“متحف الموت” في تركيا يؤدي طقوسًا عمرها أكثر من ألفي عام
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أنطاليا (زمان التركية) – يجذب متحف نيكروبوليس في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، الأنظار باحتوائه على مقبرة تعود إلى 2300 عام وآثار ثقافات الدفن في العصور القديمة.
وأسفرت الحفريات عن اكتشاف نحو 1000 مقبرة مختلفة الأنواع تعود إلى ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الرابع بعد الميلاد.
وإلى جانب المقابر تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية والهياكل العظمية، ليتم بعد ذلك تحويل الموقع إلى متحف بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
ويتميز متحف نيكروبوليس بتصميمه المعماري الفريد، ويحتوي على ثلاث قاعات عرض ومسارات مشي تُمكّن الزوار من مشاهدة المقابر التاريخية عن قرب.
ويقدم المتحف الذي يعد الفريد من نوعه في تركيا، معلومات عن الطقوس الجنائزية وتقاليد الدفن في العصور القديمة.
وفي حديث للأناضول، قال مدير متحف نيكروبوليس مصطفى دميرل، إن المنطقة كانت المقبرة الشرقية للمدينة القديمة “أتاليا”، وتم تصنيفها كموقع أثري من الدرجة الأولى.
وأضاف أن المقبرة كانت نشطة خلال الفترة بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي، واستخدمت لدفن الموتى على مدى 700 عام.
وتابع قائلا: “مع انتهاء أعمال الحفر والتنقيب، تم اكتشاف أكثر من 1000 قبر في المجمل. وتقع المقابر على عمق 2.5-3 أمتار تقريباً تحت مستوى الطريق الإسفلتي الحالي”.
وأردف: “تم اكتشاف 3-4 أنواع من القبور، وقد عمل في المنطقة خبراء مديرية المتاحف وعلماء الآثار من جامعة أق دنيز لفترة من الوقت”.
أشار دميرل إلى اكتشاف العديد من القطع الأثرية مثل الخواتم والعقود والأواني خلال الحفريات، والتي تم ترميمها وحفظها في المتحف.
4/ 4وأكد دميرل أن وجود المتحف وسط مدينة أنطاليا يسهل الوصول إليه، ما يزيد من اهتمام الزوار.
وذكر دميرل أن بعض هذه الآثار المكتشفة، معروضة حالياً في متحف أنطاليا وأغلبها معروضة في صالات متنوعة بالولاية.
وقالت ناهدة أق بينار، التي أتت إلى أنطاليا من ولاية مرسين لقضاء عطلتها، إن المتحف يتميز ببنيته المعمارية المثيرة للاهتمام.
وأضافت: “كانت المقابر مثيرة للاهتمام لأنها تعود إلى العصور القديمة، لقد زرت مصر من قبل وشاهدت المتاحف هناك، وأعتقد أن هذا المتحف يمكن أن ينافس ما رأيته في مصر”.
كما ذكرت بيرغيت أدالي، وهي ألمانية الجنسية، أنه من المثير للاهتمام أن المتحف يحتوي على معلومات ومكتشفات شاملة حول كيفية دفن الموتى في الماضي.
Tags: آثارتركيامتحف الموتالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: آثار تركيا متحف الموت
إقرأ أيضاً:
العرابة المدفونة.. أبيدوس مدينة الأسرار ومهد الحضارة المصرية القديمة بسوهاج
في قلب محافظة سوهاج، وعلى بُعد نحو 11 كيلومترًا غرب نهر النيل، تقع مدينة أبيدوس الأثرية، إحدى أقدم وأهم المواقع الأثرية في مصر، والتي كانت مركزًا دينيًا وسياسيًا منذ فجر التاريخ، وموطنًا للعبادة والملوك.
تُعد أبيدوس العاصمة الروحية لعبادة الإله أوزيريس، رب البعث والخلود في المعتقدات المصرية القديمة، وكان المصريون يعتقدون أن رأس أوزيريس دُفنت في أبيدوس.
ولذلك كانت المدينة محجًا دينيًا لملايين الحجاج من جميع أنحاء البلاد، يُقيمون فيها الطقوس الجنائزية ويطلبون الحياة الأبدية بجانب الإله.
ما سبب التسمية ومن هو مؤسسها؟يُعتقد أن اسم "أبيدوس" مأخوذ من الاسم المصري القديم "عبدجو" أو "أبدجو"، والذي كان يشير إلى مكان دفن الإله أوزيريس، رب العالم الآخر في الديانة المصرية القديمة، ومع مرور الزمن، تحوّل الاسم إلى "أبيدوس" في اليونانية.
المدينة لم يُعرف لها مؤسس محدد، إذ تعود أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، لكن أهميتها بدأت تتزايد في عصر الدولة القديمة، حيث اتخذها ملوك الأسرات الأولى مقرًا لدفنهم، ما جعلها من أقدم العواصم الدينية والسياسية في مصر القديمة.
الاسم الحديث الحاليالاسم الحديث للمنطقة التي تقع فيها مدينة أبيدوس الأثرية هو "العربات"، وهي قرية تابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، وعلى الرغم من تغير الاسم، إلا أن الطابع الأثري والتاريخي ما زال حاضرًا بقوة.
وتحتوي المنطقة على آثار عظيمة تشهد على حضارة خالدة، وتُعد مركزًا هامًا للبعثات الأثرية والسياحة الثقافية.
وتعرف أيضا بـ العرابة المدفونة، وهو الاسم الحديث الذي يُطلق على المنطقة الأثرية التي كانت تُعرف قديمًا باسم "أبيدوس"، تقع هذه المنطقة ضمن قرية العربات التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج.
ويرجع سبب التسمية إلى أن كثيرًا من آثارها كانت مدفونة تحت الرمال لقرون طويلة، حتى تم الكشف عنها تدريجيًا على يد علماء الآثار، وتُعد العرابة المدفونة اليوم من أهم المواقع الأثرية في صعيد مصر.
وتضم معابد ومقابر ملكية تعود لأقدم العصور، ولا تزال البعثات الأثرية تعمل فيها بشكل مستمر لاكتشاف المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
معالم أبيدوس الأثريةأبرز معالم المدينة هو معبد الملك سيتي الأول، الذي يُعد من أعظم المعابد المصرية، سواء من حيث الهندسة المعمارية أو الدقة الفنية للنقوش. بُني على شكل حرف (L).
ويحتوي على قائمة ملوك أبيدوس، وهي سجل فريد من نوعه لأسماء ملوك مصر من بداياتها وحتى عهد الملك سيتي.
يضم المعبد سبع مقصورات مخصصة للآلهة وأخرى للملك، بالإضافة إلى صالات ذات أعمدة ضخمة وجدران مغطاة بنقوش ملونة تحكي أساطير ومشاهد طقسية، وذلك إلى جوار معبد سيتي الأول.
يقع معبد رمسيس الثاني، الذي بُني لاحقًا على يد ابنه تكريمًا له، رغم تعرضه لعوامل التعرية، إلا أن بقاياه ما زالت تنطق بجمال الفن المصري القديم.
تضم أبيدوس أيضًا مجموعة من المقابر تعود إلى الأسرات الأولى، ومنها مقبرة يُعتقد أنها للملك نعرمر، أول موحد لمصر العليا والسفلى.
كما كشفت البعثات الأثرية في السنوات الأخيرة عن مقابر ضخمة من الطوب اللبن ومكتشفات فخارية وأدوات جنائزية تعود لأكثر من 3600 عام.
السحر المعماري:الزائر لأبيدوس ينبهر بجمال التفاصيل الدقيقة داخل المعبد، من الأعمدة المزخرفة برسوم ملونة، إلى الممرات التي ما زالت تحتفظ بجو من الغموض والرهبة.
كل حجر يحكي قصة، وكل جدارية تخلّد مشهدًا من الطقوس أو من الحياة الملكية.
أبيدوس اليوملا تزال أبيدوس محط أنظار الباحثين والسياح، حيث تُجرى حفريات أثرية مستمرة تزيح الستار عن المزيد من أسرار المدينة الخالدة.
وهي واحدة من أبرز المحطات السياحية في صعيد مصر، تجمع بين التاريخ والعقيدة والأسطورة في آنٍ واحد.
أبيدوس ليست مجرد موقع أثري، بل هي سجل حي لحضارة عمرها آلاف السنين. مدينة قدّستها قلوب المصريين القدماء.
وظلت إلى يومنا هذا رمزًا للخلود والغموض، ومفتاحًا لفهم أعمق لما كانت عليه مصر القديمة من قوة وإبداع وروحانية.