غزة - صفا

رصد باحث ومختض بالشأن الاقتصادي ما قال إنها إفلاسات وعجز مالي وهروب استثمارات تعرض لها الكيان الإسرائيلي بعد نحو سنةٍ من العدوان المستمر على غزة.

وبحسب مقالٍ مشره الباحث والمختص أحمد أبو قمر، قال إن الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل انخفض بنسبة 4.1% في الأسابيع الأولى التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023.

كما استمر الانحدار خلال 2024، حيث انخفض بنسبة 1.1% و1.4% إضافية في الربعين الأولين.

ولفت إلى أن الحرب المطوّلة لا تزال تلحق الضرر بالتمويل الإسرائيلي، والاستثمارات التجارية، وثقة المستهلكين، بحسب تقرير لمركز "ذا كونفرزيشن".

وجاء في المقال أن "بنك إسرائيل" يقدّر أن تكلفة الحرب ستصل إلى 67 مليار دولار أميركي بحلول عام 2025، مع عدم حسبان انزلاق إسرائيل في حرب شاملة.

فخلال شهر أغسطس 2024، سجّلت ميزانية الحكومة الإسرائيلية عجزا قدره 12.1 مليار شيكل (3.24 مليار دولار أميركي)- وهي نفقات الحرب هي السبب الرئيسي لعجز الميزانية.

وذكر المختص أبو قمر أن العجز في الميزانية الإسرائيلية نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي ارتفع خلال الإثني عشر شهرا حتى أغسطس 2024 إلى 8.3% من 8% في يوليو، ومقارنة بهدف يبلغ 6.6% لعام 2024 بأكمله، مع العلم أنه اقتصاد كيان اعتاد خلال السنوات الأخيرة الحديث عن الفائض بالميزانية.

وبشكل رسمي؛ فقد أفلست أكثر من 46 ألف شركة، وتوقفت السياحة، وانخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل.

كما أن السندات الإسرائيلية أصبحت بأسعار تقارب مستويات السندات غير المرغوب فيها.

وأشار أبو قمر إلى أن الاستثمارات الأجنبية تراجعت بنسبة 60% في الربع الأول من عام 2024، ولا مؤشرات على حالة التعافي.

وعلى سبيل المثال؛ استعرض الباحث الاقتصادي حالة شركة "إنتل" التي تخلت عن خطة استثمارية في إسرائيل بقيمة 25 مليار دولار، في مؤشر على ابتعادها عن شراء السندات الحكومية الإسرائيلية.

وفي أغسطس الماضي أعلن بنك باركليز البريطاني -مُقرض مهم للسوق الإسرائيلية- عن وقف التسويق للسندات الإسرائيلية.

وأشار أبو قمر إلى أن إسرائيل تعاني من أزمة هجرة كبيرة بين الأكاديميين، خصوصا في ظل انخفاض الأبحاث المشتركة مع الجامعات الخارجية بشكل حاد -وهو أحد الإفرازات المهمة للحراك الطلابي العالمي الرافض للحرب على غزة-.

ولفت إلى أن قطاع شركات الأسلحة هو القطاع الوحيد في الاقتصاد الإسرائيلي لم يبلغ عن انهيار مالي بسبب الحرب.

وتطرق الباحث إلى أن عشرات الاقتصاديين إسرائيليين أكدوا أن الحكومة الإسرائيلية في أمسّ الحاجة لإجراءات عاجلة للتعامل مع الأزمة، وإنهاء الحرب، وخفض الإنفاق العام، وزيادة الضرائب، واستعادة ثقة الجمهور في المؤسسات العامة في إسرائيل، وإصلاح علاقات إسرائيل الخارجية، خاصة مع الدول التي تعتمد عليها في التجارة مثل دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وكولومبيا.

وبالنسبة لسوق العمل في الكيان؛ ذكر الباحث أبو قمر أن سوق العمل الإسرائيلي يواجه فجوة كبيرة في العمال وخصوصا في قطاع البناء الذي يعاني عجزا كبيرا في الأيدي العاملة مع توقف أغلبية العمال الفلسطينيين، حيث يتميز العمال الفلسطينيين بكونهم أقل تكلفة من غيرهم في السوق الإسرائيلي، وأكثر مهارة، في وقت لن تضطر فيه إسرائيل لدفع جزء من العملة الصعبة للعمال الفلسطينيين.

وبحسب تقرير "ستارت أب نيشن" الإسرائيلي الذي يتناول وضع الشركات الناشئة، فقد خلُص إلى أن الشركات الناشئة الإسرائيلية تعاني من عدم اليقين المالي بسبب الحرب.

كما أبلغت 49% من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية عن إلغاء استثماراتها في إسرائيل بسبب الحرب.

في الوقت ذاته؛ فقد أعربت 31% من الشركات الناشئة فقط عن ثقتها في أنها ستكون قادرة على جمع الأموال في العام المقبل 2025.

كما إن 48% من الشركات الناشئة توقعت انخفاضًا في النشاط الاستثماري في العام المقبل 2025.

ولفت إلى أن الوضع الأسوأ للشركات الناشئة يتركز في شمال إسرائيل، 69% من شركات التكنولوجيا في الشمال تحدثت عن قلقها الكبير بشأن قدرتها على جمع الأموال في العام المقبل 2025.

كما تطرق الباحث الاقتصادي إلى أن 40% من الشركات الناشئة في شمال إسرائيل قالت إنها تفكر في نقل أنشطتها، سواء كليًا أو جزئيًا، إلى مواقع أخرى.

وذكر أن 80% من الشركات في جميع أنحاء إسرائيل أعربت عن شكوكها حول قدرة الحكومة على قيادة جهود التعافي في الاقتصاد الإسرائيلي.

واسادرك أبو قمر بالقول إنه إذا فشلت الحكومة الإسرائيلية في معالجة ميزانية العام المقبل بشكل مسؤول من خلال تنفيذ تخفيضات الإنفاق اللازمة، وزيادة الضرائب، والإصلاحات المعززة للنمو، فستواجه أزمة مالية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة- وذلك بحسب يوئيل نافيه/ كبير الاقتصاديين السابق في وزارة المالية بالكيان.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائيلي الشرکات الناشئة العام المقبل من الشرکات أبو قمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأطباء وملائكة الرحمة في غزة تحت جحيم العدوان الإسرائيلي

نقدم في "الجزيرة صحة" تغطية معمقة حول الواقع الصحي في قطاع غزة تحت العدوان الإسرائيلي والاستهداف للمؤسسات الصحية والعاملين الصحيين.

وقد عمل على التغطية شبكة مراسلينا في غزة، وفريق "غرفة أخبار الصحة" في الدوحة، وشملت تقارير ميدانية ومقالات ومقابلات مع مسؤولين وضحايا.

وتظهر التغطية -بشكل ليس فيه أي شك- استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات والمراكز الصحية بصورة ممنهجة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن القوات الإسرائيلية كانت تقوم بـ"تفكيك منهجي للنظام الصحي" شمالي غزة. ووصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "نمطا من الهجمات" بأنه "يبدأ بغارات جوية إسرائيلية وتتبعها غارات برية واحتجاز المرضى والموظفين" ويترك المستشفيات غير صالحة للعمل.

وحتى قبل العدوان الإسرائيلي الحالي، عانى النظام الصحي في غزة عددا من الصعوبات الناجمة عن الحصار الذي استمر لأكثر من 16 عاما منذ عام 2007، مما ترك البنية التحتية والخدمات الصحية تواجه صعوبات كبرى، مع ندرة الخدمات الطبية والتكنولوجيا الفرعية المتخصصة، وأصبح استيراد المعدات والإمدادات الطبية اللازمة أكثر صعوبة بسبب الحصار.

وخلال هذ العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حصارا كاملا على غزة. وكانت النتيجة انهيار نظام الرعاية الصحية، وتدمير عديد من المستشفيات بسبب الغارات الجوية والقصف. وأصبحت مستشفيات أخرى ملاذا للسكان النازحين الباحثين عن الأمان، بالإضافة إلى نقص أعداد الطاقم الطبي الذي استشهد أو جُرح خارج المستشفى.

إعلان

وأظهر العاملون في مجال الرعاية الصحية الفلسطينيون قدرا كبيرا من الصمود والتفاني، رغم هذه الظروف الكارثية.

وتشير الأرقام إلى أنه يوجد نحو 350 ألف مريض يعانون من حالات مزمنة في غزة، ومن ذلك السرطان والسكري والفشل الكلوي المزمن وفشل القلب، وأدى العدوان الإسرائيلي إلى منع أصحاب هذه الحالات من الحصول على الرعاية الصحية. وثقنا في تغطيتنا قصصا لبعض مصابي الأمراض المزمنة في غزة.

ونضع هذه التغطية المعمقة بين يدي القراء:

العدوان الإسرائيلي يفكك النظام الصحي بغزة ويحوله لحطام

خبير: إزالة ركام بيوت غزة سيطلق 630 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون

واقع مأساوي لأصحاب الأمراض المزمنة في غزة

هكذا وضعت إسرائيل مستشفيات غزة في بؤرة الاستهداف

دراسة طبية: حصيلة شهداء غزة أعلى من أرقام وزارة الصحة بنحو 40%

مسؤول صحي بغزة: سجلنا 4500 حالة بتر منذ بدء الإبادة الإسرائيلية

مدير مستشفى العودة يحذر من تعريض إسرائيل حياة المرضى للخطر

طبيب أطفال فلسطيني بُترت ساقه يصرّ على مواصلة عمله في غزة

وزارة الصحة الفلسطينية: نواجه نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية

الأمم المتحدة: نظام غزة الصحي على شفير الانهيار التام

في قطاع غزة.. الموت من البرد أيضا وفق الأطباء

أطفال غزة يعانون أزمات نفسية حادة

المجاعة تلتهم أجساد الغزيين

مقالات مشابهة

  • فتح: نعمل مع مصر وقطر لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي
  • خبير اقتصادي: وقف الحرب على غزة يساعد في تحسين حركة التجارة عبر قناة السويس
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 47 ألف شهيدا و110 آلاف مصابا
  • خبير اقتصادي: اتفاق وقف إطلاق النار يؤثر إيجابيا على مصر والشرق الأوسط
  • مقارنة بين أوضاع قطاع غزة قبل العدوان الإسرائيلي وبعده.. شاهد
  • بعد قليل.. كلمة لقائد الثورة حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة
  • كلمة لقائد الثورة حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة الساعة الـ7:30 مساء
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة
  • صحة غزة تنشر إحصائية شهداء العدوان الإسرائيلي
  • الأطباء وملائكة الرحمة في غزة تحت جحيم العدوان الإسرائيلي