كتبت دوللي بشعلاني في" الديار":   يعتبر البعض أنّ مشروع دولة لبنان الكبير (1920-1926) قد انتهى في ظلّ ما تشهده هذه الدولة اليوم من نزاعات وانقسامات وشغور رئاسي ما يؤدّي الى مطالبة هذا البعض بتطبيق الفيديرالية أو التقسيم على أساس طائفي، في حين يجد البعض الآخر أنّ هذا المشروع ليس محطّة تاريخية من عمر الوطن فحسب، بل هو مسألة جوهرية لتأسيس الدولة تطال جغرافيتها.

ولهذا فمن غير الممكن أن تنتهي هذه الدولة في ظلّ وجود مَن يُدافع عن حدودها المعترف بها.   يقول السفير بسّام النعماني لجريدة "الديار" بأنّ الفرنسيين كانوا يودّون إنشاء "دولة لبنان الصغير" لا يشمل جبل عامل إلى الجنوب من نهر الليطاني، غير أنّ إصرار البطريرك يوسف الحويك آنذاك على توسيع متصرّفية جبل لبنان، هو الذي أدّى في نهاية الأمر الى قبولهم بما اقترحه من حدود لدولة لبنان الكبير. وتقدّم الحويّك بخريطة الى مؤتمر السلام في باريس استندت الى خريطة الأركان الفرنسية في العام 1860.   وهذه الخريطة موجودة في متحف بكركي، وقد نشرها العديد من المؤرّخين اللبنانيين. فالحويّك كان يُطالب بأن تمتد الحدود الجنوبية من رأس الناقورة الى بحيرة الحولة. ولهذا كانت مزارع شبعا وبانياس تقعان ضمن مطالبه لحدود دولة لبنان الكبير.   لا بدّ من معرفة أنّ الخرائط، ليست المقياس الوحيد لتحديد حدود الدولة، فهذه الأخيرة يجري تعديلها وتزويرها أو التغيير فيها عبر فترات تاريخية مختلفة. في الوقت نفسه، إنّ أي تحديد للحدود يحتاج الى موافقة ثنائية أو دولية، لا يستطيع أي طرف إعلان حدوده من طرف واحد، إلّا عن طريق القوة.   وثمّة مجموعة خرائط لحدود دولة لبنان الكبير على ما أوضح، لا بدّ من دراستها واستنتاج ما يُمكن منها:   1- خريطة العام 1862، وهي خريطة الأركان التأسيسية للكيان اللبناني. وثمّة من قال أخيراً بأنّ هذه الخريطة تُبشّر بانتهاء لبنان الكبير المسيحي بخلفيته التاريخية. استندت هذه الخريطة الى حدود الإمارة الشهابية. ومع أنّها لم تحدد بوضوح الحدود الشمالية والجنوبية، إلا أن الحدود الشرقية ضمّت وادي العسل أي مزارع شبعا.   وهذه الخريطة موجودة ومعلقة نظراً لأهميتها في المصيلح وفي المختارة. وعندما أصدر الجنرال غورو قرارات إنشاء دولة لبنان الكبير، ضمّ الخريطة مع ترسيم للحدود في هذه الخريطة بالذات. أمّا في مؤتمر الحوار بين عامي 2005-2006 فقد أبرزها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وعلى ضوئها اتخذ القرار بأن المقاومة تستمر إلى حين تحرير مزارع شبعا.   2- خريطة سايكس- بيكو وضعت الحولة، وصفد، ومزارع شبعا في لبنان.   3- خريطة البطريرك الحويك في العام 1919 تضع الحولة ومزارع شبعا في دولة لبنان الكبير.   4- خريطة غورو في 1920، التي جرى فيها التخلّي عن الحولة ولكن مع إبقاء بانياس ومزارع شبعا في دولة لبنان الكبير.   5- الإتفاقية الحدودية بين لبنان وفلسطين في 23 كانون الأول 1920 والقرى السبع. لكن خريطة الإتفاقية مفقودة.   6- خريطة بوليه- نيوكومب في العام 1923 قامت بتثبيت الحدود اللبنانية من رأس الناقورة إلى جسر الغجر. أمّا القسم ما بين جسر الغجر وجبل الشيخ، فلا يزال يحتاج إلى الترسيم والتحديد، أي إعطاء الصبغة القانونية والاعتراف الدولي بها.   7- مزارع شبعا، التي لا تزال إحتجاجات الأهالي على ترسيمها قائمة، والتي تقدموا بها أولاً لسلطة الإنتداب الفرنسية، ثم لحكومة الاستقلال في الأربعينات، وحتى يومنا هذا. وتوجد خريطة عقارية جرى فيها تعديل الحدود في العام 1947 بموافقة لبنان وسوريا. ولدى تحضير الملف اللبناني في العام 2000، والملف الجديد في 2006، قُدّمت هذه الخريطة العقارية مع مستندات أخرى إلى الأمم المتحدة.   8- الغجر موضوع شائك منذ الأربعينيات، إلا أن 80 في المئة من الخرائط، بما فيها الإسرائيلية، كانت تضع الغجر داخل الأراضي اللبنانية. والتمدد إلى داخل الأراضي اللبنانية شمالاً كان في فترة الستينات بسبب أنهم كانوا يعتبرون
أنهم ما زالوا داخل لبنان. وإلا، فلماذا لم يتمددوا شرقاً وجنوباً داخل ما كان يعتبر الأراضي السورية؟ وبعد أن احتل الإسرائيليون الغجر عام 1967،عدّلوا خرائطهم وأصبحت الغجر "فجأة" داخل ما يمكن إعتباره أراضٍ سورية محتلة.
9- التحفظات اللبنانية على النقاط الـ 13، تُظهرها خرائط عدّة.   من هنا، يُمكن الإستنتاج، على ما ختم النعماني، أنّ الخط الفاصل بين حدود دولتين ممكن أن يتغيّر، أو أن يتمّ تعديله وفقاً لإتفاقية معيّنة، غير أنّ الدولة لا يُمكن أن تنتهي بشحطة قلم، أو بمجرد التلاعب بالخرائط من جانب واحد من دون إتفاقيات دولية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: دولة لبنان الکبیر هذه الخریطة مزارع شبعا فی العام مکن أن

إقرأ أيضاً:

طقس المملكة.. خريطة الأمطار الرعدية حتى الأحد المقبل

دعت المديرية العامة للدفاع المدني إلى أخذ الحيطة والحذر، وضرورة البقاء في أماكن آمنة والابتعاد عن أماكن تجمُّع السيول والأودية وعدم السباحة فيها، والالتزام بالتعليمات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لاستمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة، من يوم غدٍ الأربعاء حتى الأحد المقبل.
وأوضحت أن منطقة مكة المكرمة ستتأثر بأمطار متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول وتساقط البرد ورياح هابطة مثيرة للأتربة والغبار تشمل العاصمة المقدسة والجموم والطائف وميسان وأضم والعرضيات والكامل، وخفيفة إلى متوسطة لتشمل الخرمة وتربة ورنية والمويه والليث والقنفذة وبحرة وخليص.

#الأرصاد: #أمطار غزيرة على العرضيات#اليوم #طقس_السعودية #درجات_الحرارةhttps://t.co/uxXv5SZGQF— صحيفة اليوم (@alyaum) September 17, 2024طقس المملكةوأشارت المديرية إلى أن مناطق الباحة وعسير وجازان ستتأثر بأمطار متوسطة إلى غزيرة، وخفيفة إلى متوسطة على منطقتي نجران والمدينة المنورة.
أخبار متعلقة طقس المملكة.. استمرار الأمطار الرعدية على أجزاء من معظم المناطقحتى الثلاثاء المقبل.. استمرار الأمطار الرعدية على بعض المناطقطقس السعودية.. أمطار ورياح نشطة على حائل ونجران

مقالات مشابهة

  • لفهم ضخامة الهجوم.. خريطة توضح مناطق انفجارات البيجر في لبنان
  • مقتل مهرب للسلاح وإصابة آخر باشتباكات على الشريط الحدودي في ديالى
  • التوترات على الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل: التصعيد الأخير وتداعياته
  • الكبير:العلاقة مع حكومة الدبيبة تدهورت بسبب المطالبة بصرف ميزانية موحدة
  • طقس المملكة.. خريطة الأمطار الرعدية حتى الأحد المقبل
  • مناظرة انتخابية في البرازيل تنتهي بـالكراسي (فيديو)
  • حافلات المدارس.. تحديات ومعاناة لا تنتهي
  • السيول تسببت بقطع الطريق الرابط بين مدينة بورتسودان ومعبر “أوسيف” الحدودي مع مصر
  • التلاعب بأسعار الخبز الحر.. ضبط 13 طن دقيق مدعم بحملة تموينية
  • المغرب يحبط محاولات اقتحام السياج الحدودي مع سبتة.. واعتقال المحرضين