شبكة انباء العراق:
2025-01-16@15:58:15 GMT

منبر ديني .. نساء غير شريفات !!

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

بقلم : د. نبراس المعموري ..

يرتبط مفهوم الشرف في العديد من المجتمعات الشرقية، بما في ذلك العراق، بالمرأة وسلوكها، وهو مفهوم قديم يعزز فكرة أن أخلاق العائلة وسمعتها تعتمد إلى حد كبير على سلوك النساء. وللأسف هذا المفهوم جعلهن ضحية للاتهامات الباطلة التي تستهدف شرفهن، سواء كانت هذه الاتهامات نتيجة لانتقام شخصي، أو مجرد إشاعات لغرض تشويه السمعة.

ما جعلني اخص مقالي بقضية الشرف واستهداف النساء باخلاقهن ، هو ما قام به احد رجال الدين من تجاوز واضح عبر المنبر الديني، وهو يخطب امام الملأ بوصف النساء اللاتي رفضن تعديل قانون الاحوال الشخصية النافذ من محاميات وناشطات ؛ بأنهن غير شريفات وإساءة على المجتمع! .. المدهش بالموضوع ان من نطق هذه الكلمات السيئة شخص يطلق عليه رجل دين !! فكيف الحال بالرجال الذين يمتهنون مهن اخرى بعيدة عن الدين او الموعضة وإصلاح المجتمعات ؟.

جذور المشكلة

ان الإساءة للنساء من خلال الطعن بأخلاقهن وشرفهن قضية حساسة ومعقدة تعكس تحديات اجتماعية وثقافية مترسخة في المجتمع، وللأسف تلعب العادات والتقاليد دورًا كبيرًا في تحديد وضع المرأة داخل المجتمع العراقي، مما يجعلها اكثر عرضة لأشكال متعددة من العنف النفسي والاجتماعي، و لا يقتصر الطعن بالنساء من الطبقات الدنيا في المجتمع، بل أمتد إلى النساء المتعلمات والمثقفات اللواتي يظهرن في الحياة العامة والسياسية، وقد تتعرض حياتهن المهنية وحتى الشخصية للخطر بسبب تلك الاتهامات، ولنا في الحملات الممنهجة التي تعرضت لها العديد من النساء خير مثال، وأنا شخصيا واحدة منهن ! .

الأضرار النفسية والاجتماعية

في مجتمعات محافظة، يمكن أن تؤدي تلك الاتهامات إلى عزل المرأة عن أسرتها أو حتى تعرضها للعنف الجسدي وكذلك الضغط النفسي والاكتئاب ، وقد تذهب الأمور إلى ابعد من ذلك، عندما تتحول تلك الاتهامات إلى مبرر لما يعرف بـ”جرائم الشرف”، حيث تُقتل المرأة بسبب شائعات غير مؤكدة حول أخلاقها، او تزج بالسجن من خلال تهم مؤطرة تحت باب قانوني .

المحتوى الهابط !!

شهدنا مؤخرًا تحرك واضح لهيئة الإعلام والإتصالات وهي ترصد الإساءات تحت باب المحتوى الهابط، وللأسف قلما وجدنا اهتمام حقيقي بشأن الإساءات التي تتعرض لها النساء عبر المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل من تهم وتزييف للحقائق وترويج للإشاعات وتشويه للسمعة، وهنا نسأل اين العدالة في الرصد والمحاسبة ولماذا يستثنى وبالذات رجال الدين من معيار التقييم والرصد والعقاب ؟ خاصة ان مواقع التواصل تنشر الإساءات و الإشاعات بشكل أسرع وأوسع، مما يزيد من حدة المشكلة ، وعلى الرغم من مطالبنا المتكررة بوضع حد لمن يُسيء للمرأة بتصريحات إعلامية او منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا اننا لغاية الان كنساء فاعلات في المشهد السياسي والمجتمعي والحقوقي والإعلامي لم نصل الى بر الأمان عبر خطوات حقيقية من قبل المعنيين للحد من هذه الظاهرة .

ما الحل؟

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب القيام بعدة خطوات على مستويات مختلفة. لابد من العمل على تعديل القوانين والتشريعات العراقية لتوفير حماية أكبر للنساء من التهم الباطلة والتشويه المتعمد. كما أن هناك حاجة ماسة لتغيير العقليات الاجتماعية والثقافية التي تجعل المرأة هدفًا سهلاً للطعن في شرفها ، وذلك من خلال التوعية والتعليم اللذان أساس التغيير. وهذا باعتقادي مسؤولية دولة وحكومة ، خاصة بعد انفراط عقد الاحترام والالتزام بشكل مخيف من خلال الاستثمار الخاطئ لبعض المنابر الدينية ؛ فبدلاً عن الموعضة والإصلاح ، للأسف أصبحت وسيلة للتشهير والطعن بالشرف .. يرافق ذلك تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول أهمية احترام حقوق المرأة وكرامتها، وإبراز العواقب النفسية والاجتماعية للإساءة والتي هي مسؤولية الجميع .. مؤسسات حكومية وغير حكومية.

في النهاية، النساء في العراق، كما في أي مكان آخر، لهن الحق في العيش بكرامة واحترام، بعيدًا عن التشكيك المستمر في أخلاقهن وشرفهن.

د. نبراس المعموري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق مركز تميز صحة المرأة.. خطوة نحو تعزيز الرعاية الصحية بالصعيد.. واستشارية أمراض نساء: التشخيص المبكر للأورام يحدث فارقا كبيرا في فرص الشفاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار سعي الدولة المصرية لدعم وتعزيز صحة المرأة، تم إنشاء مركز تميز لصحة المرأة في إقليم الصعيد، متخصص في تشخيص وعلاج الأورام النسائية مثل سرطان الرحم وسرطان الثدي. 

ويهدف هذا المركز إلى تقديم خدمات متكاملة تشمل التشخيص المبكر والعلاج، بالإضافة إلى التوعية الصحية وبرامج الوقاية، و يركز المركز على تقديم خدمات بجودة عالمية وتعزيز الاعتماد الدولي للرعاية الصحية.

تم إطلاق مبادرة لإنشاء مركز تميز لصحة المرأة، فهدف  تقديم خدمات صحية شاملة في مجال الأورام النسائية، بالإضافة إلى برامج متكاملة لعلاج الأمراض المزمنة والتوعية الصحية، ويسعى المشروع إلى تحقيق نتائج ملموسة تمهيدًا لتوسيع نطاقه ليشمل محافظات أخرى ضمن نظام التأمين الصحي الشامل.

ويشمل المشروع وضع خطة شاملة تتضمن برامج توعية مجتمعية لتثقيف النساء حول الوقاية والكشف المبكر عن الأورام، وتدريب الكوادر الطبية، وتنظيم بعثات طبية متخصصة لتبادل الخبرات مع الجهات العالمية، كما سيتم دعم برامج الوقاية من سرطان عنق الرحم بالتعاون مع الجهات المختصة.

مبادرات صحية بارزة لدعم المرأة المصرية

لم يكن إطلاق مشروع مركز تميز صحة المرأة في الصعيد لتشخيص وعلاج الاورام النسائية الاول في سلسلة سعي الدولة لتعزيز و دعم صحة النساء و الفتيات، بل سبقتها العديد من المبادرات، منها:

مبادرة دعم صحة المرأة

بدأت مبادرة دعم صحة المرأة في يوليو 2019، بهدف تقديم خدمات صحية شاملة للسيدات فوق سن 18 عامًا، وتركز المبادرة على الكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمراض غير السارية، كارتفاع ضغط الدم والسكري، بالإضافة إلى الفحوصات الطبية الأساسية، تُقدم المبادرة خدمات أشعة وسحب عينات لتقديم العلاج المناسب، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للسيدات من خلال توفير رعاية صحية متكاملة ومجانية.

مبادرة العناية بصحة الأم والجنين

أُطلقت مبادرة العناية بصحة الأم والجنين في مارس 2020، بهدف توعية السيدات الحوامل بأهمية الرعاية الصحية خلال فترة الحمل، تركز المبادرة على الكشف المبكر عن الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين وتقديم خدمات المتابعة والعلاج.

التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.. مفتاح النجاح في مواجهة الأورام النسائية

قالت الدكتورة مريم عبد السلام، استشارية أمراض النساء والتوليد، أن الأورام النسائية تُعد من أكثر التحديات الصحية التي تواجه النساء في الاقاليم، خاصة في ظل تأخر الكثيرات في طلب الرعاية الطبية، موضحة أن سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي هما الأكثر شيوعًا بين السيدات، ويُمكن للتشخيص المبكر أن يُحدث فارقًا كبيرًا في فرص الشفاء.

كما أشارت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، الى أن تشخيص الأورام النسائية يعتمد على مجموعة من الفحوصات الدقيقة، منها الفحص السريري وفحوصات الدم والتصوير الطبي مثل الموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، وفي حالة الاشتباه، يتم اللجوء إلى أخذ عينات لفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص، موضحة أن العلاج يعتمد على نوع الورم ومرحلته، ويشمل عادةً خيارات متعددة مثل الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الكيميائي والإشعاعي، وأحيانًا العلاج الهرموني أو الموجه، كل هذه الخيارات تتطلب فريقًا طبيًا متعدد التخصصات لضمان التشخيص الدقيق و تحديد نوع العلاج المناسب والاقل في الاثار الجانبية.

تعزيز الوعي والكشف المبكر.. الحل الأمثل لتقليل معاناة النساء

كما شددت الدكتورة مريم على أهمية التوعية الصحية وإجراء الفحوصات الدورية للنساء، مشيرة إلى أن الكشف المبكر يُسهم في تقليل العبء النفسي والجسدي على المريضات وأسرهن.

مقالات مشابهة

  • توقيع الكشف الطبي على 1830 مواطنا خلال قافلة طبية لجامعة الفيوم
  • «حلب» تناقش مع المستشارة السياسية البريطانية سبل تعزيز تمكين المرأة في الانتخابات
  • المفوضية تبحث مع بريطانيا سبل «تمكين المرأة» في الانتخابات
  • أحد أبرز مؤلفي الأدب في بريطانيا يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي
  • احترس من الذهاب إلى سوريا.. هناك رجلٌ لا يصافح النساء!
  • الأمم المتحدة و" أنتي الأهم " ينظمان مؤتمر لحماية النساء
  • خلال 24 ساعة .. مقتل ثلاث نساء احداها قرب مرقد ديني جنوبي العراق
  • إطلاق مركز تميز صحة المرأة.. خطوة نحو تعزيز الرعاية الصحية بالصعيد.. واستشارية أمراض نساء: التشخيص المبكر للأورام يحدث فارقا كبيرا في فرص الشفاء
  • 3 مسلسلات تدعم المرأة والتحديات التي تواجهها في حياتها خلال دراما رمضان
  • «تمكين المرأة»: مواجهة العنف ضد النساء في العالم العربي