الوطن:
2024-09-18@14:33:24 GMT

علي الفاتح يكتب: تداعيات التطبيع المصري التركي..!

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: تداعيات التطبيع المصري التركي..!

يقول المثل المصرى الشهير: «ما من محبة إلا بعد عداوة»، فى إشارة ربما إلى أن الوئام والصداقة يكونان أكثر مكانة ورسوخاً وأطول عمراً إذا جاءا بعد فترة صراع وخلاف، يتعرف خلالها الطرفان على أوراق القوة ونقاط الضعف لدى كل منهما، ومن ثم تتولد قناعة لديهما بأن المصالح التى يجلبها الوفاق والتحالف أكبر بكثير من تلك التى قد يحققها انقسام طرف على الآخر.

هكذا يمكن توصيف ما جرى بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين مصر وتركيا، خلال عقد منصرم، شهد صراعاً بينهما على النفوذ فى شرق المتوسط وليبيا وصولاً إلى القرن الأفريقى.

لقد خبر البلدان بعضهما البعض جيداً، وأدركا أن تحالفهما يحقق مصلحة مشتركة فى كل مناطق الخلاف السابقة على نحو يحقق المزيد من الاستقرار والأمن.

مجلس التعاون الاستراتيجى الذى تم تدشينه بعقد أول اجتماع له برئاسة كل من الزعيمين عبدالفتاح السيسى ورجب طيب أردوغان فى أنقرة الأسبوع الماضى، سيعمل على ترجمة نحو 20 مذكرة تفاهم بين البلدين فى مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والتعليم والصحة والاستثمار إلى اتفاقيات لها آليات تنفيذ واضحة ومحددة تعمل وفق جدول زمنى، حيث لا وقت أمام اقتصاد البلدين، فكلاهما يحتاج الآخر لمواجهة تحدياته الآنية.

أما نقاط الصراع الساخنة، فعلى ما يبدو أنه قد تم التوافق بشأنها خلال السنوات الأربع الماضية، عندما بدأ أول تواصل بين الأجهزة السيادية والدبلوماسية التابعة للبلدين فى صيف 2020.

فى ليبيا أبرز تلك النقاط، أعلنت تركيا قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنقرة انفتاحها على الشرق الليبى، ورغبتها فى افتتاح قنصلية لها بمدينة بن غازى.

وخلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الزعيمان «السيسى وأردوغان»، عقب توقيع مذكرات التفاهم، رسم السيسى خريطة مستقبل ليبيا وعمادها وحدة الأراضى الليبية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وجلاء جميع القوات الأجنبية غير الشرعية وسحب جميع عناصر المرتزقة، بهذا الوضع فقط يمكن التنسيق بين مصر وتركيا فيما يخص عمليات إعادة الإعمار فى شرق وغرب ليبيا معاً، وتعزيز الاقتصاد الوطنى الليبى وقدرته على الاستفادة من مقدراته الطبيعية بما لدى مصر وتركيا من إمكانات وخبرات.

وفيما يتعلق بغاز شرق المتوسط يُحسب لمصر أنها تركت مناطق بحرية دون ترسيم مع قبرص واليونان لحين إنهاء خلافاتهما مع الجانب التركى، وهو ما يمكن اعتباره نقطة البداية نحو اتفاق يحقق الاستقرار فى منطقة شرق المتوسط.

تعاون أوراق الضغط والقوة المصرية والتركية من شأنه فرض الاستقرار وحلحلة الصراعات فى السودان والصومال والقرن الأفريقى كما فى شرق المتوسط وليبيا على نحو يُقلّم أظافر الشر لبعض الأطراف الدولية والإقليمية التى تسعى لإذكاء الانقسامات والفتن فى تلك المناطق الحيوية بالنسبة لمقتضيات الأمن القومى للبلدين.

وتأتى سوريا فى قلب المصالح الحيوية لكل من القاهرة وأنقرة عبر التاريخ، وظنى أن مصر ستلعب دوراً دقيقاً فى تطبيع العلاقات السياسية بين أنقرة ودمشق وستمنح المساعى الروسية والإيرانية والعراقية المزيد من الزخم.

فكل هذه الأطراف أزعجتها تقارير استخباراتية حذرت من مساعٍ أمريكية لإقامة دولة كردية فى الشمال الشرقى السورى، بعد أن لوحظ تزايد حجم التعزيزات العسكرية واللوجيستية للقواعد الأمريكية، والقوات الكردية التى تدعمها بحجة مواجهة تنظيم داعش.

التقارير أشارت إلى رغبة الولايات المتحدة فى إنشاء كيان كردى يشبه الكيان الصهيونى، وهو ما يهدد استقرار واستقلال إيران والعراق وتركيا، حيث توجد أقليات كردية، إضافة إلى تهديد النفوذ الروسى، علاوة على تهديد سلامة وحدة الأراضى السورية.

حماية الدولة الوطنية إحدى أهم ركائز الأمن القومى المصرى التى شدد عليها الرئيس السيسى غير مرة، خاصة عند الإشارة إلى الأزمة السورية، وربما انضمت القاهرة فعلياً إلى الجهد الدبلوماسى الساعى لعقد لقاء قمة بين الرئيسين بشار الأسد وأردوغان.

الاستقرار والسلام والازدهار ثمار التطبيع فقط عندما يكون بين الأصدقاء أصحاب التاريخ المشترك، ويتعين على ساسة الشرق الأوسط تحسين سمعة هذا المصطلح التى ساءت لطول ارتباطه بالكيان الصهيونى الذى رفض، عبر عقود، كل مبادرات السلام. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر تركيا الكيان الصهيونى شرق المتوسط

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي: لن يتوسع التطبيع ما لم نهزم أعداءنا بالمنطقة

أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إن انضمام مزيد من الدول العربية إلى اتفاقيات التطبيع يحتاج إلى "إخضاع أعداءنا".

وقال كوهين في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس": "متأكد من أنه في المستقبل القريب سوف تنضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات التطبيع".

وأرفق كوهين في تدوينته صورة له أثناء افتتاح السفارة الإسرائيلية في البحرين.

لكنه حذر من أن ذلك "لن يحدث إلا من خلال القوة وفقط بعد أن ننجح في إخضاع أعدائنا في الشرق الأوسط".

وبحسب وجهة نظر الوزير الذي تولى حقيبة الخارجية إبان توقيع اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية فإنه "لا أحد يصنع السلام مع الضعفاء".

وأضاف: "يجب على إسرائيل التعاون مع المجتمع الدولي لوضع حد لمحور الشر الإيراني، وبهذه الطريقة سنحقق الاستقرار والرخاء والسلام والأمن في الشرق الأوسط" على حد تعبيره.

היום לפני 4 שנים נחתמו הסכמי אברהם, ששינו את פני המזרח התיכון.
גם כיום, בעיצומה של מלחמה, הסחר בין המדינות ממשיך לשגשג, מה שמוכיח שההסכמים כאן כדי להישאר.

אני בטוח שבעתיד הלא רחוק מדינות נוספות יצטרפו להסכמים, אך זה יקרה רק מתוך עוצמה, ורק לאחר שנכניע את אויבינו.
במזרח התיכון… pic.twitter.com/e62iRmwUGT

— אלי כהן | Eli Cohen (@elicoh1) September 15, 2024
يذكر أنه أعلن في 13 أغسطس/ آب 2020 عن توصل الإمارات والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين الطرفين، وبعد أقل من شهر وتحديدا في 11 أيلول/ سبتمبر 2020 أعلن عن اتفاق تطبيع آخر مع البحرين التي انضمت إلى ممثلي الإمارات و"إسرائيل" والولايات المتحدة للتوقيع.


وتم توقيع ما يسمى باتفاقيات "أبراهام" يوم 15 أيلول/ أيلول 2020 في البيت الأبيض، بين كل من الإمارات والبحرين و"إسرائيل"، بوساطة أمريكية.

وتتعلق هذه الاتفاقيات بـ"معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة مع إسرائيل، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضي أي منهما لاستهداف الطرف الآخر".

ولاحقا في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، رعت الولايات المتحدة أيضا اتفاق تطبيع بين المغرب و"إسرائيل"، تزامن مع اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووعد منها ببيع أسلحة وتنفيذ استثمارات ضخمة.

وكان نتنياهو يأمل بانضمام السعودية لاتفاقيات "أبراهام" خصوصا وأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اهتمت بهذا الملف وحاولت جاهدة، إلا أن العدوان الإسرائيلي العنيف الذي شنه جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء، أفشل تلك الجهود، وبات التطبيع السعودي بعيدا وتم إضافة العديد من الشروط لتحقيقه.

مقالات مشابهة

  • استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري: تفاصيل أسعار اليوم 18 سبتمبر 2024
  • محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • عقيلة صالح: التقارب المصري التركي فرصة لحل الأزمة وإخراج القوات الأجنبية
  • المستشار صالح: التقارب المصري التركي يسهم في حل الازمة الليببة
  • عقيلة صالح: التقارب المصري التركي يسهم في حل الأزمة الليبية
  • رئيس الوزراء المصري: تراجع كبير في إيرادات قناة السويس جراء تداعيات الحرب على غزة
  • مع أو ضد.. شباب عرب يناقشون في باب حوار مسألة التطبيع
  • الرئيس السيسى: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إحياء للإنسانية وتكريم لها
  • وزير إسرائيلي: لن يتوسع التطبيع ما لم نهزم أعداءنا بالمنطقة