عربي21:
2024-09-18@15:09:05 GMT

جمهور ترامب وضارب الطبل الأوّل

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

للمشاركة في إحياء الذكرى الـ23 لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، شاء دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي لانتخابات الرئاسة المقبلة هذا العام، اصطحاب مستشارته لورا لومر؛ التي كانت وراء هوس ترامب بحكاية المهاجرين آكلي الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط، وصاحبة التعليق الأكثر عنصرية ضدّ كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالية والمرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي (فوز الأخيرة سوف يعني أنّ البيت الأبيض لن يعبق إلا بروائح الكاري، تلميحاً إلى أصول هاريس الهندية من جهة أمّها).



وهذه السيدة ليست كارهة للفلسطينيين والعرب عموماً، على نحو مطلق التصريح وجلف الإعلان، فحسب؛ بل هي تتباهى بلقب «الفخورة بكراهية المسلمين»، وكانت تغريداتها في هذا المنحى قد اضطرت إدارة تويتر إلى حجبها، إلى أن أعادها إيلون ماسك بعد شراء المنصة.

أكثر سوابقها دراماتيكة في مضمار الإفراط في التشديد على كراهية المسلمين أنها، في سنة 2017، اشتكت من كثرة وجود سائقين مسلمين لدى شركة النقل «أوبر»، وغردت بأنها لن تستقلّ أية مركبة يقودها مسلم؛ فكان أنّ الشركة قررت حجب الخدمة عنها نهائياً، وعممت القرار على سائر مستخدميها.

لكنّ هذا الجانب ليس نادراً لدى المقرّبين من ترامب وكوادر حملته الانتخابية، فجلّهم كاره للفلسطينيين والعرب والمسلمين، والمهاجرين من كلّ جنسية ولون في أمريكا الراهنة. لكنّ ما يميّز لومر، في شأن ذكرى 11 أيلول /سبتمبر تحديداً، هو أنها تنتمي إلى صفّ مروّجي نظريات المؤامرة حول الواقع، وأنها «عمل داخلي» من تدبير الحكومة الأمريكية.
وهذه السيدة ليست كارهة للفلسطينيين والعرب عموماً، على نحو مطلق التصريح وجلف الإعلان، فحسب؛ بل هي تتباهى بلقب «الفخورة بكراهية المسلمين»
ولأنها أيضاً تصرّ على إعلان «هوية يهودية صلبة»، تهاجم لومر كلّ وأيّ يهودي أمريكي يمكن أن يصوّت للحزب الديمقراطي، سواء في الرئاسيات أم في انتخابات الكونغرس والولايات؛ الأمر الذي يبتهج له ترامب، متغافلاً عن حقيقة أنّ مجموعة ضغط يهودية فاعلة مثل «رابطة مناهضة التشهير» ADL، سعت إلى النأي بيهود أمريكا عن مواقف لومر؛ بالنظر، أوّلاً، إلى علاقاتها الوطيدة مع منظمات ترفع لواء التفوّق العرقي الأبيض، هذه التي تضمر العداء للسامية استطراداً.

وفي سنة 2020 ترشحت لومر لانتخابات الكونغرس عن مقاطعة بالم بيش، ذات نسبة التصويت اليهودي الأعلى في أمريكا، ضدّ المرشح لويس فرانكل اليهودي بدوره، وساندها ترامب رغم أنّ حملتها نهضت على مقولة وحيدة هي أنّ خصمها ينحاز إلى حقوق السود أكثر من اليهود، وأنّ انتخابه سيكون كارثة لأبناء ديانته، وتعمدت أن تتضمن إعلاناتها المضادة مشاهد من الهولوكوست ومفردات باللغة اليديشية. يومها خسرت لومر بمعدّل 59 إلى 39%، لكنّ حظوتها لدى ترامب تضاعفت بدل أن تتناقص.

ويصعب الافتراض بأنّ ترامب لا يدرك العواقب السلبية لانضمام لومر إلى فريق مستشاريه ومساعديه المقرّبين، وأنّ سلوكها أخذ يجبر بعض الأقرب بين هؤلاء (مثل النائبة عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين) على الانخراط علانية في نقد حضور لومر الدائم إلى جانب ترامب.

 يصعب الافتراض، في المقابل، أنه لا يستطيب ذلك السلوك تحديداً لأنه يُكسبه أصوات غلاة أنصار مبداً الـMAGA، «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد»، وعتاة المؤمنين بالتفوّق العرقي الأبيض، وأتباع نظريات المؤامرة الشعبوية، فضلاً عن المتطرفين المتدينين اليهود.

ولهذا فإنّ ترامب لا يوجّه أيّ لوم إلى لومر، ولا يجد حرجاً في امتداحها: إنها «شخصية قوية وصاحبة آراء قوية» وهي «روح حرّة». والأرجح أنه لن يتردد في التضحية بشرائح من ناخبيه، وربما بحفنة من أنصاره في الكونغرس والحزب الجمهوري، لقاء ما يضخّه نموذج لومر في نفوس جماهيره من استنقاع عنصري وأخلاقي وإنساني؛ ليس البتة غريباً عن أهواء ترامب نفسه، في العميق من دواخله.
فما شيمة رهط ترامب سوى الرقص، على أنغام ضارب الطبل الأوّل!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب لورا لومر عنصرية كراهية امريكا كراهية عنصرية ترامب لورا لومر مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب «ينجو» من محاولة اغتيال جديدة.. وهاريس تؤكد: «لا مكان للعنف في أمريكا»

فلوريدا «وكالات»: نجا المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب مما وصفه مكتب التحقيقات الاتحادي بأنه محاولة اغتيال ثانية، وتأكدت سلامته اليوم الاثنين، بعد أن رصد أفراد جهاز الخدمة السرية مسلحا قرب ملعب ترامب للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا وأطلقوا النار عليه أمس.

وقال مسؤولون في إنفاذ القانون إن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا المسلح في أحراش قرب الملعب على بعد مئات الياردات من موقع ترامب.

وأضافوا أن المشتبه به ألقى بندقية هجومية شبيهة بطراز إيه.كيه-47 (كلاشنيكوف) ومتعلقات أخرى وفر في سيارة لكن السلطات اعتقلته بعد ذلك.

جاء ذلك بعد نحو شهرين من تعرض ترامب لمحاولة اغتيال بالرصاص خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا مما أسفر عن إصابته بجرح طفيف في أذنه اليمنى.

وتسلط الواقعتان الضوء على صعوبات تأمين المرشحين الرئاسيين في حملة انتخابية تحتدم فيها المنافسة ويتزايد فيها الاستقطاب قبل نحو سبعة أسابيع من التصويت الذي يجرى في الخامس من نوفمبر.

وقال ترامب على منصات للتواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس «أود أن أشكر الجميع على اهتمامهم وكل من تمنوا لي السلامة. كان بكل تأكيد يوما مثيرا!». وشكر جهاز الخدمة السرية والشرطة على حمايته. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز وقناة فوكس نيوز وشبكة سي.إن.إن نقلا عن مسؤولين في إنفاذ القانون لم تذكر أسماءهم أن المشتبه به يدعى رايان ويسلي روث (58 عاما) من هاواي. وفتش عناصر من الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي منزلا في جرينزبورو بولاية نورث كارولاينا في وقت متأخر اليوم، وأكد أحد الجيران أن المنزل كان مملوكا لروث.

وستثير محاولة الهجوم بلا شك أسئلة جديدة بخصوص مستوى الحماية الممنوح للرئيس السابق. وردا على سؤال من صحفي اعترف مسؤولون بأن ملعب الجولف لم يكن مطوقا أمنيا بالكامل بسبب عدم وجود ترامب حاليا في منصب الرئيس.

وقال ريك برادشو، قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش خلال إفادة أمس «لو كان (رئيسا حاليا) كنا سنطوق ملعب الجولف بأكمله... لأنه ليس كذلك، فالتأمين مقتصر على المناطق التي تعتبرها الخدمة السرية ممكنة».

وبعد فترة وجيزة من الواقعة أرسل ترامب رسالة بالبريد الإلكتروني لأنصاره قال فيها «لن يعرقلني أي شيء. لن أستسلم أبدا!».

ووفقا لبيان أصدره البيت الأبيض، قال الرئيس جو بايدن في وقت لاحق إنه أصدر تعليمات لفريقه للتأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية الموارد التي يحتاجها لضمان سلامة ترامب.

وذكر البيت الأبيض أنه بايدن ونائبته هاريس تم إطلاعهما على الواقعة وأنهما شعرا بارتياح بعد معرفة أن ترامب بخير. وقالت هاريس في منشور على منصة إكس «لا مكان للعنف في أمريكا».

موسكو: «اللعب بالنار» له تبعات وعواقب

إلى ذلك، سافر المشتبه به رايان روث إلى أوكرانيا، التي كان يدعمها صراحة، بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، وقال للصحفيين هناك إن هدفه المساعدة في تجنيد مقاتلين أجانب لدعم قضية كييف بعد رفض تطوعه لكبر سنه. وقال روث في مقابلة مصورة نشرتها صحيفة نيوزويك رومانيا في يونيو 2022 «كثير من الصراعات الأخرى رمادية، لكن هذا الصراع أبيض وأسود بكل تأكيد. هذا عن الخير مقابل الشر».

وقال الفيلق الدولي للمتطوعين الأجانب في أوكرانيا لرويترز: إن روث «لم يكن قط جزءا من الفيلق الدولي أو منتسبا إليه أو مرتبطا به بأي صفة من الصفات».

وذكر مسؤول من الفيلق لشبكة سي.إن.إن أن روث أرسل رسائل بريد إلكتروني يعرض فيها تجنيد متطوعين أجانب، لكن جيش أوكرانيا اعتقد أنه «تسيطر عليه أوهام». وقال أولكسندر شاجوري، المسؤول في قسم تنسيق الأجانب بقيادة القوات البرية لسي.إن.إن «لم نرد حتى، لم يكن هناك ما نرد عليه. لم يكن قط جزءا من الفيلق ولم يتعاون معنا بأي شكل».

واحتوت حسابات شخصية على تطبيقات إكس وفيسبوك ولينكدإن لشخص يدعى رايان روث على منشورات دعم لأوكرانيا. ولم يتسن لرويترز تأكيد أن الحسابات خاصة بالمشتبه به، وامتنعت أجهزة إنفاذ القانون عن التعقيب، لكن إمكانية الوصول إلى الحساب المذكور على فيسبوك وإكس ألغيت بعد ساعات من إطلاق النار.

وتواصلت رويترز مع آدم، نجل المسلح المشتبه به، في متجر الأجهزة الإلكترونية الذي يعمل به في هاواي. وقال آدم إنه لم يسمع بمحاولة الاغتيال وإنه «لا يملك معلومات»، مضيفا أنه لا يعتقد أن من الممكن أن يقدم والده على فعل شيء كهذا.

وأعاد المراسل الاتصال في وقت لاحق وقال أحد زملاء آدم إنه ذهب إلى المنزل بسبب ظرف طارئ.

وفي موسكو، قال الكرملين اليوم الاثنين إن ما قيل عن أن المشتبه في أنه حاول اغتيال المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب له صلات بأوكرانيا يظهر أن «اللعب بالنار» له تبعات وعواقب.

ولدى سؤاله عما وصفها مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بأنها محاولة فيما يبدو لاغتيال ترامب، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين «ليس نحن من يجب علينا التفكير في ذلك بل أجهزة المخابرات الأمريكية. على أي حال اللعب بالنار له عواقب».

وبدا أن التعليق يشير إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ضد روسيا.

ماسورة بندقية في الأحراش

من جهته، قال برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش في مؤتمر صحفي إنه بعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 365 و460 مترا عن مكان ترامب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع رصاصات في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر (الخامسة والنصف بتوقيت جرينتش).

وبعدها ألقى المسلح بندقيته وحقيبتي ظهر وأشياء أخرى وفر في سيارة نيسان سوداء. وقال قائد الشرطة إن أحد الشهود رأى المسلح ونجح في التقاط صور لسيارته ولوحة القيادة قبل أن يلوذ بالفرار.

ونجح مساعدو قائد الشرطة في مقاطعة مارتن المجاورة في توقيف المشتبه به والقبض عليه على الطريق آي-95 الذي يبعد نحو 65 كيلومترا عن ملعب الجولف. ودأبت هاريس على التحذير من أن تولي ترامب الرئاسة لولاية ثانية سيهدد ديمقراطية الولايات المتحدة وتعهدت بتقديم دعم ثابت لأوكرانيا في صراعها في مواجهة روسيا. وعند سؤال ترامب خلال مناظرة الأسبوع الماضي عما إذا كان يريد فوز أوكرانيا بهذه الحرب، أجاب بأنه يريد أن تنتهي الحرب.

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين عن «أطيب تمنياته» للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعائلته بعد تعرضه لما يبدو أنها محاولة اغتيال.

وقال زيلينسكي في منشور على تطبيق إكس: «يسعدني سماع أن دونالد ترامب آمن ولم يصب بأذى. ومن الجيد أن المشتبه به في محاولة الاغتيال تم القبض عليه بسرعة».

وأضاف الرئيس الأوكراني أن حكم القانون له أهمية قصوى، وأن العنف السياسي ليس له مكان في العالم.

ولطالما ردد ترامب مرارا، خلال حملته الانتخابية الحالية كمرشح عن الحزب الجمهوري، أنه قادر على تحقيق سلام فوري بين أوكرانيا وروسيا. وطلب زيلينسكي تفاصيل خطة السلام المقترحة.

كما أيد ترامب أيضا أعضاء الكونجرس الجمهوريين خلال منعهم إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا العام الماضي. لكن زيلينسكي لم يوجه مطلقا انتقادا علنيا لترامب. ومن المتوقع أن يلتقي زيلينسكي بترامب، خلال زيارة مقررة إلى الولايات المتحدة في نهاية هذا الشهر.

وفي سياق ردود الأفعال، قالت إيفيت كوبر وزيرة الداخلية البريطانية اليوم الاثنين إن وقوع أي أعمال عنف سياسي هو أمر صادم وعبرت عن سرورها بسلامة دونالد ترامب بعد ما وصفها مكتب التحقيقات الاتحادي بأنها محاولة اغتيال للرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة.

وأضافت كوبر لقناة سكاي نيوز «من المروع أن نرى عنفا سياسيا. لا ينبغي أن يكون للعنف مكان في أي حملة سياسية».

وتابعت قائلة «نحن جميعا مسرورون أن الرئيس السابق بخير، وأن هذه المحاولة مهما كانت لم تكن ناجحة».

مقالات مشابهة

  • تقرير: العنف السياسي في أمريكا يعود إلى الواجهة مجدداً
  • محاولة اغتيال ترامب تكشف عن "أوقات خطيرة" في أمريكا
  • 3 مرشحين في انتخابات رئاسة أمريكا بخلاف ترامب وهاريس
  • 3 مرشحون في انتخابات رئاسة أمريكا بخلاف ترامب وهاريس
  • ترامب «ينجو» من محاولة اغتيال جديدة.. وهاريس تؤكد: «لا مكان للعنف في أمريكا»
  • حملة ترامب تصدر بيانًا بعد إطلاق نار بالقرب من موقع المرشح الجمهوري
  • أمريكا تؤكد تعرض ترامب لمحاولة اغتيال جديدة وتكشف حالته الصحية
  • حملة ترامب تصدر بيانا عقب اطلاق نار بالقرب من المرشح الجمهوري
  • عاجل. حملة ترامب: إطلاق نار يستهدف تجمعا انتخابيا للمرشح الجمهوري ولا إصابات
  • حملة المرشح الجمهوري: ترامب بخير بعد إطلاق نار بالقرب من مكان تواجده