شبكة انباء العراق:
2024-09-18@16:49:48 GMT

منبر ديني .. نساء غير شريفات !!

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

بقلم : د. نبراس المعموري ..

يرتبط مفهوم الشرف في العديد من المجتمعات الشرقية، بما في ذلك العراق، بالمرأة وسلوكها، وهو مفهوم قديم يعزز فكرة أن أخلاق العائلة وسمعتها تعتمد إلى حد كبير على سلوك النساء. وللأسف هذا المفهوم جعلهن ضحية للاتهامات الباطلة التي تستهدف شرفهن، سواء كانت هذه الاتهامات نتيجة لانتقام شخصي، أو مجرد إشاعات لغرض تشويه السمعة.

ما جعلني اخص مقالي بقضية الشرف واستهداف النساء باخلاقهن ، هو ما قام به احد رجال الدين من تجاوز واضح عبر المنبر الديني، وهو يخطب امام الملأ بوصف النساء اللاتي رفضن تعديل قانون الاحوال الشخصية النافذ من محاميات وناشطات ؛ بأنهن غير شريفات وإساءة على المجتمع! .. المدهش بالموضوع ان من نطق هذه الكلمات السيئة شخص يطلق عليه رجل دين !! فكيف الحال بالرجال الذين يمتهنون مهن اخرى بعيدة عن الدين او الموعضة وإصلاح المجتمعات ؟.

جذور المشكلة

ان الإساءة للنساء من خلال الطعن بأخلاقهن وشرفهن قضية حساسة ومعقدة تعكس تحديات اجتماعية وثقافية مترسخة في المجتمع، وللأسف تلعب العادات والتقاليد دورًا كبيرًا في تحديد وضع المرأة داخل المجتمع العراقي، مما يجعلها اكثر عرضة لأشكال متعددة من العنف النفسي والاجتماعي، و لا يقتصر الطعن بالنساء من الطبقات الدنيا في المجتمع، بل أمتد إلى النساء المتعلمات والمثقفات اللواتي يظهرن في الحياة العامة والسياسية، وقد تتعرض حياتهن المهنية وحتى الشخصية للخطر بسبب تلك الاتهامات، ولنا في الحملات الممنهجة التي تعرضت لها العديد من النساء خير مثال، وأنا شخصيا واحدة منهن ! .

الأضرار النفسية والاجتماعية

في مجتمعات محافظة، يمكن أن تؤدي تلك الاتهامات إلى عزل المرأة عن أسرتها أو حتى تعرضها للعنف الجسدي وكذلك الضغط النفسي والاكتئاب ، وقد تذهب الأمور إلى ابعد من ذلك، عندما تتحول تلك الاتهامات إلى مبرر لما يعرف بـ”جرائم الشرف”، حيث تُقتل المرأة بسبب شائعات غير مؤكدة حول أخلاقها، او تزج بالسجن من خلال تهم مؤطرة تحت باب قانوني .

المحتوى الهابط !!

شهدنا مؤخرًا تحرك واضح لهيئة الإعلام والإتصالات وهي ترصد الإساءات تحت باب المحتوى الهابط، وللأسف قلما وجدنا اهتمام حقيقي بشأن الإساءات التي تتعرض لها النساء عبر المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل من تهم وتزييف للحقائق وترويج للإشاعات وتشويه للسمعة، وهنا نسأل اين العدالة في الرصد والمحاسبة ولماذا يستثنى وبالذات رجال الدين من معيار التقييم والرصد والعقاب ؟ خاصة ان مواقع التواصل تنشر الإساءات و الإشاعات بشكل أسرع وأوسع، مما يزيد من حدة المشكلة ، وعلى الرغم من مطالبنا المتكررة بوضع حد لمن يُسيء للمرأة بتصريحات إعلامية او منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا اننا لغاية الان كنساء فاعلات في المشهد السياسي والمجتمعي والحقوقي والإعلامي لم نصل الى بر الأمان عبر خطوات حقيقية من قبل المعنيين للحد من هذه الظاهرة .

ما الحل؟

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب القيام بعدة خطوات على مستويات مختلفة. لابد من العمل على تعديل القوانين والتشريعات العراقية لتوفير حماية أكبر للنساء من التهم الباطلة والتشويه المتعمد. كما أن هناك حاجة ماسة لتغيير العقليات الاجتماعية والثقافية التي تجعل المرأة هدفًا سهلاً للطعن في شرفها ، وذلك من خلال التوعية والتعليم اللذان أساس التغيير. وهذا باعتقادي مسؤولية دولة وحكومة ، خاصة بعد انفراط عقد الاحترام والالتزام بشكل مخيف من خلال الاستثمار الخاطئ لبعض المنابر الدينية ؛ فبدلاً عن الموعضة والإصلاح ، للأسف أصبحت وسيلة للتشهير والطعن بالشرف .. يرافق ذلك تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول أهمية احترام حقوق المرأة وكرامتها، وإبراز العواقب النفسية والاجتماعية للإساءة والتي هي مسؤولية الجميع .. مؤسسات حكومية وغير حكومية.

في النهاية، النساء في العراق، كما في أي مكان آخر، لهن الحق في العيش بكرامة واحترام، بعيدًا عن التشكيك المستمر في أخلاقهن وشرفهن.

د. نبراس المعموري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من خلال

إقرأ أيضاً:

رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت فتيل شائعة أكل المهاجرين لقطط تعرب عن ندمها

أعربت المرأة التي أشعل منشورها على فيسبوك، فتيل الشائعة التي رددها المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية، دونالد ترامب، بأن مهاجرين "يخطفون ويأكلون الحيوانات الأليفة" في ولاية أوهايو، عن "ندمها"، لافتة إلى أنها حذفت المنشور بالفعل.

وأوضح تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن السيدة حذفت المنشور الذي زعمت فيه أن "أحد جيرانها من المهاجرين الهايتيين ربما يكون خطف قطة جارها".

عندما كتبت إيريكا لي منشورها، لم تكن تعلم أنها تجر المدينة إلى خضم السباق الرئاسي، حيث أثار الرئيس السابق، المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، "شائعات تم دحضها لاحقا، حول خطف المهاجرين الهايتيين الحيوانات المنزلية الأليفة وأكلها".

وتعود القصة عندما سمعت لي البالغة من العمر 35 عاما، أن قطة جارتها اختفت، وأن "أحد الجيران الهايتيين ربما يكون قد استولى على القطة". وكتبت حينها منشورا على فيسبوك، قبل أن تحاول التأكد من جارتها بشأن الواقعة، ليتضح أن القطة التي يُفترض أنها اختفت لم تكن قطة ابنة جارتها، كما نشرت، وفق نيويورك تايمز.

حينها حذفت المنشور، لكنه وجد طريقه في النهاية إلى ترامب ونائبه جي دي فانس، الذي نشأ على بعد نحو 40 ميلا من سبرينغفيلد، البلدة التي تعيش فيها لي.

مهاجرون "يأكلون الحيوانات الأليفة في أوهايو".. حقيقة المنشورات تداولت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي منشورات وروايات تفيد أن مهاجرين من هايتي في ولاية أوهايو يسرقون الحيوانات الأليفة، أو حتى تلك الموجودة في المتنزهات من أجل أكلها.

وفي الأسبوع الماضي، خلال المناظرة مع نائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، كرر ترامب الشائعة في محاولة لجر سبرينغفيلد إلى المناقشة المحتدمة على المستوى الوطني حول الهجرة، وفق الصحيفة. وقال: "يأكلون الكلاب في سبرينغفيلد، الذين قدموا إلى هناك يأكلون القطط. يأكلون حيوانات أليفة".

واستمر فانس، الأحد، في تغذية الشائعات ضد المهاجرين الهايتيين المقيمين في أوهايو التي يمثلها في مجلس الشيوخ، رغم نفي حاكمها المزاعم بشأنهم بشكل قاطع.

وعند سؤاله على شبكة "سي بي إس" الأميركية، عن هذه الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فانس: "سمعت 10 روايات من ناخبيّ في سبرينغفيلد بأوهايو، ويمكن التحقق منها كلها وتأكيدها".

وأضاف: "بعضها صدر عن شهادات مباشرة، مثل سرقة مهاجرين طيور إوز في حديقة لذبحها وأكلها".

وواصلت لي حديثها، وفق نيويورك تايمز، بالقول إنها "نادمة حاليا على كتابة ذلك المنشور"، وتشعر "بالسوء إزاء التداعيات العنصرية التي شهدتها المدينة لأيام".

وأضافت باكية: "لم أترعرع على الكراهية، أسرتي مختلطة الأعراق. لم أرغب قط في التسبب بمشاكل لأي شخص".

عقب تصريحات "أكل الحيوانات".. ترامب يكرر هجومه على المهاجرين في أوهايو كرر المرشح الجمهوري، دونالد ترامب السبت هجومه على المهاجرين في أوهايو، وقال إن "مهاجرين غير شرعيين استولوا على مدينة سبرينغفيلد في أوهايو".

وشهدت سبرينغفيلد حيث غالبية السكان من البيض، زيادة في عدد سكانها في السنوات الأخيرة. ووصل إليها حوالي 15 ألف هايتي هربا من الأزمة الخطيرة في بلادهم، بسبب الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده المدينة وولاية أوهايو، وفق فرانس برس.

وعندما سئل الحاكم الجمهوري للولاية، مايك ديواين، عن هذه الشائعات على قناة "إي بي سي"، وصفها بأنها "سخيفة" رغم دعمه لترامب.

وقال الحاكم: "هذه الشائعات حول أكل الهايتيين الكلاب والقطط أو أي شيء آخر، يجب أن تتوقف".

وأوضح أن "الهايتيين يقيمون في سبرينغفيلد بشكل قانوني للعمل. ولاية أوهايو تتطور وسبرينغفيلد تشهد انتعاشا كبيرا مع تأسيس العديد من الشركات فيها".

وأوضح أن "الهايتيين أتوا إلى هنا للعمل في هذه الشركات التي أكدت أنهم موظفون ممتازون وأنهم راضون جدا عن أدائهم، وذلك يساهم في الاقتصاد".

والثلاثاء، قالت هاريس إن مزاعم ترامب بشأن المهاجرين في أوهايو كانت "خطابا بغيضا" صُمم "لتقسيم دولتنا".

وأضافت خلال مقابلة مع صحفيين في فيلادلفيا، وفق نيويورك تايمز: "هذا مرهق وبغيض ويستند إلى بعض الأشياء القديمة التي لا ينبغي لنا أن نتسامح معها".

وأضافت: "يجب أن يتوقف ذلك".

مقالات مشابهة

  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت شائعة أكل مهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت فتيل شائعة أكل المهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • جهود عربية ودولية لتعزيز حقوق النساء والفتيات في مواجهة العنف
  • كيف تتغير أدمغة النساء أثناء الحمل؟ العلماء يقدمون الإجابة
  • «القومي للمرأة» ينعى مقررة فرع المجلس بالغربية
  • لأول مرة.. دراسة ترصد التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة أثناء الحمل
  • طالبان تحظر على المرأة رفع صوتها أو الضحك علنا.. تعرفوا على مقبرة النساء وهن أحياء في أفغانستان
  • وزارة الشباب تطلق الجلسة الافتتاحية لملتقى «قادرات نحو مستقبل أفضل» غدا
  • وفاة مواطن يعول 6 أفراد اغلبهن نساء برصاص راجع خلال الاحتفالات بالمولد النبوي
  • نميرة نجم : تحية للمرأة العربية بمناطق النزاعات والنزوح في غياب القانون و العدالة