تبادلت كييف وموسكو هجمات جديدة واسعة بالمسيّرات بالتوازي مع احتدام المعارك في جبهتي دونيتسك وكورسك، في حين اعتبر مسؤول أوكراني أن روسيا قد تحاول إنهاء حربها قريبا.

فقد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد أن دفاعاتها أسقطت 10 من 14 مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية على عدة مناطق في أوكرانيا.

وقالت القوات الجوية إن الجيش الروسي أطلق أيضا صاروخين من طراز "إسكندر" وصاروخا موجها كان يستهدف مقاطعة أوديسا (جنوب)، وأضافت أن دفاعاتها أسقطت الصاروخ الأخير، بدون أن توضح مصير الصاروخين الآخرين.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 29 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا أثناء الليل مستهدفة 7 مناطق روسية.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليغرام أن 15 مسيّرة أُسقطت فوق منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا، في حين تم تدمير البقية فوق مناطق سمولينسك وأورلوف وبيلغورود وكالوغا وروستوف.

وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت مقتل 7 أشخاص على الأقل أمس في 4 هجمات روسية على جنوب وشرق وجنوب شرق البلاد.

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية في دونيتسك (رويترز) معارك محتدمة

وتأتي الهجمات المتبادلة بالمسيرات والصواريخ بينما تشهد جبهات شرق أوكرانيا تصاعدا في وتيرة الهجمات الروسية، لا سيما حول مدينة بوكروفسك بمقاطعة دونيتسك بمنطقة دونباس، حيث تحاصرها من جهات عدة.

وفي حين تحاول القوات الأوكرانية صد الهجوم، بدأ السكان في إخلاء المدينة بعد أن باتت منطقة عسكرية.

وكانت موسكو أعلنت في الآونة الأخيرة أن قواتها سيطرت على عدة بلدات في دونيتسك، وهذا شكل ضغطا إضافيا على المدن المهددة بالسقوط على غرار بوكروفسك وتشاسيف يار، وأقرت كييف بصعوبة الوضع هناك.

كما تحتدم المعارك في مقاطعة كورسك غرب روسيا، حيث بدأت القوات الروسية هجمات مضادة في محاولة لطرد القوات الأوكرانية التي توغلت في المقاطعة قبل أكثر من شهر.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحياتها القتالية دمرت تجمعات للقوات والآليات الأوكرانية في المنطقة الحدودية كورسك.

من جانبها، أعلنت القوات الخاصة الأوكرانية مقتل جندي روسي وإصابة اثنين آخرين خلال تنفيذها ما وصفته بكمين محكم في كورسك، وبثت صورا قالت إنها لتوغل جنودها في إحدى غابات المقاطعة وما تلاه من اشتباك مع قوة روسية.

بودانوف وصف كوريا الشمالية بأنها أكثر حلفاء روسيا خطرا على بلاده (الفرنسية) موعد انتهاء الحرب

في الأثناء، توقع مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن تحاول روسيا قبل عام 2026 إنهاء حربها مع أوكرانيا -التي بدأتها أواخر فبراير/شباط 2022- بسبب المشاكل الاقتصادية المحتملة، خصوصا جراء العقوبات الغربية والحاجة لحملة تعبئة جديدة للجنود.

وتعليقا على تردد حلفاء أوكرانيا الغربيين في تزويدها بأسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، قال بودانوف في كلمة ألقاها أمس السبت في مؤتمر يالطا للإستراتيجية الأوروبية بكييف إنه "لن يكون هناك تصعيد، ولا يوجد شيء على الإطلاق من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ".

وأضاف أن كوريا الشمالية هي أكثر حلفاء روسيا خطرا على بلاده بسبب الشحنات الضخمة من قذائف المدفعية التي ترسلها إلى موسكو لاستخدامها في جبهات القتال بأوكرانيا.

كما أشار المسؤول الأوكراني إلى تزايد الاستخدام المكثف من قبل القوات الروسية لصواريخ إسكندر والقنابل الموجهة، ووصف ذلك بأنه مشكلة كبيرة.

ويمكن أن تحمل هذه الصواريخ حوالي نصف طن من المتفجرات ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة، وهذا يسمح للطائرات الروسية بتجنب الدفاعات الجوية.

وتعهد بودانوف بالاستمرار في القتال، قائلا إنه لا يوجد خيار آخر لأوكرانيا.

وفي الآونة الأخيرة، حذرت موسكو مرارا من أن تزويد الغرب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لاستهداف عمق روسيا يعني انخراطا مباشرا لحف شمال الأطلسي (ناتو) في الحرب.

وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس إن بلاده تدرك أن الغرب اتخذ بالفعل قرارا بشأن ضرب العمق الروسي، وأنه أرسل إشارات إلى كييف من أجل ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام

صمتت المدافع وتوقفت المسيرات في المسافة بين روسيا وأوكرانيا عشية عيد الفصح، وسُجل وقف هش ونادر لإطلاق النار على كل الجبهات، رغم الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة من الجانبين، لكن الأمر لم يدم طويلا، وعادت الحرب دون أن يكون للأجواء الروحية التي سادت يوم الفصح أي تأثير حقيقي على غرف عمليات القتال في الجانبين.

لكن لماذا سمح العالم لمثل هذه الهدنة أن تمر مرورا عابرا دون وقفة تأمل حقيقية وعميقة حول الحرب. كانت ثمة مناسبة، وثمة فرصة ملحة للتفكير في الحرب، وتأثيرها ومآلاتها، وضحاياها وآلامها، وكان الفصح المقدس في روسيا وفي أوكرانيا وفي الغرب عموما مناسبة تستحق، خاصة وقد هدأ ضجيج المدافع والطائرات، لحظات تأمل منطقي حتى في لحظة روحية تتخطفها العاطفة أكثر مما يحضر فيها المنطق، وذلك من أجل حرب استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات وأزهقت عشرات الآلاف من الأرواح وغيرت أخلاق أوروبا قبل سياساتها.. لماذا لم تتحوّل هذه الهدنة، التي خلقتها لحظة روحية نادرة، إلى نقطة انطلاق لشيء أعظم، وأكثر واقعية؟ ولماذا لم يتحول الاحتفال الروحي إلى فرصة سياسية فيها من الخير الكثير ليس لروسيا وأوكرانيا ولكن للعالم أجمع؟

ليس في هذا تسطيح للحرب، ولكنه طرح واقعي يستند إلى الكثير من دروس التاريخ، خاصة وأن هذه الحرب لا تتعلق فقط بموضوع النصر والهزيمة ولكنها تتعلق بالنتائج أكثر من أي شيء آخر.

لكن النتيجة الجوهرية في هذا المسار تتعلق بمصير أوكرانيا تحديدا هل تكون قاعدة أمامية للغرب، أم تكون تابعة لروسيا؟

لكن دروس التاريخ تُعلمنا أن الصراعات التي تُختزل في معادلة النصر والهزيمة غالبا ما تُفضي إلى أطراف منهكة لا إلى حلول عادلة. ولعل التجربة الأوكرانية نفسها، بكل تعقيداتها الجغرافية والتاريخية، تفتح الباب أمام خيار ثالث لا يقوم على الاستقطاب، بل على التوازن. خيار لا يرى في أوكرانيا ساحة صراع بين الشرق والغرب، ولكنه جسر يمكن أن يصل بينهما، إذا ما تحررت من ضغوط المعسكرين، واختارت طريقها الخاص، كدولة مستقلة تجمع الفرقاء حول طاولات الحوار.

قد يبدو تصور مثل هذا التوازن صعبا اليوم، مع تحصن الجبهات وتصلب الخطاب. لكن، دائما ما يكون وسط الحرب وبين الركام أصوات للعقل والحكمة وهي أصوات تستحق أن نسمعها في وقتها لا أن نتحسف على تجاهلنا لها بعد ذلك بسنوات أو عقود!

إن وقف هذه الحرب ليس معاهدة سلام كتلك التي وقعت في أعقاب سقوط جدار برلين وبداية حقبة تاريخية جديدة ولكنه في هذه اللحظة قرار قد يُنقذ الأرواح، ويجنب العالم خطر الانزلاق نحو حرب كونية تعود فيها لغة التهديد النووي إلى الواجهة.

وإذا كان التاريخ يحضر كثيرا عند الحديث عن روسيا وأوكرانيا فإنه يقول بشكل واضح أن كلا من روسيا وأوكرانيا ورغم كل الذي حدث يمكن أن يرى كل منهما الآخر باعتباره شريكا لا عدوا فثمة تاريخ مشترك كبير بين البلدين، والبلدان يشكلان امتدادا لحضارة واحدة متشابكة من حيث الثقافة والدين واللغة وكذلك المآسي والنكبات والآلام والكثير من المعاني التي تجمع بينهما ولا يمكن أن تنبت رغم فداحة هذه الحرب.. والذي يمكن أن يقرب هذا المعنى بين الطرفين، روسيا وأوكرانيا، أوكرانيا بوصفها دولة وليس بوصفها نقطة رمزية للغرب هو حديث المصالح؛ مصلحة وقف الحرب وعودة الأمن ومصلحة العودة للحياة الطبيعية الهادئة والهانئة.

وربما تستطيع أوكرانيا أن تعود إلى المنطق أكثر فيما لو استطاعت أن تتخلص من فكرة أنها تقاتل روسيا الآن بالنيابة عن أوروبا/ الغرب لأن ذلك من شأنه أن يقضي عليها مع استمرار هذه الحرب ويزيد التخلي عنها فالكل في الغرب يبحث عن مصالحه.. وما فعله ترامب خير دليل على ذلك.

والسلام الذي بات أمرا مهما بين البلدين الآن يحتاج واقعية دبلوماسية وفهما عميقا للتاريخ.. وأيضا شجاعة أخلاقية وهذا كله يحتاج إلى الحوار.

وإذا كان عيد الفصح الذي أوقف الحرب ولو لساعات ليست طويلة يعني في التقاليد المسيحية انتصار الحياة على الموت وتجدد الأمل بعد الألم فإن ذلك كان أجدى أن يجعل الجميع وبشكل خاص الروس والأوكران أن يتأملوا الأمر جيدا ويفكروا في منطق وقف الحرب.. وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فثمة إرادة كامنة لسلام طويل. الأمر لا يحتاج لمعجزة دينية، بل فقط إلى قرار شجاع وواقعي.

وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فذلك يعني أن السلام بين البلدين ليس مستحيلا، لكنه مؤجل. وما تحتاجه هذه اللحظة التاريخية بينهما ليس أكثر من إرادة سياسية جريئة، واعتراف متبادل بأن كل دقيقة إضافية في هذه الحرب، هي انتكاسة لكل معاني الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • آثار الدمار الناجم عن القصف الروسي في العاصمة الأوكرانية كييف
  • القوات الجوية الأوكرانية: دمرنا 48 صاروخا و64 طائرة روسية
  • روسيا .. إحباط هجوم إرهابي على مصنع للبتروكيماويات في مقاطعة نيجني نوفغورود
  • الدفاع الروسية :اسقاط 11 طائرة مسيرة أوكرانية
  • القوات الروسية تستهدف مستودعا أوكرانيا لإنتاج المتفجرات في زابوروجيه
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط 11 مسيرة أوكرانية
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • الدفاع الروسية: إسقاط مسيرات أوكرانية فوق القرم ومقاطعة بيلجورود
  • الدفاع الروسية: إسقاط مسيرات أوكرانية فوق القرم ومقاطعة بيلغورود
  • الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام