شريف نور الدين: الارتباط مسئولية كبيرة والزواج قديمًا كان أمر مقدس
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أقيمت جلسة نقاشية على هامش فعاليات اليوم الثالث لمتلقى ميدفست- مصر، تحت عنوان "علاقات ولاّ استعباط" حيث دار النقاش حول العلاقات الصحية في حياتنا، في محاولة لرسم خط فاصل بينها وبين العلاقات الغير محددة.
شارك في الجلسة التي قدمها الإعلامي والممثل شريف نور الدين، كلا من السيناريست دينا نجم، الممثل وصانع المحتوى يوسف حشيش، الممثلة ميران عبدالوارث، لايف كوتش واستشاري العلاقات إيهاب واكيم.
في البداية تحدث الإعلامي والممثل شريف نور الدين عن فكرة الارتباط، والذي وصفه بكونه مسئولية كبيرة، وأنه في الماضي كان هناك معتقدات واضحة عن الشخصية والمسار الذي تسير فيه شكل العلاقات فلم يكن هناك تعقيدا مثل الوقت الحالي، حيث كان الزواج مقدس وكان الطلاق أمر مرفوض وكأنه يمثل وصمة بالمجتمع، وكان الشخص يجد صعوبة في الوصول للفتاة التي يريد الارتباط بها.
التطورات التي حدثت مؤخرًا في المجتمع
واستكمالًا للنقاش عن التطورات التي حدثت مؤخرًا في المجتمع وغيّرت شكل ومفهوم العلاقات العاطفية، أكدت السيناريست دينا نجم، أن السيدة القوية لا تستطيع أن تخرج من موقف إنهاء العلاقة الغير واضحة «لا تنتهي بقرار الارتباط» بسهولة، وليس بالضرورة أن يخرج القرار من المراة، فالأمر يتوقف على فكرة الاحتياج وأياهما أكبر عند المرأة أم الرجل.
وأكدت نجم أن هناك أشخاص كثيرة في الوقت الحالي يدخلون في علاقات للتغلب على إحساس الفقد، مؤكدة أن الشخصية البرجماتية تحكم عقلها بصورة أكبر وتستطيع أن تعرف أنها تضيع عمرها على أمر لا يستحق.
وأكدت نجم أنها تنسج خيوط موضوعاتها الدرامية من قبل تجاربها الحياتية الخاصة بالإضافة إلى الخبرات التي اكتسبتها من تعاونها مع السيناريست مريم نعوم، وأضافت: عندما قدمت تجربة مسلسل «ليه لا ٢» نسجت الأحداث من تجربة شخصية لبنت خالتي التي كانت تحب الأطفال كثيرا ولم أكن أعرف في هذا الوقت أنه يوجد لدينا كفالة أطفال في مصر، أما في تجربة الجزء الأول من «ليه لا» فحينها كنت أسافر كثيرًا وكنت ألتقي بأشخاص كانوا يستغربون كثيرا من فكرة أنني لازالت أعيش مع أهلي، وهنا بدأت اتساءل أنه ماذا لو بدأنا نفكر في هذا الأمر في مصر حيث طرح تساؤل ماذا لو استقلت الفتاة وكان لديها فرصة على الاختيار دون توجيه من الآباء.
الممثل وصانع المحتوى يوسف حشيش
أما الممثل وصانع المحتوى يوسف حشيش، أكد أنه يحاول في فيديوهاته أن يقترب من مشاعر واقعية، مؤكدا أنه لا يوجد أشخاص يشعرون بالراحة في علاقاتهم حاليا، وأنه أصبح هناك قلق من الارتباط ننقله لبعض، منوها أن الجيل الحالي يواجه الزهق والسرعة في كل شىء.
وأكد حشيش أنه مر بجميع أنواع العلاقات والأغلب يكون الرجل السبب في إفشالها، ففي معظم العلاقات تحب المراة ويصبح هدفها تتويج هذه العلاقة أما الرجل فدائما يكون الاختيار صعب بالنسبة له ويظل يطرح كثير من التساؤلات على نفسه نحو مدى نجاح هذه العلاقة أم لا وهل هي الشكل الأمثل للارتباط أم لا.
الفنانة ميران عبدالوارث
أما الفنانة ميران عبدالوارث، أكدت أن الدراما تحاول نقل الواقع لكنها تشعر بإحباط كبير من فكرة عدم نجاح آية مشروعات خاصة بالارتباط وضربت مثل بدورها الأخير في مسلسل «عمر أفندي» مشيرة إلى أنها تتمنى أن تبحث الدراما أيضا على حلول، مؤكدة على ضرورة أن يكون لدينا وعي جيد في علاقتنا.
كما أوضحت عبدالوارث أنها تفكر في شخصياتها بأبعاد نفسية، وضربت مثل بتجربتها في مسلسل «كامل العدد» مؤكدة أن هناك خطأ حدث من قبل طبيبها الذي كانت تعمل معه «شريف سلامة- الدكتور أحمد» والذي أوقعها في دائرته الزوجية مما جعلها تتعلق به وتحبه، مشددة أن مثل هذه العلاقة وقع الخطأ على الطرفين.
من جانبه، أكد إيهاب واكيم استشاري العلاقات ولايف كوتش، أن الحب قرار يأخذه العقل، وأن المصطلحات الجديدة والتسميات الجديدة في العلاقات التي دخلت مؤخرًا ليست مبنية على أسس أو لها مرجعية علمية تصلح في الارتباط الذي يتطلب مقادير محددة، وهو ما يحتاج ان يكون لدينا وعي.
وأشار واكيم أننا تعودنا على العلاقات السريعة ولا بد أن نفهم مفهوم الحب فهو طاقة لإشباع الآخر فإذا لم يحدث النضوج لدى الطرفان فكيف سمنح هذه المشاعر، مشددا على أن العلاقة السوية التي تكتمل هي من مر أصحابها بالنضوج، وأضاف: هناك حالتان من كل ١٠٠ حالة كابل تستكمل علاقاتهم بعد الزواج بالشكل الصحيح، فالآخرون أما ينفصلون أو يستكملون الحياة مجرد شكل، ومشاعر الرجال دائما عكس الفتايات لكونهم يفكرون بشكل عقلاني بدرجة أكبر.
وأكد واكيم أن فكرة وضع الأحلام الهولودية في العلاقات والتي لا وجود لها على أرض الواقع أحدثت كثير من الأزمات، ولا يوجد ما يسمى بزواج سعيد بل أن هناك حياة زوجية سعيدة تتمثل أن يقدم الطرفان مجهود لانجاحها، كما أشار أن الأزمة الأكبر في العلاقات غير المفهومة حاليا تتمثل في تعود أصحابها على العلاقة فترة طويلة حتى إذا كانت العلاقة «توكسيك» أو سامة أو استنفزاية، هذا بالإضافة إلى فكرة الخوف من المواجهة والتي تمر بمراحل كثيرة تبدأ برفض الطرف الآخر لفكرة العتاب واللوم، ثم تفكيره في البحث عن مواجهات قديمة، يليها تكوين صور غير حقيقية عن بعض، ثم مرحلة الدفاع عن النفس.
ملتقى ميدفست- مصر هو أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة
الجدير بالذكر أن ملتقى ميدفست- مصر هو أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تأسس في عام 2017، يستكشف المهرجان التداخل بين السينما والصحة، حيث يستخدم الأفلام السينمائية كوسيط ووسيلة لرفع الوعي بالقضايا الصحية الهامة.
موعد الملتقي
و يُقام المهرجان في الفترة من 12 لـ 15 سبتمبر الجاري في الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة في ميدان التحرير.
و يجمع الملتقى عشاق السينما من صناع الأفلام والأطباء، ويهدف إلى مشاركة القصص الإنسانية مع الجمهور والطلاب والفنانين وصناع الأفلام والأطباء وخاصة الأطباء النفسيون، من خلال ورش عمل مختلفة، وحلقات نقاشية وعروض أفلام تعمل على مناقشات موضوعات غير مقبولة مجتمعيا بإرساء دعائم نهج أكثر قبولا للجمهور العام في جميع أنحاء مصر والعالم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ميران عبدالوارث مصر والعالم مسلسل كامل العدد لايف كوتش
إقرأ أيضاً:
عالم مزنَّر بالانفجارات
لم يمضِ شهر حتى الآن على رئاسة دونالد ترمب الثانية، ومع ذلك فالعالم برمته «يفرقع» من أمامه ومن حوله. واللافت في هذا الدرب المطرَّز والمزنَّر بالمشاكل والأزمات، أنه يستهدف أصدقاء أميركا وليس خصومها. فقد أعلن أنه سوف يصالح زعيم كوريا الشمالية، وهذا حدث تاريخي ثمين، لكنه في المقابل ملأ درب العلاقة مع جارته المكسيك، أحزاناً وقلقاً. وحوَّل العلاقة مع كندا إلى خوف وعداء وخطاب غير مسبوق. ومنذ رئاسته الأولى خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بطريقة مملوءة بالتهديد المبطن.
توقَّع الناس أن يكون ترمب في ولايته الثانية أكثر هدوءاً وأكثر التزاماً بالآداب السياسية، لكن ترمب الثاني تجاوز تجاوزات ترمب الأول بأشواط لم يتخيلها أحد. ما بين دعوة ترمب إلى جمهورية كباريهات في غزة، ودعوة شريكه رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية، بدا مستوى العلاقات والأعراف الدولية، بين منزلتين، الجنون والانحطاط. من المكسيك إلى رفح بدا مستوى العلاقات الدولية فجأة في أدنى مستوياته الإنسانية: مزايدة عقارية، الأهمية فيه للبرج لا لأهله.
قدم دونالد ترمب ونتنياهو للعالم استعراضاً ثنائياً نادراً في مفهوم الدول والأوطان وعلاقات الشعوب. بل ذهب الرئيس الأميركي إلى أبعد من ذلك في طريقة الانتقام الصبياني من سلفه، والإقالات الجماعية للموظفين، وكأنما الإدارة شركة خاصة.
بدا المشهد غريباً على مسرح العالم. رئيس أميركا يعلن أن صديقه الأول وحليفه دون الجميع، هو الرجل المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يعترف بها في أي حال. ولا بسواها. لذا يجب الإقرار بأننا في قلب محنة ضمير عالمية وغير محدودة. وإذا كانت كل خطوة سياسية يتخذها رئيس أميركا سوف تؤدي إلى زعزعة ما، في استقرار العالم، والرئيس في شهره الأول من الحكم، فماذا ينتظرنا في الشهور التالية.
ليس مستغرباً أن يدعو نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية. فهذا جزء من سلوكه ومبادئه وسياساته. أما أن يكون موقف رئيس أميركا مبنياً على المفهوم نفسه، فإن مفاجآت ترمب المرعبة في بداياتها.
الشرق الأوسط