صحيفة لندنية تتساءل: ماذا بعد استحداث حلف قبائل حضرموت تمركزاً مسلحاً غرب المكلا؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
سلطت صحيفة "القدس العربي" الضوء على استحداث حلف قبائل حضرموت، الذي يقود مع مؤتمر حضرموت الجامع تصعيدًا ضد السلطة المحلية والحكومة منذ شهرين على خلفية مطالب حقوقية، تمركزًا لمسلحيه غرب مدنية المكلا عاصمة المحافظة منذ الخامس من سبتمبر/أيلول.
وتساءلت الصحيفة في تقرير لها بشأن مآلات هذا الحدث، لاسيما وهو يأتي بعد سلسلة من الأحداث المرتبطة بإنشاء الحلف لنقاط مسلحة في الهضبة.
وبحسب التقرير فإن هذا التساؤل يعزز قُرب التمركز الأخير من عاصمة المحافظة، وفي ذات الوقت من نقطة عسكرية للواء بارشيد الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، ما يذهب بالبعض لإظهار مخاوفهم من إمكانية وقوع صدام بين النقطتين في حال قرر الحلف الاقتراب من المدينة، التي تمثل العاصمة الإدارية للمحافظة الأكبر مساحة والأغنى نفطًا في اليمن.
ويرى مراقبون أن اقتراب التمركزات المسلحة لحلف القبائل من مدنية المكلا يؤكد أن الحلف يمضي صوب مزيد من الضغط في سبيل تحقيق ما هدده به، وبخاصة ما سبق وأعلن عنه مستهل أغسطس/آب ممثلًا في “وضع اليد على الأرض والثروة”؛ وهو ما سبق وبدأ به مما سماه “المشاركة الميدانية” في هضبة حضرموت، بما فيها مداخل ومخارج قطاعات إنتاج النفط، مع استمرار التحشيد والاستنفار القبلي المناصر لمطالبه، وهو ما يمثل تعزيزًا لقوته وتمهيدًا لمرحلة جديدة لحضوره على الأرض، وفق أصحاب هذا الرأي.
كما يرون أيضًا أن استحداث الحلف لتمركز مسلح قرب مدينة المكلا يمثل تحديًا جديدًا يفرضه الحلف ليس أمام السلطة المحلية وحسب، وإنما أمام نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات ينظر لتحركات الحلف ومؤتمر حضرموت الجامع تهديدًا جديدًا لوجوده في المحافظة، التي يمثل خروجها من معادلته السياسية الانفصالية إفشالًا لمشروعه.
السؤال الذي يفرض نفسه: بحسب القدس العربي: هل من المتوقع أن يدخل مسلحو الحلف مدينة المكلا؟
تشير الصحيفة إلى أن الإجابة على هذا السؤال تبقى من الصعوبة بمكان، لاسيما وأن الحلف مازال حتى الآن يمضي بخطوات مدروسة في سياق التحشيد القبلي، ولا يستهدف من خطواته سوى تحقيق مطالبه الحقوقية، وهو ما حقق فيه تقدمًا كبيرًا على صعيد حشد المناصرين لمطالبه، وهو بهذا يريد أن يمسك بزمام قوة يستطيع من خلالها فرض أوراقه لاسيما في ظل ما اعتبره “تجاهلاً تاماً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي تجاه حضرموت”، أي أنه لن يفكر بالمجازفة بالصدام أو التحرك صوب المكلا باعتبار ذلك قد يهدد استقرار المحافظة، لاسيما في ظل ما يظهره الحلف و”الجامع” في بياناتهما من حرص على استقرار المحافظة، فضلاً عن أن مطالبهما في الأساس ترتبط بالأوضاع المعيشية والخدمات العامة، والحفاظ على ثروات المحافظة وتثبيت حق أهلها فيها.
ونقلت الصحيفة عن الصحافي الحضرمي، عوض كشميم، قوله إن ما يقوم به الحلف وما قام به مؤخرًا من استحداث تمركز لمسلحيه غرب المكلا ليس سوى وسيلة من وسائل الضغط.
وأضاف "لن يكون هناك أي صدام مسلح، كل الاستحداثات من قبل الحلف هي أوراق ضغط لمجلس القيادة الرئاسي لكي يستجيب لمطالب حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن حضرموت حقوق توترات الحكومة اليمنية
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "الاستعداد لشهر رمضان"
وقال الدكتور ربيع الغفير، إن تقوى الله أمثل طريق وأقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة في الأخرة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، لذلك يجب على المسلم الاستعداد لشهر رمضان، وأجلُّ ما يستقبل به هذا الشهر: سلامة الصدور، وطهارة القلوب، وتزكية النفوس، والسيرة لا تطيب إلا بصفاء السريرة ونقاء القلوب، لأنه لا يوجد أجلُّ من استقبال مواسم الطاعات بتوبة صادقة نصوح لله جل وعلا، فيستقبل هذه المواسم، وقد أقلع وتخلَّى عن ذنوبه ومعاصيه التي لطالما قيَّدته، وحرمته من كثير من الطاعات والحسنات ومن أبواب الخيرات.
وأوضح خطيب الجامع، أنه يجب على كل مسلم أن يحرص على ألَّا يدخل عليه رمضان إلا وهو طاهرٌ نقيٌّ، فإن رمضان عطر، ولا يعطر الثوب حتى يغسل، وهذا زمن الغسل، فاغتسلوا من درن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا، واتقوا الشرك فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام، فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾.
وحث خطيب الجامع الأزهر المسلمين على السباق في ميادين الطاعات، ومضمار القربات؛ ليدخل شهر رمضان وقد تهيَّأ العبد تهيئةً إيمانيةً، فيدرك من حلاوة الصيام ولذة القيام ما لا يقدر قدره، فإن قلوب المؤمنين تترقب بلهفةٍ ذاك الشهرَ العظيم، والضيفَ الكريم، الذي يرونه نعمة كبرى، وهبةً عظمى من الرب الكريم، لهذا كان السلفُ -رضي الله عنهم- يجعلون دخول شهر شعبان للاستعداد المبكّر لاستقبال رمضان، حتى لا يدخل عليهم الشهرُ الفضيل إلا وقد روّضوا أنفسَهم على ألوانٍ من الطاعات والقُربات، فشهر شعبان بمثابة الفترة التدريبية التي تسبق دخول مضمار السباق، والبوابةَ الممهِّدة للدخول في السباق الأخروي، فالخيل التي لا تُضمَّر ولا تَتَدرب؛ لا تستطيع مواصلة السباق وقت المنافسة كما ينبغي، بل قد تتفاجأ بتوقّفها أثناء الطريق.
وأضاف أن العاقلُ من عرف شرف زمانه، وقيمة حياته، وعظّم مواسمَ الآخرة، واستعد لهذا الزمن العظيم من الآن، وهيأ قلبَه ليتلقى هبات الله له بقلب سليمٍ، متخفِّف مما ينغّص عليه التلذذ بالطاعات، كأن يجتهد الإنسان في إنهاء ما قد يشغله في رمضان من الآن، وأن يتدرب على بعض أعمال رمضان كصيام ما تيسر من أيام شعبان، وأن يزيد قليلاً على نصيبه المعتاد من صلاة الليل، وأن يزيد قليلاً على وِرده الذي اعتاده من القرآن.
وفي ختام الخطبة أكد الغفير، أهمية التدرب على تلاوة القرآن الكريم في شعبان، كما أن من أعظم ما يعين على تهيئة النفس لرمضان: كثرةُ الدعاء، والإلحاحُ على الله تعالى في أن يبارك له في وقته وعمره، وأن يبارك له في شعبان ورمضان، وأن يجعله في رمضان من أسبق الناس إلى الخير؛ فإن العبد مهما حاول فلا توفيق ولا تسديد إلا بعون الله وتوفيقه، والعبدُ مأمورٌ بفعل الأسباب، واللهُ تعالى كريم، لا يخيّب مَن وقف على بابه، وفعل ما بوسعه من الأسباب.