موقع 24:
2024-09-18@16:26:42 GMT

لماذا تتمسّك إسرائيل بممر فيلادلفيا؟

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

لماذا تتمسّك إسرائيل بممر فيلادلفيا؟

يبلغ عَرْض ممر فيلادلفيا 100 متر فقط وطوله 14 كيلومتراً، ما يعني أنه مجرد بقعة صغيرة. ومع ذلك، اكتسبَ خلال الأسابيع الأخيرة أبعاداً كبيرة.

قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت هذه البقعة الصغيرة الفاصلة بين مصر وغزة قناة رئيسة لتدفق الأسلحة والأموال إلى حماس. أما اليوم، فهي العقبة الأساسية في طريق التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.



وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي البريطاني جوزيف جوفي في مقاله بموقع "Unherd": بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المقترح لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، سيتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من الممر. لكنّ ذلك يمثل معضلة. فإذا أخلينا الممر، سيعود الوضع إلى ما كان عليه. وستعيد حماس تشكيل صفوفها وستتسلح مجدداً، مُتحينةً فرصة أفضل لملاحقة اليهود "الشياطين" مرة أخرى. وسترجع إسرائيل إلى نقطة الصفر.
درس للتاريخ

ويقول الكاتب إن ما حصل يعتبر درساً للتاريخ . فبعد كل توغلٍ للجيش الإسرائيلي، كانت حماس تعود مُسلحة بعتادٍ وتدريب أفضل. واستخدمت ”حماس“ منافذ الهواء لبناء أنفاق مُحصَّنة تستوعب الشاحنات المُحمَّلَة بالعتاد.

#IsraelHamasWar | Netanyahu remains adamant on keeping a tight grip on Philadelphi Corridor

Mossad and Shin Bet chief oppose Netanyahu stance: Reports

Oliver Regan brings you this report

Watch more: https://t.co/wojetdIEnk pic.twitter.com/BDPYygB9dT

— WION (@WIONews) September 9, 2024

أيجعل هذا الوضع الحفاظ على الممر أمراً حتمياً؟ يتساءل الكاتب ويقول: "إستراتيجيّاً، نعم. ولكن ليس في دولة مثل إسرائيل، حيث خرجَ مئات الآلاف إلى الشوارع بعد قتل ستة رهائن، بينما لا يزال 101 منهم في غزة. سنبذل كل الغالي والنفيس لأجل إعادتهم إلى الوطن الآن ، طارحين جانباً أي أولويات استراتيجية يضعها نتانياهو".
ومع ذلك، يقول الكاتب، فالغضب المبرر لا يحلُّ المعضلة المروعة التي تواجهها إسرائيل: إما إنقاذ الأرواح أو نزع سلاح حماس، وإما ضمان وقف إطلاق النار أو الحفاظ على الممر. ولا ننسى أنَّ زعيم حماس يحيى السنوار لا يتطلع إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار، ناهيك عن التوصل إلى تسوية مؤقتة. فهدفه هو إعادة حماس إلى السلطة.


اللعبة لن تنتهي

أما على المستوى التكتيكي، يضيف الكاتب، الحقيقة القاسية الغائبة عن أمَّةٍ معذبة واضحة، وهي أن حماس لن تفرج عن جميع الرهائن الـ 101 لسببٍ بسيط، وهو أنَّ قيمة كل إسرائيلي متبقٍ ستزيد. والأرجح أنهم سوف يتخلصون منهم ويحتفظون بالبقية الباقية ورقة مساومة لمواصلة الضغط ومقايضة الأرواح مقابل تنازلات. فهذه اللعبة لن تنتهي.
وتابع الكاتب: رغم معرفة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بذلك، ما يزال ينكر القيمة الاستراتيجية للممر. بصفته لواءً متقاعداً، ينبغي أن يكون يدرك ذلك. وبالمثل، يحتجُّ زعيم المعارضة بيني غانتس بأنَّ الجيش الإسرائيلي يمكنه العودة دائماً، وهذا صحيح. ولكن كم مرة اندفع الجيش الإسرائيلي إلى غزة دون جدوى؟ لطالما ازدادت كتائب القسام قوةً وحصلت على عتاد أكثر تطوراً.
والتاريخ أيضاً لا يؤيد المتفائلين المقتنعين بأن وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً سيفضي إلى الاستقرار. فالهدنة العربية الإسرائيلية التي استمرت عدة سنوات في عام 1949 لم تمنح هذه المنطقة الملعونة سوى استراحة مؤقتة لم تلبث أن تحولت إلى حروب عربية إسرائيلية ثلاث في 1956 و1967 و1973. فالهدنة، في نهاية المطاف، لا تنجح إلا عندما لا يمسي العدو المهزوم قادراً على القتال، كألمانيا عام 1918. والأهم من ذلك أن ”المقاومة الإسلامية“ ليست مهتمة باتفاقٍ دائم، وكذلك إيران التي تستغل حماس وحزب الله والحوثيين طرفاً مساعداً في حربٍ لا تنتهي ضد ”الكيان الصهيوني“.

The Fight for Control Over the Philadelphi Corridor

The increasingly bitter dispute has not just affected cease-fire talks but also destabilized a once-strong security partnership between Egypt and Israel.https://t.co/uLu6niKXhH

— ???? Gift Articles - Nothing but Gift Articles ???? (@springwatch2020) September 13, 2024

ولفت الكاتب النظر إلى أن هناك أيضاً درساً في هذا السياق يمكن أن تتعلمه واشنطن، لأن طموحات إيران تتضاءل أمام غزة أضعافاً مضاعفة. تُلاحق إيران بوكلائها "الشيطان الأصغر" إسرائيل، لكن الهدف الحقيقي هو "الشيطان الأكبر" أمريكا. فإذا ضربت إيران إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوحيدة التي يُعوَّل عليها، فستلحق ضرراً بالولايات المتحدة. إنّ غزة ليست مواجهة محلية بين طرفين متكافئين، بل هي ”لعبة كبرى ثانية“، تُذكِّرنا بالمواجهة بين بريطانيا وروسيا في القرن التاسع عشر. ومع ذلك، تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً لأجل وقف إطلاق النار.
ولا يعني هذا أنَّ جو بايدن أو خلفه سيسهلان اتخاذ قرار. فنتانياهو المتلهف للبقاء في السلطة وخارج قضبان السجن يصرُّ على التشبث بشخصياتٍ مخزية كإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. فالأول يترأس حزب ”القوة اليهودية“ الذي يريد ”تطهير“ الضفة الغربية من العرب؛ أما الثاني فيقود حركة ”الصهيونية الدينية“ ويعتقد أن تجويع مليوني غزاوي ”مُبرَّر وأخلاقي“. لكنّ الطعن في أجندة نتانياهو الداخلية لا يطمس القضايا الإستراتيجية التي تصحُّ فيها وجهة نظره.
لنتخيل مثلاً سيناريو تتخلى فيه إسرائيل عن ممر فيلادلفيا. ستتدفق مليارات الدولارات إلى القطاع لإعادة الإعمار. وبعد إعادة الإعمار، ستُحدِّد حماس الأطراف التي ستُوزَّع عليها هذه المعونات لاستعادة السيطرة والولاء. وفي ظل قُرب إيران، ستعيد ”المقاومة“ بناء الأنفاق، وتعيد التسلُّح وتستعد للضربة التالية.


الردع الموثوق

والآن، لنقارن هذا السيناريو بسيطرة إسرائيل على فيلادلفيا على المدى البعيد، حيث ينفِّذ سلاح البحرية دوريات على الساحل ويحوم سلاح الجو في السماء. وبتأمين جناحه الجنوبي، يستطيع الجيش التركيز على تهديد حزب الله الأقوى بكثيرٍ في الشمال. ومن شأن الردع الموثوق أن يوقظ حسن نصر الله في لبنان وعلي خامنئي في إيران، مما يصب في صالح الولايات المتحدة أيضاً.

ومضى الكاتب يقول: "لا يخفى على أحد أن الشارع العربي يريد تحييد حماس التي تمثل بديلاً لإيران. فمصر لن تمزق معاهدة سلام عمرها 45 عاماً. وحتى الأربعين ألف قتيل من غزة الذين روَّجَت لهم وزارة الصحة التابعة لحماس لم يزعزعوا التحالف الضمني بين إسرائيل وحلفائها العرب. لكن في دولة ديمقراطية مثل إسرائيل، يمكن أن يطغى الإنهاك والقلق والغضب بشأن الرهائن القتلى على مَنْطِق الدولة.
ولا تعاني الأنظمة الاستبدادية مثل حماس وإيران من هذه القيود. فلننظر وحسب إلى لعبتهما القاتلة. أرادت حماس التضحية بجماهيرها لإثارة العالم ضد الدولة اليهودية. ونجح الجزء الأول على أكمل وجه. فإسرائيل معزولة ومُعاقَبَة ومكروهة. والآن نحن في المرحلة الثانية التي تقتل حماس فيها الرهائن لإضعاف معنويات إسرائيل وشل حركتها. وهذه المناورة المميتة تؤتي ثمارها أيضاً". 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

لماذا مارست إيران سياسات كولونيالية في العراق؟

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:عندما نتفحص السياسة الإيرانية تجاه الدول العربية ونأخذ العراق مثالاً فنجدها تنافي شعارات ايران الإسلامية، وتنافي شعارات ايران الشيعية. وكم كنا نتمنى انها بالفعل سياسات إسلامية وسياسات شيعية مقتبسه من مدرسة ونهج اهل البيت لنؤسس إلى علاقات مشتركة بين العراق وايران تكون مثالا حميدا لدول المنطقة والعالم . ولكن وللأسف تبين العكس ! .فهي خط رمادي غريب على شيعة العراق والمنطقة .ونتيجة ذلك كانت السياسة الإيرانية ولازالت في العراق مصدر انقسامات حادة داخل المجتمع العراقي حيث الأكثرية المطلقة من المجتمع العراقي رفضت وترفض وسترفض السياسات الإيرانية المتعالية والكولنيالية والتي تأخذ ولا تعطي في العراق. ولكن الانقسامات داخل شيعة العراق هي أكثر حدة تجاه ايران . وليس السبب الوحيد هو أن العراقيين عرب اقحاح وفي الذاكرة هناك آلام وذكريات حزينة عن الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨)،وليس السبب أن شيعة العراق عرباً وتشيعهم عربي علوي يمتد لمدرسة اهل البيت ورسول الله ولا ينتهج نهج التصدير والأيذاء للدول والمجتمعات . بل الاسباب سياسية واقتصادية ونفسية واجتماعية وعقائدية وسلوكية . حيث اكتشف شيعة العراق ان التشيع الايراني لا يشبه تشيعهم، وان ايران فرّقت شيعة العراق ،وفرّقت العراقيين الآخرين من مذاهب اخرى .وجعلت من العراق سوقا استهلاكية لايران .وتمادت ايران فهيمنت على القرار السياسي في العراق ،وعلى الاقتصاد في العراق .ومن هنا تصاعدت كراهية عالية النسبة والنبرة ضد إيران وهناك سببب آخر وهو مفصلي عندما سيّدت ايران احزاب وحركات وجماعات ومافيات ومليشيات عراقية تابعة لها على العراق والعراقيين وللأسف مارست هذه الواجهات ابشع انوآع الإذلال والقمع والفساد ونهب الدولة وثرواتها لصالح إيران، وتمويل الحركات والمنظمات التي تدور في الفلك الإيراني في العراق والمنطقة .وهذا جعل العراقيين يكفرون بايران وبحلفاء ايران ولديهم استعداد التعامل مع الشيطان لاسقاط الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والتي تهيمن عليها ايران وابعاد الهيمنة الإيرانية على العراق !
ثانيا :-
١-فإيران فقدت ٩٥٪ من الشيعة في العراق قبل فقدانها لبقية طوائف ومذاهب وقوميات العراق .والسبب سياساتها المتعالية والكولونيالية، وكذلك بسبب حلفاءها في العراق الذين دمروا العراق والمجتمع العراقي ،ودمروا حياة العراقيين وجعلوها جحيما، ونهبوا خيرات العراق ،وانتهكوا حقوق العراقيين وحاربوا عروبتهم وثقافتهم وتشيعهم العلوي لصالح ايران.فحلفاء إيران دمروا الطبقة الوسطى في العراق ودمروا الزراعة والصناعة والكهرباء والتعليم والصحة وكل شيء لكي يكون العراق ذيلا وتابعا لإيران !
٢-
١-فللأسف لم يستوعب او يستفيد الإيرانيون من تجربة اجدادهم الأخمينيين في العراق عندما ظن ( الإخمينيون/ جماعة الملك كورش الفارسي ) سوف يهيمنون على بلاد الرافدين وسوف يجعلون شعبه يتكلم الفارسية ويوالي فارس .ولكن في آخر المطاف خرج الإخمينيون من العراق وهم يتكلمون العربية ويطبخون الطبخات العراقية. وحتى مابعد عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة ولا بعد 50 عاما لن يكون العراق حديقة خلفية لإيران وهذه حقيقة. وبالتالي ان من خسر في العراق هي ايران وبسبب سياساتها المتعالية وحلفاءها الظلمه والفاسدين !
٢-ولو كانت ايران فعلا تعمل للإسلام وتشيّع اهل البيت لجعلت شيعة العراق في بحبوحة تحسدهم شعوب المنطقة وجميع طوائف العراق . ولِما حاربو العروبة وهي التي تمتد إلى رسول الله “ص” والى علي والحسن والحسين عليهم السلام فهؤلاء جميعهم عرباً.فالتشيع العلوي الذي نهجه وينتهجه الشيعة في العراق يختلف اختلافاً جذريا عن التشيّع الإيراني الذي يكمن بداخله المشروع القومي الفارسي . فالتشيع العلوي العربي لا يؤمن بالتصدير والهيمنة وقمع الشعوب وسرقة خيراتها لانه ينهل من مدرسة اهل البيت المعتدلة .ولعرفوا ان احد أركان بيت الله يحمل اسم ( العراقي). ولعرفوا ماذا قال رسول الله محمد “ص” عن العراق قال (عندما أراد العراقيون أن يَحرقوا إبراهيم على رسولنا الكريم وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أراد أن يَدعوَ الله عليهم، ولو دعا الله عليهم لاستجاب، فبعث الله له جبريل عليه السلام وقال له، قل له : يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق، وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي.. أي جعل الله تعالى كل علوم الأرض في هذه البقعة، وكل خيراتها فيها، صدقت يا رسول الله).
٣-وبالتالي لا يوجد سبب وسر في استعمال السياسات الجائرة والمتعالية والمُذلة من قبل إيران تجاه العراق والعراقيين إلا سببها الغيرة وعقدة التاريخ .والا لماذا لم يمارسوا سياسة الدعم والحب والتلاقي والوحدة ويجعلوا شيعة العراق ( شيعة سوبر ) علما انهم أصلا الشيعة الأصل وانهم حراس المعبد ( ان صح التعبير ) ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل سلطوا عليهم جماعات وفئات دمروا العراق وسرقوا خيراته وثرواته ودمروا المجتمع العراقي وجميع فئاته. والذي فعلوه بالعراق والعراقيين لم يفعله هولاكو وحملته . ومن هنا حان تغيير هذه الطبقة السياسية الظالمة والفاسدة والفاشلة. وحان خروج ايران الكولونيالية من العراق واعادة النظر بالعلاقة بين العراق وايران ويجب ان تستند على الاحترام وعدم التدخل وتشيعهم لهم وتشيعنا لنا فنحن نحب السلام والاعتدال والعلاقة الصالحة مع دول وشعوب العالم (ولا نؤمن بنظرية رمي اليهود في البحر) وكذلك لا نؤمن بتطبيع السمسرة والدونية !.
سمير عبيد
١٨ ايلول ٢٠٢٤

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • لماذا مارست إيران سياسات كولونيالية في العراق؟
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: موقف مصر ثابت تجاه محور فيلادلفيا.. ونرفض سلاح التجويع
  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • السرّ بـحزب الله... لماذا إسرائيل قلقة من تقارب إيران مع هذه الدولة؟
  • لماذا يثير التعاون بين إيران وأرمينيا قلق إسرائيل؟
  • بلينكن إلى القاهرة وصحيفة تتحدث عن اختراق وشيك بشأن محور فيلادلفيا
  • بلينكن في القاهرة.. هل حدث اختراق بشأن محور فيلادلفيا؟
  • دبلوماسي أجنبي: تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا سبب إفشال الصفقة
  • مسؤول مطلع على مفاوضات: لم يعد أمام نتنياهو أي مبرر بشأن فيلادلفيا