نجحت البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ڨورتسبورج الألمانية، في الكشف عن الألوان الأصلية لمعبد إدفو وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة وذلك أثناء أعمال مشروع ترميم سطح المعبد المكرس لعبادة الإله حورس، والذي بدأ عام 2021 بتمويل من مؤسسة جيردا هينكل الألمانية.

القطع الأثرية المميزة لشهر أغسطس بمتاحف الآثار "الآثار في الأدب العربي المعاصر.

. السعودية نموذجًا " ندوة بمكتبة الإسكندرية

وأشاد السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالدور الذي يقوم به المرممين لاسيما المصريين في الحفاظ على تراث مصر الحضاري، وما يبذلونه من جهد رائع ومحاولتهم الدؤوبة للكشف عن كافة النقوش الموجودة بالمعابد المصرية واستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزينها منذ آلاف السنين، واصفاً إياه بالجهد الرائع لإزالة الأثرية التى كانت تغطيها على امتداد سنوات طويلة، والذى يعقبه القيام بمعالجات دقيقة للغاية لإعادة هذه الألوان لما كانت عليه، موجها بضرورة الإسراع فى اتمام الأعمال استعداداً للموسم السياحي الشتوي واستقبال الزائرين المصريين والسائحين من كافة دول العالم.

وأوضح د. محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي والذي هو إرث للإنسانية جمعاء، ويهدف المشروع إلى تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة بها وتوثيقها توثيقا رقميًا في إصدارات جديدة تحمل ترجمات ودراسات أكثر دقة من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي، كما يتضمن المشروع أيضا ترميم وتنظيف المقاصير والجدران الداخلية للمعبد، فضلاً عن تثبيت الألوان، وإزالة السناج، وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر  الموجودة بجدران قدس الأقداس والغرف المجاورة لها.

وأشار الأمين العام إلى أنه خلال ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد تم الكشف عن بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مدونة بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى آثار ألوان ذهبية كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة من مجوهرات وشارات ملكية وكذلك أجساد الآلهة.

وأثني الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في المشروع من أجل إظهار النقوش والألوان، والتي ستعمل بشكل كبير إلى عودة المعبد لما كان عليه عند بنائه، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على المعبد ونقوشه، والمساهمة في الوقت ذاته في تحسين التجرية السياحية لزائري المعبد.

ومن جانبه قال د. أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن النصوص الموجودة بالمعبد تشير إلى أن بعض المباني به كان مغطاه بطبقات من رقائق معدنية سميكة مصنوعة من النحاس (المُذهّب) والتي لم يتبق منها إلا مجموعات من الثقوب في الجدران، الأمر الذي ادي إلى ندرة توثيقها في السجلات الأثرية ، لافتا إلى أن فريق العمل المصري الألماني نجح في الكشف عن هذا النوع من التذهيب في أماكن عديدة في الأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

فيما أشار  أحمد عبد النبي المشرف على المشروع أن فريق العمل قام بإزالة الاتساخات العالقة بالأسطح وفضلات الطيور والأتربة والسناج وكذلك تكلسات الأملاح مما أسفر عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة بأكملها، موضحاً أنه جاري حاليا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها، لعودة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

ومن جانبه قال  الدكتور مارتن أ. شتادلر، رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن جودة الألوان بالمعبد تعكس مدى تقدم الفن المصري، لافتا إلى العثور على نص ديموطيقي مرسوم بالحبر كان مختفيًا تمامًا تحت العوالق يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس وهو نقش فريد حيث أنه من المعروف أن الكتابات الشخصية تظهر دائمًا في المحيط الخارجي للمعبد أو على المداخل وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، حيث يوجد القارب المقدس وتمثال الإله، مؤكداً على إن هذه النصوص المُكتشفة، ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في هذا الوقت.

ومن جانبها قالت ڨكتوريا ألتمان ڨيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن الكشف عن الألوان الأصلية للنقوش ساهمت بشكل كبير في معرفة مزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، بالإضافة إلى إضفاء طابع فريد على  قدس الأقداس خاصة عند دخول أشعة الشمس له.

ويعد معبد "حورس بحدتي" في  إدفو  أحد أفضل المعابد المحفوظة في مصر فهو يضم مجموعة من النقوش والرسومات التي تسجل معلومات مهمة عن اللغة المصرية القديمة والأساطير المصرية القديمة والعقائد الدينة وممارسات العبادة.

وهو ثاني أكبر معابد مصر القديمة حجماً.

وقد شُرعّ في بناء المعبد في عهد الملك بطليموس الثالث  إيرجيتيس، واكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني عشر.

ويعد المبنى نصبًا فريدًا من نوعه للدين والعمارة القديمة، بالإضافة للألوان الزاهية البرَّاقة ذات السحر الخاص.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البعثة الآثرية المجلس الأعلى للآثار معبد إدفو النقوش الأعلى للآثار قدس الأقداس الکشف عن

إقرأ أيضاً:

تحقيق استقصائي يكشف أسرارا جديدة عن علاقة نظام الأسد بتجارة المخدرات.. أداة سياسية

كشفت حلقة برنامج استقصائي بثته منصة "الجزيرة 360"، دور شخصيات نافذة في النظام السوري في تجارة المخدرات وعالم "الكبتاغون".

وتعمق برنامج "المتحري" الذي يعده ويقدمه جمال المليكي، في العالم السفلي لتجارة المخدرات المرتبطة بنظام بشار الأسد، وذلك من خلال الوصول إلى تسجيلات وأدلة حصرية تنشر لأول مرة ومن خلال تسريبات حصرية لأشخاص يعملون داخل مافيا المخدرات.

#المُتحرّي في سبق استقصائي جديد يكشف من داخل مافيا المخدرات كواليس وخفايا تُنشر لأول مرة
تشاهدونه حصرياً على #الجزيرة360 ابتداء من الاثنين 16 سبتمبر
هذا الفيلم هو الاستقصائي الأول بعد توقف بث البرامج بسبب التغطية المفتوحة لحرب غزة وهو كذلك فيلم الانطلاق لمنصة الجزيرة ٣٦٠ pic.twitter.com/NueFmFnQrB — جمال المليكي (@gamalalmoliky) September 14, 2024
وحملت الحلقة الأولى من البرنامج الاستقصائي الذي يجري بثه عبر منصة "الجزيرة 360" بشكل حصري، عنوان "المخدرات والنظام".

وخلصت الحلقة الاستقصائية بعد بثها لأول مرة، الاثنين، إلى الكشف عن أدوار مباشرة للنظام السوري في تجارة المخدرات وعالم "الكبتاغون"، وذلك من خلال تتبع مسارات المهربين وخطوط التهريب.


وأوضح جمال المليكي، في تصريحات صحفية، أن الحلقة الاستقصائية كشفت كيف يقوم نظام بشار الأسد باستخدام ملف تجارة المخدرات ومادة الكبتاغون "كأداة سياسية وليس فقط بهدف التربح المالي".

وتشير تقارير إلى أن النظام السوري غدا المصدر الرئيسي لتلك المادة المخدرة في السنوات الأخيرة، حيث تسببت الأزمة السورية في جعل تصنيعها واستخدامها وتصديرها أكثر رواجا.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وصفت في تقرير سابق، الاقتصاد القائم على تصنيع المخدرات في سوريا، برعاية النظام والمليشيات الداعمة له بـ"اقتصاد الزومبي"، مشيرة إلى غياب الصناعة التقليدية في البلاد.

وأوضح التقرير، بأن "حبوب الكبتاغون باتت تجارة مربحة بشكل كبير لاقتصاد الزومبي، الذي ساعد النخبة السياسية والعسكرية في سوريا على البقاء في السلطة، عقب 13 عاما من الحرب الأهلية وعقد من العقوبات المشددة".


وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أن تضخّمت هذه التجارة على نطاق واسع بموافقة حكومية ضمنية، بحسب عدد من المسؤولين الأمريكيين وكذلك العرب، باتت تهدد بشكل متزايد جيران سوريا بعد إغراق المنطقة بالمخدرات الرخيصة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، فإن هذه المخدرات قدّمت شريان حياة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي استغل الكبتاغون كوسيلة من أجل البقاء في السلطة.

وأشارت إلى أن وثائق وزارة الخزانة الأمريكية حدّدت أقارب الأسد، بما في ذلك شقيقه ماهر الأسد، وهو قائد الفرقة المدرعة الرابعة في الجيش السوري، باعتبارهم مشاركين رئيسيين في تهريب الكبتاغون.

مقالات مشابهة

  • أحمد الفيشاوي يكشف عن عدد زيجاته لأول مرة
  • البطل الاولمبي مشروع وليس بقصة
  • "رأس بناس" منطقة جاذبة للاستثمار.. تعرف على التفاصيل
  • اتفاقية لتنفيذ مشروع زراعة البصل في ضنك
  • تحقيق استقصائي يكشف أسرارا جديدة عن علاقة نظام الأسد بتجارة المخدرات.. أداة سياسية
  • لأول مرة.. ترامب يكشف تفاصيل محاولة اغتياله ويشيد بجهاز الخدمة السرية
  • لأول مرة.. دراسة ترصد التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة أثناء الحمل
  • خبير أثري: وزارة الآثار كشفت عن نقوش أصلية لسطح «معبد إدفو»
  • مشروع سككي طال انتظاره يربط تطوان بالشبكة الوطنية.. وزير النقل يكشف التفاصيل!
  • صالحة التي حطّمت قيود الألوان