخطوفي اعزاز

وفي سياق اللقاء، سرد اللواء إبراهيم فصولًا من المفاوضات التي رافقت تحرير مخطوفي أعزاز، وهي قضية الحجاج اللبنانيين الأحد عشر الذين اختطفتهم مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم "عاصفة الشمال" في طريق عودتهم من زيارة للأماكن المقدسة في العراق، واحتجزتهم لمدة 18 شهرًا. كانت هذه المجموعة تسيطر على معبر باب الهوى شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وفي المقابل، خُطف شاب تركي في منطقة العمروسية في الشويفات، ومن ثم طياران من الخطوط الجوية التركية وسائق شاحنة تركي".

وأوضح إبراهيم أن "الدولة اللبنانية كلّفته بمتابعة الملف، وقاد عملية شاقة ومعقدة تضمنت التفاوض مع أطراف متعددة، منها سوريا وتركيا وقطر. وأكد أنه تمكن في نهاية المطاف من إعادة المخطوفين إلى لبنان عبر طائرة قطرية خاصة بوزير الخارجية القطري آنذاك".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللواء إبراهیم إبراهیم أن الحوار فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لحظات مع صنع الله إبراهيم

«صنع الله بكرة حوالي 12 الظهر»، أرسلت لي هذه العبارة الدكتورة شيرين أبو النجا، تذكرني بموعد مع الكاتب والروائي صنع الله إبراهيم. حين تأكد اللقاء جالت برأسي عدة أفكار وأسئلة، وأنا أحاول إيجاد مدخل لحديث سلس مع صاحب (وردة) التي شغلتني منذ قرأتها في ليلة واحدة في أغسطس 2001. كنتُ قبل موعد الزيارة قد قرأت مقالا بعنوان «قبلة على رأس صنع الله واثنتان على الجبين» للكاتب والروائي عزت القمحاوي، المنشور في موقع المنصة الإلكتروني منتصف مارس المنصرم، لا أدّعي قربًا شخصيًّا من صنع الله إبراهيم؛ فهو معتزل وأنا شبه معتزل. أردت مرات عديدة بمناسبة صدور كتاب أن أعبر له عن إعجابي، وأحيانًا تستبد بي رغبة أن أعبر له عن امتناني؛ لأنه -بعد نجيب محفوظ- جعلني أدرك أن الإخلاص للنص أهمّ ألف مرة من الانشغال باجتماعيات الأدب. يشير القمحاوي في المقال إلى رأي أحد المحكمين العرب لجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي عام 2003، التي رفضها صنع الله: «قال لي يومها ناقد كبير من الضيوف العرب، شارك في تحكيم الجائزة وتحمّس لمنحها لصنع الله: «لقد بصق في وجوهنا جميعًا». برر صاحب رواية اللجنة الرفض بعدة أسباب منها إبقاء الحكومة على السفير الإسرائيلي في القاهرة رغم الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

أخذتُ درسًا في الصحافة الثقافية من الناقد التونسي المرحوم توفيق بكّار (1927-2017) عندما قابلته في معرض الكتاب بتونس ربيع 2006، بأن أُحضّر جيدا عند مقابلة أي شخصية ثقافية وأدبية، والتحضير الجيد يكون بقراءة منجزات الضيف وما كُتب عنه. ولذلك استحضرتُ ذهنيًا بعض الأحداث في روايات صنع الله، ولكن الأهم من الأسئلة كان الإصرار على الزيارة للاطمئنان عليه بعد خروجه من (مستشفى المقاولون العرب) بالقاهرة إثر نزيف معوي تعرّض له منتصف شهر مارس. وإذا كانت حاله الصحية تسمح بالحوار، وددتُ أن أسأله عن روايته «وردة» التي كتبها في سلطنة عمان نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وأشار إلى ذلك الكاتب والشاعر المرحوم محمد الحارثي (1962-2018) في حواره المنشور مع سعيد الهاشمي في كتاب (حياتي قصيدة وددت لو أكتبها. دار سؤال:2016) «شاءت الصُّدف أن أزور عُمان في الفترة التي كان فيها الروائي صنع الله إبراهيم يُعدّ ملفّ روايته وردة بين مسقط وصلالة». ويستطرد الحارثي قصته مع صنع الله الذي وافق على ترجمة مجموعة قصص لكتاب أنجلوسكسونيين ونشرها في دار نشر نجمة التي أسسها الحارثي والشاعر عبدالله الريامي، أعطيته مقدما 600 دولار وهو مقدم بسيط لكنه وافق بأريحية دعما لمشروعنا، لكن الدار لم تنشر الترجمات نظرا لتعثر دار النشر الوليدة مما جعل صنع الله يعيد المبلغ للحارثي، فاجأني بمغلف به مبلغ الـ600 دولار التي أعطيتها له كمقدم لترجمته قصصًا لم تظهر مطلقًا في منشورات نجمة، بالطبع رفضتُ المبلغ مُتعلِّلا ببديهة عدم التزام منشورات نجمة بنشر كتابه، لكنه كان من الصرامة والعناد الماركسي المبدئي بحيث قضينا سهرتنا في النقاش حول ذلك المبلغ الذي رفضتُ استعادته مثلما رفض هو القبول به».

أحضرت معي عدة ورود بألوان مختلفة لصاحب «وردة». ركبتُ مع سائق سيارة الأجرة وطلبت منه التوجه إلى العنوان «جبل المقطم»، أثناء ركوبي في المصعد، انطلق جهاز النداء الداخلي بدعاء السفر، فقلت هذا موضوع آخر يمكن الانطلاق منه، وتذكرت آخر لقاء تلفزيوني مع الشاعر السوري محمد الماغوط (1930 - 2006) في برنامج أدب السجون، أنه يستمتع بالإنصات إلى تلاوة سورة النجم.

أوصلني المصعد إلى الدور الخامس، واتجهت إلى الشقة التي فتحت لي بابها المعينة المنزلية في شقة صنع الله، شقة مرتبة مُعتنى بها وتبعث السرور في النفس. جلست في الصالة أنتظر فإذا به على الكرسي المتحرك، بثياب البيت وبهيئته المعتادة نظارتين بنفس الطراز المعتاد على الظهور به، بدا منهكًا وعليه آثار التعب، بعد الترحيب بي صمت، فاستلمت دفة الحديث وحينما ذكرت له صلالة، استيقظت ذاكرته الحديدية وسألني عن الأحجار الدائرية أمام فندق هوليداي إن- كراون بلازا حاليًا- أخبرته بأن الأحجار قد أُزيلت نظرًا لتحديث المكان. كانت الأحجار التي سأل عنها قد ذكرها رشدي بطل رواية «وردة» صحبتنا صفوف من أشجار جوز الهند حتى بلغنا فندق هوليداي إن على شاطئ المحيط الهندي. علّق زكريا على الكرات الحديدية الضخمة البيضاوية الشكل التي زينت مدخل الفندق قائلا: إنها أحجار من الجبل تشكلها الريح».

سألني عن بعض الأشخاص ولاحظت تأثره بسماع خبر رحيل البعض منهم. لم أرغب في إطالة الحديث معه نظرا لظروفه الصحية، وودعته. لحظات قليلة أمضيتها مع صنع الله إبراهيم كانت عبارة عن اختزال لأحداث واقعية ومتخيلة وظفها الروائي الملتزم بموقفه وانحيازه الدائم إلى الإنسان وحقوقه وكرامته.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • لحظات مع صنع الله إبراهيم
  • الرئيس اللبناني: “حزب الله” مكون وطني وسحب سلاحه يتم عبر الحوار
  • عون عن نزع سلاح الحزب: نحتاج للجوء إلى الحوار
  • الراعي استقبل اللواء شقير في زيارة تعارف
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: لا صحة للأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن بحلب وقوات سوريا الديمقراطية.
  • “محمد بن فهد”.. إرث وعطاء وإنجازات بقيت للأجيال
  • ضجة في سوريا بسبب لاعبتين.. مسحتا العلم عن القميص
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • مريضة تفارق الحياة بسبب هجوم إلكتروني
  • ديبلوماسي أوروبي: نقدر أداء لبنان لكن نطلب منه الحوار مع إسرائيل