عقب كشف نقل إيران مئات الصواريخ الباليستية إلى روسيا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عقوبات أمريكية جديدة على الخطوط الجوية الإيرانية، شركة الطيران الحكومية.

إن حظرها يمنع الحرس الثوري من تشغيل شركة الطيران للعبور والوصول إلى البنى التحتية الحيوية في أوروبا الغربية.

وكتب جاك روش في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أنه تماشياً مع تحذير مجموعة السبع في أبريل (نيسان)، دفع إرسال إيران صواريخ إلى روسيا، فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة أيضاً، إلى إلغاء اتفاقات الخدمة الجوية الثنائية مع إيران، ما أدى فعلياً إلى منع الخطوط الجوية الإيرانية من الطيران إلى أوروبا الغربية.

 ورغم أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات فورية، حيث رأى البعض أن "لا تأثير" لها، إلا أن الدول الأوروبية اتخذت القرار الصحيح.
وعلى كل، يعتبر حظر ومعاقبة شركة الخطوط الجوية الإيرانية سابقة واضحة، وخطوة ضرورية لتقييد الحرس الثوري، نظراً للعلاقات التي تربط شركة الطيران والمجموعة الميليشياوية. سيطرة الحرس الثوري

 ولا يمكن التعامل مع الخطوط الجوية الإيرانية على أنها شركة طيران تقليدية، إذ أن هيكلها المؤسسي وموظفيها وشبكاتها اللوجستية، كلها تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني. وتحتفظ إيران بملكيتها المباشرة، وتعيّن إدارة الشركة، التي تتألف بشكل أساسي من قادة الحرس الثوري، ومن بينهم الرئيس التنفيذي للشركة شمس الدين فرزادي بور.
وقبل تعيينه في 2022، عمل فرزادي بور جنرالاً في قيادة العمليات الجوية لفيلق الحرس الثوري. والجدير بالذكر، أنه تولى هذا المنصب عندما أسقط الحرس الثوري طائرة الخطوط الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل 176 مدنياً. وتسعى كندا، والمملكة المتحدة، وأوكرانيا، والسويد حالياً إلى اتخاذ إجراءات تسوية دولية بعد هذا العمل غير القانوني.

European states sanction Iran Air over missile transfers, other nations should follow suit - The Hill https://t.co/6pCHnTv0cg

— Jason Birch (@JasonBirch0916) September 15, 2024

وعلاوة على الإدارة التنفيذية، دُمج الحرس الثوري في البنية التحتية الكاملة لشركة الطيران. وعلى سبيل المثال، يتولى الحرس مسؤولية الحفاظ على المركز الرئيسي للشركة في مطار الإمام الخميني بطهران. وتدار إعادة التطوير الجارية للمطار بالكامل من قبل شركة خاتم الأنبياء للإنشاءات، الذراع الاقتصادية الرئيسية للحرس الثوري.
ويضطلع الحرس الثوري الإيراني بدور مماثل في إدارة المراكز الثانوية للخطوط الجوية الإيرانية، بما في ذلك مطارا  تشاهبهار ومهرباد، ويتمتع الحرس بالسلطة القضائية على أمن شركة الطيران، ويستغل المحطات لاستخدامه الخاص.

نقل أسلحة

لسيطرة الحرس الثوري تأثير واضح. ورغم أن الإيرانيين العاديين قد يسافرون على متن الخطوط الجوية الإيرانية، فإن الشركة باتت أيضاً جزءاً لا يتجزأ من الخدمات اللوجستية التشغيلية للحرس الثوري. ومنذ 2012، استخدم الحرس ظاهرياً رحلات طيران إيرانية مدنية لنقل الأسلحة ومقاتلين إلى سوريا، التي تخضع لعقوبات دولية.     

European states sanction Iran Air over missile transfers, other nations should follow suit https://t.co/2qwE4VxgT1

— Brett D. Gilman (@BrettDGilman) September 14, 2024

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو استخدامه المستمر لرحلات الشركة لنقل الذخائر والطائرات الانتحارية دون طيار، والمقاتلين إلى روسيا، ما ينعكس في تصنيفات العقوبات الأمريكية الأخيرة. وقد تتضاءل قدرة روسيا القتالية في أوكرانيا إلى حد كبير، لولا الأسلحة المنقولة من إيران، والتي سهلتها الخطوط الجوية الإيرانية.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تخضع فيها الشركة للتدقيق الدولي. إذ دعت قرارات مجلس الأمن في 2008 و2010 الدول الأعضاء إلى تفتيش طائرات الشركة الإيرانية، للاشتباه في تورطها في انتهاك قوانين الحد من الانتشار النووي. وليس هناك معلومات واضحة عن استمرار  هذه الممارسة.


خطر أمني كبير

ونظراً للتورط الواضح لشركة الطيران الإيرانية في تحقيق أهداف استراتيجية الحرس الثوري، فإن رحلاتها المتكررة من وإلى المطارات الأوروبية، تشكل خطراً أمنياً كبيراً. إن حظرها يمنع الحرس الثوري من تشغيل شركة الطيران للعبور والوصول إلى البنى التحتية الحيوية في أوروبا الغربية.
وفضلاً عن تقييد وصولها إلى المجالات الجوية والمطارات، يقول وزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا إنهم يعملون على فرض العقوبات. وهذا أيضاً هو مسار العمل الصحيح، وهو ضروري للضغط على عمليات الشركة الإيرانية. وقد أدت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة فعلاً إلى الحد من نطاق شركة الطيران، والتحفظ على العديد من طائراتها.     
وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الدول الغربية قيوداً وعقوبات على شركات طيران إيرانية. فمنذ  2009، تحظر الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا التعامل مع شركة ماهان إير الإيرانية، لتورطها في عمليات الحرس الثوري.
وحتى بعد تنفيذ هذه الإجراءات، ستواصل الخطوط الجوية الإيرانية رحلاتها إلى إيطاليا، والنمسا، ولم تخضع الشركة بعد لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

ومع استمرار إيران في الانخراط في أنشطة خبيثة في أنحاء أوروبا، حان الوقت للدول الأخرى أيضاً لتفرض عقوبات على الشركة، التي تسهل عمليات الحرس الثوري.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران الخطوط الجویة الإیرانیة شرکة الطیران الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

الهند ترفض طلب شركة Apple تعليق تقرير مكافحة الاحتكار

الاقتصاد نيوز - متابعة

رفضت هيئة مكافحة الاحتكار الهندية طلباً من شركة أبل Apple لتعليق تقرير تحقيق يتهم الشركة بانتهاك قوانين المنافسة، مما سمح بمواصلة القضية، حسبما أظهر أمر داخلي من الهيئة التنظيمية.

أمرت لجنة المنافسة الهندية CCI في آب بسحب تقارير التحقيق بعد أن قالت شركة أبل التكنولوجية العملاقة إن الهيئة الرقابية كشفت أسراراً تجارية للمنافسين في القضية التي يعود تاريخها إلى عام 2021، وفق رويترز.

وقد طلبت لجنة التجارة والصناعة من الأطراف إعادة التقارير وتدمير أي نسخ منها. ثم أصدرت الهيئة التنظيمية تقارير جديدة.

أظهر الأمر الداخلي لـ CCI أن شركة أبل زعمت في تشرين الثاني أن المشتكي الرئيسي في تحقيق مكافحة الاحتكار، وهو منظمة هندية غير ربحية Together We Fight Society (TWFS)، لم يمتثل للتوجيهات لإعطاء ضمان بأن تقارير التحقيق القديمة قد تم إتلافها.

طلبت شركة أبل من CCI "اتخاذ إجراء ضد TWFS لعدم امتثالها لأمرها" و"حجب التقرير المنقح"، حسبما أظهر أمر CCI، المؤرخ في 13 تشرين الثاني، والذي اطلعت عليه رويترز.

وقالت لجنة التجارة الدولية في الأمر: "إن طلب شركة أبل بتعليق تقرير التحقيق يعتبر غير مقبول".

ولم تستجب غرفة التجارة والصناعة خارج ساعات العمل العادية يوم الأحد، كما لم يتم الرد على المكالمات الهاتفية لممثلي TWFS.

وجد تحقيق أجرته CCI أن شركة Apple استغلت موقعها المهيمن في سوق متاجر التطبيقات على نظام التشغيل iOS الخاص بها على حساب مطوري التطبيقات والمستخدمين ومعالجي الدفع الآخرين.

ونفت شركة أبل ارتكاب أي مخالفات وقالت إنها لاعب صغير في الهند حيث تهيمن الهواتف التي تستخدم نظام أندرويد Android الخاص بشركة Google.

أظهر الأمر الداخلي للهيئة الهندية أيضاً أنه طُلب من شركة Apple تقديم بياناتها المالية المدققة للسنوات المالية 2021-22 و2022-23 و2023-24 بموجب إرشادات تنظيمية تهدف إلى تحديد العقوبات المالية المحتملة في القضية.

وسيقوم كبار مسؤولي غرفة التجارة والصناعة بمراجعة تقرير التحقيق واتخاذ الحكم النهائي في القضية.

مقالات مشابهة

  • "منتدى سلامة الطيران" بأبوظبي يعزز التعاون الدولي في تحقيقات الحوادث الجوية
  • الانواء الجوية تُحذر: سحب ركامية وامطار رعدية ستؤثر على مسارات الطيران فوق العراق
  • “الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
  • شركة المياه ومديرية الصحة بالفيوم ينظمان ندوات توعية حول ترشيد استهلاك الماء
  • الهند ترفض طلب شركة Apple تعليق تقرير مكافحة الاحتكار
  • الحسيني ينتقد الاتفاقيات الأمنية مع إيران ويتهم الحرس الثوري بخرقها
  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • اتحاد شركات الطيران الأفريقى يكرم «القابضة للمطارات والملاحة الجوية»
  • مطارا الملك خالد والملك فهد يتصدران تقرير "الطيران المدني" لقياس الأداء
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: قطعاً سننتقم من إسرائيل