يحتفي حزب التجمع اليمني للإصلاح ذو الخلفية الإسلامية بالذكرى السنوية لتأسيسه الرابعة والثلاثين في ظل تحديات جمة وظروف مأساوية تعصف باليمن، وسط تساؤلات عدة عن وضع وأداء الحزب الأكثر تنظيميا من بين القوى والتيارات السياسية المناوئة لجماعة أنصارالله "الحوثي" في البلاد.

وعلى الرغم من أن حزب الإصلاح وفق مراقبين، يعد الأكثر والأشد مقاومة لجماعة الحوثيين على مدى السنوات الماضية، وأكثر من دفع فاتورة هذه الحزب من أعضائه ومقدراته، إلا أن ذلك لم يشفع له كما يقول أيضا، قطاع واسع من أعضائه، لدى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، الذي لم يتوانى في توجيه ضربات تلو الأخرى لتحجيم حضوره ونشاطه السياسي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا جنوب وشرق البلاد.



ويأتي ذلك في وقت يشهد الحزب تباينات داخلية، برزت أحيانا إلى السطح، لكن سرعان ما تلاشت وخففت، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام أسئلة عدة عن التحديات التي يواجهها هذا الكيان الذي تأسس قبل ثلاثة عقود.

"تحديات كبرى"
وفي السياق، يرى الصحفي والكاتب اليمني، مارب الورد أن التحديات التي يواجهها التجمع اليمني للإصلاح في الذكرى الـ34 لتأسيسه، "لاشك أنها أكبر من أي وقت مضى على كافة المستويات سواء في أطره التنظيمية أو في الإطار الوطني أو الخارجي".

وقال الورد في حديث خاص لـ"عربي21" إن هذه التحديات- على الأرجح ـ سوف تستمر وربما تزيد بسبب جملة من العوامل بعضها "موضوعي وذاتي يرتبط بأداء الحزب وسياساته وقراراته وتبعاتها على تماسكه ومصالحه وحاضنته الشعبية" وبعضها "يرجع لظروف البلد في ظل بقاء الوضع على حاله؛ لا سلام ولا استقرار ولا دولة تضمن الحد الأدنى من حرية العمل السياسي والمدني".


وأشار إلى أن واحدة من هذه التحديات على المستوى الداخلي للحزب نفسه، وتكمن "في حالة الجمود والشلل في الهرم القيادي والرؤية"، متابعا القول :"فقد مرت 13 عاما على انعقاد المؤتمر العام الرابع وهي أطول فترة لا يتم فيها تنظيم المؤتمر منذ تأسس الحزب".

فيما النظام الأساسي يؤكد على انعقاد المؤتمر العام مرتين بصفة اعتيادية كل أربع سنوات ويحق له أن يعقد دورات استثنائية بطلب من الهيئة العليا أو ثلثي أعضاء مجلس الشورى أو ثلث أعضاء المؤتمر العام، حسبما ذكره الصحفي الورد.

وحسب الكاتب اليمني فإن حزب الإصلاح كان في الماضي يفاخر بالانتظام في عقد مؤتمراته العامة دون تأجيل تحت أي مبرر حتى أنه عقد مؤتمره الأول بعد أشهر من حرب 1994.. واليوم مرّ أكثر من عقد دون تغيير رغم كل الفرص المتاحة بما في ذلك قبل الحرب الحالية وهو أمر غير مقبول وتجاوز كل الأعذار التي كان يتم طرحها".

وأوضح الصحفي الورد أنه عندما لا يكون هناك تغيير على مستوى القيادات والرؤى والسياسات...فمن الطبيعي أن يكون هناك فشل وأخطاء يتجاوز تأثيرها أعضاء الحزب نفسه إلى بقية المواطنين والدولة وهذا ما هو ما حاصل منذ الشراكة في إدارة المرحلة الانتقالية من بعد 2011 وحتى اليوم".

وقال :"ينبغي أن تدرك قيادة الإصلاح أن استمرار المقاربة السائدة عواقبها خطيرة وملموسة ولن تؤدي إلا إلى المزيد من ارتهان ما تبقى من استقلالية في القرار لصالح سلطة الشرعية والسعودية وحرمان الحزب من قوته مما سيساهم في إضعاف تأثيره وفقدان ثقة أعضائه به وكذلك عموم المواطنين".

ووفقا للمتحدث ذاته، فإنه لا يوجد مبرر لتأخير عقد المؤتمر الخامس، ويمكن تنظيمه في مأرب وهي محافظة تتمتع بالأمن والاستقرار ومن السهولة وصول القيادات إليها وتتولى السلطة المحلية حماية المؤتمر باعتبارها مسؤولة عن توفير الأمن لأي حزب قانوني لتنظيم أي نشاط سياسي".

ومن التحديات يفيد الورد بأنها تكمن أيضا، على مستوى العلاقة مع سلطة الشرعية ( المجلس الرئاسي)، معتبرا أن "هذه النقطة لا تقل أهمية ذلك أنه منذ اشتراك الإصلاح في سلطة المرحلة الانتقالية في 2012، حصل فقدان لاستقلالية القرار وأصبح الحزب تابعا في كثير من الأحيان".

واستدل على ذلك قائلا: كان الرئيس السابق عبدربه منصور هادي يعين شخصيات من الإصلاح في مناصب مختلفة دون التشاور مع قيادة الحزب التي كانت تقبل ذلك دونما اعتراض وكأن هادي رئيسا للحزب لا مسؤولا في حزب آخر وهذا على العكس من تعامله مع حزبه المؤتمر الذي كان لا يستطيع تعيين أحد دون موافقة صالح وإذا حدث فيطلب صالح من هذا الشخص رفض تعيينه ولا يكترث لموقف هادي ولا غضبه".

ولفت إلى أن تأييد حزب الإصلاح للسلطة الشرعية باعتبارها سلطة توافقية الحزب جزء منها، لا يعني التبعية لها وتأييد كل شيء والصمت على أي أخطاء تحت مبررات مختلفة، مستدركا قوله: "لكن قيادات الإصلاح اكتفت ببعض الغنائم مثل المناصب على حساب المصلحة الوطنية"، أي أنها في سبيل بعض هذه المكاسب تخلت عن حقها وواجبها في تقويم السلطة وممارسة الضغط لتصحيح الأخطاء وفضّلت الصمت والاغتراب مثل الآخرين.

ومن المثير للحزن، يقول الصحفي والكاتب الورد أن حزب الإصلاح يمارس النهج ذاته خلال فترة هادي حاليا، مع المجلس الرئاسي المعين من قبل السعودية والإمارات والمشكوك في شرعيته، حتى بعدما تبين أن هذا المجلس مجرد غطاء لتحقيق ما يطلبه الحوثيون من مطالب وهي على العكس من الأهداف العامة سواء استعادة الدولة أو حماية المكتسبات الحالية".

وفيما يخص العلاقة مع السعودية، فقال الورد إن هذا تحد آخر بشأن "مستوى العلاقة مع الخارج وتحديدا الرياض، وإعلان تأييد تدخلها العسكري بسرعة دون أخذ رأي الهيئات المختلفة بالنظر لتبعات ذلك القرار"، مؤكدا أن هذا الأمر يعكس تفرد القيادة العليا دون غيرها وعدم احترام مصالح الأعضاء مما أدى في النهاية إلى ضرر كبير لحق بقاعدة الحزب في كل مكان تقريبا.

ومضى قائلا: "لم يعد مقبولا بعد تسع سنوات استمرار هذه التبعية العمياء للرياض في كل شيء وكأن الحزب مجرد وكيل محلي لها.. كما لم يعد مقبولا ربط كل موقف بأنه يتقاطع مع المصلحة العامة حتى في الوقت الذي تبدو سياسيات السعودية على الضد من ذلك تماما والأمثلة كثيرة.
ودعا الورد إلى "إعادة النظر في المواقف السابقة للإصلاح واتخاذ سياسات تعيد الحزب لبوصلته الأساسية نحو الداخل أكثر من مراعاة عيون الخارج، فالداخل هو الأهم وهو القاعدة الأساسية ويُفترض مراعاة مصالحه أولا وأخيرا".

"تدمير الحزب كان الهدف"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي إن حزب التجمع اليمني للإصلاح نجح حتى الآن في الحفاظ على تماسكه التنظيمي، وعلى تعزيز بنية الولاء داخل جسمه الكبير إلى حد ملحوظ.

وأضاف التميمي مستدركا في حديثه لـ"عربي21": "لكنه يواجه تحديات حقيقية تتصل بواقع الشتات للنخبة من أعضائه الشباب على وجه الخصوص، الذين ترك الشتات آثاراً ملحوظة على سلوكهم في ظل موجة الانفتاح التي تعرضوا لها في بلدان الشتات".

وهذا الأمر الذي بدأ يشهد طرح أسئلة أكثر جرأة لم يعهدها الحزب من قبل بشأن ضرورة التغيير والتكيف السياسي مع المتغيرات، وفق المتحدث ذاته.

وأوضح أن أدوار الحزب الوطنية، لا شك "أنها تأثرت بالحملات الممنهجة التي استهدفته، متكئة على إمكانيات دول وعلى طيف واسعٍ من الخصوم السياسيين الداخليين" مشيرا إلى أن تحييد الإصلاح "شكل هدفاً مشتركاً للمتدخلين الخارجيين والخصوم الداخليين كذلك، وهو الأمر الذي سمح بحقن السلطة الشرعية بشركاء سياسيين يقفون على أرضية متشظية وينشطون ضمن أجندات سياسية معادية للإصلاح وللدولة اليمنية على حد سواء".


وحسب الكاتب التميمي فإنه ورغم ذلك، لم يفقد الإصلاح توازنه بعد ولم يفقد تأثيره، فثمة دور أساس ميداني ينهض به الحزب، وهو الدور الذي يقوم على مبدأ التضحية، بصفته المجال الذي لا يمكن لطرف آخر أن ينافسه فيه.

وتابع: "كما لا يمكن لبقية الأطراف أن تؤثر في الصلابة الميدانية للإصلاح وفي تأثيره المرتبط أصلاً بالدفاع عن الخيارات الوطنية المشتركة للغالبية العظمى من الشعب اليمني".

فيما قلل من قيمة الخلافات الداخلية في الحزب، وقال  إن "ثمة مبالغة على ما يبدو في فرضية الخلافات الداخلية العميقة داخل الإصلاح". وأرجع ذلك إلى أن "البيئة التنظيمية المتماسكة للإصلاح والظرف الخطير الذي تمر به البلاد، والاستهداف متعدد الأطراف لهذا الحزب، قد لا تسمح بحدوث خلافات عميقة".

وقال إن الحديث هنا، ربما يتعلق بـ"النقاشات التي تجري بأصوات مرتفعة حول الخيارات التي يتعين أن يأخذ بها الحزب لتجاوز ما يمكن وصفه بحالة السبات السلبي الذي يصل في نظر البعض إلى الارتهان لإرادة المجتمع الإقليمي والدولي".

وأكد الكاتب اليمني التميمي أن جزءً من إمكانيات الحرب قد صُرفت عمليا لتحييد المعسكر الوطني بكامله وليس الإصلاح فقط، لافتا إلى أنه وحتى هذه اللحظة لا يمكن القول "إن الإصلاح فقد حضوره في بعض المناطق المحررة وبالأخص في المحافظات الجنوبية، فعناصره لا تزال تبدي القدر ذاته من الالتزام التنظيمي"، و"إن خفت صوت الحزب وتأثيره الميداني في المحافظات التي تسيطر عليها ميلشيات تابعة لدولة إقليمية كالإمارات".

أما في بقية المحافظات الأخرى، بحسب التميمي "فليس هناك ما يؤشر على أنه قد حُيد أو انتفى تأثيره بل هناك حضور وتأثير طاغ في بعض محافظات البلاد كمحافظتي تعز ومأرب..فيما لا يزال جسمه التنظيمي يتمتع بقدر من التماسك داخل الكتلة السكانية الأكبر التي يسيطر عليها الحوثيون".
"حافظ على ذاته موحد"

من جهته، قال نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية السابق، عبدالرقيب الهدياني إن ما يحسب للإصلاح هو "قدرته في الحفاظ على ذاته موحد الكيان والقيادة والقرار وسط هذه الأزمة الكبيرة التي دخل فيها اليمن وكان القضاء على حزب الإصلاح أحد أوجهها".

وأضاف الهدياني في حديثه لـ"عربي21" : "فمن مقتضيات هدف تدمير الدولة والسيطرة على البلد والتي التقى عليه كل الخصوم محليين وإقليميين هو أيضا كسر روافع هذه الدولة ومنها الأحزاب والإصلاح أهمها".

وأشار: "34 عاما هي عمر مسيرة الإصلاح منها عشر سنوات في ظل الإنقلاب والحرب والتدخلات الإقليمية لازلنا نتحدث عن الإصلاح كحزب موحد بصوت وقرار سياسي وتنظيمي واحد وهذه معجزة تحسب لقيادته حتى نكون منصفين".

في المقابل، "لو استقرأنا واقع الأحزاب اليمنية الأخرى في المشهد الراهن فلن نجد لأي منها جسدا واحدا ولا وجها ولا صوتا ولا موقفا موحدا"، على حد قوله.

وحسب نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية السابق فإن حزب الإصلاح يشهد حراكا فكريا وتطورا في الرؤى وهي واضحة في جسمه ونخبته وكوادره"، موضحا أن البعض قد يعتبرها تباينات تهدد وحدته لكنها في نظري – تعبر عن "تفاعل طبيعي وديناميكي هدفها التطوير والتنوير والانفتاح والاستفادة من التجارب والطرح السائد في الفضاء العام".

وفيما يتعلق بعلاقة حزب الإصلاح بدول الإقليم "الحلفاء الأعداء" ـ حسب وصفه ـ قال الهدياني إن "الحزب امتاز في سلوك الممكن وتجاوز حقول الألغام والمخططات التآمرية وهندس ما يمكن تسميته بعلاقة الضرورة واستطاع أن يخرج من المخططات التي استهدفته بخسائر قليلة وقد أريد القضاء عليه نهائيا".

وأردف "وهذا ليس مدحا للإصلاح كحزب ولكنه انحياز للمشروع الوطني الذي يسعى إليه اليمنيون والأحزاب السياسية خاملة هذا المشروع وسط وحوش ينهشون مكتسباته ومؤسساته وثرواته الطبيعية من دول الإقليم وأدواتها المحلية الساعية  لتدمر البلد وتحقيق  مطامعها الخاصة فيه".
"كنا خدام للشعب".

بموازاة ذلك، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح، عدنان العديني إن الاحتفاء بالذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، هو "احتفال بتاريخ طويل من النضال في بلد غني بذاته لبناء دولة على مقاس ذاك الثراء المعنوي".


وأضاف العديني في منشور له بهذه المناسبة أنه وعلى "طول التجربة التي انبعثت من أعماق اليمن، كنا الخدام لشعب تتلاقى فيه كل شروط السيادة على الذات".

وتابع: "لقد شهد حزبنا التجمع اليمني للإصلاح مسيرة حافلة من الإنجازات والتحديات"، مؤكدا أنه لعب دورًا محوريًا في المشهد السياسي اليمني، ساعيًا إلى تعزيز الجمهورية، وجعل الحقوق كاملة في متناول الإنسان، في ظل تحديات راهنة لا تخفى".

وأشار العديني: "لقد واجه الحزب تلك التحديات بثبات الموقف الرافض للتمرد واتساع الأفق المرحب بالشراكات على قاعدة الشراكة الجمهورية منفتحة وضمن إطار إخاء وطني جامع نحرر فيه أنفسنا من قيود الماضي ونسعى إلى غد مشرق، حيث تتحقق تطلعاتنا بالحرية والعدالة والمساواة في نظام جمهوري يحفظ إرث سبتمبر المجيد وأهدافه العليا".

ودعا القيادي في حزب الإصلاح "كل أفراد الحزب ومحبيه بضرورة مواصلة العمل بتفانٍ لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني نحو سلاما دائما ضمن دولة تنطلق من الشعب وإلى الشعب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية اليمني الحوثي اليمن الحوثي حزب الإصلاح اليمني حرب اليمن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجمع الیمنی للإصلاح سلطة الشرعیة حزب الإصلاح إلى أن

إقرأ أيضاً:

تساؤلات إسرائيلية عن الثمن الكبير لوقف النار

شكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بصيص أمل بعد 15 شهراً من الأخبار المدمرة الآتية من الشرق الأوسط.

يتساءلوا لماذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف النار قبل ستة أو سبعة أو ثمانية أشهر

وظل الجمهور الإسرائيلي ينتظر هذا الحدث لأشهر، حيث أشارت استطلاعات الرأي العام المتتالية إلى أن أغلبية كبيرة كانت تؤيد إنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

ومع مرور الأشهر، عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وائتلافه الحاكم اليميني على تجنب مثل هذه الصفقة؛ وهو ما فعلته حماس أيضاً، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الإدارة الأمريكية في الوساطة بين الطرفين، لم تمارس ضغوطاً فعّالة لحمل أيهما على تغيير مساره.

وفي الوقت نفسه، انخفض عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء تدريجياً، وزادت الخسائر بين الجنود الإسرائيليين، واستمرت معاناة السكان المدنيين في غزة. 

OPINION: Gaza cease-fire: The view from Israel.https://t.co/iiptqbc2kq

— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) January 22, 2025

ويقول نمرود غورين، رئيس ومؤسّس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية "ميتفيم" إن الإسرائيليين يؤيديون الآن اتفاق وقف إطلاق النار، ولكنهم لا يستطيعون أيضاً إلا أن يتساءلوا لماذا لم يتم التوصل إليه قبل 8 أشهر، إذ كانت الشروط التي نوقشت ورُفضت في ذلك الوقت متطابقة تقريباً مع الشروط المتفق عليها الآن.

ويتساءل د. غورين، أحد مؤسّسي مجلس الدبلوماسية المتوسّطية "ديبلومدز"، في مقال بموقع بولتيكو قائلاً: "لماذا كان من الضروري أن يموت المزيد من الرهائن والجنود والمدنيين قبل أن يتخذ القادة قراراً في نهاية المطاف؟"

اتفاق يجلب الراحة

ويضيف الكاتب "رغم يجلب الاتفاق معه بعض الراحة"، وتابع أن "أسر الرهائن خاضت كفاحاً شجاعاً لإعادتهم في مواجهة هجمات شرسة وقبيحة من قِبَل اليمين المتطرف". 

The ceasefire in #Gaza is welcomed in Israel by a sigh of relief, a heavy heart and a spark of optimism. My article in @politico, on the mood in #Israel and the need to make the #ceasefire permanent https://t.co/jswELiRjwr

— Nimrod Goren (@GorenNimrod) January 22, 2025

وتابع الكاتب قائلاً: "بدأت الأمور تتحرك أخيراً إلى الأمام، وشعر الجميع بالفرح لعودة الرهائن الثلاثة، لكن في الوقت نفسه، نستقبل إعلان وقف إطلاق النار بمشاعر متباينة. فليس جميع الرهائن الثلاثة والثلاثين، الذين من المقرر الإفراج عنهم تدريجياً في المرحلة الأولى من الصفقة، على قيد الحياة. ولا أحد يعلم على وجه الدقة من هم الرهائن الذين سيعودون".

أسئلة تفرض نفسها

ومن الأسئلة الأخرى المطروحة: ما الحالة الصحية لأولئك العائدين؟ وما مصير الرهائن الـ65 المتبقين الذين من المقرر إطلاق سراحهم في المراحل اللاحقة من الصفقة التي لا يبدو نتانياهو حريصاً على تنفيذها؟ وما هو مستقبل غزة بعد انسحاب إسرائيل؟ 

هل عادت حماس إلى غزة؟ - موقع 24بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد الماضي، ظهر عشرات المقاتلين المقنعين من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، مرتدين أقنعتهم السوداء المميزة وعصابات الرأس الخضراء، وقاموا بتسليم 3 رهائن إلى سيارات الصليب الأحمر، التي نقلتهم إلى الحرية في إسرائيل.

 وتابع الكاتب: "رغم أن سحابة المجهول ما تزال تخيم على الكثير من التفاصيل، إلا أن إعلان وقف إطلاق النار أضاء شرارة من التفاؤل. فهذا الاتفاق يثبت أن الدبلوماسية يمكن أن تحقق النجاح في نهاية المطاف، وأن الوسطاء الدوليين قادرون على تقديم نتائج ملموسة، وأن أطراف الصراع المرير يمكنها التوصل إلى حلول. كما يؤكد أن الضغوط العامة قد تحدث فرقاً".

فرص جديدة

أشار الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار يفتح أبواباً لفرص جديدة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة. فابتداءً من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مروراً بالتحولات الجذرية في سوريا، وصولاً إلى إضعاف إيران، تعمل هذه التطورات مجتمعة على تعزيز الوضع الجيوسياسي لإسرائيل.

وأضاف: "لو أن إسرائيل تمتلك حكومة تسعى لاستثمار هذه التحولات في دفع حل الدولتين، لكنا شهوداً على تحول أكثر دراماتيكية، بما في ذلك إمكانية تحقيق تطبيع العلاقات مع السعودية".

ضرورة القيادة المعتدلة

وأوضح الكاتب أن تحقيق هذه الفرصة يتطلب قيادة إسرائيلية جديدة وأكثر اعتدالاً، مع التركيز على كبح التطرف اليميني وتهميشه.

كما أكد على أهمية التصدي للاتجاهات المناهضة للديمقراطية داخل المجتمع والسياسة الإسرائيلية، والعمل على إحياء المواقف المؤيدة للسلام والممارسات التي تسهم في تحقيقه.

خطة بنّاءة للمستقبل

أما الأولوية الفورية، وفقاً للكاتب، فتتمثل في تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار بدقة، ووضع خطة شاملة لمستقبل قطاع غزة.

وشدد على ضرورة أن تتضمن هذه الخطة دوراً محورياً للسلطة الفلسطينية والدول الإقليمية، بحيث يكون على حساب نفوذ حماس.

وأكد الكاتب أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب دعماً دولياً متواصلاً، وخاصة من الولايات المتحدة.

رسم مستقبل أفضل

واختتم الكاتب قائلاً: "لقد آن الأوان لطي صفحة الهجوم المؤلم الذي شهدناه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والبدء في رسم مستقبل أفضل وأكثر سلاماً يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. إن وقف إطلاق النار خطوة تقربنا من هذا الهدف، ويجب أن يُشكر الوسطاء الذين نجحوا في تحقيقه، مع التشديد على ضرورة مواصلة جهودهم لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل".

مقالات مشابهة

  • ترامب (خادم يهوذا).. تعليق على ما ورد في الفقرة رقم (1) والفقرة رقم (3) من الأمر الذي وقع عليه ترامب بالأمس ضد الشعب اليمني
  • حزب الإصلاح اليمني يهاجم زعيم الانفصاليين ويتهمه بـالانفصام السياسي
  • الإصلاح يبدي استغرابه من تصريحات الزبيدي ويصفها بغير المبررة
  • “الإصلاح اليمني”: تصريحات الزبيدي مستغربة وتشير إلى حالة انفصام سياسي
  • بعد حديث الرئيس السيسي.. خبير يقدم روشتة للإصلاح الاقتصادي
  • تساؤلات إسرائيلية عن الثمن الكبير لوقف النار
  • في ذكرى تأسيسه.. زيارة وفد من سفراء الصندوق العالمي للمعالم لدار الآثار الإٍسلامية بالكويت
  • عدلي القيعي: عندي عدة ملاحظات على كولر وأدائه مع الأهلي مؤخرا
  • ريال مدريد يصحح وضعه في دوري أبطال أوروبا باكتساح سالزبورج
  • محافظ البحر الأحمر يحيي ذكرى معركة شدوان ويؤكد على أهمية التضحية