سجال السياسة في اليمن يصيب الرياضة بعدواه
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
تتمدد أذرع الأزمة السياسية وخلافاتها البينية في اليمن إلى كل مناحي الحياة لتطال حتى كرة القدم وتنافساتها المستمدة من الروح الرياضية للعبة الأكثر جماهيرية.
ومساء أمس الجمعة شهدت عدن العاصمة الموقتة للحكومة اليمنية الشرعية حادثة هي الأولى من نوعها، تمثلت بإيقاف قوة عسكرية كبيرة لحافلتي فريقي الوحدة والشعلة وهما في طريقهما إلى ملعب الحبيشي التاريخي لإقامة مباراة بينهما في دوري عدن التنشيطي.
وقال مصدر في وزارة الشباب والرياضة لـ"اندبندنت عربية" إن قوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الذي يحكم قبضته على المدينة احتجزت مساء أمس لاعبي فريق وحدة عدن في نقطة الجسر تقاطع "كالتكس" بمديرية المنصورة، تزامناً مع إيقاف حافلة تقل لاعبي نادي الشعلة في تقاطع "كابوتا"، أثناء ما كان الفريقان المصنفان في الدرجة الأولى في طريقهما إلى ملعب الحبيشي داخل منطقة "كريتر" والمكتظ بالجماهير الرياضية التي ظلت تنتظر بدء المباراة بين أعرق أندية المدينة الساحلية.
شغب وغضب
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة القوة العسكرية المكونة من عدد من العربات والدوريات المزودة بالأسلحة توقف حافلات الفريقين وتمنعهما بلهجة شديدة من مواصلة السير باتجاه ملعب المباراة واقتياد فريق الوحدة إلى منطقة المنصورة، واحتجازه هناك لساعات.
ونتيجة ذلك ألغيت المباراة التي نتج منها اندلاع حالات شغب وغضب جماهيري احتجاجاً على احتجاز الفريقين، وامتداد الصراع والخلافات الشخصية إلى الرياضة وتنافسها.
كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بغضب الجمهور الذي انتقد الممارسات التي تنتهجها القوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي أنشئ خلال عام 2017 بقيادة عيدروس الزبيدي ويتبنى خيار فصل جنوب اليمن عن شماله والعودة بالبلاد إلى ما كانت عليه الحال قبل مايو (أيار) 1990، الذي شهد توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي في دولة واحدة.
الأمن للاحتجاج الرياضي
ولم تعرف الأسباب التي تقف خلف هذه الغضبة الأمنية ومنع مباراة في كرة القدم على وجه الدقة في مدينة تعشق اللعبة ويعد ناديها "التلال" الذي تأسس عام 1905 الأعرق بين أندية الجزيرة العربية.
إلا أن رئيس اتحاد كرة القدم فرع عدن عبدالجبار سلام أوضح في اتصال مع "اندبندنت عربية" أنه رفع مذكرة احتجاجية إلى محافظ عدن، الذي وجه بالتحقيق الفوري في الواقعة الفريدة من نوعها و"السابقة الخطرة".
وتعليقاً على اتهامه في بيان مدير عام مديرية المنصورة الذي يشغل أيضاً رئيس نادي الأهلي بالوقوف خلف إرسال القوة الأمنية ومنع إقامة المباراة، قال سلام إن القوة تقع في نطاق اختصاصه.
وأضاف أن "المحافظ (أحمد لملس) يحقق في الواقعة وسيكشف من يقف خلف هذه السابقة الخطرة".
وكانت وسائل إعلام محلية اتهمت رئيس أهلي عدن بالوقوف خلف الواقعة، وذلك احتجاجاً على خسارة فريقه في المباراة السابقة ضد نادي شمسان، خصوصاً والقوة العسكرية المكونة من 16 عربة مدججة بالأسلحة اقتادت حافلة فريق نادي الوحدة إلى "ملعب العلواني" التابع لنادي أهلي عدن، إذ كان قدم تظلماً إلى اللجنة المنظمة لدوري كأس عدن ولم تبت في طلبه وتجاهلته، مما دفعه لتحريك قوة أمنية وحجز حافلات لاعبي الشعلة والوحدة.
احتجاز اللاعبين
وفي رسالته العاجلة الموجهة لمحافظ عدن وزير الدولة أحمد لملس قال سلام إنه "لم يطلق سراح اللاعبين إلا بعد اتصالات ومناشدات كبيرة، وعند الاستفسار عن من وجه هذه القوات اتضح أن هناك أوامر وتوجيهات من قبل مدير عام مديرية المنصورة (أحمد الداؤدي)".
وحمل سلام مدير المنصورة مسؤولية الأحداث في ملعب الحبيشي التي أدت إلى اشتباك جمهور الفريقين في الملعب، مشيراً إلى أنه لم يتم تفريقهم إلا بإطلاق الأعيرة النارية.
وطالب رئيس اتحاد الكرة في عدن المحافظ لملس بالتحقيق في الحادثة، متسائلاً كيف لقوات أمنية أن تتلقى أوامر باحتجاز حافلات أندية رياضية؟
وبحسب رقم الهاتف الذي توافر لنا تواصلت "اندبندنت عربية" بمدير عام المنصورة ورئيس النادي الأهلي، ولكنه نفى أن يكون هو الشخص الذي نسأل عنه.
وفي بيان صحافي قال أمين عام اتحاد كرة القدم في العاصمة الموقتة عدن عبدالكريم الشرجبي إن اتحاد الكرة سيعقد اجتماعاً للنظر في الملابسات التي أدت إلى عرقلة المباراة، وعليه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية في حق كل من تسبب في هذه الفوضى غير المسبوقة.
وتأتي هذه المباراة ضمن جولة نصف نهائي دوري كأس عدن في نسخته الثانية، الذي ينظمه المجلس الانتقالي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن رياضة كرة قدم خلافات سياسية الانتقالي کرة القدم
إقرأ أيضاً:
مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: يجب ألا نصمت تجاه جرائم الإبادة الإسرائيلية
يمانيون../ طالب مفوض السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت بعدم صمت تجاه جرائم الإبادة الإسرائيلية متهما حكومة العدو الصهيوني بفرض أكبر حملة تعتيم على حرية الصحافة لما يحدث في غزة .
وقال بوريل في تصريحات صحفية: “لم نر صوراً كثيرة لما ارتكبه “أفراد حماس” في السابع من أكتوبر لكننا نرى كثيراً من الصور لمعاناة أطفال غزة”. وفق قوله.
وأضاف: “تداعيات الصراع والإبادة في الشرق الأوسط تؤثر على العالم بأسره وتضع الإنسانية في مأزق، ويجب ألا نصمت تجاه الإبادة والجرائم الإسرائيلية”.
وتابع بوريل: “التهديد بوقف المساعدات الإنسانية لغزة سيؤدي إلى مخاطر أكبر، ولم يعد هناك شيء في غزة والناس تُركوا ليواجهوا خطر الموت”.
وأردف: “علينا مواجهة وقائع الاحتلال الإسرائيلي والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة في ذلك”.
وأوضح أن “قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت ليس سياسياً وعلى دول الاتحاد تنفيذه لأنه ملزم، مشيراً إلى أنه يجب فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين”.
وقال بوريل: “على الدول الغربية أن تتعامل مع نتنياهو كما تتعامل مع بوتين ومن غير المقبول ازدواجية المعايير”.
وأضاف مفوض الاتحاد الأوروبي: “يجب أن يعلو صوتنا إزاء ما يجري من انتهاكات إسرائيلية وانتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية لا يعني معاداة للسامية”.