من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. يا حَبيبي
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
يا حَبِيبي
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ … 24 / 9 / 2021
نافذتي هي عين الدار الساهرة ،آخر ما يطفأ في الليل ، وأول يا يضاء في الفجر..تؤنس المارّين في عتمة حارتنا ، تؤرق اللصوص والعشّاق، وتشجّع طلاب التوجيهي أن ثمة من يسهر مثلنا ويترك ستائره مفتوحة للمدى البعيد..
مقالات ذات صلة د. أحمد أبو غنيمة للخصاونة .. درب السلامة 2024/09/15
**
نافذتي مزاجية مثلي ، لديها فنجان قهوة لا يغادر شرفتها ، عبارة عن قوارة فخار مزروعة بالنعناع، تأخذ رشفة كلما اقتربت منها أنثى الغيم، تسمع ولا تتكلّم ، تحاول الريح أن تستفزّ صوتها وصمتها ، لكنها تكتفي بصفير يزيل رمال التجارب عن وجه الوقت.. نافذتي عاطفية مثلي..قد تدمع على خدّ زجاجها قطرة ندى أن شعرت بالوحدة آخر الليل..
في #أيلول ، أقص خيطان #النباتات المعلّقة بالجدار، وأحرر شجر #الجوري و #الياسمين من عقوبة الاستقامة الجائرة بجوار عصا ميتة ، أقطع خيطانها خلسة وأقول للياسمين خطّ مسارك بنفسك..لا تطع رغباتنا نحن البشر، نريدك مستقيماً ونحن “عوج” ،نريدك أن تتعلّم درس الوقوف الطويل من عصا ميتة ونحن نيام، نزيّن بك المداخل ونحن بمنتهى القبح ، نريدك كثيفاً غزيراً ونحن ضحلاء فرقاء، مدّ أذرعك أنّى تشاء واستقبل كما تحبّ #الشتاء..عانق ما تبقى من أيلول ، أوصه الا يغيب عن أسطح منازلنا ، عن أحبال غسيلنا ، وقل له أن ينقل رسالة للطيور المهاجرة التي تصنع دوائر كثيفة للأحلام فوق سمائنا، أن تختطفني في العام القادم..انا أيضاَ أبحث عن البلاد الدافئة ، أريد بلاداً دافئة بقلوب أهلها ، بشوارعها ، أريد بلاداً تشبه غرفة أمي..تغطيني إذا غفيت بملابس العمل ، وتقصر للضجيج كي لا يزعجني أحد ، وتراقب حركة جفوني وأنا أحلم..أريد أن أشعر بمن يحبني حتى لو كان فصلاً زمنياً مثل #الخريف..
أنا لا أكتب لأيلول..أيلول هو الذي يكتبني، هو الذي يمسك أصابعي ويعلّمني كيف تخط الحروف كطفل في صفّه الأول ، هو الذي ينثر أمامي صوره التي كانت في طفولتي ، غربال أمي ،وكتبي المدرسية، ودفتر النسخ ، ودخان فرن الطابون وقت الغروب ، وموسيقى أخبار الثامنة عندما كان الوطن لنا..
منذ عقدين وأنا أكتب مقالاً لكل كلمة في أغنية “ورقو الأصفر”..منذ عقدين ولم أنته وحزني لم يخفت نشيجه..فكلما مرّ #الغيم الغربي فوق حاكورتنا.. “وبيفيقني عليك يا حبيبي”إن صمتّ ولم أقُلها..فإن كل شيء حولي يقول… يا لهذا الحنين الذي برعاية أيلول.
#76يوما
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#صحة_احمد_في_خطر
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أيلول النباتات الجوري الياسمين الشتاء الخريف الغيم الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن
إقرأ أيضاً:
"وداعًا يا غول التمثيل".. أحمد رفعت يرثي الحلفاوي بحزن عميق ويصفه بالنبيل الذي عاش نجمًا للقلوب
في لحظة مؤثرة، ودّع الفنان أحمد رفعت زميله وصديقه الفنان الكبير نبيل الحلفاوي بكلمات نابضة بالحب والامتنان عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، مستذكرًا أدواره الخالدة وإنسانيته المتفردة. كتب رفعت: "عاش نجمًا للقلوب وهذا أوقع وأخلد... دوره في الطريق إلى إيلات يبدو أنه كان معبرًا عن حياته. لم يكن البطل، لكن الكل يتذكره أكثر من البطل. هكذا كان النبيل الحلفاوي".
الحلفاوي، الذي وُصف من قِبَل زملائه وجمهوره بـ "غول التمثيل"، استطاع أن يترك بصمة واضحة في قلوب محبيه ليس فقط من خلال أدواره السينمائية والتلفزيونية، بل من خلال شخصيته الإنسانية الدافئة،
كما أكد في نعيه المؤثر. وواصل حديثه قائلًا: "اقتربت منه في زيزينيا... كان هالةً من الوقار والحكمة والرحابة والاحتواء. الأستاذ كان حالة متفردة في الفن العربي، وأجزم أنه لم يتم استثماره كما ينبغي".
وأضاف: "الله يرحمك يا عظيم يا إنسان"، مبرزًا بذلك حجم الفقدان الذي شعر به كل من عرف الفنان الراحل عن قرب أو عبر الشاشة.
إرث الحلفاوي الفني والإنساني
يُذكر أن نبيل الحلفاوي ترك وراءه إرثًا فنيًا غزيرًا، من أبرز أدواره فيلم الطريق إلى إيلات، حيث جسد شخصية قائد بحري استطاع أن يرسخ في أذهان الجمهور كواحد من أعمدة الفيلم رغم أنه لم يكن الشخصية الرئيسية. هذه القدرة على التأثير بأداء متقن ورصين كانت إحدى السمات التي ميزته على مدار عقود.
كما لمع الحلفاوي في أعمال درامية مثل زيزينيا، حيث استطاع أن يُجسد شخصيات مركبة بإحساس عالٍ، مما جعل أدائه أيقونيًا يصعب تجاوزه.
الوداع الأخير
كلمات أحمد رفعت لم تكن مجرد نعي، بل شهادة على إنسانية نبيل الحلفاوي قبل نجوميته. لقد عاش الفنان الكبير حياةً ملؤها العطاء، وترك فراغًا لا يُعوّض في الساحة الفنية، إلا أن إرثه الفني سيظل حاضرًا للأجيال القادمة.
رحل الحلفاوي، لكن ذكراه ستظل خالدة في قلوب محبيه وزملائه، الذين سيواصلون استلهام حكمته وإبداعه. وداعًا يا أستاذ... وداعًا يا نجمًا لن ينطفئ.