خشية غربية من اتفاق نووي محتمل بين روسيا وإيران
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
اشتعلت مخاوف غربية من احتمال وجود اتفاق روسي إيراني في المجال النووي، تحصل بموجبه الأخيرة على تقنيات متقدمة في هذا المجال، لقاء الصواريخ الباليستية، التي يقول الغرب إن طهران قدمتها لموسكو لاستخدامها في حرب أوكرانيا، وهو ما نفاه الطرفان.
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ليل السبت الأحد، أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، عبرا عن مخاوفهم من وجود اتفاق نووي سري بين إيران وروسيا.
وتتركز المخاوف من أن تطلع روسيا إيران على أسرار نووية، وذلك في مقابل الصواريخ الباليستية التي حصلت عليها من طهران أخيراً، وفقما يقول الغرب، لكن الدولتين تنفيان ذلك.
وانتهت مساء الجمعة القمة التي جمعت بايدن، وضيفه ستارمر في البيت الأبيض، دون الإعلان عن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا، وهو الأمر الذي كان يرتقبه كثيرون حول العالم.
Relatedواشنطن تتهم إيران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا وطهران تنفيانتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا بعد اتهامها بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا.. أربع دول تعتزم فرض عقوبات على إيرانإشارة غير كاملة إلى إيرانوأصدر البيت الأبيض في أعقاب محادثات بايدن وستارمر بياناً ذكر فيه أن الاثنين "عبرا عن دعمهما الثابت لأوكرانيا، وهي تواصل الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي".
كما أعرب بايدن وستارمر عن "قلقهما العميق إزاء تزويد إيران وكوريا الشمالية روسيا بالأسلحة الفتاكة، فضلاً عن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".
لكن البيان لم يتحدث عن أي مخاوف بشأن نقل أسرار أو معدات من جانب روسيا إلى إيران.
وفي المقابل، تقول صحيفة "الغارديان" إن الرجلين أقرا بأن روسيا وإيران "تعززان التعاون العسكري" بينهما.
خطورة الأمر من منظور غربيومما يزيد في خطورة الأمر، من وجهة نظر الغرب، أنه يأتي في القوت الذي تعزز فيها إيران من قدرتها لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم ، بما يساعدها في الهدف الذي تسعى إليه منذ أمد بعيد وهو الحصول على قنبلة نووية.
وذكرت مصادر بريطانية أن ثمة مخاوف من أن تجارة إيران مع روسيا بشأن التكنولوجيا النووية، تشكل جزءاً من تحالف أعمق بين الدولتين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بليكن، قد أطلق الأسبوع الماضي تحذيراً مماثلاً بهذا الشأن.
وقال: "إن روسيا تشارك إيران التكنولوجيا التي ترغب فيها، وهذا طريق باتجاهين، بما في ذلك القضايا النووية وكذلك بعض المعلومات الفضائية".
المصادر الإضافية • صحيفة الغارديان
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران: وقف إطلاق النار في غزة وحده الكفيل بإرجاء الرد العسكري على إسرائيل مسؤول إيراني عن الهجوم: انتظار الموت أصعب من الموت نفسه.. وإسرائيل بحالة تأهب قصوى على كافة الجبهات غروسي يطالب إيران باتخاذ "إجراءات ملموسة" لتسريع المفاوضات حول الاتفاق النووي الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني الطاقة النووية روسيا برنامج الصواريخ الإيرانيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا السياسة الإسرائيلية أوروبا فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا السياسة الإسرائيلية أوروبا الطاقة النووية روسيا برنامج الصواريخ الإيراني فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا السياسة الإسرائيلية أوروبا ضحايا كوارث طبيعية هولندا تركيا فرنسا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
نووي إيران.. بين الجد والهزل
في رواية "حفلة التفاهة" يصف لنا الراحل ميلان كونديرا (ت: 2023م) تصوراته عن العالم من حوله قائلا: "هذه التفاهة التي تحيط بنا، إنها مفتاح العقل، مفتاح المزاج الجيد والرضا".. ويمتد بالوصف قائلا: "يجب ألا نأخذ ما يجرى حولنا على محمل الجد!".. قد تكون نوايا كونديرا في روايته الأخيرة تتجه فكريا وفلسفيا في اتجاه آخر غير ما نقصده هنا، لكننا سنعمل بما يقول به الأصوليون من خصوص اللفظ وعموم المعنى.. وعذرا للروائي الراحل على أي حال..
لكن لماذا ورد على الخاطر الآن هذه الرواية بعنوانها الزاخر بالسخرية، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟
لقد أطل علينا رأس ويتكوف، المبعوث الترامبي المختار، لحل أزمات العالم التي تدور مع دوران كوكب الأرض. في أوكرانيا ستجد ويتكوف يذهب ويجيء، في غزة ستجد ويتكوف يذهب ويجيء، وأخيرا ها هو الآن في عُمان جاء ليفاوض إيران بشكل غير مباشر، حول برنامجها النووي، الذي يجب عليها أن تتفاوض عليه وإلا "فسيكون هناك قصف.. سيكون قصفا لم يشهدوا مثله من قبل" كما قال ترامب في وعوده وتوعداته المهددة والمرعبة، التي سنسمعها أيضا عن غزة والصين، وبعض رذاذها سيصل إلى أوروبا وكندا، ولا زال العرض مفتوحا..
اختيار التوقيت له علاقة بأزمة إسرائيل في غزة، والتي لا يبدو أن لها حلا يناسب الزهو والغطرسة الغربية وإسرائيل (التي هي في حالة احتضار)، فها نحن نقترب من اليوم الثلاثين من بدء الجحيم الذي توعد به ترامب (18 آذار/ مارس) وغلمانه هنا وهناك، ولم يحدث شيء مما يتوقعون ويأملون
* * *
لكن في حالة إيران سنجدنا في دهشة بعض الشيء، لأن الموضوع له تاريخ غير قصير من الجدل المثير، الغرب كله وفي القلب منه إسرائيل، لهم اهتمامهم قديم بهذا الموضوع، وشاركوا فيه بدرجة أو بأخرى، لكننا في هذه المرة لن نجد إلا ويتكوف، المبعوث الترامبي المختار العابر للإدارات والوزارات والتخصصات، ذاك الذي يفاوض أي أحد، في أي أزمة!
وسنجد أن الموضوع كله مشحون بأجواء من الإثارة والدراما والمفاجآت، تلك الأجواء التي يفضلها كثيرا مستشارو ترامب، ناهيك عن تفضيل ترامب نفسه لها.
السيارات المسرعة، والرجال الذين يمشون حولها في سرعة وتحفز، والوجوه كلها يرتسم عليها الجدية البالغة والترقب، والاستعداد الدائم للحركة والانقضاض على الخصوم. وكما ذكّرنا كونديرا بـ"التفاهة"، سيذكرنا الروائي الإسباني الشهير سرفانتس بـ"الأوهام"!
* * *
وفورا سيأتي في خاطرنا المشهد الشهير لـ"دون كيشوت" أمام طواحين الهواء: "فلم يعد يحتمل الانتظار أكثر مما انتظر، فكلما تأخر في خروجه كلما ازدادت المظالم، وتراكم عناء البشرية وشقاؤها، طبقات بعضها فوق بعض، وهو ما كان يثقل كاهله، ويشعره بتأنيب ضمير، أوَلم يكن بمقدوره أن ينهي عذابات البشرية، ويضع حدا للمظالم، لولا تراخيه وتكاسله" (وفي الحالة الترامبية سيقول: لولا عدم انتخابه)..
* * *
في توقيت غريب بدأت المفاوضات (الأمريكية الإيرانية) غير المباشرة، توقيت أبعد ما يكون عن أولويات الأزمات إقليميا (الشرق الأوسط/ غزة) ودوليا (أوكرانيا والصين..).
فمن اختار لها هذا التوقيت؟ ولما كانت بالذات في هذا التوقيت..؟ ومن باب التوقع والاحتمال: إلى أين ستسير؟ وفي أدنى الأحوال وأقصاها: إلى ما ستنتهي؟
* * *
هذا ملف يراد منه وله: الاستمرار والتوظيف، لا التوقف والإتمام. لقد انتهى السلاح النووي كسلاح، بالمعنى الحرفي لكلمة سلاح في الحرب العالمية الثانية.. تمتلكه أو لا تمتلكه، لم يعد ذلك هو ما يرجح كفة الميزان، لحساب طرف على طرف
أتصور أن اختيار التوقيت له علاقة بأزمة إسرائيل في غزة، والتي لا يبدو أن لها حلا يناسب الزهو والغطرسة الغربية وإسرائيل (التي هي في حالة احتضار)، فها نحن نقترب من اليوم الثلاثين من بدء الجحيم الذي توعد به ترامب (18 آذار/ مارس) وغلمانه هنا وهناك، ولم يحدث شيء مما يتوقعون ويأملون، لم تستسلم المقاومة، لم يثر أهل غزة على المقاومة، وبدأت تتصاعد هجمات المقاومة!!
سيكون ملف سوريا قريبا من هذه الأجواء أيضا، فضربات إسرائيل في سوريا لن تمنع ما بدأ يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024م، اليوم الذي تحررت فيه دمشق من الحكم القديم، وجاء حكم جديد لا ينتمى إلى النظام الإقليمي العربي الذي ولدت فيه "دولة إسرائيل"، ويبدو أنه وثيق الصلة بالنظريات والتصورات والطموحات التي قدمتها التجربة التركية الحديثة (العدالة والتنمية)، وترامب تحدث عن ذلك بتعرية لا سابق لها في دنيا السياسة..
وهذا تطور تاريخي كبير يطرق أبواب الشرق الأوسط المنشود، الذي اختفى طويلا في دهاليز النظام العربي الرسمي بتفاهمات تامة مع النظام الدولي وقتها (نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية).. ومهما فعلت إسرائيل مدعومة من الغرب لتعطيل هذا التطور، فلن تستطيع أبدا إيقافه، فقد جاء في أكثر الأوقات ملائمة (ما بعد طوفان الأقصى).
* * *
لن يحدث أي شيء مفاجئ ولا غريب، يدفع بالمفاوضات الإيرانية/الأمريكية في أي اتجاه يسير بها إلى إتمام الموضوع نهائيا، هذا ليس مطلوبا أبدا، وفي الاستراتيجية الغربية كلها على فكرة لا أمريكا فقط.
المطلوب أن يظل الملف مفتوحا، ويتم تناوله بدرجات متفاوتة من التصعيد والتخفيض، وأتصور أن الوعي الإيراني، موصول بالوعي الغربي في إدراك هذا المفهوم..
هذا ملف يراد منه وله: الاستمرار والتوظيف، لا التوقف والإتمام. لقد انتهى السلاح النووي كسلاح، بالمعنى الحرفي لكلمة سلاح في الحرب العالمية الثانية.. تمتلكه أو لا تمتلكه، لم يعد ذلك هو ما يرجح كفة الميزان، لحساب طرف على طرف..
أول وآخر (قتبلة نووية) في التاريخ هي التي ألقيت فوق هيروشيما. هذا "فهم" يدركه الأعمى بعكازه، قبل أن يدركه السياسى في أبحاثه.
x.com/helhamamy