موقع 24:
2024-11-21@15:32:07 GMT

هل تتوسع الحرب على لبنان؟

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

هل تتوسع الحرب على لبنان؟

نعم، السؤالُ أعلاه دقيقٌ، فالقصّة ليست بإمكانية وقوع الحرب، بل بتوسعها، لأن الحربَ الإسرائيلية على لبنان أمر واقع، ومنذ اندلاع حربِ غزة، والسؤال الآن هو: هل تتطوَّر لتصبحَ شاملة؟

العمليات الإسرائيلية لم تتوقَّف في لبنان، حيث الاستهداف اليومي للجنوب، وعمليات الاغتيالات المستمرة بحق قيادات ومقاتلي حزب الله، والأرقام تتجاوز الخمسمائة قتيل، وهي ليست اغتيالاتٍ بسيطة، بل نتاج خطة واضحة لإفراغ الحزب من قياداته.


وقبل قرابة الأسبوع كانَ الاعتقاد السائد بأن العملية الإسرائيلية الموسعة تجاه لبنان قادمة لا محالة، ثم بذلت جهود أمريكية حثيثة لإيقافها، والآن عادت نفس المؤشرات، فهل يفعلها نتنياهو ويوسع الحرب؟
دعك من قناعاتي، وقناعاتك، وقناعات المحللين، ولنقرأ الأحداث بدم بارد. فمنذ وقوع حرب غزة واستراتيجية نتانياهو تقوم على أسس واضحة، أهمها استغلال الأزمة لإطالة أمد حياته السياسية، وفرض نفسه قائداً "تاريخياً" لإسرائيل.
وسعيه لاستغلال كل جبهة، أو حادث، أو حدث، للعودة ليس إلى ما قبل أوسلو، وإنما أبعد، وذلك بتغيير الخرائط، وإعادة القضية إلى نقطة الصفر، وهو ما حذّرت منه بمقال هنا أول الأزمة، وسأعيد وأكرر دائماً هذه العبارة، لأنها مفتاح فهم استراتيجية نتنياهو.
خرائط غزة تغيَّرت، وتتغير، ولا حديث عن اليوم التالي، وإنما تحويل غزة لمنطقة عسكرية، ورأينا كيف تحرك نتانياهو تجاه الضفة الغربية المهددة بالانفجار، ما يعني تدمير المكتسبات الفلسطينية، وأياً كان حجمها، وبالتالي تدمير ما تبقَّى من أوسلو، وأكثر.
اليوم إحدى عقد مفاوضات الهدنة، ووقف إطلاق النار، هي تشدد نتانياهو بالمحافظة على معبر فيلادلفيا مع مصر، وبدأ الإعلام الغربي يُروّج وجهة نظر نتانياهو، وهذا يعني التعدي على اتفاقية "كامب ديفيد" مع مصر.
وبعد حادثة جسر الملك حسين من الحدود الأردنية تحرّك نتانياهو لتفقد منطقة الأغوار الفلسطينية على الحدود الأردنية، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من الإدانات العربية، وعلى رأسها السعودية، التي اعتبرته استفزازاً يهدف إلى توسيع الاستيطان.
وهذا الاستفزاز بالأغوار هو تهديد أيضاً لاتفاقية وادي عربة عام 1994 الأردنية الإسرائيلية، كما يُهدد مشروع الدولة الفلسطينية، ويثبت أن استراتيجية نتانياهو تكمن في استغلال كل أزمة لتغيير الواقع، والعودة بالقضية إلى نقطة الصفر، مع ضرب كل الاتفاقيات بالمنطقة.
وعليه، فما الذي يجعل لبنان، أو جنوبه، مختلفاً الآن عن تلك الاستراتيجية؟ لا شيء، ولذا فمن الواضح أن نتانياهو لن يفوت فرصة الحرب الموسعة الآن مع حزب الله، ولأنَّها تخدم أهدافه الاستراتيجية، كما أسلفنا.
والحرب مع حزب الله الآن تُغير الواقع والخرائط، كما تُشعل المواجهة أكثر مع إيران، وهذا ما يريده نتانياهو، وهذا هدفه، خصوصاً أنه صرح متفاخراً، قبل فترة قريبة، بأنه هو من عطّل مشروع إيران النووي.
يفعل نتانياهو كل ذلك بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد، فإذا كانت هاريس فستجد واقعاً عليها التعامل معه، وإذا كان ترامب فذلك يعني لنتانياهو الاستمرار باستراتيجيته. ولذلك على عقلاء لبنان الحذر، لكن السؤال هنا هو: هل هناك عقلاء في لبنان يستوعبون ذلك؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان

إقرأ أيضاً:

التسوية لم تنضج.. والمبادرة جدية

كل المؤشرات السياسية والتصريحات والنشاط الديبلوماسي يوحي بأن ما يحصل بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية يقودها المبعوث الشخصي للرئيس الاميركي اموس هوكشتاين في غاية الجدية، خصوصا ان مسار المعارك والحرب الذي بدأ في لبنان منذ نحو شهرين وصل الى نوع من الجمود..

من الواضح ان اسرائيل حققت الكثير من الانجازات لكنها اليوم لم تعد تستطيع تحقيق المزيد ،حتى ان ما تفعله مثل اغتيال مسؤول وحدة العلاقات الاعلامية محمد عفيف او القصف العنيف على الضاحية او مسؤول الوحدة الصاروخية في بلدة جنوبية لا يؤثر على نتيجة المعركة ولا على واقع "حزب الله" المستقبلي، لذلك فإن الانجاز قد حُقق وما يحصل اليوم قد يكون اضاعة للوقت بأحسن الاحوال بالنسبة لتل ابيب.

حتى في الواقع السياسي، استطاعت تل ابيب تحقيق عدة امور قد تكون انجازات جدية، الامر الاول هو فصل الجبهات، فالحديث اليوم عن تسوية في لبنان من دون وقف اطلاق النار في غزة وهذا تنازل من قبل "حزب الله"، كما ان الحزب اليوم يفاوض تحت النار وهذا ما كان قد رفضه في السابق..

وترى مصادر مطلعة ان ما قدمه الحزب هو اقصى ما يمكن ان يقدمه خصوصا ان اسرائيل لم تكسر موازين القوى الى حد اكبر من هذا الحدّ، وعليه حتى لو تمكنت اسرائيل من التعمق اكثر في الاراضي اللبنانية فإن السيطرة على القرى سيكون صعبا حدا، اذ انها منذ اسبوع تقاتل في بلدة صغيرة جدا اسمها شمع من دون تحقيق اي تقدم، لا بل قد يشكل الامر فرصة للحزب لاستنزاف اسرائيل ما يحسن شروطه التفاوضية..

وترى المصادر ان الايجابية اليوم تسير بالتوازي مع التصعيد العسكري من كلا الطرفين وايصال الرسائل الميدانية، خصوصا ان تل ابيب مستعجلة للقيام بإنجاز ميداني، اذ ان الجيش الاسرائيلي لا يقوم بأي معركة عسكرية متكاملة للسيطرة على المساحات بل يقتصر خرقه الميداني على اطراف القرى للوصول الى عمق معين لتوثيق التقدم، وهذا ما لا يمكن صرفه ميدانيا بل قد يشكل عبئا عليه ان لم يدخل القرى ويثبت في داخلها.

خلال جولته اوحى هوكشتاين ان المفاوضات تحتاج الى اسبوع قبل الوصول الى وقف اطلاق نار، وهذا كله مرهون بنية نتنياهو، فالجانب اللبناني تجاوب بشكل كبير مع المبادرة وقدم كل ما يمكن تقديمه في هذه المرحلة وعليه فإن ما يحصل اليوم سيجعل للمرة الاولى الكرة في ملعب رئيس الحكومة الاسرائيلية. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتانياهو وغالانت
  • قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأطفال وتصاعد الاشتباكات على جبهة لبنان
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • الأمم المتحدة: 540 ألف شخص غادروا لبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • التسوية لم تنضج.. والمبادرة جدية
  • سعر اللحوم مفاجئ للجميع.. وهذا ثمن الكيلو الآن في الأسواق
  • باحثة سياسية: الكرة الآن في ملعب إسرائيل لوقف الحرب على لبنان
  • سمير فرج: لست متفائلا بانتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان قريبا
  • موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
  • جزء فقط.. نتانياهو يعلن ماذا فعلت الضربة الإسرائيلية في إيران