قالت صحيفة واشنطن بوست إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، التي ظلت تراقب وقف إطلاق النار الصامد تقريبا بين لبنان وإسرائيل منذ عام 2006، تلجأ الآن إلى الاختباء عندما يهاجم أحد الطرفين الآخر.

ووصفت الصحيفة -في تقرير بقلم كريم فهيم- جنود حفظ السلام وهم يمرون بمشاهد الحرب المتقطعة في جنوب لبنان، فلا يقابلون على الطريق سوى أشخاص لم يتمكنوا من مغادرة منطقة الحرب أو رفضوا الذهاب أو حصلوا على أجر للبقاء، أو جنود لبنانيين وعمال مزارع سوريين، وصاحب مقهى مسرور لرؤيتهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أزمة جديدة قد تغرق ليبيا في الفوضى مرة أخرىlist 2 of 2واشنطن بوست: قيادية يهودية تدفع ثمنا باهظا لاحتجاجها على الحرب في غزةend of list

كان الوضع هادئا إلى حد كبير منذ عام 2006 -كما تقول الصحيفة- ولكن منذ أكتوبر/تشرين الأول، أصبح القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبناني مستمرا تقريبا، وهدد في بعض الأحيان بالتحول إلى حرب شاملة.

وقال المقدم الإسباني خوسيه إيريساري إن هناك لحظات "يسود فيها الهدوء. ثم فجأة يأتي يومان من القتال المتواصل"، وقد رافق إيريساري، وهو عضو في الوحدة الإسبانية في اليونيفيل، مراسلي واشنطن بوست في دورية خلال بضع ساعات من الصباح عندما بدا أن القتال في تراجع.

جندي من اليونيفل قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية (رويترز) مجرد حاجز

وتعمل اليونيفيل، التي صورت الصحيفة مجموعة من جنودها وهم يحضرون إحاطة في مخبأ، على تهدئة الصراع الآن من خلال تمرير الرسائل بين الجيشين، وهي تجري دوريات على جبهة القتال، وقد شبه إيريساري دورهم بأنه "حاجز"، وقال: "نحن لا نتصرف ضد أحد. ولكن إذا لم تكن اليونيفيل هنا، سوف يتصاعد الموقف. لن يكون لدى أحد حاجز حقيقي يوقفه".

وقد تم تعليق آلية الوساطة الأكثر رسمية منذ أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن كانت اليونيفيل تجمع المسؤولين العسكريين الإسرائيليين واللبنانيين في نفس الغرفة، وإن لم يشارك حزب الله في تلك الاجتماعات، حسب الصحيفة.

وضِعت قوات اليونيفيل في أعلى مستويات التأهب، وهو المستوى الثالث الذي يتطلب منهم الاحتماء في مخابئ تحت الأرض. ويقول الكابتن ألفونسو ألبار: "لقد قضينا 5 ساعات في المخبأ".

ويعترف مسؤولو اليونيفيل، وفقا للصحيفة، بأنهم لن يتمكنوا من فعل الكثير إذا اندلعت حرب شاملة، بل إن هدف القوة هو إدارة الصراع وتجنب التصعيد غير المقصود، وعندما بلغت المخاوف من اندلاع حرب أوسع هذا الصيف، وضِعت قوات اليونيفيل في أعلى مستويات التأهب، وهو المستوى الثالث الذي يتطلب منهم الاحتماء في مخابئ تحت الأرض. ويقول الكابتن ألفونسو ألبار: "لقد قضينا 5 ساعات في المخبأ".

وكان جنود حفظ السلام يتلقون في بعض الأحيان تحذيرا يشير إلى أن إسرائيل تستعد لشن هجوم ثم لا يحدث شيء، وهذا يشير إلى أن بعض التحذيرات كانت خدعة في ساحة المعركة، على حد قول مسؤولي اليونيفيل.

انتهاكات هائلة

وبصرف النظر عن الاشتباكات العرضية بين حزب الله وإسرائيل، فإن الانتهاكات قبل أكتوبر/تشرين الأول، تضمنت حوادث مثل سرقة الحيوانات عبر الحدود، والآن يتم إطلاق العشرات من القذائف ذهابا وإيابا يوميا، وفقا للصحيفة.

وقالت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس أرديل "إن كم الانتهاكات هائل"، ورغم القصف المتبادل، لا يزال جنود حفظ السلام ينسقون بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني لتسهيل المهام اليومية في منطقة الحدود، مثل مكافحة الحرائق أو إصلاح المرافق.

وتقع قاعدة الكتيبة الإسبانية، على بعد مئات من الأمتار من الخط الأزرق، بالقرب من نقطة التقاء حدود سوريا وإسرائيل ولبنان، بحيث يستطيع جنود حفظ السلام رؤية المخابئ العسكرية الإسرائيلية والمواقع التي يطلق منها حزب الله النار ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، وفقا لتقرير الصحيفة.

ووراء القاعدة في الجبال اللبنانية، توجد بلدات خلابة ذات أسطح من القرميد الأحمر وبلدات أخرى فر سكانها بعد أن قصفوا مرارا وتكرارا، وفي أحد الوديان توجد مزارع دجاج وحقول ينمو فيها القمح ومحاصيل أخرى، ويكافح المزارعون لحصاد محاصيلهم بسبب الحرب.

ولم تتعرض قاعدة اليونيفيل لأي هجوم خلال الصراع الحالي، ولم يقتل أي من قواتها التي يزيد عددها على 10 آلاف فرد، ويُسمح لهم باستخدام القوة، ولكن فقط لحماية أنفسهم، وفيما عدا ذلك، قال إيريساري إن وظيفتهم هي "الإبلاغ عما يرونه أو يسمعونه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات جنود حفظ السلام حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتعزم قطع كلّ الاتصالات مع الأونروا

أكّد السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة أن إسرائيل ستقطع كلّ الاتصالات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وأيّ هيئة تنوب عنها، بعدما اتّهمت الدولة العبرية الوكالة الأممية مرارا بتقويض أمنها.

وتؤدّي فروع الأونروا في إسرائيل دورا حيويا في توفير الرعاية الصحية والتعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، لكن لطالما تصادمت السلطات الإسرائيلية معها.

وتقول الأونروا إنها أمّنت 60 % من المواد الغذائية التي أدخلت إلى غزة منذ اندلاع الحرب التي أعقبت هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إن "القانون يمنع الأونروا من العمل ضمن حدود الإقليم السيادي لدولة إسرائيل، كما يحظر أيّ تواصل بين مسؤولين إسرائيليين والأونروا".

 

وقد أدلى بهذه التصريحات قبل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن اعتماد إسرائيل قانونا ينهي الوجود القانوني للأونروا في الدولة العبرية خلال 48 ساعة.

وصرّح دانون أن "إسرائيل ستنهي كلّ اتصالات التعاون والتواصل مع الأونروا أو أيّ جهة تنوب عنها".

اتهمت إسرائيل حوالى عشرة موظّفين في الوكالة بالضلوع في هجمات السابع من أكتوبر 2023. لكن المراجعة المستقلة أكدت أن الوكالة تتبع نهجا حياديا.

 أما المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، فاعتبر من جانبه أن "الهجوم الإسرائيلي المتواصل" على الوكالة يضر بالفلسطينيين.
وقال لازاريني أمام مجلس الأمن إن "الهجوم المتواصل على الأونروا يضر بحياة ومستقبل الفلسطينيين في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. إنه يقوض ثقتهم في المجتمع الدولي، ويعرض أي احتمال للسلام والأمن للخطر".

لكن الولايات المتحدة دعمت خطوة أقرب حلفائها في الشرق الأوسط، واتهمت لازاريني بالمبالغة في تقدير تداعيات القرار.

وقالت دوروثي شيا ممثلة الولايات المتحدة حاليا لدى الأمم المتحدة، إن "الولايات المتحدة تدعم تنفيذ هذا القرار".

وأضافت أن "تضخيم الأونروا لتداعيات القوانين والإشارة إلى أنها ستؤثر على الاستجابة الإنسانية بأكملها هو أمر غير مسؤول وخطير".

وتابعت "ما نحتاجه هو مناقشة دقيقة حول كيفية ضمان عدم انقطاع تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. الأونروا ليست ولم تكن يوما الخيار الوحيد".

مقالات مشابهة

  • قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • مجلس الأمن يعتمد بالإجماع بياناً حول مراجعة نظام الأمم المتحدة لبناء السلام
  • مجلس الأمن يعتمد بيانا حول المراجعة الخماسية الرابعة لنظام بناء السلام
  • بوتين وزيلينسكي يتبادلان الاتهامات بشأن مفاوضات السلام في أوكرانيا
  • إسرائيل تتعزم قطع كلّ الاتصالات مع الأونروا
  • بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد
  • ماعت تشارك في وقفة من أجل السلام بجوار الكرسي المكسور أمام مقر الأمم المتحدة