منذ تولي القيادة الإيرانية الجديدة مقاليد الحكم في يوليو 2024، برزت مساعي جادة نحو إعادة بناء العلاقات مع الغرب كهدف رئيسي.

وتأمل إيران في هذه الخطوة كوسيلة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها، واستعادة مكانتها الدولية التي تأثرت بالعقوبات المستمرة.

ومع ذلك، تواجه طهران مجموعة من التحديات الكبيرة التي تعيق تقدم هذه الجهود، مما يجعل من الصعب تحقيق اختراق حقيقي في سياستها الخارجية.


التحديات الجيوسياسية والاقتصادية

تواجه إيران معضلة معقدة تتعلق بتوازن مصالحها الإقليمية مع رغبتها في تحسين علاقاتها مع الغرب.

حيث تصاعدت التوترات في الآونة الأخيرة، خاصة مع تورط إيران العميق في النزاع الإسرائيلي اللبناني، والذي يعقد جهودها الدبلوماسية.

والصراع المستمر في غزة والعمليات العسكرية اليومية بين إسرائيل وحزب الله، الحليف القوي لإيران، يزيدان من تعقيد الوضع الإقليمي.

هذه الارتباطات تعرقل قدرة إيران على تقديم نفسها كطرف موثوق في مفاوضات مع الغرب.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن العقوبات المستمرة، التي ازدادت حدتها مؤخرًا، قد أضعفت الاقتصاد الإيراني بشكل كبير. وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات جديدة تتعلق بتصنيف إيران كجهة تدعم روسيا بصواريخ باليستية، مما أسفر عن فرض مزيد من العقوبات التي تستهدف بشكل أساسي القطاع المدني الإيراني.

هذه العقوبات من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه البلاد.


التوترات الدولية والداخلية

تزايدت الضغوط على إيران داخليًا أيضًا، حيث يشهد الاقتصاد الإيراني مستويات غير مسبوقة من الانكماش، ويستمر الإحباط العام بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة التي تتبعها الحكومة.

وفي سياق آخر، أدى قتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران إلى تعهدات إيرانية بالرد الحاسم، ولكن دون تحقيق أي تصعيد ملموس حتى الآن.

ويبدو أن كل يوم يمر يقلل من فرص حدوث تصعيد كبير، رغم وجود أصول عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة كنوع من الردع.

المساعي الدبلوماسية والفرص المستقبلية

رغم الأزمات الداخلية والخارجية، تسعى القيادة الإيرانية الجديدة بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان إلى تحسين وضع البلاد من خلال الانفتاح على الغرب.

وقد تميزت الحكومة الإيرانية بتعيين مسؤولين ذوي خبرة في الشؤون الدبلوماسية، مثل محمد جواد ظريف وعباس عراقجي، مما يشير إلى رغبتها في تعزيز الدبلوماسية كأداة رئيسية لتحقيق أهدافها.

ومع ذلك، فإن تحقيق تقدم ملموس في هذا الاتجاه يتطلب الحصول على دعم كامل من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يلعب دورًا محوريًا في تحديد السياسات الاستراتيجية.

ويشير الخبراء إلى أن النهج الذي يتبعه بزشكيان في الحفاظ على دعم خامنئي قد يكون ضروريًا لمواجهة الانتقادات الداخلية من المحافظين الذين يعارضون الانفتاح على الغرب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اختراق اقتصادية الاقتصادي الانكماش الانتقادات الايرانية الايراني التوترات الجيوسياسي الخارجيه الدبلوماسية الضغوط الإقتصادية الصعيد الاقتصادي العمليات العسكرية الولايات المتحد الولايات المتحدة ايراني تورط ايران

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«النواب»: مناقشات تعديلات «الإجراءات الجنائية» خطوة محورية لتحقيق العدالة

قال النائب نادر الخبيري عضو مجلس النواب، إن مناقشات قانون الإجراءات الجنائية الجديد تشكل خطوة محورية في سبيل إقرار تعديلات تشريعية تلبي تطلعات المجتمع المصري. 

ضرورة التكاتف بين مؤسسات الدولة

وأوضح في بيان له، أن مناقشات الإجراءات الجنائية باللجنة التشريعية بمجلس النواب شهدت الاستماع لكل الجهات المعنية و الخبراء القانونيين للخروج بقانون متكامل يعزز حقوق الإنسان، مؤكدا أن توصيات الحوار الوطني بشأن قانون الإجراءات الجنائية، تأتي لتسليط الضوء على العديد من الجوانب المهمة التي تهدف إلى تحسين آليات التقاضي وتبسيط الإجراءات بما يحقق العدالة السريعة والمتوازنة. وتعد هذه التوصيات جزءًا من الجهود الوطنية لتطوير منظومة العدالة، وتعزيز سيادة القانون، وحماية حقوق المواطنين.

وأشار إلى أن التوصيات تناولت عدة محاور مهمة، من بينها تعزيز حقوق المتهمين وضمان محاكمات عادلة، بالإضافة إلى تبسيط إجراءات التقاضي لتحقيق السرعة في الفصل بالقضاي، موضحا أن هذه التعديلات المرتقبة تهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين حقوق المواطنين وأمن المجتمع.

وأضاف أن مجلس النواب سيعمل جاهدا لدراسة هذه التوصيات بدقة، والاستماع إلى كل الآراء، لضمان الوصول إلى صيغة قانونية تحقق التوازن بين حماية حقوق المواطنين وفعالية منظومة العدالة.

وشدد على ضرورة التكاتف بين كافة مؤسسات الدولة والجهات المعنية للخروج بتعديلات قانونية تعزز من كفاءة نظام العدالة الجنائية في مصر، وتسهم في بناء مجتمع أكثر أمنا وعدالة.

مقالات مشابهة

  • “العمل الإسلامي” : تشكيلة الحكومة جاءت مخيبة للآمال وتكرس ذات النهج السابق الذي أوصل الوطن لما يمر به من أزمات
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • أردوغان يهاتف ميقاتي بعد تفجيرات لبنان.. حذر من مساعي الاحتلال لنشر الصراع
  • أردوغان يهاتف ميقاتي بعد تفجيرات بيجر.. حذر من مساعي الاحتلال لنشر الصراع
  • ما هو جهاز البيجر الذي استخدمته اسرائيل في لبنان وسقط بسببه ألاف الضحايا من عناصرحزب الله اللبناني؟
  • تصريحات لـ "البنتاغون" بشأن نوعية الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل وتتهم إيران بتزويدهم
  • عضو بـ«النواب»: مناقشات تعديلات «الإجراءات الجنائية» خطوة محورية لتحقيق العدالة
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • عاجل. الرئيس الإيراني: لا عداء مع الولايات المتحدة لكننا لسنا الطرف الذي يقوم بتهديد الآخر وفرض العقوبات
  • جلسة ساخنة في البرلمان: العفو العام والأحوال الشخصية تحت المجهر