hussainomer183@gmail.com

بقلم / حسين بَقَيرة
برمنغهام
السبت الموافق 14/09/2024

التاريخ سيخلد ذكرى أن ابطال الفاشر قد دافعوا وقاتلوا بكل شجاعة وثبات. سأروي لكم عن بسالة الأسود والنمور، رجالاً ونساءً، من أبناء الفاشر (أداب العاصي)، الذين قدموا أرواحهم فداءً لحماية مدينتهم. سيُذكرهم التاريخ بأنهم خاضوا 133 ملحمة بطولية ضد الغزاة، حققوا النصر في جميعها، وما زالوا بانتظار معركتهم الحاسمة.



لقد أثبتت الفاشر أنها رمزٌ للصمود، ووقفت سدًا منيعًا أمام محاولات مليشيا الجنجويد الإرهابية المتكررة، الذين في كل مرة يعودون منكسرين يجرجرون ازيال هزائمهم. العديد من قادتهم هلكوا في هذه المعارك، وآخرها كانت معركة يوم الخميس الموافق 12/09/2024، حيث سجل شجعان فاشر السلطان صفحة جديدة من البطولات في تاريخهم المشرق.

السودان لن يُؤتى من البوابة الغربية، طالما أن أبطال الفاشر ما زالوا على قيد الحياة. فليطمئن الجميع أن هذه المليشيا إلى زوال بإذن الله، ثم بفضل هؤلاء الأفذاذ، أحفاد سالم أبو حواء، فدائيو الفاشر الذين يجري في عروقهم دم الوطنية الخالصة. كيف لا وهم قد تنفسوا هواء هذه الأرض وترعرعوا في ترابها منذ نعومة أظفارهم، وهم الآن عازمون على تحرير كل شبر دُنِّسَ على يد مليشيا الدعم السريع. لا يرون للحياة معنى ما لم يُحرروا وطنهم.

الحرب الحالية على السودان ثلاثية الأبعاد، حيث يلعب كل طرف من الأطراف دورًا حاسمًا لتحقيق أهدافه الخاصة. أداة الحرب الأولى هي مليشيا الدعم السريع وأعوانها، الذين يسعون للاستيلاء على السلطة بأي ثمن، حتى لو كلفهم ذلك القضاء على السودان وشعبه، كما نشهده اليوم. الطرف الثاني هو دويلة الإمارات التي تقدم الدعم اللوجستي والعسكري للمليشيا الإرهابية، بهدف تدمير السودان وتنصيب قائد المليشيا، حميدتي، رئيسًا تابعًا لها، ليتسنى لهم مواصلة نهب ثروات البلاد الطبيعية، بما في ذلك المعادن والأراضي الزراعية.

أما الطرف الثالث، فهو ما يُسمى بالمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التي أوكلت مهمة تنفيذ مخططاتها للإمارات. هذا التحالف يسعى لاستعمار السودان بالوكالة، حيث تقدم الإمارات و الولايات المتحدة دعماً مزعومًا تحت غطاء العمل الإنساني. يستخدمون سياسة العصا والجزرة، مرة بالتهديد بالعقوبات، ومرة أخرى بالمساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. هدفهم الأساسي هو سرقة خيرات السودان وزعزعة استقراره، عبر استغلال مليشيا الجنجويد والإمارات.

ورغم هذه المؤامرات، فإن الشعب السوداني قد أدرك حقيقة ما يُحاك ضده، وقد وقف بثبات خلف جيشه، والقوات المشتركة، وقوات "القشن" و"ارت ارت" وغيرها من قوى المقاومة الشعبية. الشعب منحهم التفويض الكامل لحماية سيادة السودان أرضاً وشعباً، ولن يتراجعوا عن ذلك قيد أنملة. لا شك أن الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الجنجويد وأعوانها ووكلاؤهم سيُهزم، عاجلاً ام آجلاً، كما قال الله تعالى: "سيُهزم الجمع ويولون الدبر".

بقلم / حسين بَقَيرة
برمنغهام
السبت الموافق 14/09/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیا الجنجوید

إقرأ أيضاً:

(..) يعني نهاية الجنجويد في الخرطوم والجزيرة، لتبقى دارفور

لقد كان دخول حركات دارفور للحرب في صف الجيش نقطة تحول مفصلية في مسار الحرب؛ لأنها أربكت موقف الجنجويد العسكري والسياسي في دارفور وكذلك في عموم السودان وفي المقابل تعزيز الموقف الوطني عسكريا وسياسيا.

كذلك، بالنظر إلى الموقع الجغرافي لسهل البطانة وانفتاحه على ولايتي القضارف وكسلا، وما يمكن أن يمثله انتشار الجنجويد في البطانة من تهديد لهاتين الولايتين ومن ثم لولاية البحر الأحمر وبورتسودان نفسها، تتضح أهمية انضمام كيكل وحاضنته الاجتماعية للقتال في صف الجيش. تخيل لو تمددت المليشيا في سهل البطانة الشاسع عسكريا وسياسيا؛ وضع خطير.
حاليا بدلا من أن تكون البطانة محطة إنطلاق للمليشيا للتمدد شرقا، أصبحت جبهة هجوم واستنزاف لقوات المليشيا في شرق الجزيرة والجزيرة عموما. يتعين على المليشيا الآن، بعد انضمام كيكل، أن تدافع في جبهة طويلة واسعة شرق الجزيرة أمام قوات خفيفة وسريعة الحركة يمكن أن تهجم في أي نقطة من هذه الجبهة الواسعة وهذا يعني استنزاف دفاعي كبير للمليشيا.

في الوقت نفسه ما تزال قوات الجيش على بقية الجبهات جنوب وغرب وشرق الحزيرة، من جهات سنار بشوالمناقل والفاو على استعداد للهجوم في اللحظة المناسبة.
بانضمام كيكل اكتمل حصار المليشيا من جهة الشرق، لتصبح محاصرة في الجزيرة من ثلاثة جهات هي الغرب والجنوب والشرق.

مع التحركات الأخيرة للجيش غرب نهر النيل الأبيض – شمال الولاية بالقرب من جبل أولياء ومع قطع جسر جبل أولياء يكون حصار المليشيا بقطع الإمداد من جهة الغرب قد اكتمل لتصبح داخل صندوق كبير في ولايتي الخرطوم والجزيرة. وهذا الصندوق مخترق من الداخل بالجيش في عدة مواقع داخل ولاية الخرطوم في الخرطوم وبحري مثل المقرن والقيادة والمدرعات والذخيرة والإشارة وحطاب وقوات الكدرو والقوات التي توغلت حديثا عبر جسر الحلفايا إلى داخل بحري. هذه قوات داخل الصندوق مشتبكة مع المليشيا من الداخل. خارج الصندق توجد متحركات الجيش من شندي شمالا وقوات المناقل في الغرب وقوات سنار والنيل الأبيض في الجنوب وقوات الشرقية في الفاو والخياري ثم قوات درع السودان المنضمة حديثا من جهة الشرق.

لو نجح الجيش في إبقاء جسر جبل أولياء خارج الخدمة لفترة أطول أو تقدم من جهة النيل الأبيض من الجنوب غرب نهر النيل الأبيض ومن جنوب أم درمان نحو جبل أولياء وسيطر على المنطقة غرب الجسر يكون قد كتب نهاية الجنجويد في الخرطوم والجزيرة، لتبقى دارفور.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “صمود” .. البنك الدولي يمول مشروعا صحيا بالشمالية – السودان
  • ملحمة شيكان
  • (..) يعني نهاية الجنجويد في الخرطوم والجزيرة، لتبقى دارفور
  • الخارجية : سورية تؤكد على أن إمعان هذا الكيان الغاصب بالاستهتار المنقطع النظير بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بكل المطالبات الدولية لوقف عدوانه وانتهاكاته، يأتي جراء عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف حازم وحقيقي لردعه عن جرائمه، التي شملت أيضاً الاعتداء على قوا
  • معارك بالفاشر وتقديرات بتجاوز عدد القتلى الأرقام الأممية
  • “العفو الدولية”: أنظمة أسلحة فرنسية في السودان تنتهك الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة
  • أحمد حسين: الحرب الإعلامية التي تمارسها الميليشيا عن تحركاتها في الأطراف الشرقية لمدينة الفاشر محاولة “
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • السودان من أوائل الدول التي تعاني «سوء التغذية الحادّ»
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر