الوطن:
2025-02-13@10:44:45 GMT

علي الفاتح يكتب: تداعيات التطبيع المصري التركي..!

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: تداعيات التطبيع المصري التركي..!

يقول المثل المصرى الشهير: «ما من محبة إلا بعد عداوة»، فى إشارة ربما إلى أن الوئام والصداقة يكونان أكثر مكانة ورسوخاً وأطول عمراً إذا جاءا بعد فترة صراع وخلاف، يتعرف خلالها الطرفان على أوراق القوة ونقاط الضعف لدى كل منهما، ومن ثم تتولد قناعة لديهما بأن المصالح التى يجلبها الوفاق والتحالف أكبر بكثير من تلك التى قد يحققها انقسام طرف على الآخر.

هكذا يمكن توصيف ما جرى بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين مصر وتركيا، خلال عقد منصرم، شهد صراعاً بينهما على النفوذ فى شرق المتوسط وليبيا وصولاً إلى القرن الأفريقى.

لقد خبر البلدان بعضهما البعض جيداً، وأدركا أن تحالفهما يحقق مصلحة مشتركة فى كل مناطق الخلاف السابقة على نحو يحقق المزيد من الاستقرار والأمن.

مجلس التعاون الاستراتيجى الذى تم تدشينه بعقد أول اجتماع له برئاسة كل من الزعيمين عبدالفتاح السيسى ورجب طيب أردوغان فى أنقرة الأسبوع الماضى، سيعمل على ترجمة نحو 20 مذكرة تفاهم بين البلدين فى مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والتعليم والصحة والاستثمار إلى اتفاقيات لها آليات تنفيذ واضحة ومحددة تعمل وفق جدول زمنى، حيث لا وقت أمام اقتصاد البلدين، فكلاهما يحتاج الآخر لمواجهة تحدياته الآنية.

أما نقاط الصراع الساخنة، فعلى ما يبدو أنه قد تم التوافق بشأنها خلال السنوات الأربع الماضية، عندما بدأ أول تواصل بين الأجهزة السيادية والدبلوماسية التابعة للبلدين فى صيف 2020.

فى ليبيا أبرز تلك النقاط، أعلنت تركيا قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنقرة انفتاحها على الشرق الليبى، ورغبتها فى افتتاح قنصلية لها بمدينة بن غازى.

وخلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الزعيمان «السيسى وأردوغان»، عقب توقيع مذكرات التفاهم، رسم السيسى خريطة مستقبل ليبيا وعمادها وحدة الأراضى الليبية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وجلاء جميع القوات الأجنبية غير الشرعية وسحب جميع عناصر المرتزقة، بهذا الوضع فقط يمكن التنسيق بين مصر وتركيا فيما يخص عمليات إعادة الإعمار فى شرق وغرب ليبيا معاً، وتعزيز الاقتصاد الوطنى الليبى وقدرته على الاستفادة من مقدراته الطبيعية بما لدى مصر وتركيا من إمكانات وخبرات.

وفيما يتعلق بغاز شرق المتوسط يُحسب لمصر أنها تركت مناطق بحرية دون ترسيم مع قبرص واليونان لحين إنهاء خلافاتهما مع الجانب التركى، وهو ما يمكن اعتباره نقطة البداية نحو اتفاق يحقق الاستقرار فى منطقة شرق المتوسط.

تعاون أوراق الضغط والقوة المصرية والتركية من شأنه فرض الاستقرار وحلحلة الصراعات فى السودان والصومال والقرن الأفريقى كما فى شرق المتوسط وليبيا على نحو يُقلّم أظافر الشر لبعض الأطراف الدولية والإقليمية التى تسعى لإذكاء الانقسامات والفتن فى تلك المناطق الحيوية بالنسبة لمقتضيات الأمن القومى للبلدين.

وتأتى سوريا فى قلب المصالح الحيوية لكل من القاهرة وأنقرة عبر التاريخ، وظنى أن مصر ستلعب دوراً دقيقاً فى تطبيع العلاقات السياسية بين أنقرة ودمشق وستمنح المساعى الروسية والإيرانية والعراقية المزيد من الزخم.

فكل هذه الأطراف أزعجتها تقارير استخباراتية حذرت من مساعٍ أمريكية لإقامة دولة كردية فى الشمال الشرقى السورى، بعد أن لوحظ تزايد حجم التعزيزات العسكرية واللوجيستية للقواعد الأمريكية، والقوات الكردية التى تدعمها بحجة مواجهة تنظيم داعش.

التقارير أشارت إلى رغبة الولايات المتحدة فى إنشاء كيان كردى يشبه الكيان الصهيونى، وهو ما يهدد استقرار واستقلال إيران والعراق وتركيا، حيث توجد أقليات كردية، إضافة إلى تهديد النفوذ الروسى، علاوة على تهديد سلامة وحدة الأراضى السورية.

حماية الدولة الوطنية إحدى أهم ركائز الأمن القومى المصرى التى شدد عليها الرئيس السيسى غير مرة، خاصة عند الإشارة إلى الأزمة السورية، وربما انضمت القاهرة فعلياً إلى الجهد الدبلوماسى الساعى لعقد لقاء قمة بين الرئيسين بشار الأسد وأردوغان.

الاستقرار والسلام والازدهار ثمار التطبيع فقط عندما يكون بين الأصدقاء أصحاب التاريخ المشترك، ويتعين على ساسة الشرق الأوسط تحسين سمعة هذا المصطلح التى ساءت لطول ارتباطه بالكيان الصهيونى الذى رفض، عبر عقود، كل مبادرات السلام. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر تركيا الكيان الصهيونى شرق المتوسط

إقرأ أيضاً:

تداعيات أمنية وسياسية: تقرير “نوردك مونيتور” يحذر من إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا

ليبيا – تقرير “نوردك مونيتور”: تداعيات إرسال تركيا لمرتزقتها السوريين إلى ليبيا تشكل خطراً أمنياً وتحولاً سياسياً

موجة من المخاطر الأمنية

كشف تقرير تحليلي نشره موقع الأخبار الاستقصائية السويدي “نوردك مونيتور” الناطق بالإنجليزية، عن تداعيات إرسال تركيا لمرتزقتها السوريين إلى أراضي ليبيا. وأشار التقرير إلى أن بعض هؤلاء المرتزقة، وتحديدًا 13 منهم، لجأوا إلى الاستعانة بشبكات الاتجار بالبشر في العاصمة طرابلس، بهدف الوصول إلى إيطاليا باستخدام الوسائل المعروفة للهجرة غير الشرعية.

دعم لوجستي ووعود بجنسية

أكد التقرير أن تركيا لم تكتفِ بإرسال المرتزقة فحسب، بل وفرت لهم رواتب شهرية ودعمًا لوجستيًا، إضافة إلى وعود بمنحهم جنسية تركيا لهم ولعائلاتهم. كما وصف التقرير تواجد آلاف المرتزقة السوريين في ليبيا، مدعومين بوجود كبير للأصول العسكرية والاستخباراتية التركية، مما يزيد من خطورة الوضع على المستوى الإقليمي.

تأثير على الأمن الأوروبي

يعتبر التقرير أن هذا الوضع يمثل خطرًا أمنيًا كبيرًا على الدول الأوروبية، إذ من المتوقع أن تستقبل هذه القوات المقاتلة، المتمرسة في المعارك والمدربة على استخدام الأسلحة والمتفجرات، والمجهزة بتكتيكات التخريب والتسلل من قبل المخابرات التركية. كما أشارت التقارير إلى أن بعض هؤلاء المرتزقة توجهوا نحو أوروبا بعد مواجهة صعوبات مالية، ناجمة عن انخفاض قيمة الليرة التركية، مما أدى إلى خفض رواتب كانت تُقدّر يومياً بألفي دولار وأثار ذلك الاستياء والاحتجاجات داخل ليبيا.

رد الأمم المتحدة وتحذيرات التحول السياسي

ونقل التقرير عن الأمم المتحدة موقفها الرافض لاستمرار تركيا في نشر مرتزقتها السوريين في ليبيا، بما في ذلك الأطفال، واصفاً هذا الإجراء بأنه عمل يهدد السلام والاستقرار والأمن، ويُعيق أو يقوض نجاح التحول السياسي في البلاد. وأكد التقرير أن استمرار هذه الممارسات قد يؤثر سلباً على العملية السياسية في ليبيا، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى دعم الاستقرار في المنطقة.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • هل تؤدي خطط ترامب إلى إفشال التطبيع السعودي الإسرائيلي؟
  • أخبار التوك شو| السيسى وملك الأردن يشددان على بدء عملية إعادة إعمار غزة.. إسرائيل تحصل على موافقة أمريكية للبقاء في جنوب لبنان
  • السيسى وملك الأردن يشددان على بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري
  • مصدر مطّلع: انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة
  • تداعيات أمنية وسياسية: تقرير “نوردك مونيتور” يحذر من إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا
  • د.حماد عبدالله يكتب: "معايرة" وقحة للمصريين !!
  • عبد الرحيم على يكتب: مصطفى بيومي وشغف الذاكرة
  • عادل عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي رحيل بالجسد وخلود بالذكرى
  • تداعيات واسعة مع عزم ترامب رفع الجمارك على الصلب والألومنيوم
  • المفوضية الأوروبية: مراقبة تداعيات فرض أمريكا عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية