شاهد.. رواد فضاء مدنيون يسيرون في الفضاء في مشهد تاريخي
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
في مهمة صُنفت أنها تاريخية، صعد مجموعة من المدنيين على متن مركبة الفضاء "كرو دراغون" إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهي أبعد مسافة يصلها الإنسان منذ مشروع "أبولو" الذي أوصل الإنسان إلى القمر قبل نحو 50 عاما، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل دفع رواد الفضاء بأنفسهم خارج المركبة الفضائية في مشهد أخاذ، بينما كانت الأرض تظهر في الخلفية المعتمة.
تحمل المهمة التاريخية اسم "بولاريس داون" وتديرها شركة "سبيس إكس" بالنيابة عن الملياردير ورائد الأعمال الأميركي غاريد إيسكمان، الذي صعد بنفسه رفقة الطاقم المكون من 4 أشخاص. وقد شهدت الرحلة عبورا جزئيا لحزام فان آلن الإشعاعي، وذلك ضمن خطة العمل المتفق عليها لدراسة مدى تأثير الأشعة لصحة الإنسان العادي.
وقد أجرى الفريق أول عملية سير في الفضاء على مستوى أشخاص مبعوثين من جهات غير حكومية، إذ فتح الطاقم كبسولة المركبة الفضائية ودفعوا بأنفسهم عبر النافذة الصغيرة التي كانت تفصلهم عن رؤية الفضاء السحيق. ووفقا للإجراءات المتبعة، فإن المركبة الفضائية دخلت في نظام اتزان الضغط الجوي بتفريغها من الهواء لمدة ساعتين تقريبا، وذلك ليتساوى الضغط الداخلي مع الخارجي شبه المعدوم.
وكانت الرحلة قد انطلقت صباح الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأميركية، ووصلت إلى ارتفاعها المطلوب البالغ 700 كيلومتر الخميس، علما أنها وصلت إلى أقصى ارتفاع لها نحو 1400 كيلومتر قبل أن تستقر في مدارها الحالي، ومن المقرر أن تستمر المهمة لمدة 5 أيام في مدارها حول الأرض.
وقبل لحظة خروجهم من الكبسولة، خضع الطاقم لعملية "التنفس المسبق"، وهي خطوة ضرورية لتخليص مجرى الدم من النيتروجين، وتجنب احتمالية الإصابة المميتة المحتملة والمعروفة باسم "فقاعات النيتروجين"، والتي يمكن أن تحدث عند التعرض للفراغ.
وقد بثت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عرضا مباشرا عبر منصة يوتيوب لحظة صعود إيسكمان، الذي كان أول من خرج من الكبسولة باستخدام سلم صُمم خصيصا من "سبيس إكس" لأداء هذه المهمة، وبينما كان في الأعلى علق إيسكمان متأملا الأرض أنّها "عالم مثالي".
كما عمل رواد الفضاء على تجربة بدلتهم الفضائية الجديدة واختبار مدى مرونتها على الحركة من خلال الالتفاف وتحريك أطراف الجسم بوضعيات مختلفة، وهو هدف كانت تطمح إليه "سبيس إكس" بتطوير بدلات فضاء تشبه الملابس العادية إلى حد كبير من حيث المرونة وسهولة الحركة، على عكس البدلات التقليدية التي تقيد كثيرا من الحركة والمساحة لدى رواد الفضاء.
كما هنأ بيل نيسلون مدير وكالة ناسا الطاقم وشركة "سبيس إكس" على تحقيق أول عملية سير تجارية في الفضاء، في منشور على منصة إكس: "يمثل نجاح اليوم وثبة عملاقة إلى الأمام على مستوى الصناعات الفضائية التجارية، وهو هدف ناسا طويل الأمد لبناء اقتصاد أميركي نابض بالحياة".
Congratulations @PolarisProgram and @SpaceX on the first commercial spacewalk in history!
Today’s success represents a giant leap forward for the commercial space industry and @NASA's long-term goal to build a vibrant U.S. space economy. https://t.co/9cBwpeWUAT
— Bill Nelson (@SenBillNelson) September 12, 2024
وكان إيسكمان قد أعرب عن قلقه حول احتمالية فشل المركبة الفضائية في إعادة تعبئة الكبسولة بالهواء لضبط الضغط الجوي بداخلها عند الانتهاء من عملية السير في الفضاء، مما سيترك الطاقم مع احتياطي الأكسجين المحدود والمرفق في بدلاتهم الفضائية ريثما عودتهم إلى الأرض، وذلك لحسن الحظ ما لم يحدث.
وفي المجمل، فإن المهمة صُنّفت حتى اللحظة بأنها ناجحة للغاية، وأنها تسير وفقا للخطة المطلوبة ووفق الأهداف التي وضعها المسؤولون قبل الانطلاق، كما يُنظر إلى هذه المهمة بأنها ستفتح نافذة كبيرة نحو توسيع نطاق رحلات الفضاء التجارية والسياحية مستقبلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرکبة الفضائیة فی الفضاء سبیس إکس
إقرأ أيضاً:
«سبيس 42» توقع عقداً بقيمة 18.7 مليار درهم مع حكومة الإمارات
أبوظبي (الاتحاد) وقعت «سبيس 42»، المُدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، عقداً بقيمة 18.7 مليار درهم (5.1 مليار دولار) مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير خدمات الاتصالات الفضائية الحيوية والآمنة لمدة 17 عاماً أخرى تمتد من العام 2026 وحتى 2043. وقالت «سبيس 42» في بيان صحفي إن العقد يُعزز قوة المركز المالي للشركة، حيث يُشكل الغالبية العظمى من الإيرادات المستقبلية المتعاقد عليها والبالغة 26 مليار درهم (7.1 مليار دولار).
وبموجب العقد، ستقوم «سبيس 42» بتوفير خدمات اتصالات فضائية آمنة وموثوقة للحكومة الإماراتية، بالإضافة إلى الخدمات المُدارة ذات الصلة من خلال القمرين الصناعيين الموجودين حالياً في المدار الياه 1 والياه 2، ومستقبلاً من خلال قمرين صناعيين جديدين متطورين هما الياه 4 والياه 5، المتوقع إطلاقهما في عاميّ 2027 و2028 على التوالي. كما يحل العقد محل اتفاقيتين حاليتين - هما اتفاقية خدمات الأقمار الصناعية («CSA») واتفاقية تفويض الخدمات المُدارة («MSM»)، علماً بأن هاتين الاتفاقيتين تنتهيان في نوفمبر وديسمبر 2026 على التوالي. ويشمل العقد مجموعة من الخدمات المتصلة بالتشغيل والصيانة والإدارة التقنية لنظم الأقمار الصناعية الأرضية والمحطات الفرعية، والتي تتولى الشركة توفيرها للحكومة الإماراتية حالياً بموجب عقد منفصل. وستتلقى «سبيس 42» بموجب العقد 3.7 مليار درهم، كدفعات مقدمة جديدة خلال فترة بناء القمرين الصناعيين الياه 4 والياه 5، حيث سيوفر القمران الصناعيان الجديدان خدمات الاتصالات الحكومية الآمنة لمنطقة جغرافية تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا.
وقال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات للخدمات الفضائية التابعة لشركة سبيس 42: «نفخر بإبرام هذا العقد مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، مما يؤكد الثقة المستمرة في حلول سبيس 42 ويدفعنا للمضي قدماً في تقديم حلول التكنولوجيا الفضائية لتلبية مختلف متطلبات الحكومة بكفاءة وأمان وموثوقية. ومع تطلعنا نحو المستقبل، ستوفر أقمارنا الصناعية الأحدث، الياه 4 والياه 5، قدرات جديدة لتعزيز تقنياتنا وخدماتنا». ومنذ حصولها على أمر التكليف العام الماضي، أحرزت «الياه سات للخدمات الفضائية» التابعة لشركة سبيس 42 تقدماً سريعاً لمواكبة الجدول الزمني لإطلاق القمرين الجديدين. وتعاقدت سبيس 42 مؤخراً مع شركة إيرباص لبناء القمرين الصناعيين الياه 4 والياه 5، كما اختارت شركة سبيس إكس لإطلاقهما إلى المدار على مركبة الإطلاق Falcon 9. ويعتمد القمران الصناعيان على منصة Airbus Eurostar Neo القادرة على نشر حمولات مرنة متعددة النطاقات، والتي يمكن إعادة ضبطها بالكامل أثناء إطلاقها في المدار. ومن المتوقع أن تصل تكلفة برنامج تطويرهما، بما في ذلك المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين، إلى نحو 3.9 مليار درهم، أي ما يعادل 1.1 مليار دولار.