هل ستضرب صواريخ الغرب العمق الروسي؟.. هذه أهداف خطة زيلينسكي السرية
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
تناول تقرير لموقع "نيوز ري" أهداف خطة زيلينسكي السرية وهل ما إذا كان سيقدم على قصف العمق الروسي.
وقال التقرير، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووسائل الإعلام البريطانية يعتقدون أن الغرب قد أزال منذ فترة طويلة القيود المفروضة على القوات المسلحة الأوكرانية بشأن استخدام الأسلحة لضرب عمق الأراضي الروسية.
وفي الوقت نفسه، قدم الرئيس الأوكراني زيلينسكي خطة لوزير الخارجية الأمريكي تتعلق باستخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا.
ويناقش الموقع الأهداف التي قد تستهدفها القوات الأوكرانية وكيف يمكن لروسيا الرد على هذه التهديدات.
وأضاف التقرير، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن يوم الخميس، 12 أيلول/سبتمبر، أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الناتو الأخرى قد سمحت بالفعل للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخها بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية.
ونقل الموقع عن لافروف: "ليس لدينا أي شك في أن القرار بشأن إزالة القيود على استخدام الأسلحة بعيدة المدى لمهاجمة الأراضي الروسية قد تم اتخاذه".
وذكر الموقع أن لافروف شدد على أن دول حلف شمال الأطلسي تدعم الجيش الأوكراني بشكل مباشر، موضحًا: "الآن هناك آلية واضحة، وهي معلومات متاحة للجميع: تقوم دول الناتو بتسليم كييف أسلحة بعيدة المدى بشكل متزايد، بالإضافة إلى تقديم بيانات استخباراتهم العسكرية الفضائية، التي تُستخدم لتحديد المواقع وضرب الأهداف".
وأشار الموقع إلى أن وزير الخارجية الروسي انتقد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي إلى كييف، واصفًا المفاوضات بأنها "تمثيلية" تهدف إلى تبرير استخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.
وأوضح الموقع أن صحيفة "الغارديان" البريطانية أفادت في وقت سابق، استنادا إلى مصادرها، بأن لندن قد سمحت لكييف بشن هجمات باستخدام صواريخ "ستورم شادو" على عمق الأراضي الروسية.
وأردف أن الصحيفة ذكرت أن هذا القرار لن يتم الإعلان عنه علنًا، حتى بعد الاجتماع المرتقب يوم الجمعة بين رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبيّن الموقع أن مصادر الصحيفة أشارت إلى أن كييف حصلت أيضا على إذن لشن هجمات على المناطق الروسية باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية.
وأكد الموقع أن النقاشات في الغرب حول إمدادات إيران لروسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع "فاتح-360" كانت السبب وراء هذا القرار.
وقال الموقع إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قدم لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى كييف خطة تتعلق باستخدام الصواريخ التي زودتها الولايات المتحدة لأوكرانيا ضد الأراضي الروسية، والتي تضمنت قائمة بالأهداف المحتملة للهجوم.
وذكر الموقع أن عضو مجلس الدوما الروسي ألكسندر تولماتشيف، في حديثه مع موقع "نيوز ري"، أعرب عن شكوكه بشأن أن خطة الهجمات على عمق الأراضي الروسية قد تم إعدادها في مكتب زيلينسكي.
وقال: "هناك دمية تُسمى ببابو، وهي عبارة عن قفاز يحتوي على رأس شخصية يحركها المحرك. هكذا هو زيلينسكي؛ إنه ليس صاحب خطة استخدام الصواريخ بعيدة المدى، بل هي خطة من يديرون اللعبة من خلف الكواليس. فكيف له أن يصل إلى مثل هذه الإنجازات؟".
وأشار الموقع إلى أن الأمريكي بوريس ميجوييف، المتخصص في الشؤون الأمريكية، أوضح أن زيلينسكي يستخدم الخطة كسلاح لإظهار "عدم قبوله للهزيمة"، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة ليس لها أهمية عسكرية كبيرة، بل تهدف إلى تعزيز شعور العداء لدى المجتمع الروسي تجاه السلطات.
وأضاف ميجوييف أن موسكو يجب أن تتبع مبدأ "تعظيم الوسائل وتقليل الأهداف" لتقديم رد مناسب لأوكرانيا والدول الغربية.
وبيّن الموقع أن المحلل السياسي الأمريكي مالك دوداكوف قال في حديثه مع "نيوز ري" إنه في حال حصلت القوات المسلحة الأوكرانية على إذن باستخدام صواريخ أتاكمز لضرب العمق الروسي، فإن معظم الأهداف العسكرية ستظل غير متاحة لهم. وبالتالي، قد يستخدم كييف هذه الصواريخ لضرب المدن المدنية وكذلك البنية التحتية الروسية للطاقة، بما في ذلك مصافي النفط.
وأوضح الموقع أن السيناتور دميتري روغوزين، ممثل منطقة زابوروجيا، صرح لموقع "نيوز ري" بأنه في حال تعرضت المناطق الروسية لهجمات بصواريخ أتاكمز وستورم شادو، فإن الحرب ستأخذ منحى جديداً.
وأضاف روغوزين قائلاً: "من المرجح أن تستهدف الهجمات مقرات تجمعات القوات والمطارات والمواقع النائية، بالإضافة إلى البنية التحتية للطاقة والنقل، مما سيدفع لاستخدام وسائل أكثر قوة وطول مدى لمواجهة العدو.
وقد يتم توسيع نطاق الأهداف ليشمل العاصمة الأوكرانية، حيث لا يزال القيادات السياسية والعسكرية في أمان نسبي حتى الآن".
وأشار الموقع إلى أن المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أكد أن رد روسيا على الهجمات التي تستهدف عمق أراضيها سيكون ملائماً.
وأضاف أن رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، كتب في قناته على "تلغرام" أنه كلما زود الغرب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، كلما اضطرت روسيا للرد بقوة أكبر لحماية مواطنيها.
وقال فولودين: "زيلينسكي لا يكترث لسكان أوكرانيا، فهو لا يفكر في سلامتهم. لقد نقل والديه إلى إسرائيل منذ فترة طويلة، وتعيش عائلته في لندن. ومصير مواطني أوكرانيا لا يهمه."
وأوضح الموقع أن صواريخ أتاكمز وستورم شادو تنتمي إلى فئتين مختلفتين من الصواريخ. وأشار إلى أن صواريخ أتاكمز الأمريكية هي صواريخ باليستية من طراز "أرض-أرض"، حيث يعتمد مدى هذه الصواريخ على النسخة المستخدمة ويتراوح بين 165 كيلومترًا (إم 39) و300 كيلومتر (إم 57)، كما أن رأسها الحربي يختلف بشكل كبير، حيث يبلغ وزن الرأس الحربي في بعض النماذج 560 كيلوجرامًا (إم 39) وفي نماذج أخرى 160 كيلوجرامًا (إم 39A1). ويبلغ طول صاروخ أتاكمز 3.96 مترًا، وقطره 610 ملم، ولذلك فإن راجمة الصواريخ هايمارس يمكنها حمل ستة صواريخ من طراز جيرلز (بقطر 227 ملم) ولكن يمكنها حمل صاروخ واحد فقط من طراز أتاكمز.
وبيّن الموقع أن الأسلحة المماثلة في الجيش الروسي هي صواريخ "توتشكا-يو" و"إسكندر".
وذكر التقرير أن صواريخ ستورم شادو البريطانية هي صواريخ كروز تُستخدم من قبل القوات الجوية. وعلى عكس صواريخ أتاكمز، فلا توجد تعديلات لصواريخ ستورم شادود، ويبلغ طولها 5.1 أمتار، وقطرها 0.48 متر، ويصل مداها إلى نحو 250 كيلومترًا.
ولفت الموقع إلى ما قاله بروخور تيبين، مدير مركز الأبحاث العسكرية والاقتصادية بمعهد الاقتصاد العسكري العالمي والإستراتيجية بجامعة الاقتصاد العليا الروسية.
وأوضح: "من الخطأ مقارنة الصواريخ مباشرة، وأتاكمز هي صواريخ باليستية تُطلق من الأرض، بينما ستورم شادو هي صواريخ كروز تطلق من الطائرات وتتميز بتقنية التخفي. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع ستورم شادو بمدى أكبر مقارنة بمعظم إصدارات أتاكمز، مما يمنحها مرونة أكبر في الاستخدام".
وأضاف، أنه "يمكن للطائرات الحاملة لصواريخ ستورم شادو أن تتواجد في أي مكان تقريبًا، في حين أن تحريك المنصات الأرضية أكثر تعقيدًا. كما أن صواريخ ستورم شادو تتميز بحداثة تكنولوجية".
وأشار تيبين إلى أن نظام صواريخ ستورم شادو أكثر عرضة لنظم الدفاع الجوي مقارنةً بنظام أتاكمز.
وأضاف الخبير: "أي إجراء مضاد، بما في ذلك التعامل مع هذه الصواريخ، يعتبر معقدًا، فلا يوجد حل سحري. ومن الضروري تدمير الحاملات والخدمات اللوجستية والمواقع الخاصة بهذه الحاملات، وهذا يتطلب وقتًا بالإضافة إلى موارد إدارية ومادية كبيرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية زيلينسكي الصواريخ بعيدة روسيا الناتو بريطانيا بريطانيا روسيا اوكرانيا الناتو زيلينسكي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صواریخ ستورم شادو استخدام الصواریخ باستخدام صواریخ الأراضی الروسیة صواریخ أتاکمز وزیر الخارجیة بالإضافة إلى بعیدة المدى الموقع إلى أن صواریخ هی صواریخ الموقع أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
غزة.. ولحظة احتضار العقل الأخلاقي للغرب
كان الكثيرون في العالم، شرقه وغربه، يراهنون على أن الإنسانية تتقدم نحو عهد عالمي جديد قائم على التواصل والتكافؤ واحترام الكرامة الإنسانية، وكان هذا الرهان مستندا إلى التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم وإلى الطفرات التي حققتها البشرية في كل مجال.. لكن غزة، وما يحدث فيها، كشفت زيف الرهان أو حتى التفاؤل الذي كان يحيط بالبعض. لم يحدث هذا الكشف نتيجة لما حدث في غزة فقط، فالحروب ممكنة ومتوقعة في كل زمان ومكان ـ من غير المعروف لماذا على الجميع أن يؤمنوا بذلك ـ ولكن بالكيفية التي حدث فيها ما حدث، وبالردود عليه، وبالصمت الذي ما زال يحيط به بعد أكثر من 18 شهرا، وكأنه لا يمس النظام الأخلاقي العالمي في جوهره ولا يقوض قيمه ومبادئه.
لم تعد غزة التي تذبح من الوريد إلى الوريد يوميا ساحة قتال ولكنها تحولت إلى اختبار شامل لما تبقى من أخلاقية النظام الدولي. إنها في كل يوم تعرّي التناقض الجوهري بين الخطاب الليبرالي الحديث، القائم على حقوق الإنسان، وحماية المدنيين، والعدالة الكونية، وبين ممارسات ميدانية تُنفَّذ بغطاء سياسي غربي، أو على الأقل، بتواطؤ أخلاقي غربي مؤسسي، أو على الأقل الأقل الأقل بصمت وتوارٍ تحت غطاء الكلمات والمناشدات. وهذه اللحظة التي يراها العالم في غزة على الهواء مباشرة ليست لحظة حرب ولكنها أقرب ما تكون إلى لحظة تأسيس لمعادلة جديدة تعيد تعريف القيم وفق معايير مزدوجة. إن ما يسقط مع استمرار هذه الحرب الهمجية الانتقامية والدموية ليس القانون الدولي فقط ولكن يسقط الضمير الأخلاقي الذي كان الغرب في خطابه السياسي وفي أدبياته الفلسفية يدعي تمركزه حوله.
لكن لا بد من الاعتراف أن ما يحدث الآن هو انكشاف لثغرات بنيوية في فكرة العدالة كما بناها الغرب! وهي العدالة التي تُفصّل بحسب الجغرافيا، وبحسب العرق، والانتماء السياسي. وهي العدالة التي لا ترى في دماء الأطفال قيمة إلا إذا سالت في المكان الصحيح أو كانت عيون أصحابها زرقاء كما كان الخطاب في العتبات الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.
لكن من المهم فتح نقاش عميق على مستوى المفكرين والفلاسفة في العالم، بعيدا عن الخطاب السياسي، لقراءة نتائج هذه الثغرات؛ لأن زيادة هذه الثغرات وانكشافها من شأنه أن يقوض ثقة الشعوب في جدوى القانون الدولي، وهذا من شأنه أن يتحول مع الوقت إلى موجات من الغضب سرعان ما ستعيد إلى السطح خطاب الكراهية والتطرف بين الشرق والغرب، فلا شيء من القيم، قيم التواصل والكرامة الإنسانية، يمكن الإيمان بها من أجل تقارب بين الشرق والغرب على أساس أخلاقي، وهذا مع الوقت يقود إلى إعادة إنتاج التوحش.
والعالم، العالم العربي على أقل تقدير، عندما يشاهد توحش آلة الإجرام الإسرائيلية على مدى أكثر من 18 شهرا وهي تدمر البشر والحجر في غزة دون أدنى محاسبة فإن السؤال الذي سيستحضره عقله ووجدانه هو لماذا يسمح العالم «المتحضر» إذا كان هو كذلك بحدوث هذا؟ ومن هنا يمكن أن تبدأ شرارة الكراهية والحقد في صناعة التطرف ضد هذا «التحضر» الذي يستبيح إبادة الأطفال والنساء. وعند هذه اللحظة لن تفلح الخطابات العقلانية ولا المنطق الفلسفي في أي مشروع تهدئة.. فالفراغ الأخلاقي كبير جدا وكذلك فراغ المرجعيات سواء كانت سياسية أو شرعية التي تتحمل بالضرورة ضبط إيقاع العنف في العالم.
والحقيقة أن السؤال الجوهري في العالم العربي والإسلامي اليوم ليس حول أن إسرائيل تقتل وترتكب جرائم إبادة جماعية، فهذا ديدنها عبر العقود الطويلة ولكنّ السؤال يتمحور حول من يُشرع لها ذلك؟! والحقيقة، أيضا، أن هذا السؤال يصاحبه، مع الأسف، شبه إيمان أن الغرب في صورته المؤسسية وليس الفردية يدافع عن حقوق الإنسان لفظيا ولكنه يمكّن آلة القتل عمليا! وهذا أمر في غاية الخطورة ليس على مستوى بناء الصورة الذهنية عن الغرب ولكن على مستوى ردة الفعل ومستوى التعايش مع الغرب.. فالغرب على المستوى الفردي هذه المرة هو أكبر متضرر مما تفعله إسرائيل فهو لا يعيش في «كيبوتسات» مغلقة كما يفعل الصهاينة في فلسطين المحتلة، ولكنهم منفتحون على العالم وعلى الحياة في كل مكان. وبعيدا عن أهمية دور الغرب في وقف العدوان الصهيوني الظالم على الفلسطينيين فورا فإنه مطالب بشكل ملح بإجراء مراجعة عميقة للدور الذي لعبته السياسة الغربية في هدم النموذج القيمي الذي بنته المنظومات الغربية على مدى عقود طويلة جدا. وعلى الغرب أن ينظر إلى مأساة غزة باعتبارها مرآة تاريخية كاشفة للكثير من القيم الزائفة ومن السياسة القذرة التي يتبناها الغرب ليس من الآن ولكن من زمن المد الإمبريالي على أقل تقدير.. ولا بد أن يقرأ الغرب في الوجدان الشرقي أنه لم يعد ينظر إليه باعتباره امتدادا لخطاب التنوير والعدالة والكرامة والعقلانية لأنه اختار أن يصطف إلى جوار القاتل وإلى خطاب العنصرية.
وإذا كان على الغرب أن يوقظ ضميره فليس ذلك من أجل غزة فقط ولكن من أجل صورته في التاريخ؛ فالحضارات لا تسقط حين تنهزم عسكريا ولكنها تسقط حين تخون ضميرها الأخلاقي وتفقد قدرتها على مراجعة خطاياها.