خفايا تنسيق حزب الله وحماس.. تفاصيل عسكريّة!
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
ما تحملهُ الوقائع الميدانيّة في جنوب لبنان يدلّ على أن الجبهة عادت لتتوسّع أكثر من السابق عبر إستعادة قوى فاعلة عسكرياً، دورها مُجدداً على الساحة القتاليّة ضدّ إسرائيل.
أوّل المبادرين في هذا الإطار كانت كتائب "القسام" – الجناح العسكريّ لحركة "حماس" في لبنان، إذ عمدت قبل أيامٍ قليلة إلى إطلاق رشقات صاروخية كثيفة باتجاه مقر اللواء الغربي في خربة ماعر.
أيضاً، وخلال الأسبوع الماضي، استهدفت سرايا المقاومة موقع رويسات العلم في منطقة تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. دلالات عديدة وراء بروز هذه العمليات بعد "غياب"، فالسرايا لم تنفذ عمليات منذ شهرين تقريباً، بينما "القسّام" اختفت عن الساحة للفترة نفسها تقريباً وربما أكثر. فماذا حصل مؤخراً؟ ولماذا عاد النشاط "الخجول" لهذه القوى على ساحة الجنوب؟ تقولُ مصادر فلسطينيّة مطلعة على أجواء "حماس" إنَّ الحركة حاولت استعادة نشاطها الميداني بشكلٍ تدريجي من خلال تعزيز قاعدتها العسكرية عقب سلسلة عمليات الاغتيال التي طالت أبرز قادتها العسكريين في لبنان وآخرهم سامر الحاج في صيدا قبل أكثر من شهر. بحسب المصادر، فإنَّ "حماس" كانت تتريث نوعاً في تنفيذ عمليات من الجنوب خصوصاً أن "حزب الله" كان "يُفرمل" ذلك خلال الأشهر الماضية باعتبار أنّ الميدان يجب أن يكون مضبوطاً من قبله حصراً وتحديداً عقب حادثة اغتيال أحد أكبر قادته فؤاد شكر. كذلك، تكشف المعلومات أنّ قيادة "حماس" في لبنان كانت تطلبُ مراراً من "حزب الله" تنسيق ما عليها فعله في ميدان الجنوب عبر تنفيذ عملية "شبه مؤثرة" باتجاه موقع إسرائيليّ، ما يعني أنَّ الأول كان يضبط "إيقاع عمليات حزب الله" بالطريقة التي يراها مُناسبة وتبعاً للتوقيت الذي يختاره. أحد الخبراء العسكريين تحدّث عبر "لبنان24" قائلاً إن "حماس" كانت خلال الآونة الأخيرة بمثابة "عنصر في أوركسترا" يديرها "حزب الله"، وأضاف: "صحيح أن التحالف العسكريّ يجمع الطرفين، لكن الحزب وجد أن الحركة أرادت تصعيد دورها الميداني في إطار يُصبح بمثابة نشازٍ يؤثر على العمليات الكبرى، فاختار ضبطها نوعاً ما". تململ حفظٌ لـ"ماء الوجه" ضُمنياً، فإن قادة "حماس" بعثوا إلى "حزب الله" رسائل مباشرة وغير مباشرة تُفيد بأنّ استمرار الغياب الميدانيّ سيعني أنّ نشاط الحركة تعرّض لانتكاسة أو انكفاء. هنا، تقول المعلومات إنّ العملية التي تم تنفيذها مؤخراً جاءت لحفظ "ماء الوجه"، فيما تكشف مصادر "لبنان24" إنّ هناك تساؤلات كبيرة وحالة من التململ سادت أوساط الفلسطينيين في لبنان عن سبب تراجع عمليات "القسام" من دون أن يكون هناك أي توضيح من المسؤولين التابعين للحركة حول الأسباب الميدانية والمنطقية. لهذا السبب، تبين أن الحركة سعت مع "حزب الله" لمنحها دوراً ميدانياً جديداً حتى وإن كان "مضبوطاً" بالشكل الذي لا يؤدي إلى استدراج لبنان نحو حرب مع إسرائيل، وهي اللحظة التي تنتظرها تل أبيب بفارغ الصبر. في الواقع، كان الشارع الفلسطيني داخل لبنان الأكثر ضغطاً على "حماس" خلال الأشهر الأخيرة لاستئناف عملياتها، فيما تقولُ مصادر عديدة متابعة لشؤون الحركة لـ"لبنان24" إنّ عمليات التجنيد لم تتوقف في أوساط الشباب الفلسطيني حتى وإن كانت وتيرة هذا الأمر قد تراجعت نوعاً ما. وفق المعلومات، فإن "حماس" تواكب عمليات التجنيد عبر مسؤولين مختلفين من القيادات الداخلية ضمن المخيمات، فيما قادة المكتب السياسيّ تشرف على هذه العمليات في إطار مُستمر في حين أنها تُحدد مسار التجنيد وما يرتبط به لاحقاً من أنشطة عسكرية وغيرها. ماذا عن سرايا المقاومة؟ بالنسبة لهذا الفصيل التابع لـ"حزب الله"، فإن التفاصيل المرتبطة به تبقى مختلفة نوعاً ما عن أي فصيل آخر، لاسيما أن سرايا المقاومة هي قوّة غير فاعلة جداً على ساحة الجنوب بينما عملياتها محدودة جداً ولا تُذكر. تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ إن عمليات سرايا المقاومة هدفها فقط إثبات وجود لا أكثر ضمن ساحة الجنوب والتمهيد أكثر للحفاظ على كيانها لاحقاً حتى بعد انتهاء الحرب، وذلك من خلال القول إنه كانت لها مشاركة ميدانية حتى وإن كانت خجولة. في المقابل، ما يتبين هو أن لدى سرايا المقاومة ملفات عديدة لاحقت العديد من أفرادها ومرتبطة بـ"تهريب سلاح"، وفق معلومات "لبنان24". هنا، تقول المصادر إن هذا الأمر ينظر إليه بعين مستقلة تؤثر على نشاط الفصيل المذكور، فيما يتابع "حزب الله" أي ثغرة يمكن أن ترتبط بالسرايا كونها محسوبة عليه، بينما يطلب عدم التهاون بأيّ أمرٍ يمثل تجاوزاتٍ بحق الداخل اللبناني.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سرایا المقاومة فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خفايا اغتيال محمد عفيف.. سوريا أوّل المُستهدفين
الضربةُ الإسرائيليَّة التي طالت رأس النبع وأودت بحياة مسؤول العلاقات الإعلاميّة في "حزب الله" محمد عفيف لا تحملُ رسالة إلى الحزب فحسب بل تشملُ أيضاً سوريا بشكل مُباشر.
في الواقع، كان الاستهداف مزودجاً، فمع استهداف إسرائيل لعفيف، كانت الضربة مُركّزة أيضاً باتجاه حزب البعث العربي الإشتراكي الذي يُمثّل سوريا في لبنان، فالمركز الذي استشهد عفيف داخله يعود للحزب ما يعني أنّ الغارة طالت الأخير أيضاً.
هذه المرة الأولى التي يُستهدف فيها مقرٌّ لـ"حزب البعث" في لبنان خلال الحرب الحالية، في حين أنّ الخطوة نفسها لم يسبق أن حصلت أيضاً في سوريا.. فما دلالاتها؟
تقول مصادر معنيّة بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنّ قصف "البعث" في لبنان يشير إلى أنّ "حلفاء حزب الله" دخلوا أيضاً على خطّ الإستهداف، فالأمرُ لم يعد مُقتصراً على الحركات والجهات التي شاركت بالقتال مع "حزب الله"، بل بات يشملُ أيضاً "حلفاء السياسة والمحور" كـ"البعث".
لهذا السبب، تُرجح المصادر أن تدخل هذه الأطراف دائرة الخطر الفعليّ إن قرّرت إسرائيل حقاً توسيع هجماتها ضدّ لبنان في حال فشل مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل. عملياً، فإنّ حلفاء الحزب يستشعرون الخطر، وتقولُ المعلومات إن تدابير عديدة تمّ اتخاذها على صعيد العديد من الأطراف الحليفة له، بهدف تجنّب الإستهدافات الإسرائيلية المباغتة.
أمام كل ذلك، فإنَّ لجوء عفيف إلى مركز "البعث" لا يعتبر "الحدث"، وفق المصادر، باعتبار أنَّ الأخير كان يتردّدُ إلى المكان دائماً، وغالباً ما كان يعقد اجتماعات هناك انطلاقاً من دوره الإعلاميّ.
لكن في المقابل، فإنّ المسألة الأكثر إثارة للتساؤلات ترتبط بما صرّح به أمين عام حزب البعث علي حجازي عن أن هناك شخصاً سوري الجنسية يُدعى أحمد الجاسم، جرى توقيفه بتهمة تصوير مراكز لـ"البعث"، في حين أن الجيش، الذي أوقف السوري، لم يُحذر الحزب من الأمر، كما قال حجازي.
هنا، تُطرح تساؤلات فعلية عن حقيقة هذا الأمر لاسيما أنه لم يصدر أي تعليق بإطاره من أي جهة معنية، في حين أنّ الأنظار تحومُ حول تاريخ تبلغ قيادة "البعث" بأمر الجاسم وعن الإجراءات التي تم اتخاذها للحماية أقله على صعيد عفيف الذي كان معروفاً بتردّده إلى هناك.
في هذا الإطار، تسألُ مصادر مطلعة: "إن كان البعث قد تلقى إشارات بشأن الجاسم، فما هي الإجراءات التي اتخذها في ظل الحرب؟ وقائياً، الحماية مطلوبة إلا إذا كانت مسألة الجاسم غير محسومة وغير مُثبتة ومرتبطة بتكهنات حتى إثبات العكس".
وبمعزلٍ عن هذا الأمر، يبقى الأساس من استهداف "البعث" هو مُحاكاة إسرائيل لسوريا بلغة النار وبخطابٍ القصف، فاستهداف حزبٍ يمثلها في لبنان لا يعني إلا استهدافاً لها، وقد تزامن ذلك مع نداءات إسرائيلية تهدف للضغط على سوريا ودمشق بهدف قطع خطوط الإمداد مع "حزب الله" عبر أراضيها.
الأمور هذه برمّتها تؤكد أن إسرائيل باتت تُوسّع استهدافاتها باتجاه سوريا انطلاقاً من لبنان، فالمسألة الآن لم تعد مرتبطة باستغلال أجواء لبنان للقصف بل يتصلُ أيضاً بضرب نفوذ دمشق في لبنان ناهيك عن إستهداف الحزب ضمن مراكز حزبية لأطراف مؤيدة له.
ما يتبين أيضاً هو أن عملية رأس النبع لا تُوحي فقط باستهداف بل تؤسس لـ"شرخٍ أو تذبذب في العلاقة" بين الحزب وحلفائه وذلك لكي يبتعد عن الأماكن المتصلة بهم خوفاً من أن تكون مخروقة أو أن يتم تسريب معلومات عنها تؤدي إلى اغتيالات جديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"