فضل شاكر.. مشاهدات أغنية "إيام الجاي" خلال يومين
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
سجل الفنان فضل شاكر بأغنيته الجديدة “إيام الجاي” أكثر من 600 ألف مشاهدة، خلال يومين من طرحها عبر موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”.
كلمات أغنية إيام الجاي
“إيام الجاي” من كلمات أحمد ماضي، ألحان فضل شاكر، توزيع: حسام صعبي.
وتقول كلماتها " عم عد الليالي اللي سهرتا لحالي... عم اتذكر حدا ناسيني...بعدو عقلبي غالي عم دور عخيالو.
.شو عامل بحاله من مدة ماعم يحكيني و لا بخطر عباله يا الإيام الجاي...قولي شو مخباي ..في شي ضحكة يلا احكي قولي لي النهايه قولي ل حبيبي..اذا بعدو حبيبي...يسأل عني و ما يتركني بهالدنيا الغريبة مشتاق لضحكاته... حكياته و حركاته يا مين يرجعني لقلبه يتركني جواته لعيونه ردوني ...تردو لعيوني...ما بدي ابقى من دونه و لا يبقى من دوني يا الإيام الجاي...قولي شو مخباي ..في شي ضحكة يلا احكي قولي لي النهايه قولي ل حبيبي..اذا بعدو حبيبي...يسأل عني و ما يتركني بهالدنيا الغريبة
كان قد طرح فضل شاكر في يوليو الماضي أغنية بعلمي، التي اجتازت حاجز المليون مشاهدة، كلمات و ألحان : جاد شمس الدين توزيع و ميكس وماستر : حسام صعبي
وتقول كلماتها “بعلمي ناوي تكفي معي الدرب روحي الي سكنت فيها ما تفارقها شو صعبي لما منوثق ب قلب و يكون مطرح ابداً منو ثقة انا ضحي وانت بحبي تضلك تتجاهل عطيتك مشاعر اكتر ما بتستاهل قبل ما تحب لازم تعرف تتعامل روح انت روحي ما حدا بيسرقا”
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فضل شاكر أغاني فضل شاكر أغنية فضل شاكر الجديدة فضل شاکر
إقرأ أيضاً:
احفر يا حبيبي، احفر!.. تفاصيل خطة ترامب للإمبراطورية الجديدة
في داخل مبنى الكابيتول بالعاصمة الأميركية واشنطن، ظُهر الاثنين، 20 يناير/كانون الثاني، وفي أجواء قارسة البرودة انخفضت فيها درجة الحرارة إلى أقل من خمس درجات تحت الصفر، كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يُلقي خطاب تنصيبه أمام مئات الحضور، وعشرات الملايين الذين تابعوه مباشرة حول العالم.
في بداية خطابه الذي استمر نصف ساعة، بدا ترامب متحدثا لبقا ومهذبا ذا خطاب منظم، لكن بعد عشر دقائق أو أقل، عاد ترامب الذي نعرفه، صاخبا، يصف الواقع الذي سبق وصوله للرئاسة بصورة قاتمة، ويُلقي بالوعود يمنة ويسرة لتغيير هذا الواقع، ويهدد بتغييرات جذرية، ويهاجم معارضيه بقسوة، ويُبشِّر بعالم جديد تسود فيه نسخته من الولايات المتحدة التي لن يعنيها سوى قوتها ورخائها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"مبعوث يسوع".. هل سيُدخل ترامب أميركا عصر الهيمنة المسيحية؟list 2 of 2لماذا تخيف عودة ترامب الاستخبارات الأميركية؟end of listأراد ترامب في خطابه لا أن يقدم صورة لما ستبدو عليه السنوات الأربع القادمة فحسب، بل أن يطمئن حلفاءه ويغيظ معارضيه. فرغم أن خطابات التنصيب للرؤساء الأميركيين لطالما كانت مفعمة بالأمل ودعوات الوحدة وتجاوز الحزبية، فعل ترامب عكس ذلك تماما، فقد هاجم سياسات سلفه جو بايدن، الذي كان يستمع إلى الخطاب مكفهرّ الوجه، حيث وعد ترامب بالقضاء على إرثه في شتى المجالات والقضايا، من الهجرة، إلى السياسات البيئية، ومرورا بالطاقة وليس انتهاء بالاقتصاد. لكن خطاب ترامب، والشكل الذي خرج به حفل التنصيب، يشيران إلى مرحلة جديدة وصفها الرئيس بأنها "العصر الذهبي للولايات المتحدة".
إعلانجاء الخطاب واضحا ومباشرا، بعبارات خبرية قصيرة، تصل إلى قلوب مستمعيه ومناصريه في الداخل الأميركي قبل عقولهم. تحدث ترامب للأميركيين المتدينين متفاخرا بمعجزة نجاته من محاولة اغتياله في يوليو/تموز الماضي، ليقول إن "الله أنقذه ليجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". الجديد أن ترامب خاطب العقول بوجاهة في خطابه، ليعلن عن قيادته "ثورة المنطق السليم"، التي تعود فيها الأمور إلى نصابها، فلا تعترف فيها الولايات المتحدة إلا بجنسين: الذكر والأنثى.
كما دعا ترامب شركات النفط للحفر، وأنه سينسحب من اتفاقية باريس للمناخ، كما وعد ترامب أن لا تزيد الضرائب على رجال الأعمال، وأن يُعطى خير أميركا للأميركيين.
إيلون ماسك (يمين) وساندر بيتشاي (وسط) وجيف بيزوس (رويترز) عودة الإمبراطوريةيعود ترامب إلى البيت الأبيض هذه المرة بخطة واضحة، وبهدوء واثق، يقول إنه يريد للعالم أن يتذكره كونه صانعَ سلامٍ وداعيا للوحدة، لكن منطقه يبدو أبعد ما يكون عن ذلك. ظهر ترامب متبنّيا منطق الإمبراطورية الأميركية، باعتبارها دولة قوية تنشر أذرعها في كل العالم كي تحافظ على مصالحها، فتحدث عن قناة بنما وقال إن "السفن الأميركية تدفع أكثر مما يجب من أجل العبور"، وإن "الولايات المتحدة أعطت هذه القناة لبنما، وستستعيدها من جديد".
وليُضيف بُعدا آخر لحقِّ الولايات المتحدة في القناة، حيث ادّعى ترامب أن أكثر من 38 ألف أميركي قضوا أثناء حفرها في بدايات القرن العشرين، في حين يقول المتخصصون إن عدد الأميركيين الذين ماتوا أثناء عشر سنوات من الحفر لا يتجاوز 300 شخص. لكن هذا وحده قد لا يكون مقنعا للسيطرة على القناة بالقوة، لذلك أضاف ترامب أن "الصين تسيطر على القناة". وبغض النظر عن صحة ما ذكر، وهو ما تنفيه تصريحات المسؤولين في بنما وحتى المسؤولين الأميركيين، تعود الصين إلى الواجهة في خطاب ترامب لتأكيد التهديد الذي يواجهه الأميركيون، وهو ليس تهديدا اعتياديا، بل تهديد "حضاري يقوِّض وجود الولايات المتحدة نفسها وثقافتها ونمط حياتها".
إعلانولهذا الشعور أصول فكرية بعضها يعود إلى السجالات التي اشتعلت أوائل التسعينيات، بين القائلين بالانتصار الحاسم لليبرالية الغربية مع سقوط الاتحاد السوفياتي، والرافضين لهذه الفكرة، وأبرزهم أستاذ السياسة والمُنظِّر الأميركي صامويل هنتنغتون، الذي تحدَّث عما سمّاه "صراع الحضارات". يحتاج ترامب إلى منطق صراع الحضارات، ويبدو أنه يتبنَّاه بالفعل. فالحضور الذي يوليه ترامب للثقافة الأميركية والطريقة الأميركية في الحياة، وكونها "أشعة الشمس التي تغمر العالم" مثلما قال في أول خطابه، في مقابل تجاوز الاختلافات الفكرية والأيديولوجية بين مؤيديه، وقدرته على الجمع بين الأضداد خلف راية واحدة، كل ذلك يشير بحسب محللين أننا أمام خطاب جديد للإمبراطورية الأميركية.
ولحشد الأضداد وجذب المؤيدين المختلفين، استطاع ترامب أن يوظِّف الدين بمستويات غير مسبوقة. فقد قامت حملته الانتخابية بدعوة المواطنين والأثرياء إلى التبرع لصالح حفل التنصيب، وكان من ضمن حوافز التبرع هو حضور صلاة في الكنيسة مع ترامب، وهو ما سمّته بعض المنصات الإعلامية "ادفع لتصلّي" (Pay to Pray).
أما في الحفل نفسه، فقد شارك ستة من رجال الدين في الدعاء والصلاة لترامب، من الكاثوليك والبروتستانت، بالإضافة إلى حاخام يهودي. المثير في الأمر أن إماما مسلما من ولاية ميتشغن كان من المفترض أن يدعو في حفل التنصيب، غير أن ظهوره أُلغي في اللحظات الأخيرة، بسبب ظهور مقطع مسجل له يرفض فيه إدانة بعض حركات المقاومة ضد إسرائيل أو اعتبار أنها إرهابية، حسبما وصفت وسائل الإعلام.
ومع هذا الخطاب الذي نحى باتجاه استعادة الهيبة والقوة الأميركية، فقد ذكر ترامب أنه يريد أن يترك إرثا بأنه صانع سلام، مع انتقاده المتكرر لخوض أميركا لحروب لا طائل منها كما جرى في العراق. وما بين خطاب الهيمنة والقوة وبين خطاب السلام، تُطرح الكثير من علامات الاستفهام عن كيفية التوفيق بين المتناقضات وسط عالم يسوده اللايقين، ووسط مناطق مشتعلة وأخرى مهيأة للاشتعال في أي لحظة.
إعلان على المهاجرينوعلى ذكر الحركات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فقد قال ترامب إنه سيُصنِّف العصابات المحلية ومجموعات الجريمة في الولايات المتحدة باعتبارها منظمات إرهابية، وقال إنه سيُرحِّل الملايين من "المجرمين الغرباء" إلى خارج الولايات المتحدة، كما أنه سيُرسل الجيش لتعزيز الحدود لمنع المهاجرين غير النظاميين من دخول البلاد. اعتبر ترامب تدفق المهاجرين على الولايات المتحدة تهديدا وجوديا أيضا، فقال في معرض حديثه عن المهاجرين إنه "بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة، فإن أولى مسؤولياته هي الدفاع عن البلاد ضد الغزو".
تحرك ترامب بالفعل وأصدر أوامر تنفيذية، منها ما استهدف حقا دستوريا، حيث قيّد الحق في الحصول على الجنسية بالولادة على الأرض الأميركية، وهو القرار الذي دفع ثماني عشرة ولاية أميركية للمسارعة بمقاضاة الإدارة الجديدة من أجل وقفه.
كذلك أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يوقف العمل بقوانين تحظر مداهمة منشآت تضم اللاجئين مثل المدارس والكنائس، وهو الأمر الذي يتوقع أن يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات لحقوق المهاجرين والمؤسسات الداعمة لهم في الولايات المتحدة بحسب ما ذكره مراقبون.
لكن المفارقة أن عددا من أهم داعمي ترامب وممن حضروا حفل تنصيبه، وبعضهم من أثرى أثرياء العالم، هم من المهاجرين، مثل ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" القادم من الهند، وصديق ترامب المقرب الجديد، إيلون ماسك، الذي وُلد وعاش في جنوب أفريقيا قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة.
الأمر لا يتعلق فقط بالجذور التي جاء منها ماسك، أو كونه مهاجرا بالتحديد، لكن ماسك بصفته رجل أعمال، قد يُفضِّل توظيف المهاجرين القادمين من دول أخرى لتعزيز الكفاءات في شركاته، ولذلك نجده يدعم سياسات يرفضها ترامب مثل إعطاء تأشيرات عمل طويلة الأمد للمهاجرين، وغيرها، وهي من الأمور التي لا يبدو أنها ستصبح محل اتفاق بين الرجلين قريبا.
إعلانلكن لماذا يدعم ماسك ترامب إذن؟
إيلون ماسك (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترامب (رويترز) "نبي اليمين الجديد"لم يكن إيلون ماسك دوما مؤيدا لترامب، لكنه تحوَّل خلال الأشهر الأخيرة ليكون أحد أبرز داعميه. ورغم اختلافاتهما المتعددة، فإن إيلون ماسك وجد في ترامب فرصة، وهو الأمر الذي استفاد منه ترامب الذي يبرع في الصفقات.
يحتاج إيلون ماسك إلى إدارة أميركية تقلل القيود التنظيمية، وتخفض من الضرائب، وتسمح للشركات بالعمل بلا تدخل حكومي، وهو الأمر الذي يَعِدُ به ترامب. كذلك فإن سياسات ترامب الرافضة لأخذ العوامل البيئية وتغير المناخ في الاعتبار ستُفيد، للمفارقة، شركات إيلون ماسك، خاصة "تسلا"، التي تقدم نفسها بوصفها نموذجا لحماية مستقبل الأرض من التغيرات البيئية والمناخية. فمن خلال وقف ترامب دعم السيارات الكهربائية، والتخفيضات التي كانت تحصل عليها شركات الطاقة المتجددة في هذا المجال، ستضعف العديد من الشركات المنافسة لـ"تسلا"، ما يعزز هيمنتها على سوق السيارات الكهربائية، وهو ما انعكس على ارتفاع أسهمها مباشرة بعد فوز ترامب في الانتخابات.
كذلك تحدث ترامب في خطاب تنصيبه عن وصول الإنسان إلى المريخ، وهو ما يعني المزيد من العقود الحكومية مع "سبيس إكس" التي يمتلكها ماسك، الأمر الذي يدعم استثماراته ورهاناته. استفاد ترامب أيضا على مستوى كبير، فقد حصل عن طريق تبرعات إيلون ماسك ولجنته للعمل السياسي على مبلغ اقترب من 120 مليون دولار، كما أنه استفاد من شراء إيلون ماسك لموقع تويتر (إكس حاليا)، وهو الأمر الذي سمح بانتشار العديد من مقولات ترامب التي كانت إدارة تويتر وبعض شركات التقنية الأخرى تُقيِّد انتشارها، وتحظرها في بعض الأحيان.
وبعيدا عن المصالح المادية المباشرة، يتوافق ماسك مع ترامب بشكل متزايد في أفكاره المحافظة اجتماعيا، إذ يتفق ترامب مع ماسك أن نظام التعليم الأميركي قد أفسد على الأطفال حياتهم وجعلهم يكرهون أنفسهم ويرغبون في تغيير ما هم عليه. لذلك يعارض ترامب وماسك دمج المتحولين جنسيا في النظام العام، فيرفضان استخدام المتحولين جنسيا لمرافق النساء، أو المشاركة في الرياضات النسائية، أو الاستفادة من الخدمات الصحية المقدمة للنساء، كما أنهم يرفضون علنا كافة سياسات الهويات الجنسية التي كان الحزب الديمقراطي يرعاها في السنوات الماضية.
إعلان البيئة تهمنا أيضا لأسباب متعددة"احفر يا حبيبي، احفر!"، هكذا عنوَن ترامب خطته للاستفادة من الثروة النفطية التي تقف عليها الولايات المتحدة. لكن ترامب لا يمكن أن يفعل ذلك بلا سلطة مفتوحة، لذلك قرر في خطابه أن يعلن حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، وهي خطوة تمنحه صلاحيات واسعة لتسريع إنتاج الوقود الأحفوري والنفط الصخري.
بالتأكيد ستحقق الولايات المتحدة نجاحات على المدى القصير، خاصة فيما يتعلق بالمكاسب الاقتصادية، لكن القرار يلغي سنوات من الجهود الأميركية للانتقال إلى الطاقة المتجددة، ويهدد مساحات واسعة من الغابات والأراضي التي تضم ثروة بيئية وتنوعا هائلا. ولا يمكن لترامب أن يفعل ذلك من غير تداعيات دولية، لذلك فقد قرر الانسحاب فورا من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى العودة بمستوى الاحتباس الحراري إلى ما كان عليه قبل الثورة الصناعية، ووقَّعتها 200 دولة بالفعل.
هذه السياسات لا شك ستؤدي إلى تفاقم الأزمات البيئية والمناخية في العديد من الدول النامية، التي تعتمد على التعاون الدولي والتمويل لمعالجة آثار الإفساد الصناعي حول العالم الذي قامت به الدول الكبرى على مدار عقود. لكن هناك جانب آخر للسياسة الأميركية قد يكون مؤذيا لدول الشرق الأوسط والدول العربية النفطية على وجه الخصوص.
فالولايات المتحدة بالفعل هي أعلى دول العالم إنتاجا للنفط، وهو ما يعني أن المزيد من الإنتاج سيُقوِّض من صلاحيات وقدرات الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" للسيطرة على أسعار النفط والغاز، وهو ما قد يؤثر على موازنات هذه الدول التي ستتأثر جراء انخفاض أسعار النفط أو عدم استقرارها، وربما تتأثر العلاقات بين الدول الكبرى المنتجة للنفط مثل السعودية وروسيا.
لوقت طويل، كانت الولايات المتحدة تقدم نفسها باعتبارها "قائدة العالم الحر"، وكان لهذا التصور تبعات على علاقة الولايات المتحدة بالعالم. فرغم تداول الرئاسة الأميركية بين الحزبين الكبار، حافظت واشنطن على خط ثابت في العلاقات الدولية، وفي القضايا العالمية المختلفة. لكن ما فعله ترامب في فترته الرئاسية الأولى هدَّد هذا التصور لدى حلفاء الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يبدو أنه سيتصاعد تماما خلال هذه الفترة الثانية.
إعلانلكن حلفاء الولايات المتحدة أصبحوا قادرين على رؤية أن ترامب، على العكس من سلفه بايدن، قادر على تنفيذ وعوده. فقد وعد بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة قبل أن يصل إلى منصب الرئاسة، وفعل، ووعد بأن يُصدر القرارات التنفيذية التي أصدرها في يومه الأول بالفعل، وكان قد وعد بالعفو عمَّن يصفهم ضحايا المحاكمات السياسية والخيانة القضائية من مؤيديه، وقد فعل.
في حين لم يستطع بايدن دعم أوكرانيا، ولا وقف الحرب على غزة، وحتى عندما وعد بألا يُصدر عفوا عن نجله الذي يُحاكم أمام القضاء، لم ينفذ وعده وأصدر عفوا عنه قبل أن يغادر الرئاسة.
نتيجة لذلك، ورغم ما يبدو عليه ترامب من قدرة على التنفيذ، وثقة هائلة في هيمنته، لا يمكن القول إن التعويل الإستراتيجي على الولايات المتحدة اعتمادا على القدرة على توقع ما تريده إدارتها سيظل الرهان الأفضل. فغياب القدرة على التأثير، التي ظهرت في أوكرانيا وفلسطين على مدار العامين الماضيين بوضوح، تؤكد أننا أمام نظام دولي جديد يتشكَّل، ويبدو أن ترامب يُسرِّع من هذا التشكل.
إن ما يحدث في الولايات المتحدة يؤكد، لا اضمحلال القوة الأميركية خصوصا، لكن وجود فراغ هائل في الساحة الدولية، تستعد لملئه قوى أخرى. ولعل هذا يؤكد مرة أخرى الأهمية الوجودية لتفعيل الكيانات الجامعة، سواء للدول العربية، أو الإسلامية، أو لشعوب ما يسمى بالعالم الثالث أو الجنوب العالمي.