مع انتشارها الواسع.. كيف تُميز الفيديوهات الحقيقية من المنتجة بالذكاء الصناعي؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
انتشرت في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي، فيديوهات لشخصيات باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتحدث وكأنها حقيقية ولا يستطيع المشاهد العادي معرفة أنها "مزيفة".
وللتفريق بين الشخصيات الحقيقية من المزيفة التي تعتمد على تقنية "التزييف العميق"، أوضح شادي عبدالحليم خبير في نظم المعلومات، عبر 24، أن هناك عدة معايير يِمكن الاستناد عليها في هذا الشأن.التحليل المرئي ولفت عبدالحليم إلى أن "أول هذه المعايير يتمثل في التحليل المرئي، بالتدقيق في الفيديوهات، وإذا كانت تحتوي على أخطاء واضحة مثل تشوه ملامح الوجه، أو تغييرات مفاجئة في نوع الإضاءة والظلال، فإنها مزيفة". الحركات والتعابير وبين أنه "يمكن كشف الفيديوهات المزيفة بمتابعة الحركات والتعابير غير الطبيعية، في عضلات الوجه أو اتجاه بؤبؤ العينين والرموش وغيرها".
وأشار إلى أن "من المعايير أيضاً "التحليل الصوتي في الفيديوهات" بمقارنة الصوت ونوعه مع الشخصية المتحدثة، وإذا كان الصوت يتوافق مع حركة الشفاه وترددات مخارج الحروف". البحث عن الأصل ولفت الخبير، إلى أنه "يمكن لمن لا يستطع التفريق، أن يلجأ للبحث عن الفيديو على محركات البحث المختلفة، إذ يمكن لهذه الخطوة مساعدته في التحقق من وجود نسخة أصلية حقيقية".
وبين أن من المعايير التي يمكن الاعتماد عليها أيضاً ما يُعرف بـ"تحليل الميتاداتا"، موضحاً أن "هذا التحليل يُعنى بالبيانات المرفقة بالفيديو مثل تاريخ إنشائه، ونوع الكاميرا المستخدمة، والموقع الجغرافي، فإذا لم تكن هناك معلومات متناسقة بين التاريخ، ونوع الكاميرا والموقع، فهناك احتمال بأن تكون الشخصية مزيفة". خلفيات الفيديو وأشار إلى أنه "يمكن التحقق كذلك من الفيديوهات بالتدقيق في خلفية الفيديو وراء الشخصية المتحدثة، فإذا كانت هناك حركة مفاجئة أو اختلاف إضاءة بين لقطة وآخرى أو ظهور تفاصيل غير طبيعية، فيكون ذلك دليلاً على التزييف العميق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليمن يُذكّر العرب بالأسماء الحقيقية للمدن والبلدات الفلسطينية
د. شعفل علي عمير
تلعب الأسماء دورًا محوريًّا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حَيثُ تُستخدم كوسيلة لفرض السيطرة الثقافية والهيمنة السياسية. تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تغيير بعض الأسماء الجغرافية كمحاولة لطمس الهوية الفلسطينية وتزييف الحقائق التاريخية. في المقابل، فَــإنَّ التمسك بالأسماء الأصلية يعتبر تحديًا مباشرًا ومقاومة للسياسات الاحتلالية التي تهدف إلى تحويل الروايات التاريخية لصالحها.
فقد ذكر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة بأن “من الملفت هو انزعَـاج المجرم نتنياهو من “مسيرة يافا” ومن العنوان الذي يتكرّر في -البيانات- بياناتنا اليمنية عن “يافا المحتلّة”، والعدوّ الإسرائيلي ينزعج حتى على مستوى التركيز في الأداء الإعلامي على الأسماء الحقيقية لفلسطين: فعندما تُذكر أسماء المدن والبلدات الفلسطينية بأسمائها الحقيقية فلذلك أهميّة كبيرة جِـدًّا انزعَـاج العدوّ الإسرائيلي من التركيز على الأسماء الحقيقية لفلسطين درس مهم؛ لأَنَّه يذكره دائمًا بأنه كيان غاصب ومحتلّ ومجرم وكيان مؤقت حتمي الزوال”.
انطلقت تصريحات الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية من سياق أوسع يتعلق بالتضامن اليمني مع القضية الفلسطينية. تلعب الوسائل الإعلامية لتصريحات الناطق دورًا مهمًّا في توجيه الرسائل السياسية وإيصال الرؤى الثقافية والتاريخية ذات الأهميّة البالغة. تساهم هذه التصريحات في تذكير الجمهور العربي والدولي بالأهميّة القصوى للحفاظ على الهُوية الفلسطينية والدفاع عنها ضد محاولات التغيير والتهويد.
ففي سياق الصراعات الإقليمية والدولية، كانت الهوية الوطنية وسيلة فعالة للسيطرة والسيطرة المضادة، وفي هذا الموضوع تلعب الهوية الفلسطينية دورًا محوريًّا في تحديد مسارات الصراعات السياسية، والثقافية إن الجدل حول تسمية المدن الفلسطينية يعدّ أكثر من مُجَـرّد قضية أسماء فهو يمثل جزءًا من صراعٍ أوسع يشمل الهُوية، والانتماء، والذاكرة التاريخية. يجدر بنا بدايةً تحديد السياق الذي تُثار فيه هذه الإشكالية. فمنذ عقود عدة، تسعى السلطات الإسرائيلية جاهدةً لطمس الهوية الفلسطينية بكل أبعادها؛ الجغرافية، والثقافية، والتاريخية. ومن بين هذه المحاولات يأتي تغيير أسماء المدن والقرى الفلسطينية أَو تحريفها كجزء من مخطّط أوسع للسيطرة على الرواية التاريخية للمنطقة. وفي هذا السياق، تبرز البيانات العسكرية كوسيلة تستخدمها اليمن للتعبير عن المواقف السياسية والاستراتيجية التي يجب على كُـلّ العرب تبنيها للدفاع عن الحق العربي والفلسطيني في الحفاظ على كيانها التاريخي والثقافي.
لقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في الانزعَـاج الإسرائيلي من استخدام البيانات العسكرية اليمنية الأسماء الفلسطينية الحقيقية للمدن. يعود ذلك لعدة أسباب جوهرية يُمكن القول إنها تتعلق بالشرعية والمشروعية. فنحن هنا نتحدث عن عملية إعادة إثبات للهوية الوطنية من خلال إعادة استخدام الأسماء التاريخية التي تم تغييبها أَو تحريفها في مجمل الخرائط والمراسلات الإسرائيلية الرسمية ويمكن اعتبار هذه الخطوة جزءًا من الاستراتيجية اليمنية للدفاع عن الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس الثقافي والجغرافي. فالاعتراف بالأسماء الحقيقية للمدن الفلسطينية يعد ضربة قوية للمحاولات الإسرائيلية لتغيير الوقائع على الأرض من خلال فرض تسميات جديدة أَو استبدال الأسماء التاريخية، والتي غالبًا ما تكون ذات أصول كنعانية أَو عربية، بأسماء عبرية تغذي الرواية الإسرائيلية الساعية لخلق ارتباط تاريخي مزعوم بالأرض. والخطورة في هذه الجهود الإسرائيلية لا تقتصر فقط على الجوانب الثقافية، بل تتعداها لتؤثر على الحقوق السياسية والقانونية للفلسطينيين. من هذا المنطلق، فَــإنَّ التمسك بالأسماء الحقيقية لا يمثل فقط مقاومة لفظية بل يعد شكلًا من أشكال المقاومة الثقافية والسياسية القوية التي قد تُستخدم لاستعادة حقوق مشروعة في الأرض والتاريخ والثقافة. هذه الجهود اليقظة من اليمن يجب أن تأتي في إطار مسعى استراتيجي عربي شامل يهدف إلى المحافظة على الذاكرة التاريخية الحقيقية ومحاربة الروايات الزائفة؛ لأَنَّ هذه المعركة ليست مُجَـرّد نزاع على أسماء أَو مسميات جغرافية؛ إنها جزء من صراع طويل ومعقد يمتزج فيه الديني بالتاريخي، والثقافي بالجغرافي، والسياسي بالقانوني لا بد من مواصلة جهود إعادة الاعتبار للأسماء التاريخية، وتثبيتها في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي، فالأسماء ليست مُجَـرّد كلمات، بل هي رموز لماضٍ وحاضر ومفتاح لمستقبل مُشرق، كما تمثل حقًا غير قابل للتجاهل، علينا استعادته في مواجهة محاولات الطمس والإلغاء.