بيان أمريكي بريطاني يشدد على أهمية تجنب أي عمل تصعيدي في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
بيان أمريكا وبريطانيا أكد الالتزام بالتوصل إلى اتفاق سياسي لحل أمني دائم على طول الخط الأزرق، يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم.
التغيير: وكالات
شدد بيان أمريكي بريطاني على أهمية تجنب أي عمل تصعيدي في الشرق الأوسط من شأنه أن يقوض آفاق السلام والتقدم نحو حل الدولتين.
كما أكد البيان الصادر عن الحوار الاستراتيجي بين البلدين والمنعقد في لندن، الالتزام المشترك للبلدين بالتوصل إلى اتفاق سياسي لحل أمني دائم على طول الخط الأزرق، يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم.
في الأثناء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن بلاده ستواصل العمل مع بريطانيا على اتفاق يوقف إطلاق النار في غزة ويسمح بزيادة المساعدات والإفراج عن الرهائن- بحسب ما نشرته (الجزيرة) اليوم الأحد.
محادثات لخفض التصعيد
وفي السياق، قال مستشار الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إنّ المبعوث الأمريكي آموس هوكستين سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الاثنين في إسرائيل، لإجراء محادثات تتعلق بخفض التصعيد مع حزب الله.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن كيربي قوله إنّ اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان قد يؤدي إلى عواقب كارثية، ونتائج غير متوقعة.
وأضاف كيربي أنه لا يوجد شئ اسمه “حرب محكومة”، فالحرب ليست لعبة، كما أنه لا يوجد حل سحري، ولا يمكن محو الطرف الآخر.
وأوضح كيربي أنه لا يشك في قدرات الجيش الإسرائيلي، لكن الجانبين بحاجة إلى فهم أن العواقب ستكون وخيمة، وأن الأمر قد ينتهي بإسرائيل إلى دفع ثمن باهظ، دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها.
وأكد كيربي أنّ الحرب في لبنان من المرجح أن تؤدي إلى تدخل دولي، مما يؤدي إلى تسوية دبلوماسية مماثلة لتلك التي يتم مناقشتها حاليا.
روسيا وإيران
على صعيد آخر، نقلت وكالة (بلومبيرغ) عن مسؤولين غربيين مطلعين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ناقشا خلال اجتماعهما في البيت الأبيض الجمعة، التعاون الروسي الإيراني بشأن الأسلحة النووية.
وقال هؤلاء المسؤولون الذين لم تكشف بلومبيرغ عن هويتهم أن روسيا زادت في الأشهر الأخيرة تعاونها مع إيران بشأن طموحات طهران للحصول أسلحة نووية.
وقالت الوكالة الأمريكية إن واشنطن ولندن تتشاركان القلق من أن موسكو تتقاسم معلومات مع طهران يمكن أن تقربها من بناء أسلحة نووية مقابل صواريخ باليستية إيرانية.
جدير بالذكر أن زيارة ستارمر إلى واشنطن تأتي قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما تأتي بعد زيارة قام بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى العاصمة الأوكرانية كييف رفقة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
الوسومأمريكا إسرائيل إيران الخط الأزرق الولايات المتحدة بريطانيا جو بايدن جيروزاليم بوست روسيا لبنان وكالة بلومبيرغالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل إيران الخط الأزرق الولايات المتحدة بريطانيا جو بايدن جيروزاليم بوست روسيا لبنان وكالة بلومبيرغ
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!