تؤدي صناعة النفط والغاز في الجزائر دورًا مهمًا في توفير احتياجات القارة الأوروبية، وزاد مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ويدعمه مستقبلًا توسع البلاد في الطاقة المتجددة لتمثل عنصرًا دبلوماسيًا بين الدول.

ونتيجة لذلك، يهتم الاتحاد الأوروبي بصورة خاصة بتحقيق الاستقرار السياسي في الجزائر، كونها تدعم تحقيق أمن الطاقة لدول القارة العجوز.

وفي وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، فاز الرئيس عبدالمجيد تبون بولاية جديدة، وهو ما قد يفتح الباب -مع تشكيل الحكومة الجديدة- لوجود توجه اقتصادي مختلف يرتكز على تنويع الاقتصاد ومصادر الطاقة، وفق رؤية وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وما تزال صناعة النفط والغاز في الجزائر المحرك الرئيس لنمو الاقتصاد، فرغم أنها تمتلك شعاعًا شمسيًا يعد ضمن الأعلى عالميًا، فإن مشروعات الطاقة المتجددة تتقدم ببطء، وما يزال الغاز هو المهيمن على مزيج توليد الكهرباء.

وتُظهر أرقام حكومية أن مدة سطوع الشمس في كامل الأراضي الجزائرية تصل إلى 2000 ساعة سنويًا، ويمكن أن تصل إلى 3.9 ألف ساعة على الهضاب العليا والصحراء.

قطاع النفط والغاز في الجزائر داعم قوي

من المتوقع استمرار اقتصاد الجزائر في الاعتماد على تصدير الوقود الأحفوري لعقود قليلة، مع امتلاكها ثاني أكبر احتياطيات الغاز في أفريقيا -بعد نيجيريا- استقرت عند 4.5 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023، وفق تقديرات أويل آند غاز جورنال، كما استقرت احتياطيات النفط عند 12.2 مليار برميل.

كما تحل البلاد في المركز الثالث عالميًا ضمن قائمة أكبر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الصخري بموارد قابلة للاستخراج تُقدر بـ707 تريليونات قدم مكعبة، كما يرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة:

وفي عام 2023، تصدّرت الجزائر قائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للغاز الطبيعي بحجم بلغ 104.27 مليار متر مكعب، مقابل 100.51 مليار متر مكعب في عام 2022.

ونتيجة لذلك، تحتاج الجزائر إلى الإسراع في التوسع وتنويع اقتصاداتها بقطاعي التصنيع والخدمات ونشر الطاقة المتجددة، وفقًا لمقال نشره موقع فوربس، كتبه أستاذ الطاقة والبيئة في جامعة ديلاوير الأميركية، سليم علي.

وكانت الجزائر من الدول التي استفادت بصورة كبيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أدت تداعياتها إلى اتجاه أوروبا للاعتماد على الغاز غير الروسي، وتُعد الموارد الوفيرة في شمال أفريقيا وعلى رأسه الجزائر الأقرب لتلك الدول.

يُشار إلى أن البلاد توفر نسبة تتجاوز 10% من استهلاك أوروبا من الغاز الطبيعي، بدعم من الاحتياطيات الكبيرة التي تمتلكها وخطوط الأنابيب الرابطة بين الجزائر والقارة الأوروبية، بالإضافة إلى استثمارها في مرافق تصدير الغاز المسال.

ويرى كاتب المقال، أن الدول الأوروبية تهتم بالحفاظ على استقرار الجزائر سياسيًا، بصفتها مصدرًا موثوقًا للغاز، الذي يمثل مصدرًا أساسيًا للطاقة في القارة العجوز.

وتوضح بيانات وحدة أبحاث الطاقة، أن الجزائر جاءت في المركز الثالث ضمن قائمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى أوروبا بنسبة بلغت 11.3%، وبحجم 6.93 مليون طن خلال أول 7 أشهر من 2024، كما يظهر الرسم البياني التالي:

الطاقة المتجددة تعزّز العلاقات الدبلوماسية

مؤخرًا، هناك اهتمام جزائري في زيادة نشر الطاقة المتجددة، الأمر الذي يدعم استمرار اعتماد الدول الأوروبية على الجزائر في توفير الطاقة التي تحتاج إليها من خلال تصدير الكهرباء المولدة من محطات الطاقة الشمسية الجزائرية إلى أوروبا.

وتخطط الجزائر لتوليد 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، من خلال استغلال طاقتي الشمس والرياح، بالإضافة إلى التوليد المشترك، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

ويمكن أن تؤدي الإمكانات الطبيعية التي تمتلكها الجزائر في الطاقة الشمسية دورًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الصين ودول القارة الأوروبية وتحسين الثقة بينهما.

وبحسب المقال، فإن الشركات الصينية استحوذت على نحو 2 غيغاواط من تطوير قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الجزائر، لذلك فإن هذا الاستثمار سيعزّز التعاون نحو تحقيق الحياد الكربوني ودعم أمن الطاقة للقارة الأوروبية في الوقت نفسه.

ويرصد الرسم البياني التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور سعة الطاقة المتجددة في الجزائر خلال 12 عامًا:

ودعا المقال إلى استغلال الإنفاق الرأسمالي في تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، التي تسبب توترها في إغلاق خط أنابيب الغاز الذي كان ينقل الغاز الجزائري عبر المغرب إلى إسبانيا منذ عام 2021.

ويمكن أن تشهد المدة الرئاسية الجديدة عصرًا جديدًا على صعيد الاقتصاد والسياسة حال اتجاه البلاد إلى تنفيذ رؤية تعتمد على تنويع الاقتصاد.

ومع قوة صناعة النفط والغاز في الجزائر، ينبغي أن تكون البلاد في مقدمة المحادثات والتوجهات العالمية حول التحول الأخضر، في ظل ما تمتلكه من قوة دافعة للطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة من الطاقة

إقرأ أيضاً:

في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة

أكدت دولة الإمارات التزامها بمواصلة جهودها في دعم التحول العالمي للطاقة، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأمن في قطاع الطاقة، بما يرسخ مكانتها كشريك استراتيجي موثوق على الساحة العالمية في هذا المجال الحيوي.

جاء ذلك خلال مشاركة وزارة الطاقة والبنية التحتية في الاجتماع الثاني للجنة كبار المسؤولين في مجال الطاقة لدول مجموعة بريكس الذي عُقد في العاصمة البرازيلية "برازيليا"، بحضور ممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء.

ناقش الاجتماع سبل تحقيق التوازن بين أمن الطاقة والتنمية المستدامة، وتعزيز التحول نحو مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية، وتم تسليط الضوء على الدور الريادي لدولة الإمارات في ضمان أمن إمدادات الطاقة العالمي، ومكانتها المتقدمة في مجالات تحول الطاقة، والهيدروجين ومشتقاته.

أخبار ذات صلة أسعار الوقود لشهر أبريل 2025 "الوطني للأرصاد" يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة

واستعرضت وزارة الطاقة والبنية التحتية، خلال الاجتماع، الإنجازات المتحققة في قطاع الطاقة، حيث تصدّرت الإمارات العديد من المؤشرات على مستوى العالم، من بينها الوصول الشامل إلى الكهرباء ووقود الطهي، والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بما يعكس التزامها بتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وشدد الاجتماع على أهمية متابعة تنفيذ مخرجات "اتفاق الإمارات" التاريخي في COP28 الذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وزيادة كفاءة الطاقة إلى الضعف بحلول عام 2030، وهو ما يتماشى مع رؤية دول مجموعة بريكس في تعزيز الجهود نحو مستقبل مستدام قائم على الطاقة النظيفة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • السفير مصطفى الشربيني لـ أ ش أ: مصر على أعتاب ثورة اقتصادية كبرى باستغلال هيدرات الغاز والطاقة الحرارية
  • العراق يأمل بالإسراع في استثمار حقلي “عكاس والمنصورية” لسد احتياجاته من الغاز
  • في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • مشيدا بجهودهم ..وزير الكهرباء يهنئ العاملين بعيد الفطر المبارك
  • مشيدا بجهودهم .. وزير الكهرباء يهنئ العاملين بعيد الفطر المبارك
  • وزير الكهرباء يهنئ العاملين بعيد الفطر المبارك
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • من النفط إلى الكهرباء: خطة لاستثمار الغاز المصاحب
  • توتر دبلوماسي ..الجزائر تمنع دبلوماسييها وأفراد عائلاتهم من السفر إلى فرنسا