عربي21:
2025-01-29@21:31:13 GMT

جمهور ترامب وضارب الطبل الأوّل

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

للمشاركة في إحياء الذكرى الـ23 لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، شاء دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي لانتخابات الرئاسة المقبلة هذا العام، اصطحاب مستشارته لورا لومر؛ التي كانت وراء هوس ترامب بحكاية المهاجرين آكلي الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط، وصاحبة التعليق الأكثر عنصرية ضدّ كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالية والمرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي (فوز الأخيرة سوف يعني أنّ البيت الأبيض لن يعبق إلا بروائح الكاري، تلميحاً إلى أصول هاريس الهندية من جهة أمّها).



وهذه السيدة ليست كارهة للفلسطينيين والعرب عموماً، على نحو مطلق التصريح وجلف الإعلان، فحسب؛ بل هي تتباهى بلقب «الفخورة بكراهية المسلمين»، وكانت تغريداتها في هذا المنحى قد اضطرت إدارة تويتر إلى حجبها، إلى أن أعادها إيلون ماسك بعد شراء المنصة.

أكثر سوابقها دراماتيكة في مضمار الإفراط في التشديد على كراهية المسلمين أنها، في سنة 2017، اشتكت من كثرة وجود سائقين مسلمين لدى شركة النقل «أوبر»، وغردت بأنها لن تستقلّ أية مركبة يقودها مسلم؛ فكان أنّ الشركة قررت حجب الخدمة عنها نهائياً، وعممت القرار على سائر مستخدميها.

لكنّ هذا الجانب ليس نادراً لدى المقرّبين من ترامب وكوادر حملته الانتخابية، فجلّهم كاره للفلسطينيين والعرب والمسلمين، والمهاجرين من كلّ جنسية ولون في أمريكا الراهنة. لكنّ ما يميّز لومر، في شأن ذكرى 11 أيلول /سبتمبر تحديداً، هو أنها تنتمي إلى صفّ مروّجي نظريات المؤامرة حول الواقع، وأنها «عمل داخلي» من تدبير الحكومة الأمريكية.
وهذه السيدة ليست كارهة للفلسطينيين والعرب عموماً، على نحو مطلق التصريح وجلف الإعلان، فحسب؛ بل هي تتباهى بلقب «الفخورة بكراهية المسلمين»
ولأنها أيضاً تصرّ على إعلان «هوية يهودية صلبة»، تهاجم لومر كلّ وأيّ يهودي أمريكي يمكن أن يصوّت للحزب الديمقراطي، سواء في الرئاسيات أم في انتخابات الكونغرس والولايات؛ الأمر الذي يبتهج له ترامب، متغافلاً عن حقيقة أنّ مجموعة ضغط يهودية فاعلة مثل «رابطة مناهضة التشهير» ADL، سعت إلى النأي بيهود أمريكا عن مواقف لومر؛ بالنظر، أوّلاً، إلى علاقاتها الوطيدة مع منظمات ترفع لواء التفوّق العرقي الأبيض، هذه التي تضمر العداء للسامية استطراداً.

وفي سنة 2020 ترشحت لومر لانتخابات الكونغرس عن مقاطعة بالم بيش، ذات نسبة التصويت اليهودي الأعلى في أمريكا، ضدّ المرشح لويس فرانكل اليهودي بدوره، وساندها ترامب رغم أنّ حملتها نهضت على مقولة وحيدة هي أنّ خصمها ينحاز إلى حقوق السود أكثر من اليهود، وأنّ انتخابه سيكون كارثة لأبناء ديانته، وتعمدت أن تتضمن إعلاناتها المضادة مشاهد من الهولوكوست ومفردات باللغة اليديشية. يومها خسرت لومر بمعدّل 59 إلى 39%، لكنّ حظوتها لدى ترامب تضاعفت بدل أن تتناقص.

ويصعب الافتراض بأنّ ترامب لا يدرك العواقب السلبية لانضمام لومر إلى فريق مستشاريه ومساعديه المقرّبين، وأنّ سلوكها أخذ يجبر بعض الأقرب بين هؤلاء (مثل النائبة عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين) على الانخراط علانية في نقد حضور لومر الدائم إلى جانب ترامب.

 يصعب الافتراض، في المقابل، أنه لا يستطيب ذلك السلوك تحديداً لأنه يُكسبه أصوات غلاة أنصار مبداً الـMAGA، «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد»، وعتاة المؤمنين بالتفوّق العرقي الأبيض، وأتباع نظريات المؤامرة الشعبوية، فضلاً عن المتطرفين المتدينين اليهود.

ولهذا فإنّ ترامب لا يوجّه أيّ لوم إلى لومر، ولا يجد حرجاً في امتداحها: إنها «شخصية قوية وصاحبة آراء قوية» وهي «روح حرّة». والأرجح أنه لن يتردد في التضحية بشرائح من ناخبيه، وربما بحفنة من أنصاره في الكونغرس والحزب الجمهوري، لقاء ما يضخّه نموذج لومر في نفوس جماهيره من استنقاع عنصري وأخلاقي وإنساني؛ ليس البتة غريباً عن أهواء ترامب نفسه، في العميق من دواخله.
فما شيمة رهط ترامب سوى الرقص، على أنغام ضارب الطبل الأوّل!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب لورا لومر عنصرية كراهية امريكا كراهية عنصرية ترامب لورا لومر مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حزب مصر أكتوبر: التهجير القسري للفلسطينيين.. مرفوض

قال أحمد سامي سليمان أمين شباب الجمهورية لحزب مصر أكتوبر، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن التهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر والأردن، وتصفية القضية الفلسطينية هو أمر مرفوض تماما.

تصريحات ترامب تخالف القانون الدولي

وأضاف «سليمان» في بيان له، أن ما قاله ترامب بهدف تحقيق الأهداف التي يخطط لها الاحتلال الإسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على أراضي الشعب الفلسطيني، هو أمر مخالف تمام للقوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية.

دعم مصر لقضية فلسطين لا يتغير

وأشاد أمين شباب الجمهورية لحزب مصر أكتوبر، بالموقف المصري الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد القيادة السياسية رفضها لمخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، هذه المخططات التي كشف نواياها الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ بداية الحرب على غزة، وحذر منها ومن عواقبها في جميع اللقاء والفعاليات الدولية وخلال لقاءاته مع قادة العالم.

وأكد أحمد سامي سليمان، على ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والتماسك المجتمعي والاصطفاف الوطني وتوحيد الصف خلف القيادة السياسية والدولة المصرية باعتباره واجب وطني في هذه المرحلة، من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري.

وأشار إلى أن مصر كانت دائما الدولة التي تحمل القضية الفلسطينية على عاقتها، وبذلت جهود كبيرة في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني من خلال المساعدات التي قدمتها.

 

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تعتزم طلب تمويل إضافي من الكونغرس لبرامج ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • أمين الشعب الجمهوري بالجيزة: تصريحات ترامب عن تهجير الفلسطينيين تخالف القانون الدولي
  • رئيس «برلمانية الشعب الجمهوري»: مصر تحبط مخطط أمريكا لتهجير الفلسطينيين
  • غير مقبول..فرنسا ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة
  • حزب مصر أكتوبر: التهجير القسري للفلسطينيين.. مرفوض
  • الأردن: الحديث عن وطن بديل للفلسطينيين مرفوض
  • قيادي بالشعب الجمهوري: مصر لا تساوم على أمنها القومي.. ونرفض مخطط التهجير ودعوات ترامب
  • الشعب الجمهوري: يجب تعزيز الجبهة الداخلية ضد مخططات التهجير
  • طارق فهمي: مصر تعاملت مع أطروحات التهجير القسري للفلسطينيين بحزم
  • حزب الشعب الجمهوري يؤكد رفضه أي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني