توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيانٍ، للبعض في هذا البلد بالقول: "المطلوب توحيد ومحبّة وشراكة وإنقاذ سياسي وعون وطني وليس تشويهاً للتاريخ، ولأنّ النقاش الآن بالتاريخ وصورة البلد وواقع السيادة والقوانين أقول: حين قاتل البعض كجزء من الاحتلال الإسرائيلي قاتلت المقاومة لهزيمة إسرائيل واسترداد لبنان وحماية الشراكة الوطنية وإنقاذ مشروع الدولة وقوانينها وليس لتنفيذ مشاريعها الصهيونية على حساب لبنان كما فعل البعض، وحين انخرط البعض بالمشروع الإسرائيلي وخاض غمار المجازر بصبرا وشاتيلا والجبل وشرق صيدا لصهينة البلد خاضت المقاومة مشروع إسقاط 17 أيار لتقطع يد إسرائيل وشركائها عن الدولة والبلد ولتستعيد لبنان بصورته الإسلامية المسيحية وتضعه بقلب السيادة الوطنية وحكم القانون ومنظومته، ولولا المقاومة التي هزمت إسرائيل لكانت صورة لبنان الآن مجرد مستعمرة صهيونية وفقاً لمشروع إسرائيلي داخلي أراد نحر لبنان وصهينته بالمطلق".



أضاف: "لذلك لا تجوز المقارنة بين من قاتل كشريك مع الإسرائيلي وبين مَن قاتل الإسرائيلي المحتل وهزمه واستعاد لبنان ليعطيه صورته الوطنية الحالية بكل ما تعنيه من سيادة وشراكة إسلامية مسيحية، وكفانا تزويراً للحقائق وطمساً للتاريخ وطعناً بمن قام ويقوم بهم لبنان، وإذا نسينا التاريخ لن ننسى انتفاضة 6 شباط ووطنية الرئيس بري التاريخية لإنقاذ لبنان من مخالب الصهيونية المحتلة، ولن ننسى تسونامي المقاومة الهادر الذي هزم إسرائيل بالعام ألفين ثم النصر المدوي بالعام 2006، واليوم هذه المقاومة بثنائيها المقاوم تقاتل وفقاً لجدول مراحل يضع إسرائيل تحت النار والدمار، ولأول مرة تعيش إسرائيل عقدة الحزام الأمني الواسع، واللحظة لحظة تاريخ وما نعيشه الآن عصر سيادي بأثمان سيادية كبيرة تعكس حجم تضحيات المقاومة التاريخية، وأي توسيع للحرب من قبل نتنياهو وإدارته سيضع إسرائيل بقلب الدمار والنار، ولن نخرج من هذه الحرب إلا بانتصار إستثنائي، فقط المطلوب من القوى السياسية الشروع بلحظة بإنقاذ سياسي سريع".

وختم: "الضرورة الوطنية العليا تفترض الدخول الآن بتسوية رئاسية تعكس ميثاقية البلد والعيش المشترك، والتعويل على نتائج الحرب تعويل فاشل فضلاً عن كونه خيانة وطنية عظمى، والبلد بلدنا والناس ناسنا وقدرات المقاومة وإمكاناتها الإستراتيجية فوق التصور، والحاضر والمستقبل للبنان السيادة والشراكة الوطنية، وكفانا جحوداً لقداسة الدم وعظيم التضحيات الوطنية التي قام ويقوم بها لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هآرتس: إسرائيل جندت طالبي لجوء أفارقة مقابل تسوية أوضاعهم

كشف صحيفة هآرتس، أن الحكومة الإسرائيلية عملت على تجنيد طالبي لجوء أفارقة في صفوف الجيش خلال عملياته في قطاع غزة، مع وعدهم بالحصول على حق الإقامة في إسرائيل والحصول على "تسوية قانونية دائمة" لأوضاعهم، وفقا لروايات شخصية حصلت عليها الصحيفة.

وقالت هآرتس، الأحد، إن مسؤولين أمنيين استخدموا "حق الإقامة" لتحفيز طالبي اللجوء، الذين يجدون صعوبة في تسوية أوضاعهم.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى تصريحات "غير رسمية" لمسؤولين دفاعيين قالوا إن مشروع التجنيد "يتم تنفيذه بطريقة منظمة، وبتوجيه من مستشارين قانونيين" في مؤسسة الجيش.

ومع ذلك، لم يتم منح أي طالب لجوء ساهم في الحرب أي وضع رسمي.

ووفق أرقام هآرتس، يوجد حاليا حوالي 30 ألف طالب لجوء أفريقي يعيشون في إسرائيل، معظمهم من الشباب. ونحو 3500 منهم سودانيون كانوا حصلوا على وضع مؤقت بحكم قضائي لأن الدولة لم تعالج طلباتهم ولم تبت فيها بعد.

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نشرت تقريرا في أكتوبر الماضي، في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل، أشارت فيه إلى جهود طالبي اللجوء الأفارقة في تقديم المساعدة للمجتمعات الإسرائيلية التي تضررت من الهجوم.

وأشارت الصحيفة حينها إلى وجود 25 ألف طالب لجوء من أفريقيا، من بينهم نحو 18 ألف شخص من إريتريا، وأكثر من 3 آلاف شخص من السودان، بما في ذلك دارفور.

كما لفت التقرير، نقلا عن سلطة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية، أن حوالي 4700 طالب لجوء حصلوا على إقامة مؤقتة.

وقد حصل معظمهم عليها بقرار من المحكمة العليا في عام 2021.

وتشير هآرتس في تقريرها الجديد إلى مقتل 3 من طلبي اللجوء في هجوم حماس بالسابع من أكتوبر الماضي.

وفي أعقاب ذلك، تطوع العديد من طالبي اللجوء للعمل في القطاعات المدنية، وبعضهم كان على استعداد للتجنيد في الجيش.

"وأدرك مسؤولو الدفاع أنهم يستطيعون الاستفادة من مساعدة طالبي اللجوء واستغلال رغبتهم في الحصول على وضع دائم في إسرائيل كحافز"، وفق الصحيفة.

من بين هؤلاء طالب لجوء أشارت إليه بحرف "أ" تلقى في الأشهر الأولى من الحرب مكالمة هاتفية من شخص قال إنه ضابط شرطة، وطلب منه التوجه فورا إلى منشأة أمنية. 

وهناك تحدث مع رجل قدم نفسه على أنه مسؤول أمني يجند طالبي اللجوء في الجيش. وقال: "أخبروني أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش. أخبروني أن هذه حرب حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل".

وجرت الاجتماعات على مدار أسبوعين تقريبا، وانتهت عندما قرر "أ" أنه لن يقدم على هذه الخطوة.

لكنه التقى بالمسؤول مرة أخرى، تلك المرة في مكان عام.

وأعطاه الرجل 1000 شيكل (حوالي 270 دولارا) نقدا تعويضا عن الاجتماعات السابقة بينهما، وأخبره أنه ستكون هناك فترة تدريب لمدة أسبوعين إذا تم تجنيده، ووعد بأن الأجر الذي سيحصل عليه مقابل الخدمة العسكرية سيكون مماثلا لما يحصل عليه في وظيفته.

وكان "أ" يخشى على حياته لو شارك في الحرب بسبب فترة التدريب القصيرة، بينما لم يتدرب على استخدام أي سلاح طيلة حياته، لذلك قرر إلغاء الفكرة، وأخبر الطرف الآخر، مما أثار غضبه لكنه لم يغلق الباب أمامه، "وقال دعنا نواصل الحديث. يمكنك الانضمام (للجيش) لاحقا".

وأضاف طالب اللجوء: "أخبرني الرجل أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين. سألته ما الذي يجعلني مميزا. لم يكن يعرفني على الإطلاق".

وقالت مصادر عسكرية لصحيفة هآرتس إن الجيش استخدم طالبي اللجوء في عمليات مختلفة، بعضها تم الحديث عنها في وسائل الإعلام.

علمت صحيفة هآرتس أن بعض الأشخاص اعترضوا على عمليات التجنيد هذه، قائلين إنها تنطوي على استغلال لحاجة أشخاص فروا من بلادهم بسبب الحروب.

ومع ذلك، وفقا لمصارد الصحيفة، فقد تم إسكات هذه الأصوات المنتقدة.

وكشفت مصادر تحدثت مع هآرتس أنه في حين كانت هناك بعض الاستفسارات عن تسوية أوضاع طالبي اللجوء الذين شاركوا في القتال، لم يتم منح أي منهم وضعية قانونية.

وعلمت صحيفة هآرتس أيضا أن وزارة الداخلية بحثت إمكانية تجنيد أطفال طالبي اللجوء" الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الإسرائيلية".

وفي الماضي، سمحت الحكومة لأطفال العمال الأجانب بالخدمة في الجيش الإسرائيلي مقابل منح أفراد أسرهم المباشرين وضعية قانونية.

وردا على ذلك، قالت الهيئة المختصة في الجيش لصحيفة هآرتس إن "جميع أعمالها تتم بشكل قانوني".

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: الوحدة الوطنية أقوى رد على العدوان الإسرائيلي
  • أحزاب وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان جريمة حرب موصوفة
  • أحزاب اللقاء المشترك تدين التفجير الإسرائيلي لأجهزة “البيجر” وتؤكد تضامنها الكامل مع لبنان
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان
  • المفتي قبلان في ذكرى المولد النبوي: حذارِ اللعب بسيادة البلد
  • المفتي عبدالله: المقاومة سر بقاء لبنان
  • معضلة التوفيق بين التدخل الإنساني ومبدأ السيادة الوطنية
  • كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: إمكانية التوصل إلى تسوية في الشمال تتلاشى وحزب الله يواصل ربط نفسه بحماس
  • هآرتس: إسرائيل جندت طالبي لجوء أفارقة مقابل تسوية أوضاعهم